كتب الأخ [أسامة](http://www.osama.ae/) عن [موقف مزعج](http://osama.ae/index.php?p=91) حدث له في أحد المصارف، وقد قمت بالتعليق عليه مطالباً بأن يذكر اسم هذا المصرف، ليس لأنني أريد معرفته فأنا أعرف المصرف الذي يتعامل معه الأخ أسامة، بل لنكسر عادة غير منطقية نمارسها في كتاباتنا، عندما نريد أن نمدح مؤسسة ما سواء كانت حكومية أو تجارية فنحن نذكرها بالإسم، والمديح سببه في الغالب موقف جميل مررنا به في هذه المؤسسة أو تلك، في الجانب الآخر عندما نواجه مواقف سيئة في أي مؤسسة ففي الغالب لا نذكر اسم المؤسسة، لماذا؟
أرى أن تصرفنا هذا غير منطقي، عندما نذكر المحاسن أو المساوئ فعلينا في الحالتين أن نذكر أسماء المؤسسات، وربما الأشخاص أيضاً، إن كان هناك شخص مسؤول في موقع مهم ليس من الحكمة أن أتحدث عنه بضمير الغائب، فهو في موقع مسؤولية وإن أصاب أو أخطأ علينا أن نذكره بالاسم، ليس لأنه فلان، بل بسبب المسؤولية التي يتولاها.
لا أطالب هنا بالتشهير فهذا آخر شيء أريده، لننظر إلى المسألة من زاوية مختلفة قليلاً، يكتب شخص ما عن مؤسسة ما لم تعامله بشكل حسن، تنشر المقالة في إحدى الصحف ثم لا يحدث شيء، مقالة كتبها شخص لا يعرفه أحد عن مؤسسة لم يفصح عن اسمها، وسيعتبرها الناس مقالة للتنفيس عن الغضب لا أكثر، ولو ذكر هذا الشخص اسم المؤسسة فلعل مسؤولاً من المؤسسة يقرأ هذا الكلام ويحاول تغيير الواقع، وربما ينتبه الناس فيحذرون عند تعاملهم مع المؤسسة، والأمر نسبي، في بعض المواقف يجب ذكر الاسماء وفي مواقف أخرى لا داعي لذكر أي اسم.
طبعاً لا يكفي هنا أن يكتب الإنسان عن المواقف التي مر بها، إذا أراد التغيير فعليه أن يتحرك قليلاً ويتصل بالمسؤولين في المؤسسات ويخبرهم بما حدث، وشخصياً جربت الحديث مع مسؤولين ووجدت استجابة منهم، إن لم يجدي ذلك فعليه أن يراسل بعض الصحفيين لعلهم يكتبون عن الأمر، وتأثير الصحافة قد يكون كبيراً في بعض الأحيان، إن لم يجدي ذلك فلا بد من تحرك على مستوى الأفراد.
عندما تقوم مؤسسة أمريكية بفعل شيء لا يعجب الناس، يقوم الناس بإرسال مئات الفاكسات، ويجرون عشرات المكالمات، ويرسلون مئات الرسائل الإلكترونية، وبعضهم يذهب أبعد من ذلك فيقوم بعمل حملة لمقاطعة المؤسسة، وتحت كل هذه الضغوط ترضخ الشركات لمطالب الناس، هكذا يجب أن نفعل نحن، ولا يغيب عني الفارق بين مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية، لكن دعونا نستفيد من خبراتهم في هذا المجال.