الخميس، 31 يناير 2008

الخميس القادم: ندوة في دبي

سبق أن أعلنت عن المحاضرة التي سألقيها وقد كان موعدها في السابق يوم السبت 9 فبراير، تغير الموعد وأصبح الخميس 7 فبراير أي بعد أسبوع من كتابة هذا الموضوع.

محاضرتي ستكون عن كيفية الاستفادة من خدمات ويب 2.0، وستكون هناك محاضرة أخرى يلقيها الأخ رضا البرازي حول موقع العقارات restate.ae، موقع مجموعة الإمارات يحوي كل التفاصيل.

الكتابة - 3

لكي تطور كتابتك لا بد أن تقرأ، والقراءة هنا أعني بها قراءة الكتب، لأن المنتديات والمدونات والصحف والمجلات كلها لا تغني عن قراءة الكتب.

ما الذي يجب أن تقرأه؟ كل شيء حتى الأشياء التي لا تهمك، لا بد أن تقرأ ولو كتاباً واحداً عن مجالات لا تهتم بها كثيراً، واقرأ كتب الأدب، ولا اعني كتب الأدب الحديثة فالكثير منها يجب أن يسمى قلة أدب، بل إقرأ الأدب القديم، إرجع إلى عصر الصحابة والرسول عليه الصلاة والسلام واقرأ سيرتهم مروية بألسنتهم، لاحظ اللغة والكلمات المستخدمة، ستجد البلاغة والمعاني الجميلة والدروس المفيدة.

كما أنصح بقراءة كتب هؤلاء:

  • الشيخ الأديب علي الطنطاوي.
  • الشيخ أبو الحسن الندوي.
  • الدكتور نجيب الكيلاني.

رحمهم الله جميعاً، هؤلاء وغيرهم كتبوا أدباً رفيعاً لكنه لم يجد حقه في إعلامنا، فابحث في المكتبات عن كتبهم وتمتع بها.

الأربعاء، 30 يناير 2008

الكتابة - 2

الروائي الإمريكي همينغواي كتب قصة قصيرة جداً من ستة كلمات:

For Sale. Baby shoes. Never used.

بترجمة حرفية: للبيع، حذاء للأطفال، لم يستخدم قط.

ما الذي يمكنك أن تفهمه من هذه القصة؟ قم باستخدام خيالك، هناك امرأة رزقت بطفل جميل يبلغ من العمر الآن ثلاث سنوات، في يوم ما اشترت له حذاء لكنه مرض ورحل عن دنيانا بسبب مرضه ولم يلبس الحذاء قط، لذلك وضعت إعلاناُ في الجريدة لتتخلص من الحذاء.

هكذا تخيلت القصة، لعلك تتخيلها بشكل مختلف، ما رأيك أن تجرب الآن؟ تدرب على البساطة، أكتب قصة من ستة كلمات.

الثلاثاء، 29 يناير 2008

الكتابة - 1

بدأت الكتابة منذ عشر سنين أو أكثر، وألاحظ اليوم أن بعض من يكتب في المدونات أو يراسلني يقع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها في الماضي، فإليك ثلاثة نصائح بسيطة لتكون كاتباً أفضل:

  • إذا كان بإمكانك أن تقول شيئاً في جملة واحدة فلا تحاول إضافة جملة أخرى.
  • الكلمات الكبيرة لا تصنع كاتباً كبيراً، الكلمات البسيطة أكثر فصاحة.
  • في بعض الأحيان عليك أن تتخلص مما كتبت وترمي به في سلة المهملات، ليس كل ما تكتبه يستحق النشر.

هذه بداية سلسلة حول الكتابة، سأحاول أن أجعل كل موضوع قصير ومركز بقدر الإمكان.

الاثنين، 28 يناير 2008

مشاركة في مدونة أخرى

أكتب لموقع المشروع حول تطوير المواقع وقد نشرت العديد من المقالات هناك، والآن بدأت في المشاركة في موقع آخر هو مدونة GadgetsArabia وكانت أول مقالة لي هناك بعنوان: الأجهزة الحرة قادمة.

هل هناك المزيد من المدونات الجماعية التي يمكنني المشاركة فيها؟ أتمنى أن ترسل لي رابط أي مدونة جماعية تعرفها، بشرط أن تكون تقنية.

شبكات BBS - الجزء الخامس والأخير

كنت سأكتب عن تجربتي مع شبكات BBS في الإمارات، لكن بعد كل محاولاتي لم أستطع الخروج إلا بمعلومات فقيرة جداً لأن مصدرها هو ما بقي من ذكريات في نفسي، والكثير من هذه الذكريات ذهب مع الريح.

  • BBS في ويكيبيديا
  • textfiles.com، هذا الموقع جمع مئات الملفات النصية التي نشرت في شبكات BBS الأمريكية، ستجد فيه الكثير من المحتويات والأقسام.
  • The Virtual Community، كتاب مجاني حول شبكة Well والتي لا زالت تعمل حتى اليوم لكن على الويب.
  • BBS: The Documentary، فيلم وثائقي عن شبكات BBS، يمكنك مشاهدة بعض أجزاءه في خدمة غوغل فيديو، لكن شراء قرص DVD يحوي المزيد من المحتويات.
  • Telnet BBS Guide، اتصل بشبكات BBS من خلال إنترنت، هذا الموقع يقدم دليلاً لهذه الشبكات.
  • The Dial-UP BBS Revisited، مقالة لتجربة شخص كان يملك شبكة BBS.
  • thebbs.org

فيلم BBS Documentary

الفيلم متوفر على غوغل فيديو لكن ليس كل محتويات قرص DVD متوفرة، الفيلم مقسم إلى عدة أجزاء:

الخميس، 24 يناير 2008

شبكات BBS - الجزء الرابع

في عالم التقنيات البقاء ليس دائماً للأفضل، قد تكون الأسوأ لكنك تبقى لأسباب أخرى غير التفوق التقني، قد تملك مالاً كثيراً أو سلطة أو آلة تسويقية ضخمة، قد توقع صفقة تغير كل شيء فتقفز بك من شركة صغيرة إلى عملاق يهدد الجميع، هناك الكثير من التقنيات التي ماتت ولا يعرف عنها إلا القليل من الناس، تقنيات هي بالفعل الأفضل والأكثر تطوراً أو الأكثر كفاءة لكنها ماتت لأسباب مختلفة، هناك إنجازات تقنية رائعة تستحق أن نلقي عليها نظرة ونتعلم منها.

شبكات BBS انتشرت بشكل كبير حول العالم، لكن هناك من كان لديه هدف أكبر من شبكات منفصلة فقام بتصميم شبكة تربط بين شبكات BBS وسماها FidoNet وكان شعارها كلب يحمل قرصاً مرناً، Tom Jennings هو من صمم هذه الشبكة بحيث يمكن لأي شخص يملك BBS من أن يشترك في فايدونت، والهدف من هذه الشبكة هو التواصل، يمكن أن تقول بأنها منتدى كبير على مستوى العالم.

في البداية كانت فايدو مقتصرة فقط على أمريكا وكانت كل شبكة BBS تراسل بقية الشبكات، كانت هناك قائمة يحتفظ بها توم ويديرها يدوياً، بعد ذلك أدار القائمة شخص آخر وأصبحت رقمية لكن عدد الشبكات المشاركة وصل إلى 230 وأصبح الأمر معقداً فلا يعقل أن تتصل كل شبكة بكل شبكة أخرى، لذلك أعيد تصميم الشبكة وقرروا التحول من النظام القديم إلى النظام الجديد في نفس اليوم وفي نفس الوقت، كان الجميع متخوفاً من فشل العملية لأن هناك ألف شيء يمكن أن يتوقف ولا يعمل بشكل صحيح، مع ذلك نجحت العملية بدون أي مشاكل.

النظام الجديد يعتمد على فكرة node أو أقطاب مركزية وظيفتها أن تكون نقطة اتصال بين مجموعة من شبكات BBS، ثم قسمت الشبكة لتصبح عالمية، فهناك 6 نطاقات حول العالم تسمى zone - الإمارات ودول الخليج واليمن كلها في النطاق 2 الأوروبي! - وكل نطاق يحوي أقاليم متعددة، فمثلاً أوروبا تقسم إلى قطاعات "region" بحسب الدول، كل قطاع له شبكة وكل شبكة لها أقطاب مركزية تربط بين شبكات BBS، هذا النظام الجديد بقي يعمل ولا زال يعمل منذ ما يزيد عن عشرين عاماً.

يبدو الأمر معقداً لكنه في الحقيقة بسيط، المشكلة هنا أن هذا التنظيم الهرمي كان يحتاج إلى تدخل بشري لإدارته، وعندما يتدخل الناس مع أهوائهم السياسية فإنهم يفسدون كل شيء وسنرى ذلك لاحقاً.

شبكة فيدو كانت تحوي في عام 1984 على 132 قطباً مركزياً، وتنامى عدد الأقطاب ليصبح أكثر من 35 ألفاً في عام 1995م! هذه أكبر شبكة تطوعية في التاريخ، لاحظوا أن من قام بإنشاءها أناس متطوعون في أوقات فراغهم وباستخدام حواسيبهم الشخصية، وصلت الشبكة إلى كل مكان في العالم تقريباً، واشتهرت في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي، كانت هناك مؤسسات تطوعية تعتمد على فايدو للتواصل وإنجاز أعمالها.

من القصص الرائعة حول هذه الشبكة قصة طبيب فيتنامي، يقول فيها أن الإنترنت على كل ما تحويه من معلومات وتقنيات حديثة لم تستطع أن تقدم له كطبيب ما يحصل عليه في شبكة فيدو، لأن الإنترنت مراقبة في فيتنام لكن شبكة فيدو غير مراقبة، فكان يحصل على أحدث المعلومات عن مرض الإيدز وعن أمراض اخرى، معلومات عالية الجودة وحديثة، ولولا هذه المعلومات لمات العديد من الناس من هذه الأمراض.

السياسة تدخل ... كل شيء يخرج

منذ بدايات الشبكة كانت هناك محاولات عديدة للسيطرة عليها، توم مؤسس الشبكة نفسه ومبرمج تقنياتها اقترح فكرة إنشاء منظمة لا ربحية تدير الشبكة وتبيع بعض المنتجات وتشكل واجهة رسمية وتقدم دعماً مالياً للشبكة ومن يتطوع فيها، الفكرة رائعة لكنها السحر انقلب على الساحر وحاول أناس من مدن مختلفة السيطرة على الشبكات في مدنهم وانتهت فكرة المنظمة بسبب اختلاف الناس، هذا الاختلاف هو حول السلطة والسيطرة ومن يمتلك قوة القرار، أمر يتكرر كثيراً في عالمنا وللأسف يفسد علينا كل شيء.

فكرة توم لشبكة فيدو هي أن يتطوع الناس فلا يحتاج أحد إلى أن يدير ويتحكم، إذا قام كل شخص بإنجاز مسؤوليته فلن نحتاج إلى أي نظام قانوني يحكمنا، لن نحتاج إلى الحديث عن السياسة وعن السيطرة وامتلاك القرار، كل هذه الأشياء التي تعكر علينا صفو الحياة يمكننا التخلص منها بأن نتفق، لكن هذا لم يحدث فقد كان البعض يريد القوة والبعض يريد المال وبين هؤلاء وهؤلاء ضاعت الشبكة.

مع مرور السنين وازدياد شهرة شبكة الويب بدأ عدد شبكات BBS في الانخفاض مما أدى إلى انخفاض عدد الأقطاب المركزية لشبكة فيدو، لكن لا زالت فيدو تعمل حتى اليوم وتستخدم حول العالم خصوصاً في روسيا وما جاورها من دول.

الأربعاء، 23 يناير 2008

شبكات BBS - الجزء الثالث

الملايين من الناس يقومون كل يوم بمشاهدة ملفات الفيديو والاستماع للملفات الصوتية والتمتع بألعاب ثلاثية الأبعاد يتنافسون فيها مع أناس في الطرف الآخر من العالم، يلتقون في منتديات وفي شبكات اجتماعية تسمح لهم بتبادل الصور والفيديو والملفات، الكثير منهم يتمتع بأفلام يسهل الحصول عليها من الشبكة، فماذا يعني أن يكون حجم الملف أكبر من 1000 ميغابايت؟ يمكن إنزال هذا الملف بسهولة خلال ساعات قليلة أو أقل من ذلك، في بعض الدول هناك خطوط سريعة تجعل إنزال الملفات الضخمة عملية لا تستغرق سوى نصف ساعة، وفي المستقبل قد يتقلص هذا الوقت ليصبح دقائق معدودة.

هذا الهوس بالسرعة جعلنا نقيس الوقت الضائع بأجزاء من الثواني، يمكنك أن ترى هذا عند المصاعد، تصور أنك دخلت إلى بناية ذات طوابق عديدة ووقفت أمام المصعد وضغطت على الزر الذي يخبر المصعد بأنك تريد استخدامه وانتظرت، في هذا الوقت جاء رجل آخر ليستخدم المصعد، غالباً أي شخص يأتي سيضغط على نفس الزر مع أنه يعرف بأنك فعلت ذلك من قبل، لكنه غير قادر على أن يقف بدون فعل شيء، في بعض الأحيان أجد الناس يكررون الضغط على الزر كأنه فعل ذلك سيجعل المصعد يصل إلينا بسرعة.

في عصر شبكات BBS لم تكن هذه السرعات الكبيرة إلا حلماً يكلف آلافاً من الدراهم، فقد كان المرء منا يفكر جدياً قبل أن يقوم بإنزال ملف بحجم 2 ميغابايت لأن هذه العملية تتطلب وقتاً طويلاً وقد ينقطع الخط فيضطر إلى إعادة تنزيل الملف.

لم تكن شبكات BBS قادرة على عرض الصور أو ملفات الفيديو أو الملفات الصوتية، النص وحده هو الوسيلة الوحيدة للكتابة والتواصل والرسم، نعم ظهرت هناك تقنيات تسمح لشبكات BBS بعرض الصور لكنها لم تنتشر وتستخدم بشكل واسع.

الرسومات النصية

كان مشغلو التليغراف يعملون طوال العام وبعضهم كان يعمل في مناطق نائية بعيدة عن كل شيء، هؤلاء كانوا يعيشون في بيت صغير في منطقة لا يعيش فيها أحد سوى حيوانات البرية، وبعضهم كان يعيش في وسط الصحراء بين الصخور والرمال.

كان عمل هؤلاء تلقي رسائل التليغراف وإعادة إرسالها للمحطة التالية، لكن في بعض المواسم - مثل أعياد الميلاد - لم يكن أحد يستخدم التليغراف، فكان مشغلو الخدمة يرسلون لبعضهم البعض رسومات شكلوها بالحروف والأرقام.

مضى الزمن وكادت خدمة التليغراف أن تختفي وجاء الهاتف وجاء أيضاً الراديو، ظهرت هواية الراديو حيث يمكن لأي شخص أن يتدرب ويستخدم أدوات تسمح له بالحديث لأناس آخرين حول العالم من خلال أمواج الراديو، هواة الراديو نقلوا فكرة الرسوم النصية من مشغلي التليغراف، فكانوا يرسلون هذه الرسومات في الهواء فيتلقاها أناس آخرون حول العالم ليقوم هؤلاء بإعادة إرسالها لآخرين.

جاء الحاسوب بعد ذلك، أصبحت الرسومات النصية تطبع في أجهزة Teletype أو تستعرض على الشاشات، وفي عام 1979م قامت منظمة ANSI بوضع معيار قياسي للحروف يسمح للحاسوب بعرض نصوص سميكة أو تومض ويمكنه من التحكم بمكان ... مؤشر الكتابة ...، وفي الثمانينات قامت مايكروسوفت بإضافة هذا المعيار إلى نظام دوس في ملف سمته ANSI.SYS والذي سمي اختصراً ANSI، هذا الملف سمح للناس بعرض رسومات نصية ملونة وبتفاصيل أكبر، بالطبع يرى البعض أن هذا أمر عادي جداً فنحن في عصر فوتوشوب! لكن ما أتحدث عنه كان قبل فوتوشوب.

لكي ترى نماذج من هذه الرسومات قم بالبحث في غوغل عن ansi art وشاهد الصور، وأنبه هنا إلى أن جزء كبير من هذه الصور قد تحوي ما لا يسرك، لأن الكثير من هذه الرسومات قام بإنشاءها مراهقون لا يرون مشكلة في رسم الجماجم والدماء والمخلوقات الغريبة، لكن هناك أيضاً رسومات رائعة.

كيف ترسم هذه اللوحات؟ هناك محررات نصية خاصة بهذه الرسومات، هذه المحررات تعطيك إمكانية تكوين الرسومات من خلال مربعات ملونة وخطوطاً وأشكالاً مختلفة، أما الرسم فعليك أن تتخيل وتبدع في استخدام هذه الإمكانيات القليلة في إبداع شيء ما.

كان مالكو شبكات BBS يتبارون في تزيين شبكاتهم بهذه الرسومات، فلا يكفي أن تكون الشبكة سريعة وتعرض نصاً بلا ألوان بل لا بد من تزيينها وتغيير رسوماتها بين حين وآخر، لا بد من أن تسمح للزوار بإنشاء رسوماتهم الخاصة وتعطيهم فرصة لاستخدام الألوان في النصوص.

كان البعض يقوم بإنشاء رسومات ويطرحها للجميع ويحق لأي شخص أن يستخدمها كما شاء، هذا التوجه ظهر قبل أن نعرف شيئاً عن رخص المحتويات الحرة بوقت طويل، وكان البعض يكون فرقاً ويتنافس مع فرق أخرى لإنشاء أفضل الرسومات، كان البعض يطرح كل شهر ملفاً مضغوطاً يسمى Art Pak يحوي كل الرسومات التي قام بإنشاءها في الشهر الماضي.

ولا زال البعض يقوم بهذا العمل حتى اليوم.

النصوص هي الأساس

الملفات النصية على بساطتها يمكنها أن تقدم الكثير ويمكنها أن تكون مفيدة أكثر من أي ملفات أخرى، البعض لا زال يفضل العمل على الملفات النصية بدلاً من الاعتماد على ملفات doc أو أي صيغة أخرى، كانت شبكات BBS تحتفظ بعدد كبير من الملفات النصية التي قد تحوي مقالات أو كتباً أو طرائف أو دروساً حول أي شيء، كان بعضها يقدم معلومات غنية ومتخصصة في بعض الجوانب كالطب مثلاً، وبعضها يشرح كيفية تعديل الحاسوب وإضافة بعض القطع له، بعضها كان يشرح أموراً لا يجب على أي شخص أن يطبقها لأنها أعمال إجرامية، كل شيء - تقريباً - كان هناك.

الاثنين، 21 يناير 2008

شبكات BBS - الجزء الثاني

الكثير من المقالات والكتب تتحدث عن الإنترنت وكيف أنها شبكة الشبكات وأنها تربط العالم بعضه ببعض وتقدم الكثير من الخدمات، الكثير من هذه المقالات والكتب يغفل عن حقيقة أن معظم الناس لم يسمعوا بالإنترنت أو يستخدموها إلا بعد ازدياد شهرة شبكة الويب في منتصف التسعينات وازدياد شهرتها إلى أن أصبحت اليوم الخدمة الأساسية التي تقدمها شبكة إنترنت.

قبل ذلك كانت هناك شبكات مختلفة، ففي فرنسا ظهرت شبكة مينيتيل في عام 1982م وقدمت الكثير من الخدمات التي نجدها اليوم في شبكة الويب، وظهرت آلاف من شبكات BBS حول العالم وقدمت فرصة لهواة الحاسوب للاستفادة من خدماتها المختلفة وتكوين مجتمعات صغيرة وتجربة فريدة في ذلك الوقت.

ربما يصعب على البعض فهم حماس الناس لشبكات BBS، لكن حاول أن تتخيل التالي، الحواسيب الشخصية البسيطة لم تكن قادرة على الاتصال ببعضها البعض، ظهر جهاز يسمى المودم وأعطى هذه الحواسيب إمكانية الاتصال ببعضها البعض، قام البعض بتحويل حواسيبهم إلى شبكات BBS، تصور أن لديك حاسوب شخصي في غرفتك، الإنترنت شيء تسمع به ولا تعرف ما هو، الويب مجرد فكرة في دفاتر عالم فيزياء بريطاني يعمل في سويسرا، تصور هذا الحاسوب الشخصي يعمل طوال الليل ويستقبل مكالمات من أشخاص لديهم حواسيب الشخصية، وهؤلاء يمكنهم التحكم جزئياً بحاسوبك، هناك شخص آخر يستخدم حاسوبك ويكتب رسالة أو يرفع ملفاً لحاسوبك مباشرة بدون وسيط، هذه الفكرة التي نألفها اليوم كانت في تلك الأيام أمر رائع يثير حماس هواة الحاسوب، كانت شيئاً لا يصدق.

الجميل في الفكرة أن المسافات تختصر بشكل كبير، ووسيلة التواصل الأساسية هي النص، كانت الأسماء المستعارة هي الأساس في ذلك الوقت، فلا يمكن لأحد أن يعرف من هو الشخص الذي يختبأ خلف الاسم المستعار وكم عمره وما هي ثقافته وتوجهاته، لا يمكنك أن ترى صورة الشخص الآخر أو تسمع صوته، النص وحده هو الذي يقدم لك جزء من الحقيقة وعلى عقلك أن يكمل بقية الأجزاء.

كان التحدي التقني هو ما يدفع البعض لإنشاء هذه الشبكات، لم يكن إنشاء شبكة BBS سهلاً في أول الأمر خصوصاً مع اختلاف البرامج والأجهزة، لكن مع بعض المعايير القياسية تمكنت الحواسيب على اختلافها من التواصل وتبادل الملفات النصية.

كانت شبكات BBS هواية يمارسها أصحاب هذه الشبكات لإشباع فضولهم التقني ولتكوين شبكة اجتماعية تصلهم بالآخرين، بعض هذه الشبكات تعقد لقاءات شهرية بين الأعضاء، ثم ظهرت شبكات متخصصة في جوانب محددة، فبعضها كان متخصصاً لذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصاً من فقد حاسة السمع، كان الشبكات وسيلة تواصل رائعة لهم.

بعض هذه الشبكات توسع وازداد حجمها وأصبحت تجارية تقدم أكثر من 200 خط هاتفي، ثم جاءت شبكة الويب فتحولت بعض شبكات BBS التجارية إلى مقدمي خدمة إنترنت مع خدمات BBS، ومن هذه الشركات شركة AOL التي بدأت كشبكة BBS تسمى Quantum وبثمانية خطوط هاتفية!

أي مالك لشبكة BBS يسمى Sysop وهي اختصار system operator، كان أعضاء الشبكة ينظرون لمالك الشبكة باحترام مبالغ فيه يصل في بعض الأحيان إلى حد التعصب والتقديس، وقد يصبح القدوة والمثال، وفي بعض الأحيان يصبح الولاء لشبكة معينة يعني أن على العضو عدم الاتصال بشبكات أخرى وقد تدور حرب بين الشبكات لكسب الأعضاء.

وبالطبع لم يكن هذا العالم خال من الأمراض، فما نراه اليوم من مشاكل وسلبيات لمنتديات الحوار على الويب هي تكرار لما حدث في شبكات BBS قبل سنوات.

الألعاب

كانت الألعاب النصية مألوفة في بدايات عصر الحاسوب الشخصي، اللعبة النصية تعتمد كثيراً على خيالك فأنت تقرأها كالروايات لكنها روايات تفاعلية، فأنت تبني الشخصية وتعطيها قوة ومالاً وسلاحاً وأنت تسير بها في طرقات مختلفة، فتذهب إلى القرى والمدن والغابات والبحار وتشتري وتبيع، واللعبة تتفاعل معك بأن تخبرك بما يحدث وعليك أن تتخيل التفاصيل، فمثلاً في حالة القتال مع عدو تقوم بكتابة أمر لضرب العدو فتخبرك اللعبة بأن عدوك تجنب ضربتك ثم وجه ضربة لك وأخذ من طاقتك 30 نقطة!

يبدو هذا مملاً لكنه في الماضي كان رائعاً ومثيراً للحماس ولا زال كذلك للبعض، أتذكر لعبة تسمى LORD وهي اختصار Legend Of Red Dragon أو اسطور التنين الأحمر، تقوم ببناء شخصية فإما أن تكون مقاتلاً أو ساحراً أو لصاً، تشتري أسلحة ودروعاً وتقاتل الوحوش في الغابة وأثناء ذلك قد تصادف أحداثاً عشوائية كحصولك على كيس مال أو ظهور ساحرة تطلب منك شيئاً محدداً، إذا عدت للقرية يمكنك أن تتدرب وتزيد من قوتك ويمكنك كذلك أن تهجم على اللاعبين الآخرين وتقتلهم لتحصل على ممتلكاتهم، والهدف النهائي هو قتل التنين الأحمر.

لعبة نصية بالكامل لكنها جعلتني والآخرين نقضي دقائق كل يوم أمام الحاسوب، هناك لعبة أخرى مماثلة لكنها تدور حول مستشفى للأمراض النفسية، وبدلاً من أن تقاتل الوحوش في الغابة عليك أن تقاتل أشباحاً في خزانة الملابس باستخدام دبوس صغير! كانت لعبة مسلية إلى حد بعيد لكنني لا أذكر اسمها.

لعبة أخرى أتذكرها جيداً وهي Food fight أو بترجمة حرفية حرب الطعام، كنا نلعبها في غرفة الدردشة حيث يمكنك اختيار أي نوع من الطعام كالبطيخ مثلاً وترميه على أي شخص آخر، بالطبع لا يوجد بطيخ حقيقي فهذا كله رسومات نصية على شاشة الحاسوب، ويمكنك أن تتجنب ضربات الآخرين، وإذا أصابك شخص ما بأي نوع من الطعام سيظهر لك رسم يبين لك أنك أصبت ببطيخة أو بيضة! لعبة سخيفة ومسلية.

بالطبع هناك عشرات الألعاب لكن هذا ما أتذكره منها.

الجمعة، 18 يناير 2008

شبكات BBS - الجزء الأول

منذ أن بدأت تقنيات الاتصالات الحديثة بالظهور في القرن التاسع عشر الميلادي بدأ المهندسون والمخترعون ومن يدير هذه الوسائل باستخدامها لتكوين مجتمعات حولها، فقد ظهر التلغراف والذي كان يستخدم لإرسال رسائل نصية حول العالم وبالتحديد بين أوروبا وأمريكا وكذلك بين بريطانيا ومستعمراتها، كان مشغلو التلغراف يستخدمون الخطوط للحديث مع بعضهم البعض عندما لا يكون لديهم عمل.

كذلك الأمر مع الهاتف والراديو ومع شبكات الحواسيب العسكرية والأكاديمية، حتى بعض الأطفال والمراهقين استطعوا اكتشاف أنهم قادرون على مخاطبة أصدقائهم في منتصف الليل بدون أن تعلم أسرهم وذلك باستخدام أي تقنية متوفرة، ستيف وزنياك يذكر في كتابه iWoz بأنه قام بإنشاء شبكة اتصال بينه وبين منازل أصدقاءه بحيث يستطيع أي شخص منهم بأن يتصل بالآخر بدون أي تكلفة وبدون أن تعلم الأسر، كانت شبكة اتصال بسيطة لكنها لطفل في الحادية عشر من عمره شيء لا مثيل له في الدنيا.

في السبعينات والثمانينات كانت شبكة إنترنت تتوسع ببطئ وتستخدم في الجامعات ومراكز الأبحاث وتستخدم لأغراض عسكرية ومدنية، لكن عامة الناس لم يكونوا على اتصال مباشر بها، كانت هناك شركات قليلة توفر اتصالاً مباشراً بالإنترنت وبتكلفة عالية.

في هذه الفترة ظهرت الحواسيب الشخصية التي يستطيع الناس شراءها، قبل ذلك كانت الحواسيب أجهزة تكلف الملايين أو مئات الآلاف من الدولارات، كانت فكرة امتلاك حاسوب في المنزل غريبة بل وسخيفة، لكن الشركات أنتجت حواسيب شخصية أثرت على جيل كامل من الناس ولم يكن هذا مقتصراً على أمريكا وأوروبا إذ وصل تأثير هذه الحواسيب الشخصية إلى الكثير من البلدان.

كان مستخدمو هذه الحواسيب يتبادلون البرامج ويتعلمون البرمجة ويقرأون المجلات التي كانت تعلم البرمجة وتنشر برامج كاملة أو توزعها على أقراص مرنة، ثم ظهر مصدر آخر يجمع أصحاب هذه الحواسيب وهي شبكات BBS أو Bulletin Board System وبترجمة حرفية يمكن أن نسميها نظام لوحة الإعلانات، لكنني سأسميها BBS إلى أن أحصل على ترجمة أفضل.

شبكة BBS يقوم شخص ما بإنشاءها في غرفته وبالتحديد في حاسوبه الشخصي الذي يكون موصولاً بخط هاتفي، يقوم مالك الحاسوب بوضع برنامج ما وظيفة هذا البرنامج هو استقبال المتصلين وتقديم خدمات مختلفة كنظام للمراسلة بين أعضاء الشبكة أو خدمة دردشة أو ألعاب أو أي شيء يريد مالك الشبكة أن يقدمه.

بالطبع فكرة هذه الشبكة يسهل فهمها إذا سبق لك أن جربتها، وإن لم تجربها فقد تجد صعوبة في فهمها أو فهم فائدتها.

من شيكاغو إلى العالم

جهاز المودم كانت بداياته في الستينات وتطور مع الوقت، وهو جهاز يسمح للحاسوب بأن يتحكم بالخط الهاتفي ويتصل بحاسوب آخر لتبادل المعلومات، هذا هو ببساطة جهاز المودم، وقد كان مرتفع السعر ولا يستخدم إلا في نطاق ضيق، لكن في نهاية السبعينات قامت شركة هايس بإنتاج مودم رخيص السعر ويمكنه أن يعمل مع الحواسيب الشخصية.

أول شبكة BBS ظهرت كانت CBBS في مدينة شبكاغو في عام 1978م وقد كانت تعمل بخط هاتفي واحد، بمعنى أن شخصاً واحداً يمكنه استخدام CBBS وإذا اتصل شخص آخر فلن يستطيع الوصول لها لأن الخط مشغول، ولم تكن الشبكة تقدم الكثير فكل ما يمكنه الزائر فعله هو قراءة رسائل الآخرين وكتابة رسالة.

لكن من هذه البداية البسيطة ظهرت عشرات شبكات BBS ثم أصبحت بالآلاف وانتشرت حول العالم، ظهرت مجلات متخصصة في هذه الشبكات وأصبح بعض شبكات BBS تجارياً، بعضها كانت تعمل بعشرات الخطوط الهاتفية تقدم مئات الآلاف من الملفات والألعاب وغرف الدردشة والمنتديات وخدمات كثيرة، قدمت شركات أجهزة ومنتجات موجهة خصيصاً لمالكي شبكات BBS أو لمن يرغب بإنشاء واحدة.

كان البعض يتفنن في استخدام الحروف ليجعلها رسومات رائعة بمعايير ذلك الوقت، كان البعض يمضي أوقاتاً طويلة مع ألعاب مختلفة، ظهرت أول الألعاب الجماعية الكبيرة في ذلك الوقت، ظهرت شبكة تسمى FidoNet كانت تستخدم لنقل الرسائل حول العالم بجهود متطوعين، شبكات BBS كانت مصدراً للأخبار والمعلومات في بعض مناطق العالم حيث تقوم الحكومات بمراقبة كل مصادر المعلومات وكل وسائل الإعلام.

هذا عالم خفي لا يعرفه الكثير من الناس، وأريد بسلسلة مواضيع أن أكشف عن بعض جوانبه، في المواضيع اللاحقة سأتحدث عن فنون ANSI وASCII، وعن الألعاب وشبكة FidoNet وربما أخصص موضوعاً عن شبكات BBS في الإمارات.

إذا كان لديك أي تجربة مع هذه الشبكات فأتمنى أن تراسلني وتكتب لي ما تستطيعه من تفاصيل وقد أنشر ما كتبته في موضوع منفصل.

الثلاثاء، 15 يناير 2008

10 مواقع لأفلام الفيديو الوثائقية

سبق أن قلت بأنني لم أعد أشاهد التلفاز لكنني الآن أشاهده بالفعل في المساء عندما أجلس مع أبي ونتايع نشرة أخبار محلية تبثها قناة أبوظبي، هذا هو الوقت الوحيد الذي أشاهد التلفاز فيه، أصبحت الإنترنت بديلاً أكثر من رائع لمن يريد إيجاد بديل مفيد للتلفاز، إليكم 10 رابطاً لمواقع - باللغة الإنجليزية - تحوي الكثير من أفلام الفيديو المفيدة:

متى سنرى شركات الإنتاج العربية تضع برامجها المفيدة على الشبكة؟ هناك مصادر هائلة لدى هذه الشركات والكثير منها لم يعد يعرض ولن يعرض في أي مكان فلم لا تطرح في الشبكة؟ للأسف ما سيحدث هو أن تقوم بعض قنوات الانحطاط الفضائي بنقل انحطاطها إلى الشبكة.

الخميس، 10 يناير 2008

عودة وروابط

أشكر كل من راسلني يسألني عن صحة أبي، جزاكم الله خيراً وبارك فيكم، أبشركم بأن أبي عاد إلى المنزل بالأمس، وقد كنت ولا زلت مشغولاً في ترتيب غرفة أبي، فلا يكفي أن نذهب بأي إلى المستشفى للعلاج فلا بد أن يبدأ العلاج من المنزل، وغرفة أبي بحاجة إلى تجديد كامل، وقد بأدت بأوراقه وكل ما يضعه في الغرفة، وقد تخلصت من معظم الأوراق والكثير من الأشياء التي كان يجمعها أبي في غرفته، الآن علينا أن نجدد الغرفة ونغير الأثاث، المشكلة في النقطة الأخيرة لأن أبي كما يبدو لي متعلق بالأثاث الذي اشتراه قبل ما يقرب من 20 عاماً.

بالطبع الأهل يهتمون بمسئلة الطعام والدواء، لا نريد أن يعود أبي للمستشفى مرة أخرى، الجميل أنني ألاحظ تعاون الجميع وتقبل أبي للتغييرات بصدر رحب، حتى أنا لم أعد أفقد أعصابي من إزعاج أبناء أخي ... ما الذي حدث؟ أياً كان فهو أمر إيجابي.

أظن أنه حان الوقت للعودة إلى الروتين اليومي ولدي الكثير لأنجزه، أنبه إلى أنني قد لا أكتب الكثير من المواضيع في هذه المدونة فأرجو أن تتابعها من خلال RSS بدلاً من زيارتها.

من هنا وهناك

الأربعاء، 9 يناير 2008

كتاب: The Children’s Machine

مؤلف الكتاب هو سيمور بابرت الجنوب إفريقي، مطور لغة البرمجة لوغو ورائد في مجال استخدام الحاسوب في التعليم، نشر العديد من المقالات والبحوث والكتب حول الحاسوب كأداة مساعدة للتعليم، ومن الكتب كتابي Mindstorms وكتاب The Children's Machine.

بينما كنت أقرأ الكتاب تمنيت لو أنني أستطيع أن أقول للبعض: أرأيتم؟ لست وحدي الذي يملك هذه الآراء حول التعليم، قد لا تقبلون رأيي لأنني لم أنجح في التعليم ولست متخصصاً في هذا المجال، لكن ما رأيكم الآن بآراء رجل أكاديمي لديه تجارب طويلة مع التعليم؟

لكي أختصر ملخص الكتاب سأضعه في نقاط سريعة:

  • عصر المعلومات = عصر التعليم.
  • حجم التعليم اليوم أكبر بكثير من حجمه في الماضي.
  • قابلية التعلم تعتبر ميزة تنافسية للدول والشركات والأفراد.
  • تصور أن جراحاً ومعلماً من القرن التاسع عشر جاؤوا عبر آلة الزمن إلى القرن الواحد والعشرين، كيف ستكون ردود فعلهما على آخر التطورات في مجال تخصصهما؟ الجراح لن يفقه شيئاً لأن كل شيء أمامه حديث ومتطور ودقيق، أما المعلم فلن يجد صعوبة في فهم ما يحدث في مدارس اليوم لأن مدارس اليوم لا تختلف كثيراً عن مدارس الماضي إلا في أدوات التعليم الحديثة.
  • التعلم الذاتي نمارسه دوماً ومنذ ولادتنا، فقد تعلمنا الكلام والمشي والتفاعل الاجتماعي بدون كتب أو معلمين أو مدارس.
  • المدارس لا تستغل الحاسوب بشكل صحيح، فهي تعلم الحاسوب كأنه وحدة علمية خاصة تلقمها للطالب ثم تنتقل إلى شيء آخر، تفعل هذا بدلاً من أن تستخدم الحاسوب في التعليم.
  • التقنيات يمكنها أن تجعل التعليم غير مركزي، لا شيء يجبرنا اليوم على حبس الطلاب في مكان واحد، يمكن للتعليم أن ينتقل إلى أرض الواقع.
  • يظن البعض بأن المعلمين هم العقبة الأساسية أمام تطوير التعليم وهذا غير صحيح، المعلم مجرد حلقة أخرى في نظام متكامل وعليه أن يؤدي الكثير من المهمات الكريهة التي يفرضها النظام عليه مثل وضع العلامات والواجبات المنزلية.
  • الامتحانات المدرسية لا تخرج إلا بإحدى النتيجتين، إما النجاح أو الفشل، لكن الحياة العملية لا تعمل بهذه الطريقة، فنحن نجرب ونخطأ وننتقل من تجربة إلى أخرى حتى نصل إلى الجواب الصحيح.
  • عندما لا يستطيع طالب أمريكي تعلم الفرنسية فلن يقول شخص ما "الطالب لديه نقص في مهارة الفرنسية" لأنه لو عاش في فرنسا لتعلم اللغة وأتقنها، ماذا لو طبقنا هذا على مواد أخرى مثل الرياضيات، ماذا لو عاش الناس في أرض الرياضيات ألن يتمكنوا من تعلمها بدون أي صعوبة؟
  • الوقت جزء من عملية التعلم لكن في النظام التعليمي نجعل الوقت وسيلة ضغط على الطالب لاختبار قدراته بينما في الحياة العملية الجراح يحتج إلى وقت طويل لإجراء عملية في القلب، ورجل الأعمال يحتاج إلى وقت للتفاوض والتواصل، لا أحد يقف بجانبنا ويحسب لنا أوقات كل مهمة نؤديها ويحدد ما إذا نجحنا أو فشلنا.

الكتاب لا يتحدث كثيراً عن تقنيات أو برامج محددة، بل يتحدث عن الحاسوب والتعليم بشكل عام، والمؤلف يذكر قصصاً عن كيفية استخدام الحاسوب بشكل صحيح، فمثلاً هناك قصة الطالب الذي لم متفوقاً في الرياضيات وباستخدام الحاسوب تمكن من تطبيق ما يعرفه عملياً وزاد من معرفته بالتجربة والخطأ، تطلب هذا الكثير من الوقت لكنه في النهاية أنتج شيئاً خاصاً به، لا يمكن للنظام التعليمي التقليدي المعتمد على التلقين أن يجعل هذا الطالب مبدعاً بنفس الطرق القديمة، أضف إلى ذلك أن هذا الطالب تعاون مع طالب آخر مبدع في مجالات فنية في مشروع يدمج العلم بالفن، هذا الدمج بين العلم والفن مرفوض في النظام التعليمي التقليدي، فالفن ما هو إلا حصص يأخذها الطالب كل أسبوع وتتقلص مع صعود الطالب في مراحل التعليم.

مثال آخر هو لطالبة صغيرة لم تكن تستطيع فهم الكسور بالطريقة التقليدية، كانت تتصور فقط أن الكسور ما هي إلا كعكة مقسمة ولا تستطيع أن تنظر إلى أبعد من ذلك، في مشروع التعلم بالحاسوب طلب من هذه الطالبة أن تقوم بإنشاء مادة تعليمية حول الكسور، وقد فعلت ذلك وأصبحت خبيرة بين الطلبة في هذا المجال، أصبح مفهوم الكسور متعلقاً بكل شيء فالكسور موجودة في كل مكان، 25 فلساً كسر من الدرهم، نصف ساعة، تنزيلات على سلعة ما، إلخ.

من الصعب تلخيص الكتاب لأنه يحوي أفكاراً كثيرة، من أهمها:

  • يمكننا أن نتعلم بأنفسنا.
  • الحواسيب وسائل للتعلم وليست مادة نتعلمها.
  • لتغيير النظام التعليمي الحالي لا بد من تغيير أساس التعليم كلياً وليس وسائله.

أنصح بشراء الكتاب لكل مهتم بالتعليم ولكل مهتم بالحواسيب أيضاً.

الثلاثاء، 8 يناير 2008

الليلة الثانية

قضيت الليلة الثانية في المستشفى، هناك مريض آخر في نفس الغرفة، هذا يعني أن الإزعاج من قبل الممرضين والأطباء سيصبح مضاعفاً ولم أخطأ في ذلك، كان الممرضون يأتون بين حين وآخر لإجراء فحوصات روتينية وعندما يفعلون ذلك فإنهم يتحدثون بصوت عال كأنهم في سوق السمك، ولا أدري لماذا يتحدثون مع أبي بصوت عالي هل يظنون أن كبر سنه يعني بالضرورة أنه يعاني من مشكلة في السمع؟ أم أنه حاجز اللغة التي يجعلهم يظنون أن رفع أصواتهم سيجعل أبي يفهمهم أكثر؟

وعندما يخرج الممرض أو الطبيب أو عامل النظافة فإنهم يتركون الباب مفتوحاً، هل هذه سياسة الباب المفتوح أم ماذا؟ وبما أن الغرفة التي وضع فيها أبي قريبة من مكتب الممرضين وقريبة من الباب المؤدي إلى المصاعد فقد كان الممر أمامها مسرحاً للكثير من الناس، الصغار والكبار، النساء والرجال، كل يمشي ويرفع صوته كأنه لا يوجد أحد غيره في المستشفى، ألا يفترض أن يكون المستشفى مكاناً للراحة؟ ظننت أنني سأهرب من إزعاج الحارة المحيط بمنزلنا إلى جنة الهدوء.

لم أنم هذه الليلة أيضاً إلا ساعة ونصف أو ساعتين قبل الفجر، وجدت طريقة أنام فيها على الكرسي لكن على حساب ظهري، كان بإمكاني بسهولة النوم على الأرض لكنني أعلم أنني لن أكمل سوى دقائق قليلة قبل أن يأتي أحد الممرضين ويريني كيف أن الكرسي يمكنه أن يتمدد ليصبح سريراً، أعلم ذلك ... لا أريد المزيد من التوضيحات، دعوني وشأني!

قضيت الليل في القراءة، يقال أن القراءة في الضوء الخافت تؤذي العينين، أتعلم ذلك؟ هذا ليس صحيحاً! ما قرأته مؤخراً حول هذا الموضوع يؤكد أنه لا توجد اختبارات تؤكد أو تنفي هذه المقولة، وهناك من يرى أنها لا تشكل أي ضرر لأن العين تستطيع التكيف بسهولة مع الإضاءة.

أنهيت قراءة كتاب حول التعليم والحواسيب، ولا زلت أقرأ في كتب الفلسفات الشرقية، ما الذي يجعلني أقرأ كتباً نصفه كلام لا يمكن فهمه؟ النصف الآخر بالتأكيد فهو يستحق القراءة.

للأسف لم تجرى أي فحوصات لأبي بالأمس إلا الضغط والسكري، أتمنى لو يسرع الأطباء في عمل الفحوصات لإخراج أبي من المستشفى في أقرب وقت.

لا تنسوه من دعائكم، وجزى الله خيراً كل من راسلني أو كتب موضوعاً في مدونته حول صحة أبي.

الاثنين، 7 يناير 2008

في المستشفى

لا أتذكر أن أبي ذهب إلى المستشفى من قبل، بالأمس فقط علمت أنه تعرض لحادث سيارة أجبره على زيارة المستشفى وإجراء عملية ليده اليسرى التي تحوي الآن معدناً لا أتذكر اسمه الآن، بلاتنيوم؟ بلاتين؟ لا أتذكر، كان هذا في العام الذي ولدت فيه أو قبله، أي قبل ما يزيد عن 27 عاماً، بعد ذلك لا أتذكر أن أبي ذهب إلى المستشفى.

بالأمس كنت في غرفتي أعمل على حاسوبي، سمعت أختي تناديني وتخبرني أن حالة أبي الصحية غير طبيعية اليوم، نحن قلقون عليه لكنني لم أظن في تلك اللحظة أنه يعاني من مشكلة خطيرة تتطلب تدخلاً سريعاً، عدت للحاسوب وبعد قليل سمعت نادتي مرة أخرة تطلب مني أن أذهب بأبي إلى المستشفى حالاً، والحمدلله أننا فعلنا ذلك بأسرع وقت.

في المستشفى بدأ الطبيب في إجراء فحوص مختلفة وطرح أسئلة مختلفة، جاء ثلاثة من إخوتي لاطلاع على صحة أبي وقد كان أبي في هذا الوقت طبيعياً جداً بل ويلقي ببعض نكته هنا وهناك، كل المؤشرات إيجابية لكن الطبيب يقول بأنه قلق من تكرار الأمر خصوصاً وأن أبي كبير في السن وأهمل صحته لفترة طويلة.

في النهاية أخبرني الطبيب بأن كل شيء طبيعي وأن ما يعاني منه أبي هو اضطراب في نبضات القلب، وسيبقى في المستشفى بضعة أيام لإجراء المزيد من الفحوصات، ونحن نعلم أن أبي يكره البقاء في المستشفى لكنه تعامل مع الأمر بشكل طبيعي، أمضيت الليل مع أبي وفي يدي كتاب عن الفلسفات الشرقية للهند والصين واليابان، لم أنم إلا دقائق قليلة، عند الفجر لم أكن أرغب في إيقاظ أبي لكنه الممرض فعل ذلك بدلاً مني عندما جاء لإجراء فحوصات روتينية، صلى الفجر أبي واقفاً وبالشكل المعتاد، كل شيء يشير إلى أن الأزمة كانت بسيطة والحمدلله أننا تداركناها بسرعة.

ما أسعدني حقاً اليوم هو أن أسمع أبي في الصباح يقول وهو يتناول إفطاره "رب ضارة نافعة" تحدث عن إهمال الصحة وكيف أن ما حدث بالأمس يجبره على إعادة التفكير بنفسه وصحته.

أرجوكم ... لا تنسوى أبي من دعائكم.

السبت، 5 يناير 2008

محاضرة قادمة - تعديل

عودة إلى تقديم المحاضرات والمشاركة في نشاط مجموعة الإمارات للإنترنت، بعد شهر وبالتحديد في يوم السبت 9 فبراير سألقي محاضرة قصيرة بعنوان خمس أفكار مفيدة من ويب 2.0، والتي سأتحدث فيها عن:

  • ماذا يعني ويب 2.0؟
  • تقنية RSS وخدمة غوغل ريدر.
  • خدمة ديليشس.
  • حفظ وتنظيم الصور.
  • كيف تتعلم أي مهارة وتطور قدراتك على الشبكة؟

موعد المحاضرة سيكون بعد صلاة المغرب في الساعة السادسة والنصف في دبي، قرية المعرفة، قاعة المؤتمرات 2، هناك رسوم للمشاركة 100 درهم للشخص الواحد.

تحديث: سعر المشاركة أصبح 100 درهم.

تحديث2: أصبحت المحاضرة في يوم السبت 9 فبراير ... توقيت أفضل، إقرأ المزيد من التفاصيل