الثلاثاء، 30 مايو 2006

نظرة على مدراء النوافذ

في الموضوع السابق تحدثت عن أسطح المكتب الحرة المتوفرة لأنظمة التشغيل الحرة مثل جنو/لينكس، واليوم سأتحدث عن مدراء النوافذ.

مدير النافذة هو ترجمة حرفية لمصطلح إنجليزي window manager، والمقصود بمدير النافذة هنا هو البرنامج الذي يتحكم بنافذة البرامج، فمثلاً إذا قمت بتشغيل برنامج ما في نظام ويندوز، ستجد أن البرنامج يحيط به إطار، هذا الإطار يحوي في الأعلى ثلاثة أزرار:

  • إغلاق البرنامج.
  • تصغير نافذة البرنامج.
  • تكبير نافذة البرنامج.

والإطار يسمح للمستخدم بتكبير أو تصغير حجم النافذة يدوياً، هذه الخصائص موجودة في نظام ماك أيضاً، في أنظمة جنو/لينكس وBSD هذه الخصائص يتحكم بها برنامج صغير يسمى مدير النوافذ، لكن مدير النوافذ في هذه الأنظمة قد يحوي خصائص أكثر تزيد من فاعلية استخدام الحاسوب، فبعضها مثلاً يمكن التحكم بها كلياً من خلال لوحة المفاتيح، بعضها يوفر خصائص بسيطة جداً وحجماً صغيراً يناسب الحواسيب القديمة، بعضها يوفر مؤثرات بصرية رائعة، فلنلقي نظرة على بعض مدراء النوافذ.

عائلة box

هناك مجموعة من مدراء النوافذ تشترك في كلمة box، فهناك بلاك بوكس وهو الأساس لبقية مدراء النوافذ من هذه العائلة، والهدف من بلاك بوكس هو توفير مدير نوافذ صغير الحجم ويحوي الحد الأدنى من الخصائص، لذلك يفتقر هذا البرنامج إلى برامج إعداد، فعليك أن تقوم بتغيير الإعدادات بنفسك من خلال محرر نصي، ولا يمكن أن تضع إيقونات على سطح المكتب، هذا البرنامج توقف تطويره لمدة طويلة في الماضي، لذلك ظهرت مشاريع أخرى على أساس أن تكمل العمل الذي أنجز في بلاك بوكس، لكن مطور البرنامج بدأ مرة أخرى في تطوير بلاك بوكس.

البرنامج الثاني من عائلة box هو Fluxbox الذي طور على أساس بلاك بوكس ولا يختلف عنه كثيراً إلا في خصائص قليلة، مثل توفير دعم بسيط لوضع الإيقونات على سطح المكتب، أما البرنامج الثالث في عائلة box فهو أوبن بوكس الذي طور في البداية على أساس بلاك بوكس ثم أعيدت برمجته من الصفر، لكنه يعمل بنفس الطريقة.

هذه البرامج تعمل بنفس الطريقة، إذا أردت أن تقوم بتشغيل برنامج ما عليك أن تضغط بالزر الأيمن للفأرة على أي مكان في سطح المكتب وستظهر لك قائمة برامج، هناك شريط صغير أسفل الشاشة يبين البرامج التي تعمل ويحوي ساعة، هذا كل شيء من ناحية الواجهة، لكن إن تعمقت قليلاً ستجد بعض الخصائص الصغيرة مثل التحكم بالنوافذ من خلال لوحة المفاتيح وتشغيل البرامج بدون فأرة.

إنلايتمنت

إن كنت ستجرب مدير نوافذ واحد فقط فجرب إنلايتمنت، هذا البرنامج يأتي في إصدارين، الحالي هو 0.16، و0.17 وهو الإصدار الذي يطور حالياً منذ وقت طويل، إن كنت ستجرب أحدهما فأنصحك بالإصدار 0.17 لأنه سيعطيك فكرة جيدة عن قدرات مدير النوافذ المتميز.

ما يميز إنلايتمنت هو التأثيرات البصرية الرائعة التي قد لا تجدها في أي نظام تشغيل أو مدير نوافذ آخر، مع ذلك البرنامج ليس ثقيلاً ويمكن استخدامه للحواسيب القديمة، وفي إصدارته 0.17 لم يعد إنلايتمنت مجرد مدير نوافذ بل سيكون سطح مكتب متقدم، يعتمد على تقنيات طورها المشروع، هذه التقنيات تسمح لمطوري البرامج إنشاء برامج تحوي مؤثرات بصرية رائعة، فمثلاً المطور الرئيسي لبرنامج إنلايتمنت هو راستر مان قام بإنشاء برنامج للتحكم بأفلام DVD، يمكنكم مشاهدة فيلم فيديو قصير يعرض فيه البرنامج والتأثيرات التي يحويها، هذا البرنامج يعتمد على مكتبات تسمى EFL طورها مشروع إنلايتمنت.

إدارة النوافذ بلوحة المفاتيح

هناك برامج إدارة نوافذ تعتمد بشكل كبير على لوحة المفاتيح بدلاً من الفأرة، بعضها يعتمد كلياً على لوحة المفاتيح، هذه البرامج تتميز بأنها تستغل مساحة الشاشة بشكل فعال وتدير النوافذ بشكل مختلف، فلا يمكن لأي نافذة أن تظهر أمام نافذة أخرى، بل توضع النوافذ بجانب بعضها البعض، معظم هذه البرامج لا توفر أي زخارف أو أزرار أو إيقونات، فقط مساحة فارغة وعليك أن تشغل البرامج من خلال لوحة المفاتيح، فيقوم مدير النوافذ بتنظيم مساحات البرامج ويعطي لكل برنامج المساحة الكافية له، هذا الأسلوب يناسب المبرمجين ومدراء الشبكات والمستخدمين الراغبين في رفع إنتاجيتهم.

من هذه البرامج:

يصعب تعلم استخدام هذه البرامج لمن اعتاد على استخدام الفأرة فقط، لأنه في البداية سيشعر بأنه بطيئ ولا ينجز عمله كما يجب، لكن بعد أن يتقن استخدامها سيجد أنها مفيدة وفعالة، لأنها لا تحوي أي شيء يمكن أن يشوش عليه.

المزيد من مدراء النوافذ

هناك العشرات من مدراء النوافذ، بعضها يستحق أن تجربه لأنه قد يوفر لك بيئة العمل التي تريدها، بعضها مرن بشكل كبير ويتيح لك تعديل كل شيء، لذلك جرب بعضها وحاول أن تتعرف على البدائل المتوفرة:

الاثنين، 29 مايو 2006

نظرة على أسطح المكتب الحرة

البرامج الحرة تتميز بالتنوع الكبير في الخيارات المتوفرة، هذا التنوع هو أيضاً مشكلة ﻷنه يعقد عملية اختيار برنامج مناسب، ولكي تختار برنامجاً من بين عشرات البرامج عليك أن تجربها، وكن حذراً عن طرح سؤال مثل: أيهما أفضل البرنامج الفلاني أم البرنامج الفلاني؟ لأنك ستجد عشرات الآراء بين مؤيد ومعارض، والقليل من هذه الآراء سيكون متوازناً، فلا تضيع وقتك.

اليوم سأتحدث عن أسطح المكتب وفي موضوع لاحق سأتكلم عن مدراء النوافذ المتوفرة كبرامج حرة، لكن قبل ذلك علي أن أشرح ما المقصود بأسطح المكتب ومدراء النوافذ.

في نظام ويندوز ونظام ماك هناك واجهة رسومية واحدة فقط، شركتي أبل ومايكروسوفت لا توفران خيارات مختلفة لواجهة النظام، ومن أراد تغيير الواجهة عليه أن يعتمد على برامج تنتجها شركات أخرى.

في أنظمة التشغيل الحرة، مثل جنو/لينكس يمكن للمستخدم أن يختار الواجهة الرسومية التي تناسبه، وهناك مئات الخيارات المتوفرة، فإن لم تعجبك واجهة بسبب التعقيد يمكنك أن تختار واجهة أخرى أكثر بساطة، وإن كنت تبحث عن المؤثرات الجميلة فهناك خيارات تناسبك، وإن لم يكن يعجبك شيء يمكنك أن تقوم ببرمجة الواجهة التي تريد.

سطح المكتب يختلف عن مدير النوافذ بأنه مجموعة من البرامج المتكاملة التي تهدف إلى توفير بيئة تساعد المستخدم على إنجاز أعماله والتحكم بالحاسوب، فإذا اخترت سطح مكتب معين ستجد فيه من البرامج ما يغنيك عن تثبيت أي برامج أخرى، بينما مدير النوافذ برنامج بسيط يتحكم بنوافذ البرامج وقد يحوي برامج صغيرة مساعدة، وقد تحتاج إلى استخدام برامج أخرى معه لكي تصنع لنفسك سطح المكتب الذي ترغب في استخدامه.

جنوم

سطح المكتب جنوم هو مشروع رسمي تابع لمنظمة البرامج الحرة وفي نفس الوقت هو مشروع مستقل بمنظمة خاصة، هذه المنظمة تقوم بإنتخاب رئيس لها كل عام، وهي مسؤولة عن إدارة وتطوير المشاريع المتعلقة بسطح المكتب جينوم.

بدأ مشروع جنوم في عام 1997م كردة فعل على مخاوف قانونية متعلقة بمشروع كيدي، سطح المكتب الوحيد في ذلك الوقت، فقد كان كيدي يعتمد على مكتبة QT لتطوير برامجه، وقد كانت هذه المكتبة برنامجاً تجارياً وليس حراً، لذلك أرادت منظمة البرامج الحرة إنشاء سطح مكتب يعتمد كلياً على البرامج الحرة، وقامت بإنشاء مشروعين، أحدهما جنوم.

اليوم جنوم يعتمد على أساس تقنيات كثيرة لن أتحدث عنها فهي لا تهمنا هنا، هذه التقنيات أتاحت له توفير دعماً جيد للكثير من اللغات ومن بينها العربية، والمشروع يركز كثيراً على قابلية الاستخدام ويحاول أن يلغي كل تعقيد، كما أن واجهته منظمة ومتناسقة، بمعنى آخر، لن تجد اختلافاً كبيراً بين البرامج وكيفية استخدامها.

جنوم يطرح إصدارة جديدة مرتين في العام، إحداهما في شهر مارس والأخرى في شهر إبريل، وفي كل إصدارة تجد تحسينات مختلفة على خصائص البرامج، وإضافات جديدة، في آخر إصدار لجنوم ركز المشروع على تحسين أداء سطح المكتب وقد كانت النتيجة رائعة، إذ لاحظ الكثير من المستخدمين أن سطح المكتب أصبح أصغر حجماً وأكثر سرعة، وقد كان في السابق يعاني من حجمه الكبير الذي لا يناسب الحواسيب القديمة.

البرامج التي تتبع مشروع جنوم كثيرة، منها متصفح إبفني الذي يعمل بنفس المحرك الذي يستخدمه متصفح فايرفوكس، وهناك برنامج إيفينس وهو مستعرض وثائق يمكنه أن يعرض ملفات PDF وأنواع أخرى من الملفات، وللبريد الإلكتروني هناك برنامج إفليوشن الذي يعتبر بديلاً لبرنامج أوتلوك من مايكروسوفت.

وهناك باقة برامج جنوم أوفيس التي تحوي برنامج محرر نصوص، وآخر للجداول الإلكترونية، وآخر لقواعد البيانات، وهناك عشرات البرامج الأخرى.

كيدي

بدأ مشروع كيدي في عام 1996م، وكما قلت سابقاً، المشروع كان يعتمد على مكتبة QT التي لم تكن حرة في ذلك الوقت، لكنها الآن حرة، وقد بدأ المشروع بسبب عدم وجود سطح مكتب لأنظمة يونكس، فما كان متوفراً في ذلك الوقت هي مجموعة برامج متفرقة.

مشروع كيدي الآن يعمل رسمياً تحت مظلة منظمة KDE في ألمانيا، والكثير من مطوري النظام يعيشون في ألمانيا أو أوروبا، والندوات التي تنظم حول المشروع تعقد غالباً في ألمانيا، ولينوس تورفالدس مطور لينكس يشجع على استخدام كيدي بدلاً من جنوم.

من ناحية عملية لا أجد اختلافاً كبيراً بين جنوم وكيدي، كلاهما سطح مكتب كامل، كلاهما يقدمان الكثير للمستخدم، وكل له فلسفة وأهداف مختلفة، فاستخدم ما يناسبك منهما.

أما عن البرامج التي يقدمها المشروع فهي كثيرة، فهناك طقم البرامج المكتبية كي أوفيس، وهناك مشروع خاص للبرامج التعليمية يحوي برامج رائعة تستحق التجربة، وهناك برنامج كونكرور الذي يعمل كمتصفح ومدير ملفات ويمكنه فتح الملفات واستعراضها.

أكس أف سي إي

مشروع Xfce هو سطح مكتب مختلف قليلاً عن بقية أسطح المكتب المتوفرة، فهو يركز على صغر الحجم وسرعة الأداء والبساطة في واجهة الاستخدام، وهو لا يقدم برامج متكاملة كما يفعل مشروع كيدي أو جنوم، لذلك عليك أن تختار البرامج بنفسك.

من البرامج التي ستأتي مع Xfce في إصداراته القادمة برنامج ثونار وهو مدير ملفات بسيط، لكنه في رأيي أفضل مدير ملفات متوفر لنظام جنو/لينكس، فقد صمم من البداية لكي يكون سهل الاستخدام ويقدم خصائص كافية ترضي معظم الناس، هذا البرنامج جاء بديلاً لمدير ملفات آخر هو xffm الذي يعاني من صعوبة واجهة الاستخدام وتعقيدها.

هناك برامج أخرى تأتي مع Xfce، مثل مشغل الملفات الصوتية xfmedia، محرر ملفات نصية، والعديد من الإضافات الصغيرة.

التوزيعات وأسطح المكتب

توزيعات جنو/لينكس المختلفة تأتي مع أحد أسطح المكتب، غالباً كيدي أو جنوم والقليل منها يستخدم Xfce، الكثير من التوزيعات تضع كل أسطح المكتب لكي تختار أنت ما يناسبك، شخصياً أستخدم جنوم وأرى أنه يقدم ما أريد، لكنني أنوي تجربة أسطح المكتب الباقية لكي أعرف سلبياتها وإيجابياتها.

إن لم تكن تعرف كيف تثبت أحد أسطح المكتب في توزيعتك وكيف تستخدمها فعد إلى موقع التوزيعة لأنك بالتأكيد ستجد معلومات كافية حول هذا الموضوع.

إقرأ المزيد

الجمعة، 26 مايو 2006

إدارة المعرفة الشخصية

مع تطور ونمو قاعدة المعرفة الشخصية الخاصة بي بدأت أشعر بفائدة إنشاء مثل هذه القاعدة، وتمنيت لو أنني فعلت ذلك منذ وقت طويل، ربما ساعدني ذلك على كتابة مقالات أفضل، أو إنجاز كتب تمنيت نشرها منذ وقت طويل، أو على الأقل أوفر الوقت في عدم إعادة تعلم ما تعلمته سابقا.

لعلك تسأل الآن: عن ماذا تتحدث؟! فدعني أشرح الأمر وأبدأ من الماضي القريب.

لأنني أستخدم الحاسوب واعتمد عليه كثيراً ولأنني مهتم بمجالات فكرية مثل الإدارة والتطوير الشخصي والتربية والبرمجة وتطوير المواقع، فأنا أحتاج إلى وسيلة لحفظ المعلومات وتنظيمها وكذلك وسيلة لحفظ ما أنجزته من أعمال لكي أعتمد عليها في المستقبل فلا أكرر ما أنجزته من قبل وأوفر وقتي وجهدي في فعل أشياء جديدة.

هذه الوسيلة هي في الغالب برنامج لحفظ وتنظيم المعلومات، والبرامج التي تفعل ذلك كثيرة ومتنوعة، في الماضي كنت أستخدم برنامج كي نوت في ويندوز، ولم أكن أستخدمه بشكل صحيح، لأنني لم أجمع فيه كل المعلومات التي يجب أن أحتفظ بها ولم أدون فيه ما أنجزت من أعمال، حتى المقالات التي نشرتها في الصحف تخلصت منها، وكل هذا بسبب خوفي من تراكم المعلومات بدون فائدة، لكن هذا الخوف كان مبالغاً فيه وتسبب في تخلصي من معلومات قيمة كان بإمكاني أن أستفيد منها اليوم.

الآن أستخدم نظام جنو/لينكس، وبرنامج كي نوت لا يعمل على هذا النظام، ولم أستخدم أي برنامج لحفظ المعلومات لأنني لم أجد برنامجاً مناسباً، واعتمدت فقط على ملفات نصية بسيطة، المشكلة في الملفات النصية أنها أبسط من اللازم لتكوين قاعدة معرفة، نعم قد تصلح الملفات النصية لتنظيم الذات وإدارة الأعمال، لكن عندما تريد ربط المعلومات ببعضها البعض لا بد من استخدام برنامج يوفر وسيلة للانتقال عبر المعلومات باستخدام الروابط، ولهذا الغرض قد تكون برامج ويكي هي أفضل حل متوفر، لذلك قمت بتثبيت برنامج دوكيو ويكي على الحاسوب وبدأت في إنشاء قاعدة معرفة خاصة بي.

القاعدة تضم العديد من المعلومات حول مجالات مختلفة، ففي تطوير المواقع مثلاً بدأت أحتفظ بمعلومات حول تقنية XHTML وCSS جمعتها من كتب ومواقع مختلفة، أصبحت هذه الصفحات مرجعاً لي كلما أردت تذكر معلومة ما حول هذه التقنيات، أكثر من ذلك بدأت ألاحظ أنني أكون صفحات تصلح لأن تكون كتاباً بعد مدة، فمع نمو المعلومات وتنظيمها وتصحيحها يمكن تحويلها إلى كتاب بتعديلات طفيفة، فيمكنني مثلاً أن أقوم بإنشاء مرجع تقني حول XHTML، ويمكنني إنشاء كتاب تعليمي حول CSS، هذه الثمرة هي نتيجة إنشاء قاعدة معرفة، في الماضي كنت أفكر في الجهد الذي يتطلبه إنشاء مرجع تقني فأتخاذل عن إنجازه، الآن أستطيع إنجاز هذا الكتاب بالتدريج وبخطوات بسيطة.

أظن أنني تحدثت عن نفسي كثيراً!

إنشاء قاعدة المعرفة

لعلك ترغب الآن في إنشاء قاعدة معرفة، إن كنت ممن يعتمدون على الحاسوب كثيراً فلا بد أن تقوم بإنشاء قاعدة معرفة خاصة بك، هذا ينطبق على المدراء والمسؤولين في المؤسسات، كذلك على المبرمجين ومطوري المواقع، ويمكن أن يستفيد من هذه القاعدة أي شخص يرغب في ذلك، حتى الطلاب يمكنهم الاستفادة، الحاسوب أداة قوية للتعامل مع المعلومات فلنستفد منه ونستغل قدراته.

في البداية اختر البرنامج الذي يناسبك، هناك برامج كثيرة لحفظ المعلومات وتنظيمها، ومن الصعب أن أنصحك ببرنامج معين، فجرب أكثر من برنامج واختر ما يناسبك، بعد ذلك عليك أن تبدأ في حفظ المعلومات في البرنامج، نظمها كما تشاء، قم بتسميتها كما تشاء، أنت سيد نفسك هنا، أنت تنظم هذه المعلومات لنفسك وليس للآخرين، فلا بأس إن استخدمت كلمات وألفاظ قد لا يفهمها أحد غيرك، مع ذلك أنصحك بأن تستخدم لغة سهلة بقدر الإمكان، فلعل القاعدة تصبح مرجعاً للآخرين في يوم ما.

إن قررت استخدام برنامج ويكي، فقم باستغلال خاصية الروابط بشكل فعال، اربط بين الصفحات وضع روابط لمواقع خارجية، تصور مثلاً أنك قمت بإنشاء صفحة حول البرمجة، من المفيد أن تضع روابط خارجية تتعلق بالبرمجة مثل صفحة البرمجة في ويكيبيديا، كذلك تصنيف البرمجة في ديليشس، وربما روابط لكتب إلكترونية حول البرمجة.

ولكي تكون قاعدة المعرفة مفيدة عليك أن تجمع كل شيء فيها، دون أفكارك، خواطرك، مقالاتك، أعمالك التي أنجزتها، خبراتك التي اكتسبتها من تطبيق المعرفة، وأي مواد أخرى مفيدة مثل الصور والفيديو والصوتيات.

بعد مرور فترة على إنشاء القاعدة فكر في أن تجعلها مفتوحة لجميع الناس، فتنشرها على موقعك، المشكلة هنا قد تكمن في المعلومات الشخصية التي لا تريد أن يراها أحد، عليك أن تجد طريقة تضمن عدم نشرك لمثل هذه المعلومات، أما غير ذلك فيمكن للناس أن يجدوا فائدة كبيرة من قاعدة المعرفة الخاصة بك.

إقرأ أيضاً:

الأربعاء، 24 مايو 2006

في طرقاتنا … لا توجد سيارة سيئة!

ليس لدي موضوع حول الحواسيب أو التقنية لكي أتحدث عنه، ليس لندرة المواضيع فهي كثيرة، لكنني أشعر بالسأم بعض الشيء وأريد أن أتحدث عن شيء آخر ... شيء يتحدث عنه الناس كثيراً ويعجبني، شيء أعرف عنه الكثير مع ذلك لم أستخدمه إلا مرتين! أعني السيارات.

معرفتي السيارات بدأت بالملل! كان ذلك في يوم الخميس صباحاً قبل ما يزيد عن خمس سنوات، بائع الصحف الذي يتجول على دراجته الهوائية يمر أمام منزلنا كل يوم، أوقفته في ذلك اليوم وطلبت منه بعض الصحف ومجلات الحاسوب ثم سألته إن كان يبيع مجلات أخرى، فأخرج مجموعة منها وبدأ في فرزها: هذا ما في زين ... إنتا مطوع ... إنتا ما يقرأ هذا مجلة، هذا مجلة مال حرمة، هذا مال باتشا - أي الأطفال - هذا قديم ... هذا مجلة زين!

عرض علي مجلة سيارات تحوي معظم أسماء شركات السيارات ومنتجاتها، لم أكن في ذلك الوقت مهتماً بالسيارات، لكنني اشتريتها واحتفظت بها لمدة طويلة، وبدأت أتعرف على شركات لم أسمع بها من قبل، وسيارات رائعة لم أرها من قبل، منذ ذلك الوقت بدأت في متابعة مجلات السيارات، حتى بدأ بعض أصدقائي في استشارتي عند رغبتهم في شراء سيارة، لا أدعي أنني أعرف كل شيء، لكنني أعرف ما يكفي.

بعد سنوات بدأت أشعر بالملل من مجلات السيارات، فهي تكلفني مبلغاً من المال كل شهر، وتكرر الكلام كل شهر، معظم المجلات العربية تتحدث عن السيارة بنفس الأسلوب، من الصعب أن تجد نقداً أو تستمتع بقراءة المواضيع لأنها تخلو من الحياة والشغف والمتعة، كلام روتيني ممل يتكرر كل شهر مهما كان نوع السيارة، وإذا أردت نصيحة حول شراء سيارة ما فلا تقرأ المجلات العربية، صديقك المهووس بالسيارات قد يكون خيراً من كل المجلات.

وحال برامج السيارات في فضائياتنا العربية لا يختلف كثيراً، من الخطأ تسميتها "برامج سيارات" فهي برامج تسويق السيارات، ففي هذه البرامج كل السيارات جميلة ورائعة، كل السيارات ممتعة وتستحق الشراء، كل السيارات تحوي هذه المميزات ولا يذكر عيب واحد فيها، هناك استثناء واحد كما أخبرني أحد الأصدقاء، وهو برنامج السيارات الذي يعرض في قناة دبي الفضائية.

عندما تقارن هذه البرامج مع البرنامج البريطاني الشهير توب جير ستجد أنه لا مجال للمقارنة، البرنامج البريطاني ممتع وينتقد السيارات ويتحدث عن أشياء كثيرة متعلقة بالسيارات، مقدمي البرنامج لا يجدون أي حرج عند نقد السيارات، فمثلاً شركة بي أم دبليو تنتج سيارة تسمى الفئة الأولى وهي سيارة صغيرة، شخصياً كنت معجباً بهذه السيارة، لكنني بعد أن شاهدت حلقتين من البرنامج تتحدثان عن السيارة غيرت رأيي، فهي ضيقة للراكبين في المقعد الخلفي، تستخدم مواد رخيصة، مرتفعة السعر والسيارات البديلة تقدم قيمة أفضل مقابل المال، مثل هذه المعلومات من الصعب أن تجدها في مجلات وبرامج السيارات العربية.

ولن أتحدث كثيراً عن الصحف والملاحق التي تخصصها للسيارات، فهي منسوخة من مصادر مختلفة وتحوي كلاماً تسويقياً فقط.

بعض مواقع ومنتديات السيارات العربية يكتب فيها هواة ومحترفون، هؤلاء أجدهم خيراً من كل وسائل الإعلام العربية، المشكلة في المنتديات والتي جعلتني أكره المشاركة فيها هو التعصب، لا بأس أن يظهر المرء حبه وشغفه بشركة أو سيارة معينة، لكن أن يتعصب لها ويرفض أي نقد فهذه مشكلة، في بعض الأحيان يصبح التعصب أقرب للعبادة، تصبح السيارة رباً يعبد والعياذ بالله.

ماذا عن المدونات؟ حتى الآن لا أعرف أي مدونة عربية متخصصة في السيارات، أما المدونات الأجنبية فهي كثيرة، أشهرها Autoblog.

حسناً ... لم يكن الموضوع عن السيارات، بل عن السيارات في إعلامنا العربي، ويمكن أن أختصر الوضع الآن بكلمة واحدة: لا تضيع وقتك ... تابع برنامج توب جير.

الاثنين، 22 مايو 2006

نظرة على سوزي 10.1

موقع Mad Penguin اختبر آخر نسخة من توزيعة سوزي وكتب عنها، هذه التوزيعة تأتي في خمس أقراص مدمجة، وتحوي آخر التقنيات التي يمكن أن تراها في توزيعات لينكس، بالنسبة لي، أنا بحاجة إلى حاسوب قوي يحوي ذاكرة كبيرة لكي أجرب سوزي، حتى أجد ذلك الحاسوب سأبقى على توزيعة أبونتو.

العودة إلى النواة المصغرة

هل يمكن أن نبرمج أنظمة تشغيل ثابتة وآمنة؟ سؤال يجيب عليه ثلاثة أساتذة من جامعة أمستردام المفتوحة، ويعرضون أربع طرق تجعل أنظمة التشغيل أكثر ثباتاً وأماناً، وإليكم ملخصاً لأهم النقاط:

  • لماذا أجهزة التلفاز ومشغلات DVD ومشغلات MP3 ثابتة وآمنة والحواسيب غير ثابتة ولا آمنة؟
  • ما يريده المستخدم العادي هو شراء حاسوب يقوم بتوصيله إلى مقبس الكهرباء وتشغيله ثم يعمل الحاسوب لعشر سنوات دون مشاكل.
  • مشاكل الأمن والثبات الرئيسية تأتي من نظام التشغيل، البرامج قد تحوي هذه المشاكل، لكن إن كان نظام التشغيل خالياً منها ستصبح أخطاء البرامج أقل تأثيراً.
  • هناك مشكلتين في أنظمة التشغيل تجعلهما غير آمنة ولا ثابتة: الحجم الكبير وعدم القدرة على عزل أجزاء النظام عن بعضها البعض.
  • الحجم الكبير لأنظمة التشغيل تعني أنه لا يوجد شخص واحد يستطيع أن يلم بكل أجزاء النظام.
  • عدم عزل أجزاء النظام عن بعضها البعض يزيد من صعوبة اكتشاف الثغرات والأخطاء ويجعل أي خطأ يؤثر على كامل نظام التشغيل.
  • طريقة النواة المصغرة (Microkernel) والتي لم تستخدم في أنظمة التشغيل اليوم بسبب أداءها قد تعود لتستخدم في أنظمة التشغيل بسبب أمانها وثباتها.

تجربة DokuWiki

بناء على نصيحة الأخ احجيوج قمت بإنزال برنامج DokuWiki وتجربته، الهدف من استخدام البرنامج هو إنشاء قاعدة معرفة خاصة بي تجمع كل ما قرأته وكتبته لكي تكون مرجعاً لي، فكيف كان أداء برنامج DokuWiki؟

هذا البرنامج لا يعتمد على قواعد بيانات، بل على ملفات نصية، ومن لديه خبرة بسيطة في برمجة المواقع يعرف أن الملفات النصية خيار سيء لحفظ المعلومات، لأن هناك احتمال كبير بأن تمسح هذه المعلومات إن قام شخصان في نفس الوقت بالكتابة في هذه الملفات، لكن يمكن للمبرمج أن يتجاوز هذه المشكلة ويجعل الملفات النصية خياراً يعتمد عليه، وDokuWiki يمكن الاعتماد عليه لأنه يستخدم في عشرات المواقع النشطة وهو مناسب للمبرمجين ومطوري المواقع، وعدم اعتماده على قاعدة البيانات يجعل تركيبه عملية سهلة.

حسناً ... ليست سهلة تماماً، إن كنت ستقوم بتركيب البرنامج على نظام لينكس ستحتاج إلى تنفيذ بعض الخطوات في سطر الأوامر، لم تكن الخطوات صعبة علي، لكنها كانت غامضة بعض الشيء، البرنامج موجه للمبرمجين ومطوري المواقع وهؤلاء يفترض أنهم يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع سطر الأوامر، لذلك لا أنصح بهذا البرنامج لمن ليس لديه معرفة كافية بسطر الأوامر.

تركيب البرنامج في ويندوز سيكون أسهل بقليل، وتركيبه في بعض توزيعات جنو/لينكس سيكون سهلاً ولن تحتاج إلى فعل شيء، فإذا كنت تستخدم دبيان مثلاً فلن تحتاج إلا لخطوة واحدة وسيكون كل شيء جاهزاً.

في البداية، أعجبتني فكرة أن أستخدم برنامج ويكي لإنشاء قاعدة المعرفة، برامج ويكي تبدو مناسبة تماماً لمثل هذا الغرض، لكنها تصبح ضعيفة حينما تفكر في دمج معلومات أخرى، مثل عناوين وأرقام هواتف أصدقاءك ومعارفك، إدارة وتصنيف الروابط، حفظ الصور وتصنيفها، التعامل مع الملفات الأخرى في الحاسوب، لكن حتى الآن برامج الويكي أفضل من أي حل آخر.

قبل أن تقوم بتشغيل برنامج DokuWiki إذهب إلى المجلد conf وستجد ملفاً اسمه dokuwiki.php، هذا الملف هو المسؤول عن إعدادات البرنامج، يمكنك من خلال هذا الملف تغيير اللغة من الإنجليزية إلى العربية وستجد البرنامج معرباً ويظهر بشكل صحيح، لكن مع بعض الأخطاء التي يمكن أن تصححها من خلال تحرير ملفات CSS، المشكلة هنا أنك لن تجد البرنامج جاهزاً للعمل مباشرة بعد التركيب بل عليك أن تقوم بتعديله ليتناسب مع احتياجاتك.

يمكن أن أقول بأن البرنامج جيد، لكنه يعاني من بعض التعقيد الذي يجعلني أفكر في استخدام غيره، دعمه للغة العربية ممتاز، القالب الذي يأتي مع البرنامج يحتاج إلى تعديلات بسيطة لكي يظهر الويكي بشكل متناسق.

الأحد، 21 مايو 2006

ملخص الملتقى الأول لمجموعة الإمارات للإنترنت

في الخميس الماضي نظمت مجموعة الإمارات للإنترنت الملتقى الأول، وفكرة الملتقى بسيطة، فهو نشاط ينظم كل شهر، تلقى فيه دروس ومحاضرات ويتواصل أعضاء المجموعة مع بعضهم البعض ومع الآخرين.

في الملتقى الأول كان عدد الحضور لا يزيد عن العشرين، أمر متوقع، لأننا لم نعلن قبل فترة كافية، وقد بدأنا من الآن التخطيط للملتقى الثاني والذي سنعلن عنه قبل أسبوعين، وأتمنى أن يحضره الجميع، وقد ننظمه في أبوظبي، شخصياً بدأت أخطط للموضوع الذي سأطرحه في الملتقى الثاني وفي الغالب سيكون حول ما يسمى ويب 2.0 أو حول البرامج الحرة، إذا كان لديك اقتراح لموضوع تريدني أن ألقيه فلا تتردد في طرحه.

اللقاء كان بسيطاً وقد ألقيت فيه كلمتين، الأولى كانت للأستاذ أحمد الملا من مركز تمكين، هذا المركز يأهل المعاقين بصرياً ويدربهم ويوفر لهم فرص عمل في مؤسسات الدولة، وقد تحدث الأستاذ أحمد عن المركز ونشاطاته وعرض علينا كيف يستخدم المعاق بصرياً الحاسوب.

بعد ذلك ألقيت كلمة حول الإنترنت في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد لخصتها في موضوع سابق، ردود فعل بعض من حضروا كانت مشجعة، وقد ألقي المحاضرة مرة أخرى بعد أسبوعين في دبي أو الشارقة، إن تأكدت من موعد المحاضرة سأخبركم عنها، لكنها في الغالب ستكون خاصة بمؤسسة ما.

أنوه إلى إمكانية إعادة تقديم أي محاضرة لأي مؤسسة في أبوظبي، يمكنكم مراسلة المجموعة للتنسيق في حال رغبتم في أن ألقي أي محاضرة أو دورة في المؤسسات التي تعملون فيها.

أما صور اللقاء والفيديو فأعتذر عن تقديم أي رابط لهما، الكاميرا الوحيدة التي صورنا بها اللقاء كانت سيئة، أما الفيديو فقد يحتاج إلى بعض الوقت لكي نضعه على الشبكة.

الجمعة، 19 مايو 2006

الإنترنت بين الماضي والمستقبل

ملاحظة: هذا نص للمحاضرة التي ألقيتها اليوم في الملتقى الأول لمجموعة الإنترنت، أما أخبار الملتقى وصوره سأتحدث عنهما في وقت لاحق.

ما هي الإنترنت؟

الإنترنت هي شبكة عالمية من الحواسيب المترابطة، تنقل البيانات والمعلومات في ما بينها باستخدام لغة متفق عليها تفهمها الحواسيب.

تاريخ الإنترنت

في عام 1957 قام الاتحاد السوفييتي بإطلاق القمر الصناعي سبوتنيك، أحسّت حكومة الولايات المتحدة بالتهديد من تقدم السوفييت عليهم في سباق الفضاء، فقاموا في عام 1958 بإنشاء مؤسسة "وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المنقدمة" والتي تسمى في اللغة الإنجليزية داربا (DARPA)، وقد قامت هذه المؤسسة بإنشاء شبكة أربانت في عام 1969.

كانت هذه الشبكة مخصصة في البداية للأغراض العسكرية وقد صممت بشكل يسمح لها بالعمل حتى لو تعرض جزء منها للتدمير في هجوم نووي مثلاً، انضمت لهذه الشبكة الجامعات ومعاهد الأبحاث والمؤسسات الكبيرة وبدأت تتسع وتنتشر وتصبح وسيلة اتصال وتبادل للمعلومات بين هذه المؤسسات والجامعات.

في عام 1983 سميت الشبكة إنترنت وتعني "الشبكة العالمية" وزاد انتشارها، في عام 1991 ظهر اختراع جديد كان سبباً رئيسياً في شهرة الشبكة وانتشارها حول العالم، وأعني بذلك شبكة الويب والتي تسمى باللغة الإنجليزية "World Wide Web" وتختصر WWW، اخترع هذه التقنية العالم الفيزيائي البريطاني تيم برنيرز لي في المعهد الأوروبي للطاقة النووية في سويسرا، وقد جعل اختراعه هذا متاحاً للجميع فنشأت صناعات وأسواق يبلغ حجمها مليارات الدولارات تعتمد كلياً على شبكة الويب وإنترنت.

الخدمات التي تقدمها الإنترنت

هناك مجموعة من الخدمات المختلفة التي تقدمها الشبكة العالمية، البعض يظن أن الإنترنت هي شبكة الويب، والحقيقة هي أن شبكة الويب هي تقنية تعتمد على الإنترنت وإلى جانبها هناك الكثير من الخدمات.

  • البريد الإلكتروني: أول خدمة ظهرت في شبكة الإنترنت، وهي أساس الشبكة في أيامها الأولى.
  • مجموعات الأخبار: وتسمى بالإنجليزية (newsgroups) وهي ساحات للنقاش تشبه المنتديات لكن المواضيع تقرأ عن طريق برنامج البريد الإلكتروني.
  • نقل الملفات: ابتكر بروتوكول لنقل الملفات بين مزودات إنترنت يسمى File Transfer Protocol ويختصر FTP، هذه التقنية تسمح للمستخدمين بنقل الملفات بين الحواسيب وتسمح لهم باستعراض المزودات وما تحويه من ملفات وتسمح لهم بإنزال هذه الملفات، ويمكن إعطاء هذه الصلاحيات لعدد محدود من المستخدمين أو السماح للجميع بالوصول إلى مزودات الملفات.
  • غوفر - Gopher: خدمة تشبه شبكة الويب إلى حد كبير إلا أنها تقتصر على النصوص فقط، ولم تنجح هذه التقنية لأسباب عدة، ولا زالت بعض المزودات تعمل بهذه التقنية.
  • الدردشة: تستخدم الدردشة لتقديم العديد من الخدمات المفيدة، مثل الدعم الفني للموظفين أو الزبائن أو مستخدمي برنامج أو منتج ما، ويمكن أن تستخدم للتعليم ولنشر الأخبار وللكثير من الأغراض الأخرى، للأسف خدمات الدردشة اكتسبت سمعة سيئة بسبب سوء استخدام البعض لها.
  • الاتصال الهاتفي: تسمى هذه الخدمة في اللغة الإنجليزية VoIP، وتتميز بأنها توفر وسيلة للاتصال بجميع أنحاء العالم وبتكلفة منخفضة.
  • شبكة الويب: أشهر تقنية اليوم وهي ما يظنها البعض شبكة الإنترنت، وهي في الحقيقة جزء من شبكة الإنترنت، لكنها الآن من أهم تقنيات الإنترنت وهي السبب الرئيسي في انتشار الشبكة حول العالم.

قضايا تتعلق بالشبكة

هذه القضايا تحتاج إلى نقاشات طويلة، وقد كتب عنها الكثير من الناس، كل قضية تحتاج إلى مقالات وكتب لكي نلم بها ونعطيها حقها في النقاش:

  • حقوق النشر والملكية الفكرية: مع ازدياد ظهور المحتويات الرقمية من نصوص وصوتيات وفيديو وصور، ازداد معدل نسخ هذه المحتويات ونشرها، هل قانون حقوق النشر بحاجة إلى تعديل؟ هل علينا أن نعيد النظر في مبادئ حقوق النشر؟ أما الملكية الفكرية فهي قضية مختلفة، فمن يملك فكرة اختراع ما فهو يملك حق احتكارها ومقاضاة من يستخدمها بدون إذن منه، هل يحق لأي شخص أن يفعل ذلك في عالم البرامج والأجهزة المتعلقة بشبكة الإنترنت؟
  • الرقابة: من يحق له أن يفرض رقابة على الشبكة؟ وما الذي يسمح به وما الذي يمنع؟ هل يحق للحكومات فرض رقابة على المستخدمين وتسجيل نشاطهم على الشبكة أم لا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تدور حول موضوع الرقابة.
  • الأمن وجرائم الشبكة: مع ازدياد انتشار استخدام الإنترنت تزداد المشاكل الأمنية وفرص ضياع أو تخريب البيانات أو سرقتها، كيف نواجه هذا الخطر؟ وما هي القوانين المتعلقة بالجرائم الإلكترونية وكيف تنفذ؟
  • عالم الأعمال: كيف يمكن للشركات أن تستفيد من الإنترنت في إنجاز أعمالها؟ وكيف يمكن للشبكة أن توفر فرصاً كبيرة للشركات الصغيرة؟ هناك مجال واسع للحديث عن الأعمال التجارية والاستفادة من الشبكة لإنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف.
  • التعليم: هناك فرص كبيرة للتعليم عبر الشبكة، لكن هذه الفرصة غير مستغلة حتى الآن في الكثير من الدول، يمكن للشبكة أن تزيد من فعالية وتخفض من تكلفته بشكل كبير.
  • الترابط الاجتماعي والترفيه
  • السيطرة على الشبكة: حالياً الشبكة تدار من قبل حكومة الولايات المتحدة وبعض الشركات والجامعات الأمريكية، هل يحق للعالم الآن أن يأخذ حق إدارة الشبكة والسيطرة عليها من الولايات المتحدة ويعطيه للأمم المتحدة مثلاً؟ ولماذا؟

مستقبل الشبكة

يصعب التنبأ بمستقبل الإنترنت خصوصاً مع ظهور تقنيات وأفكار جديدة كل يوم، الكثير من هذه التقنيات لا ينتشر ويموت مبكراً، وبعضها يستخدم بشكل واسع مع أن البعض كان يتوقع لها غير ذلك، لكن يمكن أن نتحدث عن بعض التطورات التي قد نراها في السنوات القادمة، مثل إنترنت 2 التي ستوفر سرعة عالية جداً للوصول إلى الشبكة، هذه السرعة قد تجعلنا نستغني عن استخدام الوسائل التقليدية للبث الإذاعي والتلفيزوني ونعتمد كلياً على البث الرقمي عبر الشبكة، حالياً إنترنت 2 لا تستخدم إلا بين مجموعة من الجامعات الأمريكية.

التطور الثاني سنراه على شبكة الويب، حيث سيزداد استخدام المعايير القياسية لتطوير المواقع لتصبح أساساً يستخدمه الجميع لتطوير مواقعهم، وهنا ستصبح المعلومات سهلة النقل من موقع إلى آخر وسيتحقق التكامل بين برامج الحاسوب ومحتويات المواقع، وقد نصل إلى مرحلة من التفاعل والتكامل بين البرامج والخدمات لم نتخيلها من قبل.

على المدى البعيد، ستصبح الشبكة جزء من كل شيء، هذه الرؤيا قد تتحقق قريباً في اليابان التي مضت في تحقيق التكامل بين الأجهزة والبرامج والناس بحيث أصبح الفرد الياباني متصل بالآخرين عبر هاتفه النقال وتقنيات الإنترنت، ستصبح المنازل متصلة بالشبكة فيمكن إدارتها وإدارة أجهزتها مباشرة عبر الشبكة، وهناك الكثير من الناس يعملون من منازلهم عبر الشبكة، وأنا متأكد بأن أعداد هؤلاء ستزداد في المستقبل القريب.

الثلاثاء، 16 مايو 2006

الملتقى الأول لمجموعة الإمارات للإنترنت

أخيراً، الملتقى الأول لمجموعة الإمارات للإنترنت سيعقد يوم الخميس في الخامسة عصراً إن شاء الله، في قرية المعرفة بدبي، للمزيد من التفاصيل، أرجو اتباع الرابط السابق وستجدون كل المعلومات حول اللقاء.

سألقي في هذا الملتقى أول درس أو محاضرة لي، وستكون المحاضرة بسيطة، موضوعها شبكة الإنترنت ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وبعد ذلك سيكون هناك حوار مفتوح مع الحضور، أتمنى أن يحضر كل من يستطيع الحضور، لأنه اللقاء الأول، وعلى أساسه ستكون هناك لقاءات أخرى، وفي الغالب ستكون شهرية.

الأحد، 14 مايو 2006

قاعدة المعرفة الشخصية

هناك فرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة، كل كلمة لها معنى مختلف، لن أشرحها هنا لأنها شرحت في كتب كثيرة، ولست متأكداً من أنني فهمت الفرق بين الكلمات الثلاثة، ما أعرفه أن المعرفة هي خلاصة العلم التي تجعل الإنسان يفعل الأشياء الصحيحة ويطور نفسه والآخرين.

لكي تكّون هذه المعرفة عليك أن تجمع بين معلومات وبيانات مختلفة وتربط بينها، فمثلاً تصور أنك مهتم بمجال التربية، وتقرأ كثيراً في هذا المجال، من المفيد حقاً أن تلخص ما قرأته في أفكار وملاحظات مكتوبة تدونها في مذكراتك أو في برنامج ما، ومن هذه الملخصات تكون أفكارك وآراءك الخاصة حول التربية.

قاعدة المعرفة الشخصية أوسع من ذلك، فهي تجمع كل شيء تعرفه في مكان واحد، كل ما كتبته من مقالات ومواضيع وبحوث وتقارير ومذكرات، كل ملاحظاتك التي أخذتها في المحاضرات - هذا إن كتبت أي ملاحظات - وكل المعلومات المهمة التي مرت عليك في وسائل الإعلام المختلفة، كل شيء تحت سقف واحد.

هذه القاعدة تصبح مرجعاً لك ويمكن أن تكون مرجعاً للآخرين، ليس من العملي أن ترجع للكتب أو لوسائل الإعلام أو للمواقع كلما أردت أن تحصل على معلومة ما، ربما لن تستطيع في وقت ما أن ترجع لهذه الوسائل، فلم لا تجمع كل شيء في مكان واحد؟

بالطبع لا يحتاج كل إنسان إلى أن يضع مثل هذه القاعدة، لكن إن كنت ممن يمارسون الكتابة أو ترغب في أن تطور نفسك وتبدأ في تقديم مساهمات مفيدة للآخرين عليك أن تجمع المعلومات وما أنجزته من قبل، حتى توفر على نفسك الكثير من الوقت والجهد في المستقبل.

شخصياً لم أقم بإنشاء مثل هذه القاعدة لأنني كنت ولا زلت أبحث عن البرنامج المناسب، ولا أعتقد أنني سأجده، لذلك قررت أن أبدأ بأفضل برنامج متوفر الآن على أن أواصل البحث عن برنامج آخر أو أن أتعلم البرمجة وأقوم بإنشاء برنامج يناسبني.

للأسف أنني تخلصت من مقالاتي التي نشرتها في جريدة الاتحاد وكذلك مقالات أخرى نشرت في بعض المجلات وتخلصت أيضاً من أوراق وملاحظات كانت ستفيدني اليوم، ولم أمارس عادة كتابة الملاحظات عند قراءة الكتب أو حضور المحاضرات، لذلك أجد نفسي اليوم وقد نسيت أكثر ما تعلمته في الماضي، أو يصعب علي استرجاعه كلما أردت فعل ذلك.

هذه ملاحظات عامة حول قاعدة المعرفة الشخصية، أنا أكتب هذا الموضوع ورأسي يكاد يسقط على لوحة المفاتيح، أحتاج إلى قسط من النوم وقبل ذلك كوب شاي! ولتعذروني إن لم يكن الموضوع مفهوماً لأنني لا أستطيع حتى مراجعته.

الجمعة، 12 مايو 2006

أي برنامج ويكي أفضل؟

أعتقد أنه حان الوقت لإنشاء قاعدة بيانات شخصية، أو بالأحرى قاعدة المعرفة الشخصية، سأتحدث عن معنى هذا الشيء الذي أتحدث عنه في الموضوع التالي، الآن أبحث عن برنامج لإنشاء مثل هذه القاعدة، وأظن أن برامج ويكي هي أفضل أداة لهذا الغرض، فما هو أفضل برنامج ويكي لهذا الغرض؟ لدي شروط هنا، الأول أن يكون معرباً فلا أريد أن أقضي وقتي في تعريبه، أو على الأقل شبه معرب، النقطة الثانية أن يكون سهل الاستخدام خفيف الحجم، وثالثاً أن يكون مرناً في إنشاء الروابط، مثل البرنامج المستخدم في موسوعة ويكيبيديا.

إن كنت تعرف برنامجاً جيداً يعمل على نظام جنو/لينكس ويمكن استخدامه لتدوين الملاحظات فأتمنى أن تخبرني به، لا يشترط أن يكون ويكي، المهم أن يستطيع التعامل مع اللغة العربية بسهولة.

الخميس، 11 مايو 2006

المزيد من الكتب … من أمازون

مجموعة أخرى من الكتب، الأول هو Learn to Program، وهو كتاب موجه للمبتدئين الراغبين في تعلم البرمجة والكتاب يعتمد على لغة روبي، الكتاب الثاني هو Bulletproof Web Design كتاب كنت أنتظره منذ وقت طويل، وهو يتحدث عن تطوير المواقع بشكل متقن باستخدام تقنيتي XHTML وCSS، ولا يكتفي الكتاب بالحديث عن التقنيات، بل يتحدث عن أفضل حل لكل مشكلة، بحيث يكون الموقع جميل المظهر وفي نفس الوقت يمكن للجميع الوصول لمحتوياته.

كتابان عن التقنيات، أما البقية فهي كتب تعجبني حقاً لأنها ليست تقنية، أولها هو The Travel Book، موسوعة مصغرة للبلدان ومعلومات سريعة عن كل بلد وبضعة صور، كتاب مناسب لشخص مثلي يحب اكتشاف العالم والسفر ولكن لم يسافر إلا قليلاً ... جداً! الكتاب الثاني هو The Creative Licence، وهو كتاب عن الإبداع، جميع صفحاته مرسومة ومكتوبة بيد المؤلف، أما الكتاب الأخير فهو The Designers Guide to Color Combinations، وهو كتاب عن الألوان وكيف تختار ألواناً متناسقة ويحوي مئات الأمثلة.

الكتب وصلتني من شخصين، وبالطبع تصلني أسمائهم لكنني لا أعرف أسمائهم المستعارة التي يستخدمونها هنا في الموقع، لعل أحدهم لم يشارك في الرد من قبل، على كل حال، لا أعتقد أن كل كلمات الشكر والامتنان تكفي للتعبير عن سعادتي وتقديري لمن أرسل هذه الكتب، أنتم بالتأكيد تقرأون هذه الكلمات، أسأل الله لكم التوفيق والنجاح وأن يرزقكم السعادة في الدنيا والآخرة، جزاكم الله خيراً.

الثلاثاء، 9 مايو 2006

سليكيون غرافيكس: الكبار يسقطون!

أعلنت شركة سيليكون غرافيكس عن إفلاسها، ولا يعني ذلك أنها ستقفل أبوابها، إنما يعني أن الشركة تحتمي الآن بقانون الإفلاس الذي يتيح لها إعادة جدولة ديونها ومحاولة وضع حلول لمشاكلها المالية وقد تخرج من هذا الوضع بعد فترة وتبدأ من جديد في كسب الأرباح واستعادة ما فقدته من قيمتها.

هذا ما يتمناه الكثير من الناس وأنا منهم، إقرأ النقاش الدائر حول الخبر في سلاش دوت وأو أس نيوز وستجد عشرات الردود التي يعبر فيها أصحابها عن حزنهم لسماعهم هذا الخبر، من المحزن حقاً أن تعلن شركة مثل سيليكون جرافيكس عن إفلاسها، وهي شركة مبدعة كان لها تأثير قوي في سوق تقنيات الحاسوب، لكن الخبر لم يكن مفاجأة لأحد، لأن سيليكون جرافيكس ارتكبت العديد من الأخطاء في الماضي جعلتها ضعيفة في وجه منافسة شرسة.

مختصر تاريخ الشركة

أسس شركة سيلكيون غرافيكس جيم كلارك في عام 1982م، وجيم هذا رجل أعمال مغامر، أسس العديد من الشركات وقد كان لبعضها تأثير كبير مثل نيتسكيب وقد أدار سليكيون غرافيكس حتى بداية التسعينات ثم اتجه لإنشاء نيتسكيب ومن بعدها شركات أخرى.

بدأت سيليكيون غرافيكس بإنتاج حواسيب طرفية (Computer terminal) رسومية، هذا النوع من الحواسيب لا يعمل بشكل مستقل، بل يجب أن يتصل بحاسوب رئيسي كبير لكي يستطيع معالجة المعلومات، بعد ذلك أنتجت حواسيب رسومية كاملة، وأكرر كلمة رسومية هنا للتأكيد على أن الشركة تخصصت في مجال الحواسيب الرسومية منذ بدايتها وحتى اليوم.

كانت الحواسيب الأولى تعتمد على معالجات موتورولا 68000 بعد ذلك اعتمدت على معالجات MIPS وبدأت تدخل حواسيب الشركة إلى استوديوهات هولييود لكي تقوم بإنشاء المؤثرات الخاصة التي تستخدم في الكثير من الأفلام الشهيرة.

في منتصف التسعينات بدأت الحواسيب العادية تصبح منافسة لحواسيب وتقنيات سيليكون غرافيكس، ومن هنا بدأ تأخر الشركة وتراجعها لأنها لم تقم بعمل خطة استراتيجية للمنافسة القادمة، خرج بعض مهندسي الشركة لكي يعملوا في شركات منافسة مثل إنفيديا وATI.

في عام 1992م قامت سيليكيون غرافيكس بشراء شركة MIPS Technologies وتخلصت منها في عام 2000م، وفي عام 1995م قامت سيليكون غرافيكس بشراء شركة Alias والتي باعتها بعد ذلك في عام 2004م، وفي عام 1996م قامت بشراء شركة كري الشركة المعروفة والمشهورة بإنتاج السوبركمبيوتر، تلك الحواسيب العملاقة التي تقوم بمليارات العمليات الحسابية في ثانية أو أقل، لكن سيليكون غرافيكس باعت قسماً منها لشركة أخرى.

في عام 1999م قامت الشركة بإعادة تسمية نفسها وإعادة تصميم شعارها، فبعد أن كان اسمها Silicon Graphics أصبح اسمها SGI، وبدلاً من شعارها المكعب ثلاثي الأبعاد استخدمت شعاراً بسيطاً مشكلاً من الحروف الثلاثة، لماذا تتخلى الشركة عن شعارها القديم المشهور والمميز؟ كانت هذه الخطوة في رأيي غير موفقة، فلم يكن الخطأ في الشعار أو الاسم إنما في الخط الذي تسير عليه الشركة.

مؤخراً بدأت الشركة في التركيز على مزودات ألتكس التي تعمل بمعالجات إتانيوم وتدار بنظام التشغيل جنو/لينكس، هذه المعالجات تستخدم أيضاً في محطة العمل برزم التي تستخدم أيضاً نظام التشغيل جنو/لينكس، أما معالجات MIPS فلا زالت تستخدم في محطات العمل تزرو وفيول والمنتجين يستخدمان نظام التشغيل آيركس.

منتجات وتقنيات

هناك الكثير من المنتجات المميز لسليكون غرافيكس، أكتفي هنا بذكر أسماءها، وأبدأ بمحطات العمل:

أما التقنيات التي أنتجتها الشركة فهي كثيرة، وهذه بعضها:

  • OpenGL، نظام قياسي متفق عليه للرسومات ثلاثية الأبعاد، يستخدم في معظم أنظمة التشغيل وتدعمه الكثير من الشركات.
  • نظام الملفات XFS، وقد طرح كبرنامج حر في عام 2000م.
  • NUMAlink

الاثنين، 8 مايو 2006

المعلم: إما أبله أو شيطان أو ملاك!

ما هي صورة المعلم في إعلامنا العربي؟ سؤال تستحق إجابته أن تكون موضوع كتاب أتمنى أن أقرأه في يوم ما، إجابة تستحق أن تكتب على شكل بحث شهادة ماجستير بشرط أن ينشر البحث ولا يرمى في مخزن ما ليجمع الغبار مع أشقاءه من البحوث الأخرى.

المعلم في إعلامنا له صورة نمطية، دعوني أبدأ بالإعلانات، فالمعلم في الإعلانات التي يظهر فيها هو شخص ممل، صوته عال ويلبس نظارات سميكة ويحمل عصاً طويلة، أصلع الرأس وكرشه بارز ولا تعرف ملابسه معنى الأناقة، يتحدث عن أشياء صعبة مملة، ويرسم على لوحة الكتابة رسومات معقدة.

ولكي يتخلص الطلاب من الملل يقوم أحدهم بفتح علبة "شيبس" ويبدأ الفصل بأكمله في الرقص والطرب ودق الطبول وأكل قطع من الشيبس الذي تكفي علبة منه لإطعام الفصل الراقص بأكمله بما في ذلك الأستاذ الذي يشاركهم الرقص بكل بلاهة، دعونا من رقائق البطاطس، هناك إعلان آخر يظهر بنفس الفكرة وبتفاصيل مختلفة، حيث يعاني الفصل من حرارة الجو، ويكون الحل "شامبو بالنعناع" الذي يجعل الطلاب يترجفون من البرد والأستاذ يحملق في الفتاة الجميلة التي أرسلت شعرها كالمروحة لكي تنعش الفصل بأكمله.

أما في الأفلام فلا تبتعد صورة المدرس بعيداً عن صورته في الإعلانات، لكنه في الأفلام يظهر على شكل شخص جشع لا هم له سوى الدروس الخصوصية، لا يؤدي عمله بإخلاص وهو إرهابي في الفصل، الطلبة يخافون منه ويكرهونه ويتحدثون عنه عند غيابه، مرتش ولا يعرف شيئاً في تخصصه وقد توقف عن تطوير نفسه منذ أن تخرج من الجامعة أو قبل ذلك.

من جانب آخر تظهر صورة المعلم في بعض الأفلام والمسلسلات مثالية إلى حد لا يصدق، فهو المخلص الأمين الصادق الذي لا تأتيه نزعات ورغبات شيطانية، هكذا ذهبنا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، من تطرف إلى آخر.

إعلامنا يعطي صورة سيئة جداً عن المعلم، هذه الصورة قد تكون واقعية وتنطبق على الكثير من المعلمين والتربويين، لكنه للأسف لا يعمل على إعطاء المعلم الصورة التي يستحقها والتي يجب أن يكون عليها، وأعني بالمعلم هنا الشخص المخلص الثقة القوي الأمين، هذا هو المعلم، أما غيره ممن خان أمانة العلم والتعليم فلا يستحق شرف التعليم ولا يستحق أن نسميه معلماً.

السبت، 6 مايو 2006

برامج الوسائط المتعددة الحرة

الوسائط المتعددة أعني بها ملفات الفيديو والصور والصوتيات، هناك مشكلة في عالم البرامج الحرة مع الوسائط المتعددة، في الحقيقة مجموعة من المشاكل، إحداها أن أنظمة التشغيل الحرة لا تستطيع التعامل مع ملفات الوسائط المتعددة التجارية مثل أم بي 3 وغيرها إلا بتثبيت بعض البرامج، في الغالب يكون تثبيت هذه البرامج سهلاً وفي بعض الأحيان صعباً، في بعض الأحيان يكون غير قانوني.

لو أردت أن يكون نظامك خالياً تماماً من البرامج غير الحرة ولا يخالف القانون ستضطر إلى التنازل عن إمكانية مشاهدة بعض صيغ الملفات خصوصاً تلك التي تنتجها شركة مايكروسوفت، وكذلك لن تستطيع مشاهدة ملفات فلاش، إن كنت أكثر مرونة وتتقبل استخدام برامج غير حرة ففي الغالب يمكنك أن تجعل نظام تشغيلك الحر يتعامل مع ملفات الوسائط المتعددة بدون مشاكل.

وقد طور مجتمع البرامج الحرة مواصفات حرة لملفات الوسائط المتعددة وهناك الكثير من المستخدمين الذين يفضلون استخدام هذه المواصفات بدلاً من الاعتماد على صيغ الملفات غير الحرة، أما البرامج فهي كثيرة وسنستعرض هنا بعض هذه البرامج، سواء التي تشغل ملفات الوسائط المتعددة أو تقوم بإنشاءها.

برامج الصوتيات

هناك المئات من برامج الصوتيات الحرة، ولا ألوم من يصاب بالحيرة من كثرتها وتنوعها، وهناك بالتأكيد برنامج ما من هذه البرامج يناسب احتياجاتك.

برنامج ريثمبوكس يأتي مع سطح المكتب جينوم، وهو برنامج قوي لتنظيم الملفات الصوتية والاستماع لها، يمكنك أن تقوم بإنشاء قوائم للملفات الصوتية وتستمع للإذاعات من خلال البرنامج، أما إذا أردت المزيد من الخصائص فعليك ببرنامج بانشي، الذي يستطيع التعامل مع أجهزة آي بود كما يمكنه إنشاء أقرص مدمجة صوتية، كما يمكن إضافة المزيد من الخصائص من خلال الإضافات كالتشارك بالملفات الصوتية والاستماع إلى بث الإذاعات في الشبكة والتعامل مع موقع آي تونز من أبل.

هناك برامج أبسط وأصغر حجماً مثل Muine وإكس أف ميديا.

هناك برامج لاستقبال التدوين الصوتي أو ما يعرف بالبودكاست مثل Juice والذي يعمل على نظام ويندوز وماك، وجي بودر

برامج تحرير الملفات الصوتية كثيرة، من أشهرها أوداسيتي الذي يعمل على نظام ويندوز وماك ولينكس ويمكنه تسجيل الأصوات مباشرة وتحويل الأصوات إلى ملفات رقمية وتحرير الملفات بأنواعها وإضافة المؤثرات الصوتية، هذا البرنامج يستخدم بشكل واسع في إنتاج ملفات التدوين الصوتي.

برامج الفيديو

لتشغيل ملفات الفيديو واستعراضها لدينا في عالم البرامج الحرة مجموعة جيدة من البرامج، من أشهرها أم بلاير الذي أستخدمه شخصياً لتشغيل معظم ملفات الفيديو التي توفرها المواقع، ونادراً ما يفشل هذا البرنامج في تشغيل ملفات الفيديو، ويعمل أم بلاير على أنظمة تشغيل مختلفة، من ضمنها ويندوز وماك وجنو/لينكس.

البرنامج الثاني هو في أل سي، وهو مشغل ملفات فيديو وملفات الصوتيات، ويتميز بدعمه لعدد كبير من أنواع الملفات وكذلك دعمه للكثير من أنظمة التشغيل بما فيها تلك التي تعمل في الأجهزة الكفية، ويمكنه أن يعمل كمزود وسائط متعددة لإرسال بث الفضائيات أو أفلام DVD عبر الشبكة.

البرنامج الثالث هو زاين الذي يستطيع تشغيل أفلام DVD واستقبال بث قنوات التلفاز وتشغيل أنواع متعددة من ملفات الفيديو، وهذا ما يمكن أن تفعله البرامج التي ذكرتها سابقاً.

أما برامج تحرير الفيديو فهي كثيرة، منها LiVES وكينو وPiTiVi وAvidemux وديفا.

شخصياً لم أجرب شيئاً من هذه البرامج، لكنني أفضل برنامج ديفا أكثر من غيره، السبب يكمن في الواجهة، لا أبالغ إن قلت أن واجهة هذا البرنامج هي أحد أفضل واجهات البرامج التي رأيتها، وموقع البرنامج يوفر العديد من لقطات الشاشة وعروض الفيديو التي توضح خصائص البرنامج، وقد طرح الإصدار الأول منه والذي يحمل الرقم 0.1، أي أنه لا زال في بدايته ولا زال أمامه الكثير لكي يحققه.

هناك برنامج آخر وهو Cinelerra الذي لا أنصح به إلا للمحترفين لأنه برنامج ثقيل وموجه للأعمال الاحترافية، وكما قرأت البرنامج يعاني من عدم ثباته وصعوبة واجهة استخدامه.

معظم هذه البرامج التي ذكرتها هنا تستطيع جلب ملفات الفيديو مباشرة من كاميرات الفيديو وتستطيع كذلك استيراد ملفات الفيديو والملفات الصوتية والصور وتستطيع التعامل معها لكي توفر للمستخدم وسيلة لدمج كل هذه المحتويات في ملف واحد.

برامج الصور

سبق أن تحدثت عن برامج التصميم الحرة لذلك لن أكتب عن برامج الرسم وتحرير الصور، لكن سأكتب عن برامج إدارة الصور واستعراضها.

أحد هذه البرامج ولعله أفضل هذه البرامج هو أف سبوت، وهو برنامج لتخزين وإدارة واستعراض الصور، واجهته سهلة بسيطة، فهو يوفر إمكانية تصفح الصور بطرق مختلفة، منها عبر شريط زمني يوضح عدد الصور التي حفظت في شهر ما، والأسلوب الثاني هو تصفح الصور عبر التصنيفات، ويوفر البرنامج خاصية تعديل الصور وتصحيح ألوانها ومقاييسها، كما يمكنه وضع الصور على قرص مدمج أو رفعها إلى موقع فليكر أو إلى برامج إدارة الصور في المواقع مثل غالري أو أورجنال.

يستطيع البرنامج استيراد الصور من الكاميرات أو من وسائل التخزين في جهازك مثل القرص الصلب أو الأقراص المدمجة، وعندما تقوم بتحرير صورة ما يحتفظ البرنامج بالنسخة الأصلية دون تغيير ويعرض لك نسخة أخرى معدلة، هكذا تستطيع استرجاع النسخة الأصلية متى رغبت في ذلك، كما يمكنه عرض الصور على كل مساحة الشاشة، ويمكنه إنشاء مواقع تعرض الصور.

جي ثمب هو البرنامج الذي يأتي مع سطح المكتب جينوم، وهو برنامج لاستعراض وتنظيم الصور، يمكنه عرض أنواع كثيرة من الصور كما يمكنه عرض الصور على كامل الشاشة ويمكنه تدويرها وعرضها بالأبيض والأسود، يمكنه كذلك استعرض الصور في القرص الصلب ووضع تعليقات لها وتنظيم الصور في مجلدات ومكتبات، ويمكنه تعديل ألوان الصور وأحجامها وحفظها بتنسيقات مختلفة، حقيقة البرنامج أفضل مما تصورت.

إقرأ أيضاً:

البرامج التي عرضتها هنا قليلة، وقد وجدت عشرات البرامج المميزة التي تستحق التجربة، حقيقة لم أكن أتصور هذا التنوع الكبير في البرامج الحرة، قضيت وقتاً طويلاً لكتابة هذا الموضوع لأنني اضطررت لقراءة الكثير من المواقع والبحث عن المعلومات، على أي حال للمزيد من البرامج عليكم بزيارة هذه الروابط:

  • DVDStyler، برنامج لإنشاء واجهات أقراص DVD.
  • GeexboX، توزيعة من جنو/لينكس لا تحتاج إلى تثبيت على القرص الصلب ومتخصصة في تشغيل أفلام الفيديو.
  • MPD، مشغل ملفات صوتية يعمل كمزود، يصلح للاستماع للملفات الصوتية عبر الشبكات والمواقع.
  • قسم برامج الوسائط المتعددة في فريشميت
  • قسم الوسائط المتعددة في KDE-Apps.org
  • قسم الصوتيات في جينوم فايلز
  • قسم الفيديو في جينوم فايلز
  • قسم برامج التصميم والصور في جينوم فايلز

الأربعاء، 3 مايو 2006

طور أسلوبك بالمذكرات

التدريب الدائم المستمر، هذا هو السر الذي يعرفه الجميع ولا يريد البعض أن يصدقه، أعني أن من يريد الوصول إلى الاحتراف في أي مجال عليه أن يتدرب كثيراً، لا توجد حلول سحرية تقفز بك من نقطة الصفر إلى الاحتراف الكامل، لا تبحث عن مثل هذه الحلول لأنها سراب خادع، أنظر إلى الباحثين عن الرشاقة أو القوة الذين يظنون أن حبة دواء قد تفعل الأعاجيب، الكثير منهم إما يدرك أنه يخدع نفسه أو أن يستمر في تناول الدواء على أمل أن تفعل شيئاً ما في يوم ما، لكن الحلول السحرية نادراً ما تنجح.

لكي تطور أسلوب كتابتك عليك أن تكتب، عندما أعود إلى ما كتبته قبل سنوات أشعر بالخجل مما كتبته، أهذا أنا؟ أكنت أكتب بهذا الأسلوب؟ أهذه أفكاري؟ وفي المستقبل قد أعود إلى هذه الكلمات فأشعر بنفس الشيء، لكنني بالتأكيد سعيد أن أسلوبي وأفكاري تتطور مع الوقت ولم تقف في مكانها، هذا التطور لم يأتي من حلول سحرية، بل كان نتيجة ممارسة الكتابة، سواء في المنتديات أو المدونات أو في الصحف.

إن لم تكن ترغب في نشر كتاباتك في هذه الوسائل فيمكنك أن تكتب لنفسك، اكتب مذكراتك، لا أعني بالمذكرات هنا خواطر العشاق والمراهقين والتي لا تتجاوز نطاق "أحببتها ورحلت عني ولا أنام طول الليل ودمعي على خدي!"، المذكرات قد تكون أشياء كثيرة، أفكارك ومشاعرك وتجاربك ونصائحك، مذكراتك قد تصبح في ما بعد مصدراً تاريخياً، لا تقلل من شأن نفسك، الكثير ممن كتبوا مذكراتهم لم يتخيلوا في يوم من الأيام أن تصبح مصدراً لتوثيق التاريخ، لكنهم ساهموا في كشف الحقائق ربما بدون أن يقصدوا ذلك، فاترك لمن بعدك أثراً، وإن كنت من أصحاب الطموح فعليك أن تترك أثراً، لأن أفكارك إن لم تتحقق في حياتك فقد تتحقق بعد مماتك والتاريخ يشهد أن مئات المفكرين والأدباء لم يجدوا أي تقدير بعد حياتهم لكنهم وجدوه بعد مماتهم وربما بعد عشرات السنين من مماتهم.

إن لم تكن هذه الأسباب كافية فهناك أسباب أخرى لكي تكتب مذكراتك، فهي تفريغ نفسي لمشاكلك، ووسيلة لتسجيل ما مضى من أحداث لكي تتعلم من أخطاءك وتطور نفسك، وهي وسيلة لتنظيم نفسك وتسجيل أفكارك التي قد تستفيد منها في المستقبل، وهي وسيلة لكي تطور أسلوب كتابتك، في النهاية مذكراتك لك وحدك وأنت من يقرر إن كنت ترغب أن يقرأها الآخرون أم لا.

ماذا تكتب؟

سجل أفكارك وإن كانت سخيفة صغيرة، دون آراءك وما مر عليك من أحداث وقم بتحليل هذه الأحداث، فلماذا حدث هذا أو ذاك؟ وهل هي مشكلة بحاجة إلى حل؟ ما هو الحل في رأيك؟ من ضايقك اليوم ولماذا؟ هذه الأسئلة وغيرها قد تجعلك تكتب مواضيع طويلة مفصلة مفيدة لك وللآخرين.

ربما ترغب في أن تركز على الجانب الإيجابي من حياتك، فاكتب عن طموحاتك، وعن أفكار لعلاج بعض المشاكل، وعن الأشياء الجميلة التي تراها كل يوم أو مرت عليك في يوم ما، ربما هذا التركيز على الجانب الإيجابي يكون خير علاج لحالتك النفسية إن كنت من المتشائمين الذين يعشقون الهم ويأكلونه كل يوم، ولا تقل: "لا يوجد شيء إيجابي"، بل هناك الكثير، أنت فقط الذي تضع نظارات سوداء على عينيك، إنزعها وانظر إلى الدنيا كما هي.

إن كنت في رحلة لمدينة أخرى أو بلد آخر فيمكنك أن تكتب عن مشاهداتك وما مر عليك من مواقف وأحداث، هذه المذكرات قد تتحول لكتاب أدبي يصنف ضمن أدب الرحلات، هذا الأدب يقبل على قراءته الناس حول العالم ويجدون فيه متعة وفائدة.

لا توجد حدود هنا لما يمكنك أن تكتبه، فاكتب ما تشاء، لكن إحذر! إن كنت تخشى أن تقع مذكراتك في أيدي الآخرين فلا تكتب فيها ما قد يضايقهم، العلاقات المهمة في حياتك يجب أن تكون صريحة مباشرة ولا تخبأ شيئاً في دفاترك ولا تغامر بفعل ذلك، قد تخسر علاقة مهمة بمجرد أن يقرأ الطرف الثاني في العلاقة ما كتبته في مذكراتك.

كيف تكتب؟

أنت سيد نفسك هنا، فاكتب بالطريقة التي تشاء وفي الوقت المناسب لك، لعلك تكتب في أول النهار أو في آخر الليل أو في فترات متفرقة من اليوم، لا توجد قوانين هنا، لكن يمكن أن تتبع بعض النصائح البسيطة لكي تجعل مذكراتك أكثر فائدة، فمثلاً اكتب تاريخ اليوم والساعة التي بدأت فيها الكتابة، ضع عنواناً لكل موضوع أو لكل صفحة، حاول أن تلتزم بوقت محدد للكتابة، في نهاية يومك مثلاً.

الثلاثاء، 2 مايو 2006

كشف حساب الوقت: فضيحة!

في كتب تنظيم الوقت هناك فكرة تكرر كثيراً، وهي فكرة بديهية وفي نفس الوقت لا ينتبه لها الكثير من الناس، الفكرة بكل بساطة أن تقوم بتسجيل نشاطاتك خلال اليوم وكم أخذ كل نشاط من وقتك، وفي نهاية اليوم سيكون لديك كشف حساب بالوقت وأين أنفقته، هذا التمرين البسيط يعطيك صورة واقعية عن يومك، قد يظن المرء منا أنه مشغول وليس لديه وقت لإنجاز كذا وكذا، وإذا طبق التمرين يجد أنه يضيع الكثير من الوقت في تصفح الشبكة، ومشاهدة أفلام فكاهية والدخول في نقاشات لا فائدة منها في المنتديات.

بالأمس قمت بتطبيق هذه الفكرة، لأنني لم أطبقها منذ وقت طويل، وقد كنت حريصاً على أن أقضي يومي بشكل طبيعي، لأنني مع بدأ التجربة لاحظت أنني أكثر حرصاً على وقتي، مع ذلك مارست مهامي اليومية بدون أي فرق وقمت بتسجيل كل شيء بدقة، والنتيجة كانت مخيفة ... بل مخجلة، كنت أنوي أن أخبركم عن عدد الساعات التي كنت فيها منتجاً والساعات التي ضيعتها، لكنني الآن لن أفعل ذلك لأن النتيجة لا يمكن تسميتها إلا "فضيحة".

يومي يبدأ في الساعة الرابعة صباحاً على أساس أنني أفضل الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بقليل، وينتهي في الساعة الثانية عشر ليلاً موعد نومي، قمت بعمل جدول بسيط من خلال برنامج أوبن أوفيس وطبعت منه نسختين، كل جدول يحوي عشر ساعات، وكل ساعة مقسمة إلى إثنى عشر قسماً، كل قسم يمثل خمس دقائق، ولا يعني ذلك أنني سأكتب في الجدول كل خمس دقائق، بل قسمته هكذا لمجرد التنظيم ولكي أكون أكثر دقة، فمثلاً، في الصباح خرجت لإنجز معاملة في مؤسسة حكومية، قمت بتسجيل الوقت قبل ذهابي وعندما رجعت كتبت: إنجاز معاملة في مؤسسة كذا وكذا، ثم وضعت إشارة في الجدول تفيد بأنني قضيت ساعة ونصف في هذا العمل.

وهكذا قمت بتسجيل كل شيء بدقة حتى وصلت إلى نهاية اليوم، ثم قمت بجمع الأوقات، الصلاة والاستعداد لها أخذ مني ما يزيد عن الساعة بقليل، قراءة الصحف أخذت مني خمس عشر دقيقة، تناول الوجبات الثلاث استهلك خمس وثلاثون دقيقة، هل هذا كثير؟ لا أرى هذا الوقت قد ضاع خصوصاً أنني أجلس مع أبي وأهلي.

بعد جمع الأوقات وتقسيمها إلى أوقات منتجة وأخرى غير منتجة تبين لي أن وضعي كارثة فأنا أستهلك الساعات في أعمال غير منتجة، أعمال كنت أظن أنها مفيدة، وعلي الآن تصحيح هذا الوضع، كيف؟

  • تخصيص وقت محدد لتصفح الشبكة وقراءة المقالات في المواقع، لا يجب علي أن أقرأ كل شيء أصل له في مختلف المواقع، هذا هو المصدر الأساسي لاستهلاك الوقت لدي، وعلي أن أقرأ ما يفيدني ويهمني ولا أزيد على ذلك.
  • الامتناع عن زيارة لوحة تحكم مدونة موقعي، لأنني زرتها خمساً وعشرين مرة، وأغلب هذه الزيارات لم تكن مفيدة، علي أن أتابع تعليقات الموقع من خلال تقنية RSS، هذا ينطبق أيضاً على مدونة الإمارات حيث زرتها إثنى عشر مرة.
  • علي أن أتحكم بنومي أكثر، لأنه السبب الثاني لتضييع الوقت.
  • لاحظت أنني أكثر إنتاجية في الليل، لذلك علي أن أستغل الليل لإنجاز المزيد من الأعمال بدلاً من تضييع الوقت في التسكع بين صفحات المواقع.
  • علي أن أقضي وقتاً أكبر في القراءة والكتابة، على الأقل ساعتين للقراءة، وساعة للكتابة.
  • التلفاز مضيعة للوقت، خصوصاً عند ظهور فاصل إعلاني، علي أن أستغل هذا الوقت في إنجاز مهمات أكثر فائدة.
  • يجب أن أكرر هذا الاختبار بعد أسبوع لأرى إن كنت قد أحرزت تقدماً أم لا.

نقول في الإمارات: أربط صبعك وكلن بينعت لك دوا، أي: قم بلف إصبعك بقطعة قماش تبين أنك مصاب وسينصحك الجميع بأدوية تعالج إصابتك، أتمنى ألا تتحول الردود إلى نصائح تصف لي أدوية لمشاكلي، فأنا أعرف المرض والعلاج، ما أريده أن أقرأ عن تجاربكم أنتم، إن كان لديك مدونة فاكتب فيها عن تجربتك في تنظيم وقتك واستغلاله وإن لم تكن تملك مدونة فاكتب تعليقك.

الاثنين، 1 مايو 2006

برامج حرة للأطفال تحتاج إلى تعريب

في موضوع البرامج التعليمية الحرة وبرامج الأطفال ذكرت العديد من البرامج التعليمية وبرامج الرسم والألعاب، ومن اتبع الروابط التي وضعتها في الموضوع سيجد عشرات البرامج التي لم أتحدث عنها، برامج تستحق أن نضعها على حواسيبنا ليستمتع بها الأطفال، وبرامج أخرى تستحق أن نجربها لأنها قد تساعدنا على إدارة المدارس والفصول والدورات التعليمية.

هناك مشكلة في كل هذه البرامج، ألا وهي دعم اللغة العربية، كل مبرمجي هذه البرامج هم من أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية، وهؤلاء في الغالب لا يعرفون العربية وهم يطورون هذه البرامج لكي تتناسب مع بيئتهم ولغاتهم، وحتى تعرب هذه البرامج نحن بحاجة إلى متطوعين يعملون باستمرار على تعريب آخر الإصدارات وتصحيح أخطاء البرامج عندما تتعامل مع اللغة العربية، للأسف البرامج الحرة المشهورة لا تجد دعماً كافياً فكيف ببرامج الأطفال؟

حتى نعرب البرامج نحن بحاجة إلى متطوعين، والمتطوعون قلة، فكيف نزيد من أعدادهم وفعاليتهم؟ هل لدى أحدكم أي فكرة؟

النقطة الثانية حول هذا الموضوع هي أن التعريب لا يكفي، هذه البرامج تعرض صوراً لأراض خضراء وثلوج وحيوانات مختلفة، في بلادنا الطفل لا يعرف مثل هذه المناظر والحيوانات في بيئتنا تختلف عن تلك التي تعيش في أمريكا وأوروبا، بالتالي نحن بحاجة إلى تطوير البرامج لكي تتضمن رموز من بيئتنا وثقافتنا، ولا أعني بذلك أن نقيم سداً بيننا وبين الغرب، كل ما أطالب به ألا تخلو هذه البرامج من مكونات بيئتنا وثقافتنا، من الجميل أن يعرف الطفل السنجاب وطائر البطريق وشجر البلوط، لكن عليه أن يعرف أيضاً الجمل وأشجار النخيل.

لكي نضيف مثل هذه الرموز سنحتاج إلى رسامين وربما مبرمجين، لكن من سيهتم ومن سيبادر؟