ظهرت شبكة الويب في بداية التسعينات، لم تكن هناك شركات متنافسة على هذا الاختراع الجديد، كانت المعايير القياسية وقتها هي الأصل ولم تقم شركة بإضافة معاييرها الخاصة، ظهرت نتسكيب التي جعلت المتصفح برنامجاً لا غنى عنه لأي حاسوب، ثم دخلت هذا السوق مايكروسوفت، تصارعت الشركتان وبدأت كل واحدة منهما في ابتكار أوامر جديدة غير قياسية، المواقع في ذلك الوقت كانت تظهر في متصفح ولا تظهر في الآخر، كانت هذه المنافسة مفيدة وكارثة في نفس الوقت، تجاهلت الشركات المعايير القياسية فلم يستفد أحد ولم تتطور الشبكة كثيراً، كانت هناك شركات قليلة هي التي استطاعت الاستفادة من الشبكة مثل شركة أمازون التي كانت تبيع الكتب فقط في ذلك الوقت.
يمكننا أن نعطي هذه الفترة اسم ويب 1.0، اليوم يتحدث الكثير من خبراء الويب ومبرمجيها عن ويب 2.0، شبكة الويب الآن في مرحلة انتقالية لاستخدام المعايير القياسية، وعندما أقول مرحلة انتقالية فلا يعني ذلك أن المواقع الصغيرة هي التي تستخدم المعايير فقط، بل دخلت شركات كبيرة بثقلها، وكان المحرك الأساسي للعودة إلى المعايير القياسية أناس لا علاقة لهم بهذه الشركات، تشكلت قاعدة قوية من هؤلاء الناس، بدأت تظهر مواقع تنادي باستخدام المعايير القياسية وتشرح كيفية استخدامها وكيف نعالج مشاكل عدم توافق المتصفحات مع بعض المعايير.
المدونات كانت السباقة في استخدام المعايير القياسية، وغالباً ما تكون المواقع الشخصية أكثر شجاعة في استخدام التقنيات من المواقع الكبيرة، لأن المواقع الكبيرة تحرص على كل زبائنها ولا زال هناك أناس يستخدمون متصفحات قديمة مثل إكسبلورر 4 لذلك ستبقى هذه المواقع الكبيرة متأخرة في اعتماد المعايير القياسية، لأنها لا تريد خسارة زبائنها لصالح منافسيها.
الآن مؤسسات مثل جوجل، ياهو، مايكروسوفت، أبل، موزيلا، آي بي أم وغيرها تعتمد الآن على المعايير القياسية كأساس لمنتجاتها في الحاضر والمستقبل، لم تعد المعايير القياسية مجرد فكرة مثالية، هي الآن تستخدم على نطاق واسع وفي مواقع مشهورة يزورها الآلاف يومياً، وتستخدم في تطبيقات ويب مشهورة ومعروفة.
ما الذي استفدناه من هذا الانتقال إلى ما يسمى ويب 2.0؟ أصبحت قابلية الوصول (accessibility) إلى المواقع أفضل من قبل، يمكن الآن إنشاء تصميم واحد للموقع ليتصفحه الجميع تقريباً بدون أي مشاكل، بغض النظر عن الأجهزة أو المتصفحات التي يستخدمونها.
يمكن الآن للمواقع أن تتفاعل في ما بينها وتتبادل البيانات بدون مشاكل، ومن دون حتى أن يتطلب ذلك جهداً كبيراً من المبرمجين، RSS والتي تكتب بلغة XML جعلت نقل البيانات من موقع إلى آخر أكثر سهولة، هناك معيارين لمقاييس RSS وكلاهما يستخدم على نطاق واسع.
يمكن الآن للمستخدمين التفاعل مع المواقع بدون استخدام متصفحات، قارئ RSS مثلاً يجلب محتويات المواقع إلى المستخدم ليقرأها بدلاً من أن يذهب إليها ويضيع وقته في تصفح عشرات المواقع.
يمكننا أن نختصر أساسيات ويب 2.0 في نقاط بسيطة:
* المعايير القياسية.
* تطبيقات الويب.
* التكامل بين برامج الحاسوب وتطبيقات الويب.
كل ما ذكرته أعلاه مقدمة مهمة لننتقل إلى ما سماه كوتكي "ويب 3.0"، فقد كتب [كوتكي](http://www.kottke.org/) عن [نظام تشغيل الويب](http://www.kottke.org/05/08/googleos-webos) أو WebOS، هذا النظام من الناحية التقنية ليس نظام تشغيل، فكوتكي لا يعتقد أن جوجل مثلاً ستقوم بإنشاء نظام تشغيل من الصفر لكي تنافس مايكروسوفت، بل هي الآن تقوم بعمل مشاريع متكاملة تلغي الحاجة لنظام ويندوز، هذه المشاريع يميزها أنها تعتمد على الويب، فمهما كان نظام تشغيل المستخدم يمكنه أن يستفيد من هذه المشاريع.
إقرأوا مقالة كوتكي، ولنعد إلى موضوع آخر طرح في هذا الموقع بعنوان [فكر قليلاً وأعطني الإجابة](http://www.serdal.com/archives/2005/04/21/os-wiki-tags-blog/)، ولنفكر مرة أخرى، كيف سيكون شكل نظام التشغيل في المستقبل؟ قواعد الموضوع السابق يجب أن تطبق، أي لا تنتقد أفكار الآخرين ولا تخشى من طرح أفكار سخيفة، ليكن خيالك غير محدود ودرب عضلات دماغك.