تلبية لطلب بعض الأخوة كتبت هذا الموضوع، ماذا يعني مصطلح ويب 2.0؟ المصطلح هذا يعني عدة أشياء، وهناك اختلاف بين المتخصصين في التقنيات حول المعنى، وربما لن تجدوا إجابة واحدة مفيدة، البعض يعتقد أنه مصطلح تسويقي لا أكثر، وأنا شخصياً لا أعتبره كذلك في نفس الوقت لا أرى حاجة لإضافة مصطلح جديد، فالتقنيات تتطور باستمرار، ولن يأتي يوم نقول فيه: إنتهت عصر الويب التقليدي وبدأنا عصر ويب 2.0، لأن عملية الانتقال من التقنيات القديمة إلى الحديثة سيكون متدرجاً وربما لن يلاحظه إلا القليل من الناس.
الويب 2.0 ليست شيئاً جديداً، تقنيات اليوم التي نستخدمها كانت موجودة في الأمس القريب، لكن لم نكن نستطيع استخدامها بسبب ضعف دعم المتصفحات والبرامج لها، وما تفعله شركات اليوم من تخفيض التكاليف والبدايات الصغيرة هو بسبب ما حدث في الماضي حينما كانت شركات الويب تبدأ كبيرة ويستثمر فيها عشرات الملايين وتطرح في سوق الأسهم ثم تنهار ويخسر الكثير من الناس أموالهم ويفقد الناس ثقتهم بشبكة الويب.
الماضي كان درساً للجميع في مجال إدارة الشركات وفي مجال التقنيات واستخدامها، بدأت الثقة تعود لشبكة الويب، أو لنقل أنها أصبحت وسيلة للتواصل بين الناس ونشر المحتويات كما كان يفترض بها أن تكون، والتقنيات التي ظهرت بالأمس يمكننا اليوم استخدامها بفعالية، هذا كله أدى إلى ظهور الكثير من الأفكار الجديدة والشركات الصغيرة التي تبدو لنا أنها كبيرة بسبب الويب وما تقدمه من خدمات عبر مواقعها.
### لنتعرف على الويب 2
وجدت أن أفضل طريقة لشرح الويب 2.0 هي أن أتحدث عنها على شكل أفكار سريعة مختصرة:
* في ويب 2.0 المستخدم هو الذي يتحكم في البيانات والمحتويات ويساهم في تعزيزها وتصنيفها، هذا ما يحدث في ويكيبيديا وفليكر وdel.icio.us، وكلما زاد عدد مستخدمي هذه الخدمات والمواقع ازدادت المحتويات وصنفت بشكل أفضل وارتفعت قيمة الخدمة أو الموقع أكثر، والاعتماد على المستخدمين في تنظيم المحتويات وتعزيزها يحتاج إلى إعطائهم الثقة وتوفير الوسائل التي تبسط عملية إنشاء وتنظيم المحتويات، سابقاً كان مجرد التفكير في إعطاء هذه الثقة للمستخدين ضرباً من الجنون، لأن البعض كان يفكر في السلبيات فقط ويظن أن المستخدمين سيعيثون في الموقع فساداً.
* المواقع الشخصية في ويب 2.0 ستكون في الغالب على شكل مدونات، سابقاً المواقع الشخصية لم يكن لها أسلوب معين، غالباً الناس ينظمون صفحات مواقعهم الشخصية كما يريدون، لم تكن هناك طريقة معينة لنشر المحتويات، البعض كان يقوم بإنشاء موقعه الشخصي ولا يحدثه إلا قليلاً أو لا يحدثه أبداً، مع ظهور المدونات أصبح شكل المواقع الشخصية مألوفاً، المواضيع تنشر في الصفحة الرئيسية، لكل موضوع رابط ثابت لحفظه في الأرشيف، والأرشيف منظم حسب المواضيع وحسب الأشهر، يمكن للزوار غالباً التعليق على المواضيع، وصاحب المدونة لديه مرونة كبيرة في كتابة ما يريد من المواضيع، وهو يتشارك مع زوار موقعه في كتاباته فهو لا يكتب فقط لنفسه بل للآخرين لكي يشاركوه الرأي ويتناقشوا معه، ويمكن لصاحب المدونة كتابة مواضيع قصيرة أو طويلة، تحوي مجرد رابط أو صورة أو يكتب مقالة مطولة، هذه المرونة غير متوفرة في المواقع الشخصية التقليدية.
* في ويب 2.0 يزول الفارق بين برامج الحاسوب وتطبيقات الويب، لنأخذ [فليكر](http://www.flickr.com/) على سبيل المثال، يمكن لأي شخص التسجيل في الخدمة ووضع صوره فيها مجاناً، ويمكنه أن يقوم بإنزال برنامج يساعده على وضع الصور في الخدمة دون الحاجة إلى استخدام المتصفح، كما يمكنه استخدام برامج أخرى لتصفح الصور المحفوظة في فليكر، أضف إلى ذلك أن بعض مطوري المواقع قاموا بتطوير تطبيقات تستفيد من صور فليكر، مرونة فليكر نجدها أيضاً في خدمات أخرى مثل del.icio.us، هذه المواقع توفر ما يسمى API للجميع، وهي وسيلة للتفاعل مع الخدمة والاستفادة من محتوياتها عن طريق البرامج أو المواقع، هذه الخدمات تشجع المستخدمين على تعديلها (hacking) وتطويرها لتتناسب مع احتياجاتهم.
* في ويب 2.0 الشركات تبدأ صغيرة، شخص واحد أو شخصين أو فريق لا يزيد عن عشرة أشخاص، يطورون تطبيق ويب بشكل سريع ويطرحون نسخته التجريبية beta للاستخدام ويعتمدون على المستخدمين لكي يطوروه أكثر ويصححوا الأخطاء ويضيفوا المزيد من الخصائص، وهذه الشركات الصغيرة لا تسعى لتطوير تطبيقات ضخمة تقدم كل شيء، بل تطبيقات صغيرة تتخصص في مجال واحد، وبعض هذه التطبيقات يصبح موقعاً ضخماً لكثرة مستخدميه مع أن الخدمة نفسها بسيطة، del.icio.us على سبيل المثال تطبيق ويب طوره شخص واحد.
* يتحدث البعض عن ويب 2.0 على أنها استخدام المعايير القياسية لتطوير المواقع، لأن المعايير القياسية تفصل التصميم عن المحتويات وبالتالي يمكن الاستفادة من المحتويات بمعزل عن التصميم، هذا بالضبط ما يجعل الفارق بين برامج الحاسوب وتطبيقات الويب يتناقص، يمكن من خلالXML نشر المحتويات على شكل ملفات RSS والتي بدورها تتيح للمستخدم قراءة محتويات المواقع عن طريق برنامج في حاسوبه أو في هاتفه النقال.
* بعض الحقوق محفوظة، هذا هو الوضع القانوني للمحتويات في الكثير من تطبيقات ومواقع ويب 2.0، والبعض يستخدم رخصة Public Domain لكي يعطي الجميع الحق في الاستفادة من المحتويات، عندما تظهر خدمة جديدة مثل فليكر وتعطي المستخدمين إمكانيات كبيرة للتشارك بالمحتويات فيجب أن ترخص هذه المحتويات بشكل يسمح للجميع الاستفادة منها دون عوائق قانونية.
### خلاصة القول
الويب 2.0 ليست شيئاً جديداً، فهي خليط من التقنيات والممارسات، استخدم المعايير القياسية لتطوير المواقع وتطبيقات الويب، كن منفتحاً على المستخدمين وأعطهم صلاحيات تعزيز المحتويات وتنظيمها، وفر وسيلة للاستفادة من خدمات ومحتويات موقعك وأعطي الجميع صلاحية استخدام هذه الوسيلة، إبدأ بداية صغيرة ثم تدرج في النمو واعتمد على المستخدمين لتصحيح الأخطاء وتطوير موقعك أو تطبيق الويب.
هذه كلها أشياء يتحدث عنها البعض عند الكتابة عن ويب 2.0، مرة أخرى، أرى أننا لسنا بحاجة إلى مصطلح جديد خصوصاً إن كان هذا المصطلح غير واضح المعالم، ما نراه من تطور في الويب هو أمر طبيعي بدأ منذ وقت طويل ونحن نرى نتائجه اليوم.
إقرأ المزيد:
* [ما هي ويب 2.0؟](http://www.oreillynet.com/pub/a/oreilly/tim/news/2005/09/30/what-is-web-20.html)، مقالة تيم أوريلي صاحب دار النشر التي أقامت مؤتمراً بإسم ويب 2.0.
* [تعريف مختصر للويب 2.0](http://radar.oreilly.com/archives/2005/10/web_20_compact_definition.html).
* [10 أشياء ليست من ويب 2.0](http://www.37signals.com/svn/archives2/the_top_10_things_that_arent_web_20.php).
* [الأقل والأصغر كميزة تنافسية في ويب 2.0](http://www.37signals.com/svn/archives2/less_as_a_competitive_advantage_my_10_minutes_at_web_20.php).
* [تعقيب على مقالة تيم](http://blog.eventful.com/archives/2005/10/a_reponse_to_ti.html).
* [تصنيف ويب 2.0 في ديليشس](http://del.icio.us/tag/web2.0).