طرح الأخ أسامة فكرة في موقعه أسماها [كوفي شوب إسلامي](http://osama.ae/archives/2004/04/17/cafe/)، والفكرة تدور حول إنشاء مقهى __محترم__ لمن لا يحب الذهاب إلى المقاهي الأخرى التي قد توزع الشيشة أو يكثر فيها الاختلاط غير البريء، وقبل فترة تحدثت معه عن الفكرة فذكر مخاطر تطبيقها لأننا في سوق يطلب المقاهي التي تضع كل شيء غير محترم، الشيشة، العاملات اللواتي يلبسن ثياباً مختصرة، شاشة كبيرة تعرض قبيح الفضائيات، سماعات تزعج الناس بالأغاني وتطرب بعضهم.
مع ذلك أرى أن عليه التفكير بجدية في تطبيق الفكرة، لطالما قرأت عن المقاهي وعلاقتها بالأدباء والكتاب، وكيف أن بعض المقاهي اشتهرت بسبب روادها من الأدباء والكتاب، من الجميل أن نرى مثل هذه المقاهي هنا في أبوظبي وفي أي بلد آخر، على شرط أن تبتعد عما يجعلني أكره المقاهي، الصخب ورائحة الدخان وما يخالف ديننا.
ما الذي يجعلني أكتب عن هذا الموضوع؟ قرأت عن مؤسسة أمريكية تسمى [بارجراف](http://www.paragraphny.com/)، أسسها شخصان في نيويورك، هذه المؤسسة توفر بيئة هادئة ومكاتب مفتوحة على مدار الساعة، ويمكن للكتاب الاشتراك في هذه المؤسسة من لكي يأتوا في أي وقت وينجزوا كتاباتهم، قد يكتب البعض تقارير أو روايات أو أي شيء، الشرط الوحيد الذي تشترطه المؤسسة أن يكون الزبون شخصاً جاداً في الكتابة ولديه عمل ينجزه.
توفر المؤسسة كما قلت بيئة هادئة ومكاتب، وهناك اتصال لا سلكي سريع بشبكة الإنترنت، ويمكن للزبون استئجار خزانة صغيرة لحفظ أوراقه أو أي شيء آخر، وهناك مقهى صغير يقدم مأكولات خفيفة، وتنظم المؤسسة بعض الفعاليات الثقافية.
صحيفة نيويورك تايمز [كتبت عن هذه المؤسسة](http://www.nytimes.com/2005/10/09/fashion/sundaystyles/09writers.html?pagewanted=1&ei=5090&en=d939760e9736c042&ex=1286510400&partner=rssuserland&emc=rss) بعد افتتاحها بفترة قصيرة، وكتبت عن مؤسسة أخرى كذلك، هذا النوع من المؤسسات بدأت في الظهور في أمريكا وفي مختلف الولايات، السبب في ظهور هذه المؤسسات يمكن في حاجة الكتاب إلى أماكن هادئة لإنجاز أعمالهم، في المنزل قد يواجه المرء العديد من المقاطعات من الهاتف أو الأطفال، أما في هذه البيئة فالكل يكتب ويشعر الكاتب بالمنافسين من حوله فيدفعه ذلك للاجتهاد، وربما البيئة في هذه المؤسسات تجعل المرء أكثر إبداعاً بحكم وجوده بين أناس مبدعين، الفائدة الأخيرة والأهم هي أن هذه المؤسسات تربط بين الكتاب وتعرفهم بعضهم ببعض.
في أمريكا حركة أدبية واسعة، دورات تعليمية لتدريب الناس على مهارات الكتابة، مسابقات وجوائز، هناك [شهر وطني لكتابة الروايات](http://www.nanowrimo.org/) وهو بالمناسبة شهر نوفمر، مقالات وكتب تعلم الناس الكتابة، آلاف الكتب التي تنشر سنوياً، كل هذ يؤدي إلى وجود آلاف الكتاب والمؤلفين وأناس مصدر رزقهم هي الكتب.
نعود مرة أخرى للمقاهي، لماذا لا نرى مؤسسة مشابهة لدينا؟ أعلم أن الحال مختلف وأن القراءة لدينا تكاد تنعدم لدى الكثير من الناس، وأعلم أن الكتاب سوقه صعب والمؤلفون لا يستطيعون العيش من أرباح كتبهم، بل على العكس يدفع المؤلف شيء من ماله لكي يستطيع طباعة كتابه، أعلم كل هذا وغيره.
أليس من المفترض أن تكون هناك مؤسسة يمكن للمرء فيها أن يجلس بهدوء وينجز عمله؟ لتكن هذه المؤسسة مقهى أو جمعية نفع عام أو أي شيء، أعتقد أن هناك فرصة لنجاح مثل هذه الفكرة، لكن يجب أن يقف خلفها شخص متحمس ولديه استعداد للإبداع وقضاء وقته في دعم المؤسسة وتسييرها.
### تصميم موقع بارجراف
إن كنت مطوراً للمواقع يمكنك أن تتعلم بعض النقاط المفيدة من موقع مؤسسة [بارجراف](http://www.paragraphny.com/)، التصميم هادئ ويغلب عليه اللون البني الغامق، لون قد لا يستسيغه الكثير من الناس، لكنني أجده مناسباً لفكرة المؤسسة، أنظر إلى العمود الأيمن، ستجد فيه عنوان المؤسسة وهاتفها وعنوانها البريدي، وهذا العمود ستراه في كل صفحة، في العمود الأيسر شعار الموقع ثم نظام التصفح ثم عمود المحتويات، تصميم الموقع بسيط ويحوي أفكاراً مختلفة قليلاً، المهم أنه يخدم أهداف المؤسسة.
لاحظوا كيف أن الموقع لا يحوي صوراً متحركة، ليس هناك فلاشات مزعجة، النصوص قصيرة ويمكن قراءتها بسهولة وسرعة، والصور تعزز المحتوى فهي تعرض أجزاء من المؤسسة وليست مجرد زينة للموقع، ليس هناك أي محتويات أو صفحات لا تتعلق بالمؤسسة وتخصصها.
يمكنكم قراءة المزيد عن تصميم الموقع في مدونة [Subtraction](http://www.subtraction.com/archives/2005/0913_the_write_st.php).