فليكر لا زال محجوباً في الإمارات، والسبب كما تقول إحدى الأخوات هو أن هناك عضو في فليكر وضع صورة لمعلمات يعملن في إحدى مدارس الدولة، وقد سمعت نفس السبب من أحد الأصدقاء كذلك، فيبدو أنه السبب الفعلي للحجب، هل يستحق الأمر الحجب؟ أفكر في الأمر وأرى نفسي متأرجحاً بين الموافقة على الحجب وعدم الموافقة، لكن ما أنا متأكد منه أن أسلوب معالج المشكلة من قبل الاتصالات ليس صحيحاً.
كان بإمكانهم ولا زال بإمكانهم مراسلة الموقع لكي يقوموا بحذف الصور وتنتهي المشكلة هنا، ما يحدث الآن هو عقاب جماعي بسبب ذنب من شخص واحد، وإن أرادوا يمكنهم طلب المزيد من المعلومات عن هذا الشخص، كوقت دخوله ورقم IP الخاص به ومتى وضع هذه الصور، قد تستطيع اتصالات الوصول لهذا الشخص ومعاقبته بما ينص عليه القانون، إن كان هناك قانون لمثل هذه المشاكل.
هناك مئات المواقع تعتمد على فليكر، أزور موقعاً يحوي مقالة تشرح مثلاً كيفية استخدام برنامج ما، للأسف كل الصور لا تظهر لأنها مخزنة في فليكر، يقوم شخص ما بإنشاء قالب لكتابة العناوين مثلاً ويخزن الصورة في فليكر، شخص ثالث يختبر جهازاً جديداً ويضع عشرات الصور في الصفحة، وكلها مخزنة في فليكر ... طريقك ما زال محجوباً يا ولدي!
أضف إلى ذلك منتديات الدعم الفني والمنتديات المتنوعة الموجودة في الخدمة، أضف إلى ذلك أن الكثير من الأعضاء في الإمارات لديهم مئات أو آلاف الصور المخزنة في الخدمة والآن لا يستطيعون الوصول لها، بعضهم مبدعين ولهم أثر في الخدمة، الكثير من المشتركين في فليكر لا يعرفون شيئاً عن بلادنا وعاداتنا إلا من الصور التي ينشرها أعضاء الإمارات.
ماذا عن سلبيات فليكر؟ ماذا عن الصور الفاضحة؟ يمكننا هنا أن نسأل عن المنتديات كذلك، والبريد الإلكتروني، وغرف الدردشة، والمدونات، وكل وسيلة اتصال أخرى، كل هذه الوسائل يمكن أن تستغل بشكل سيء، هل هو ذنب الوسيلة أم من يستخدمها؟ لماذا نفكر دائماً بحجب المواقع ومنع التقنيات بدلاً من التفكير في توعية الناس؟ إن كانت المشكلة في الناس فلن يعالج حجب المواقع أي مرض فيهم، فإن حجب موقع فهناك وسائل لتجاوز الحجب وإن منع موقع ما فسيظهر بدلاً منه مئة موقع.
مع كل هذا، سيبقى البعض مقتنعاً بحجب الموقع لأن فليكر فيه كذا وكذا من السلبيات، حسناً ... لا يهمني إن استخدم البعض الخدمة بشكل سيء، أنا وغيري لا نستخدمها بهذا الأسلوب، ومن حقنا أن نصل إلى الموقع ونستخدمه كما نشاء، لماذا يعاقب الكل بذنب البعض؟