الأربعاء، 12 أبريل 2006

أبل 2: هنا البداية

الدارس لتاريخ الحاسوب وتقنياته سيجد أن هناك منتجات معينة أو شركات تركت تأثيراً كبيراً في المجتمعات وفي عالم التقنيات، فمثلاً عندما طرحت آي بي أم الحاسوب الشخصي وأتاحت لأي شركة أن تصنع جهازاً شبيهاً أدى ذلك إلى انتشار معيار موحد للحواسيب وزاد إنتاجها وانخفضت أسعارها واحتكرت هذه الأجهزة معظم سوق الحواسيب الشخصية، أما شركة أبل فهي من قامت بإنشاء سوق الحواسيب شخصية وبدأت ذلك بحاسوب أبل 1 ثم أبل 2.

أبل 2

جهاز أبل 2 بدأ سلسلة أجهزة ناجحة أثرت كثيراً على سوق الحواسيب الشخصية، فهو أول جهاز تصنعه أبل في خط إنتاج، بينما أبل 1 لم يكن يصنع في مصنع بل في شركة أبل نفسها وقد أنتجت أبل منه 200 نسخة، ولم يكن حاسوباً متكاملاً بل كان على المشتري أن يقوم بصنع هيكل خاص له ومزود طاقة ولوحة مفاتيح وشاشة، أما أبل 2 فقد كان حاسوباً متكاملاً يمكن أن يعمل مباشرة بعد شراءه، وكان تصميمه أقرب إلى الأجهزة المنزلية ويمكن وضعه في أي مكتب، لذلك وجد قبولاً بين الناس في ذلك الوقت.

أبل 2 طور على أساس أبل 1، وقد صممه ستيف وزنياك وبدأت مبيعاته في عام 1977م، وبذلك يكون من أوائل الحواسيب الشخصية وأكثرها نجاحاً، كان أبل 2 يتميز بدعمه للألوان والدقة العالية ويمكن وصله بالتلفاز، ويحوي لغة بيسك، كان الحاسوب الرئيسي الذي يستخدم في المدارس الأمريكية وبعض الجامعات، ولا زالت بعض المدارس تستخدمه حتى اليوم، وانتشر بين الشركات خصوصاً بعد طرح برنامج الجداول فيزي كالك والذي أدى بدوره إلى أن تقوم آي بي أم بطرح حاسوبها الشخصي لتدخل هذا السوق.

أول حاسوب أنتج من أبل 2 كان يحوي معالج أم أو أس تيكنولوجي 6502 بسرعة 1 ميغاهيرتز، الذاكرة بحجم 4 كيلوبايت قابلة للترقية إلى 48 كيلوبايت، يحوي منفذاً لجهاز يقرأ الأشرطة (الكاسيت) لتشغيل البرامج وتخزين البيانات، أما الشاشة فتعرض 24 سطراً و40 عموداً والحروف كلها كبيرة، يحوي 8 منافذ لإضافة أجهزة أخرى مثل قارئ الأقراص المرنة.

صنع للجهاز قارئ أقراص مرنة يسمى ديسك 2، قام بتصميم وهندسة ديسك 2 ستيف وزنياك الذي حاول تقليل عدد القطع المستخدمة في الجهاز إلى أقل حد ممكن لتخفيض التكاليف ونقل بعض الخصائص إلى نظام التشغيل ويعتبره البعض قطعة فنية عالية الكفاءة من الناحية الهندسية وجهاز يستحق الدراسة لأنه يحوي الكثير من الأفكار الذكية.

طرحت أبل بعد ذلك جهازاً محسناً هو أبل 2 بلس، وفي عام 1983م طرحت أبل 2 إي الذي كانت تكلفته أقل من سابقيه ومواصفاته أفضل وهو أشهر جهاز ضمن سلسلة أجهزة أبل 2، وفي عام 1984م طرح جهاز أبل 2 سي والذي كان حاسوباً نقالاً لكنه لا يحوي بطارية، كان يسمى حاسوباً نقالاً نظراً لسهولة نقله من مكان إلى آخر وقد كان يحوي شاشة LCD، وفي عام 1986 طرح أبل 2 جي أس، والذي كان نقلة كبيرة في مواصفات أجهزة أبل 2، فقد كان يعمل بمعالج من نوع 16 بت ويمكنه التعامل مع 8 ميغابايت من الذاكرة، ويحوي شاشة ملونة تستطيع إظهار 4096 لوناً.

مع أن أبل لم تسوق أجهزة أبل 2 بعد ظهور أجهزة ماكنتوش ولم تقدم دعماً كبيراً لها، إلا أن مبيعاتها هي التي ساهمت في رفع أرباح أبل، ولم تتوقف أبل عن إنتاجها إلا في الخامس عشر من أكتوبر عام 1993م.

تأثير أبل 2 على سوق الحواسيب

نظراً لنجاح أجهزة أبل 2، قامت العديد من الشركات حول العالم بتقليد جهاز أبل حتى وصلت عدد الأجهزة المقلدة إلى 190 جهازاً، أبل 2 كان أول حاسوب موجه لعامة الناس وسعره في متناول اليد، ظهرت العديد من شركات برمجة الألعاب التي ربحت الكثير من بيع ألعابها والفضل يعود إلى ظهور أبل 2 وانتشاره، وقد انتشر هذا الحاسوب في المدارس والمؤسسات وبدأت البرامج التعليمية في الانتشار وبرامج الإنتاج مثل معالج الكلمات والجداول وقواعد البيانات، كانت مواصفات الجهاز مفتوحة ويمكن لأي شخص أن يقرأها ويقوم بتصميم إضافات تطور من أداء الجهاز أو تضيف له المزيد من الخصائص.

للأسف أبل بعد أن طرحت ماكنتوش لم تعد تهتم كثيراً بحواسيب أبل 2 لأنها كانت ترغب في التركيز فقط على ماكنتوش والذي كان حاسوباً مغلقاً مقارنة مع أبل 2، كانت ترغب في أن يتوقف الناس عن شراء أبل 2 وبدلاً من ذلك يشترون ماكنتوش، لكن الناس كانوا يرغبون في شراء أبل 2 نظراً لتصميمه المفتوح الذي يعطي فرصة لأي شخص أن يبدع ويطور من قدرات الجهاز.

إقرأ أيضاً: