الأحد، 11 مايو 2008

تعلم من أخطائي

كنت أريد إنجاز الكتاب في العام الماضي لكنني تكاسلت وتشاغلت بأمور كثيرة، وعندما عقدت العزم على إنجاز ما وعدت بإنجازه بدأت أشعر بصعوبة المهمة مع أنني متأكد بأن الكتاب سيكون سهلاً بسيطاً.

في تجربتي هذه تعلمت الكثير من أخطائي، والأخطاء خير معلم، الحماقات التي تجعلني أشعر بالأحراج حتى بين وبين نفسي هي بالفعل مدرسة بل جامعة، ثقافة التعلم من الأخطاء يجب أن تنتشر بيننا، يجب أن نخوض في التجارب ونتعلم من أخطائنا، لا أدري كيف يمكن للمرء أن يفعل أي شيء وهو يخاف من ارتكاب الأخطاء.

مع ذلك ليس من السهل التخلص من الخوف، أظن أنه أحد أسباب تأخري في إنجاز هذا الكتاب، أخشى أن يظن البعض بأنني سآتي بما لم يأتي به الأولون، أو أنني سأكتب أعظم وأفضل كتاب عرفته الدنيا عن تطوير المواقع، أليس من يكتب هذا الكتاب هو سردال؟!

توقعات الآخرين تشكل ضغطاً كبيراً وسلبياً، فأنا لا أريد أن يراسلني شخص ما ليقول بأنني خيبت أمله لأن مستوى الكتاب لم يصل إلى مستوى توقعاته، ولذلك كررت كثيراً بأنه كتاب بسيط موجه للمبتدئين تماماً، لا أريد من أحد أن يقفز بتوقعاته إلى السماء بل أن يهبط إلى أرض الواقع ويدرك أن الكتاب لن يكون كتاباً عظيماً بل مجرد كتيب تعليمي بسيط.

ثم يأتي الخوف من الخطأ، أنا أحاول التخلص منه وفي نفس الوقت لا أريد أن أخطأ، وبما أنني بشر فلا بد أن أرتكب عدداً لا بأس به من الحماقات، هذا التناقض يجعلني في بعض الأيام أفعل كل شيء إلا إنجاز الكتاب.

الخوف هو العدو الوحيد الذي يجب أن نخافه.

أخطائي

  • عدم التخطيط بشكل كافي، كان علي أن أقضي وقتاً طويلاً جداً في التخطيط لكل صغيرة وكبيرة، هذا الكتاب بالتحديد من المفترض أن أخطط له جيداً، أنا لا أخطط كثيراً لمقالاتي بل أفكر في نقاط عامة ثم أكتبها مباشرة وأراجعها لأعيد كتابة بعض الجمل والفقرات، هذا كل شيء، الكتاب مختلف لأن الهدف منه واضح جداً ووسائل تحقيق هذا الهدف كثيرة فهل علي أن أكتب بهذا الأسلوب أم ذاك؟ هل علي أن أتحدث عن هذه النقطة أم لا؟ كل هذا كان يجب أن أحدده قبل الكتابة.
  • عدم تحديد وقت معين للكتابة، الصباح الباكر هو أفضل وقت لإنجاز العمل، لكنني أقضي هذا الوقت في الرد على الرسائل، إجراء بعض المعاملات، الذهاب لعيادة الأسنان، التسوق والأعمال المنزلية، وفي المساء لا يكون لدي طاقة للكتابة وفعل أي شيء فتضيع الأيام بدون أي تقدم.
  • عدم إنجاز الكتاب بسرعة، مما قرأته حول الكتابة يفترض بي أن أنجز الكتاب بسرعة ثم أقضي بقية الأيام في تصحيحه وإعادة كتابة بعض الفقرات وترتيبه، لكنني أقضي يومي في كتابة القليل ثم في المراجعة والتصحيح فلا أحقق سوى تقدم بسيط كل يوم.
  • عدم ممارسة المسوؤلية، لدي اعتراف هنا، أنا لم أمارس المسؤولية بجدية ولم ألتزم بأي شيء في حياتي! هذه المدونة هي الاستثناء الوحيد، وأنا أعلم أن البعض يعرفون ذلك لكنهم لم يخبرونني لأنهم ربما لا يريدون إحراجي أو لأنهم يأسوا مني! ممارسة المسؤولية بكل بساطة هي أن أنجز العمل كالرجال، أقول أنني سأفعل كذا وكذا ثم أقوم بإنجاز ما وعدت خلال مدة قصيرة، ممارسة المسؤولية ليست سهلة لكنها أمر ضروري لكل من يريد النجاح.
  • عدم الاستعانة بأي شخص، دور النشر الغربية تخصص محرراً لكل كاتب، المحرر وظيفته متابعة الكاتب وتشجيعه وتصحيح الأخطاء وحثه على إنجاز العمل، أنا كنت بحاجة لشخص مثل هذا، لو استعنت بشخص أستطيع التحدث معه يومياً وجهاً لوجه لتمكنت من إنجاز الكثير ولتجاوزت كثيراً من أخطائي.
  • بيئة العمل غير المناسبة، غرفتي ليست المكان المناسب لمثل هذا العمل، لو أنني استأجرت مكتباً لساعتين كل صباح لتمكنت من إنجاز العمل، بشرط أن يكون المكتب هادئاً وبدون أي وسيلة اتصال ويحوي فقط حاسوباً، غرفتي يصلها الإزعاج من كل مكان، ولدي اتصال دائماً بالشبكة مما يعني وجود أكثر من مليون طريقة لتضييع الوقت.
  • عدم تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة، لو أنني قسمت الكتاب إلى أجزاء صغيرة وكل جزء أنجزه خلال 15 دقيقة لأنجزت معظم العمل خلال أيام قليلة، للأسف أنا لا أتبع ما أنصح به الآخرين.

تمنيت لو أنني أستطيع شراء جهاز مثل ألفاسمارت أو TRS-80 Model 100، هذه الحواسيب البسيطة المخصصة للكتابة كان بإمكانها أن تعالج جزء من مشكلتي مع نفسي! كان بإمكاني أن أعمل عليها بعيداً عن الإزعاج وعن كل ما يضيع الوقت لكن للأسف ليس هناك أي حاسوب بهذا الشكل يدعم العربية.

في الغد سأنشر الكتاب ... أخيراً!