الثلاثاء، 8 مارس 2005

عودة بعد الانقطاع

كنت أتمنى أن يدوم انقطاعي عن الشبكة وقتاً أطول، لأنني ومنذ وقت طويل لم أقرأ كما قرأت في الأيام الماضية، فبعد أن قطع خط الاتصال جمعت بعض الكتب من مكتبتي ووضعتها بجانب السرير وبدأت في التهامها واحداً تلو الآخر، وقد ركزت على قراءة الكتب التي تتحدث عن تاريخ الإمارات وتراثها، وكنت أقرأ كتابين في كل يوم، وبعد أن انتهيت منها جمعت مجموعة أخرى وبدأت في قراءتها، هكذا أقرأ بشكل متواصل كما كنت أفعل في السنوات الماضية.

وقد اكتشفت مدى جهلي ببلدي الإمارات بعد قرائتي للكتب، وأعلم تماماً أن هناك الكثير من مواطني الإمارات لا يعرفون الكثير عن بلدهم، هل يعرف أحدكم مليحة؟ أين تقع وما هو تاريخها؟ لدينا تاريخ قديم في الإمارات وتراث جميل لا بد أن نقرأ عنه ونعلمه للآخرين، هذا البلد ليس مقطوعاً عن التاريخ ولم يزدهر فقط في عصر النفط، بل كان مزدهراً في قرون ما قبل الميلاد وما بعده لكن مصادر التاريخ قليلة والآثار التي تتحدث عن هذا التاريخ كثيرة، أم النار في أبوظبي، والهيلي في العين، ومليحة في الشارقة، ورأس الخيمة بجبالها وأم القيوين ودبي وجزيرة بني ياس وصير بو نعير وأبو موسى، كل هذه المناطق وغيرها تحوي آثاراً تحتاج إلى أن ندرسها ونقرأ عنها، وتحتاج إلى شباب من الإمارات ينقبون عنها بدلاً من ترك ذلك للأجنبي، بعض فرق التنقيب سرقت آثارنا.

قرأت كتاباً عن الألعاب الشعبية في الإمارات، وهي ألعاب تتشابه كثيراً مع ألعاب بقية الدول العربية بل بعضها ألعاب عالمية مع وجود فروق بسيطة في طريقة اللعب أو في اسم اللعبة، كان المؤلف يذكر اسم اللعبة ثم يذكر ما يقابلها من أسماء في الكويت والشام ومصر، وقد عزمت على أن أعلم أبناء إخوتي بعض هذه الألعاب، لأنهم محرومون منها، حرمناهم نحن بأشكال مختلفة، تخطيط المدن حالياً لا يسمح بإيجاد ملعب للأطفال، أصبح الأطفال معرضون لخطر السيارات بمجرد خروجهم من باب المنزل، وفي المنزل وفرنا لهم ألعاباً إلكترونية تربي فيهم الكسل والأنانية، أنا أشفق عليهم لأنهم لا يلعبون في التراب، ولم يعرفوا الكرابي وعنبر والهول والميت والميرحانة وألعاب كثيرة كنا نلعبها في طفولتنا.

على أي حال، لدي الكثير من المواضيع لأكتب عنها، لدي كم كبير من البريد على أن أرد على بعضه، وهناك بعض المهمات علي إنجازها.