لاحظت وجود فكرة في بعض المنتديات والمواقع، تقول: البرامج الحرة برامج أجنبية وعلينا أن نوجد لها بديلاً عربياً.
البرامج الحرة تعريب لمصطلح free software وكلمة free هنا تعني الحرية وليس المجانية، كلمة الحرية أوسع وأشمل من كلمة المجانية، البرامج الحرة تستخدم رخصاً قانونية مثل GPL وBSD وقد سبق أن كتبت عن هذه الرخص، إذا وجدت برنامجاً مرخصاً بهذه الرخص فيمكنك نسخ واستخدامه كما تشاء، يمكنك تعديله لكي يتناسب مع احتياجاتك، وفي الغالب سيكون البرنامج مجانياً.
البعض يستخدم مصطلح البرامج مفتوحة المصدر (open source) وأرى شخصياً أن مصطلح مفتوح المصدر لا يعبر عن المعنى المطلوب، فهناك برامج مفتوحة المصدر لكنها ليست حرة، والبرامج الحرة لا تتميز فقط بكونها مفتوحة المصدر بل لأنها تعطي أي مستخدم حرية نسخ واستخدام وتعديل البرنامج لأي غرض.
نأتي الآن إلى من يقول بأن البرامج الحرة هي برامج أجنبية، الكثير من هذه البرامج نشأ في الغرب، في أمريكا بالتحديد، وغالباً ما يقوم بإنشاء المشروع شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الأشخاص، عندما يطرح البرنامج برخصة GPL مثلاً فهؤلاء يريدون من الآخرين مشاركتهم أو يرغبون في إعطاء الآخرين صلاحيات كثيرة توفرها الرخصة، هنا يصبح البرنامج عالمياً، إن لم يعرب البرنامج فهذا ليس خطأ مبرمجه، لأنه قام بإنشاء البرنامج ليتناسب مع احتياجاته وفي الغالب ليس من احتياجاته أن يكون البرنامج معرباً، هنا ياتي دور العرب.
بعض البرامج الحرة تجد ترجمة إلى لغات كثيرة، كاللغات الأوروبية، واللغات الآسيوية مثل الصينية، اليابانية، لغة الملايو، الهندية، وغيرها، هؤلاء لم يفكروا في إنشاء برامج مختلفة، لم ينظروا للبرامج الحرة على أنها برامج أجنبية، بل هي فرصة لهم، لكي يحصلوا على برنامج جاهز، عليهم فقط ترجمتها، لماذا يكررون الجهود وقد سبقهم غيرهم إلى ذلك؟
لنعرب البرامج الحرة، بالطبع تعريب البرامج لا يعتبر برمجة لذلك معرب البرامج ليس مبرمجاً، نقطة ثانية: قد يرى شخص ما أنه يريد إنشاء برنامج ما وهناك برامج حرة وتجارية كثيرة تحقق ما يريد، مع ذلك سيبقى مصراً على إنشاء برنامجه الخاص، لهذا الشخص مطلق الحرية في فعل ما يريد، لا يمكن لأحد أن يجبره على أن يكتفي بالبرامج الموجودة سواء كانت تجارية أم حرة.
نقطة أخيرة: أستغرب كيف أن البعض قام بتعريب برامج تجارية بدون مقابل.