الأربعاء، 23 يونيو 2004

ماذا ينقص خلدون؟

بالأمس كنت أتابع برنامج صناع الحياة الذي أنهى المرحلة الأولى والتي أسماها الأستاذ عمرو خالد بمرحلة "فك القيود" وقد ذكر الأستاذ عمرو أن هناك عشرة قيود تمنعنا من التقدم والبذل والعطاء، منها السلبية وعدم تحمل المسؤولية وتضييع الوقت وعدم وجود أهداف، وقد بدأ البرنامج في مرحلته الثانية وهي مرحلة صعبة ومتعبة وتحتاج إلى طاقة كبيرة وقد شبهها الأستاذ عمرو بالطائرة التي تقلع، إذ تحتاج الطائرة في وقت الإقلاع إلى قوة هائلة لتصل إلى سرعة محددة وبعدها تطير وتحلق، في هذه المرحلة تستخدم الطائرة 100% من طاقة محركاتها، وبعد الإقلاع لن تحتاج إلى كل هذه الطاقة، المرحلة الثانية هي مرحلة بناء الإرادة، هي مرحلة الإقلاع التي نحتاج فيها إلى استخدام 100% من طاقتنا.

لا أخفي عليكم، البرنامج في الأمس أعاد لي الحماس الذي افتقدته منذ وقت طويل، وقد عرض البرنامج أمس فيلماً قصيراً عن شاب سوري اسمه خلدون يعاني من شلل رباعي ولا يستطيع حتى التنفس إلا بمساعدة الأجهزة، خلدون لا يتحرك من جسده سوى رأسه، وهو مبرمج بلغة سي++ وقام بعمل برامج ثلاثية الأبعاد، وكل هذا بلسانه فقط! ماذا ينقص خلدون؟ ينقصه كل شيء إلا الإرادة، والإرادة تصنع المعجزات ... حسناً يا سردال ... يا عبدالله، يا فلان ويا فلان ويا فلانة ... ماذا ينقصنا نحن الأصحاء؟ لا شيء إلا الإرادة!!

بالأمس سألت نفسي، لماذا خلدون يستطيع وأنا لا أستطيع؟ أليس هذا عيباً؟! بلا والله بل هو العار، وعلي أن أغير هذا الوضع تماماً، وأنت كذلك، إن كنت تظن أن هناك عوائق كثيرة تمنعك من البذل والعطاء فتذكر خلدون، الشاب الراقد على سريره والذي لن يفارقه أبداً، الشاب الذي يعاني من شلل تام إلا في رأسه، خلدون درس للأصحاء المتخاذلين.