الخميس، 31 مايو 2007

71 رابط حول التصميم

التصميم عالم كبير وكل شخص يفهمه بطريقة مختلفة، شخصياً أرى أن التصميم ليس مجرد شكل خارجي، التصميم ليس ألواناً وزخارف بل هو تجربة كاملة يمر بها الشخص عند استخدامه أي شيء، مواقع أو سيارات أو أي شيء آخر، لكن في هذا الموضوع سأركز على تصميم المواقع.

ملاحظة: هذا الموضوع طويل بعض الشيء، وفيه الكثير من الروابط، قم بحفظ الموضوع في جهازك لكي ترجع له لاحقاً، ولي رجاء حار لكل من يعرف اللغة الإنجليزية ويقرأ هذا الموضوع، حاول أن تترجم ولو مقالاً واحداً، لا يجب أن تكون المقالات كبيرة بل يكفي أن تكون مفيدة ولو كانت قصيرة، والترجمة هنا لا أعني بها الترجمة الحرفية، إذا قرأت مقالة وفهمتها فاكتب ما فهمته للآخرين.

الثلاثاء، 29 مايو 2007

روابط حول البحث

هذا أول موضوع في سلسلة مواضيع أضع فيه مصادر مختلفة، في هذا الموضوع ستجد مواضيع عامة عن البحث والابتكار والدعم الفني للبرامج.

بعد بحث استغرق أياماً لم أجد ما يستحق أن يوضع في هذا المقال سوى هذه الروابط، لم أرغب في وضع مقالات تشرح كيفية استخدام خدمات معينة، أردت شيئاً عاماً لكن لم أجد الكثير.

لا زال هناك المزيد من مواضيع المصادر هذه، سيكون بعضها حول التصميم والبرمجة وتطوير المواقع.

السبت، 26 مايو 2007

كيف أبحث عن المعلومات

كتبت في الأيام الماضية عن البحث في الشبكة عن المعلومات وعن ابتكار الأفكار وتقييمها وأخيراً عن الدعم الفني للبرامج، ثلاث مواضيع تصلني حولها بعض الأسئلة وكلها ترتبط ببعضها البعض، كلها تحتاج إلى بحث وقراءة وفهم للمعلومات وتقييمها.

من المفترض أن أبدأ بكتابة سلسلة مواضيع تضع قوائم لمصادر المعلومات من كتب ومقالات حول التصميم والبرمجة والتطوير الذاتي وغيرها من الجوانب، لكن رأيت أن أتحدث عن كيفية استخدامي لخدمات الشبكة المتوفرة، كيف أبحث عن المعلومات؟ هذا الموضوع هو إجابة هذا السؤال.

البداية مع غوغل

غوغل ليس مجرد محرك بحث، بل هو أشياء كثيرة ومنها أنه بعمل كمصحح إملائي، فإذا أردت مثلاً التأكد من أنني كتبت كلمة إنجليزية بشكل صحيح أقوم بالبحث عنها في غوغل فإذا لم تكن صحيحة اقترح علي الكلمة الصحيحة، وهذه أول خطوة، لا بد أن تبحث بالكلمة الصحيحة إملائياً.

وأنا بالمناسبة أستخدم الواجهة الإنجليزية لمحرك البحث لأن الواجهات العربية لا توفر كل الخصائص التي أريدها، ومنها مثلاً رابط للتعريف بمعنى الكلمة "definition" تجده فوق النتائج في يمين الصفحة، إذا تبعت هذا الرابط ستصل إلى صفحة من موقع Answers.com تضع لك تعريفات مختلفة للكلمة وترجمات مختلفة ومنها إلى العربية، وكذلك يمكنك أن تستمع إلى نطق الكلمة، وسيلة رائعة لمن يريد تعلم اللغة الإنجليزية.

إذا بحثت في غوغل فغالباً أجد في النتائج رابطاً لصفحة من موسوعة ويكيبيديا لها علاقة بالذي أبحث عنه، تصور مثلاً أنني أريد البحث عن Jef Raskin وهو مؤسس مشروع ماكنتوش في شركة أبل، غوغل أعطاني صفحة ويكيبيديا كأول نتيجة، وأظن هنا أن ويكيبيديا سيكون مناسباً لمن يريد معرفة عامة عن أي موضوع وسيجد في نهاية معظم مقالات الموسوعة مجموعة من الروابط لمقالات ذات علاقة أو لمواقع أخرى، نقطة بداية ممتازة، وفي حالة جيف راسكن وجدت ما يزيد عن عشرة روابط لمواقع أخرى.

يمكنني تجربة باقي النتائج في غوغل والكثير منها مجرد مقالات قصيرة أو أخبار مضى عليها وقت طويل، من بين كل هذه الروابط قد أجد رابطاً أو اثنين يحويان فائدة.

في بعض الأحيان لا أجد شيئاً في ويكيبيديا أو حتى غوغل، هنا ألجأ إلى ديليشس الذي يحوي ملايين الروابط حول كل شيء تقريباً، هنا غالباً أجد رابطاً يقودني إلى مصادر كثيرة ومن هنا تبدأ رحلة البحث.

بالصوت والصورة

عند البحث في الشبكة لا تكتفي بالبحث عن المقالات والكتب، ماذا عن الصور والفيديو والملفات الصوتية؟ غوغل يوفر روابط في أعلى الصفحة تنقلك إلى البحث عن الصور، الفيديو، الخرائط، الأخبار، الكتب وغيرها، أضغط على هذه الروابط وانظر لعلك تجد شيئاً مفيداً.

أظن أننا في يوم ما سنصل إلى مرحلة إدراج ملفات فيديو في بحوثنا الجامعية أو تقارير العمل، بالطبع ستكون الوثائق حينها أوراقاً إلكترونية، وتقنية الورق الإلكتروني وصلت إلى مرحلة عرض الألوان وزيادة سرعة عرض الصفحات، سنصل حتماً إلى مرحلة يصبح فيها الورق الإلكتروني بديلاً جيداً لمعظم الوثائق والبحوث، هذا ما يحدث فعلياً في الكثير من المؤسسات حول العالم.

على أي حال، الصور والفيديو والمصادر الأخرى قد تكون مفيدة للكثير من الحالات، في الحقيقة أنا أفضلها على أي مقال أو كتاب، فما أسهل أن تشاهد فيلم فيديو يبسط مفاهيم معقدة أو يغطي حدثاً ما.

هذا ببساطة ما أفعله عندما أبحث عن أي شيء، أبحث في كل المصادر المتوفرة، فأقرأ وأستمع وأشاهد وأكون صورة عامة عن الموضوع، وفي بعض الأحيان أدمن القراءة حوله لأيام طويلة، ثم إذا وجدت أنه موضوع مفيد أكتب عنه في موقعي، هكذا أتعلم وأعلم، أتمنى لو أن الجميع يفعلون ذلك، لن نشتكي بعدها من فقر المحتويات العربية.

الأربعاء، 23 مايو 2007

من هنا وهناك

  • بدأت في كتابة عمود في مجلة i2 الشهرية والتي يشارك في تحريرها الأخ شبايك، المجلة تصدر من دبي ومتخصصة في الهواتف النقالة، تصوروا أن يكتب عن الهواتف النقالة من يكرهها! بالطبع مشاركتي في المجلة تدور حول التقنيات.
  • الأخ خالد هلابي أعلن عن افتتاح موقع أفضل المواقع تصميماً والذي يعرض المواقع العربية التي تعتمد المعايير القياسية أو جزء منها، طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، وهذا الموقع يشير إلى أننا قطعنا شوطاً لا بأس به في رحلة الاعتماد على المعايير القياسية.
  • Shorty، هناك خدمات كثيرة لاختصار عناوين الويب الطويلة، شورتي برنامج يمكنك أن تثبته على موقعك لاختصار العناوين ويمكنه أن يعطيك إحصائيات مفيدة عن عدد الذين زاروا أي عنوان.
  • معرض Maker Faire هو أحد المعارض التي يجب أن أزورها في يوم ما، هذا المعرض الذي ينظم على مدى يومين يجمع بين أناس هوايتهم الأساسية هي صنع الأشياء وابتكارها، لا يكتفون بشراء المنتجات بل يعدلونها ويصنعون شيئاً جديداً منها، المعرض هذا العام انتهى قبل أيام وهناك مئات الصور له في فليكر، في الإمارات فليكر محجوب، بقية دول العالم العربي يمكنكم أن تطلعوا على أفكار رائعة فلا تضيعوا الفرصة، وأتمنى أن يكتب أحدكم شيئاً عن المعرض، أكاد أحترق من الغضب على هذا الحجب.
  • مدونة Geekdad نشرت موضوعاً حول المعرض يحوي صوراً ولقطات فيديو، وهناك أيضاً موضوع آخر يحوي صوراً متفرقة.
  • موت سطح المكتب، أزا راسكن هو ابن جيف راسكن ويؤمن بأن سطح المكتب الذي نراه في أنظمة التشغيل اليوم في طريقه إلى الموت ويعرض أفكاراً حول البديل المناسب لسطح المكتب، شخصياً أنا مقتنع تماماً بأن ما يعرضه أزا هو بالفعل ما يجب أن نستخدمه، لأنه واجهة النظام ستصبح أكثر إنسانية وسهولة.
  • مدونة 18:00GMT، عربية متخصصة يكتبها الأخ احجيوج.
  • الأخ شبايك نشر سلسلة مواضيع بعنوان من المتصل.
  • زين جدار غرفتك بصورة كبيرة.
  • ألعاب الثلاجة
  • نصائح لبناء مجتمعات إلكترونية

الثلاثاء، 22 مايو 2007

الدعم الفني للبرامج

تصلني أسئلة حول بعض البرامج التي يستخدمها السائل والذي يريد أن يجد حلاً لمشكلة أو طريقة لفعل هذا الشيء أو ذاك، وأظن هنا أن إيجاد دعم فني للبرامج التي نستخدمها أمر سهل وبسيط فكل ما سأقوله هنا في هذا الموضوع من البديهيات.

في البداية إذا أردت استخدام أي برنامج فلا تقم بإنزال نسخة منه إلا من المصدر الرئيسي، شخصياً عندما كنت أستخدم ويندوز لم أكن أثق بالكثير من المواقع التي توفر البرامج بل كنت أقوم بإنزالها من مواقعها الأصلية، بالطبع مع لينكس اختفت هذه المشكلة لأن لينكس يوفر طريقة آمنة لتنزيل البرامج وتركيبها.

لماذا عليك ألا تثق بمواقع تنزيل البرامج؟ لأن الملفات التي يضعونها قد تكون مصابة بالفايروس أو ببرامج خبيثة، بالطبع أصحاب الموقع قد لا يدركون ذلك لأنهم فقط يجمعون البرامج، لكن عليك أن تكون حذراً وتفحص الملفات التي تقوم بإنزالها لكي تتأكد من خلوها من الفايروس أو أرح نفسك واستخدم لينكس أو ماك.

معظم البرامج تأتي مع وثائق مثل readme أو about أو بأسماء أخرى، من الضروري أن تقرأها أولاً إن كنت لا تعرف ما هو هذا البرنامج، في الغالب هذه الوثائق تضع شرحاً بسيطاً لوظيفة البرنامج وتقدم روابط وتنبيهات حول تثبيت واستخدام البرنامج.

إبحث في موقع البرنامج نفسه عن كل ما يوفره لكي تتعلم البرنامج وتعالج مشاكله وتتقن استخدامه، إبحث عن روابط مثل resources أو How To أو Help أو documentation، إجمع هذه المصادر واقرأها وستجد فيها الكثير، في الغالب ستجد فيها طرقاً أكثر فعالية لاستخدام البرامج وأشياء صغيرة لم تكن تعرفها من قبل، حيل صغيرة تجعل استخدام البرامج أكثر متعة وسهولة.

إذا لم تجد ما يكفيك في هذه المصادر فيمكنك أن تعتمد على الآخرين، الكثير من مشاريع البرامج توفر مجتمعاً إلكترونياً يمكن أن يقدم المساعدة، أعني بالمجتمع هنا المنتديات أو خدمة الدردشة IRC أو القوائم البريدية، في الغالب ستجد أن مشكلتك قد كتب عنها أحد الأعضاء في المنتدى لذلك إبحث أولاً وإن لم تجد فاطرح الموضوع، أما خدمة الدردشة IRC فهي ليست فورية، أعني بذلك أن عليك أن تطرح سؤالك ولا تتوقع الإجابة فوراً بل ربما بعد دقائق أو ساعات، أقول هذا لأنني شخصياً كنت أظن أن الدردشة هذه فورية، لكن تبين لي أن الكثير من الناس يدخلون إلى هذه الغرف ولا يتابعونها، بل يعودون لها ويقرأون كل ما فاتهم ليجيبوا عن الأسئلة.

المنتديات العربية مصدر جيد للدعم الفني، يعتمد ذلك على مدى فائدة وجدية المنتدى، فمثلاً منتدى مثل سوالف سوفت ستجد فيه الكثير من المواضيع حول تطوير المواقع والحاسوب بشكل عام، لذلك إبحث بين المواضيع وتواصل مع الأعضاء هناك، بالتأكيد هناك منتديات عربية أخرى مفيدة، لكنني لا أعرف شيئاً منها.

بالطبع البحث في محركات البحث سيساعدك على إيجاد بعض المواقع التي تعالج مشكلتك أو تقدم مساعدة، من المهم هنا أن تبحث بكلمات لها علاقة بمشكلتك، فمثلاً تصور أنك تستخدم Ubuntu نظام التشغيل وواجهتك مشكلة في تشغيل ملفات MP3، عليك أن تبحث بهذه الكلمات: ubuntu mp3 وربما عليك أن تضيف run أو play وغالباً ستجد في النتائج الأولى لبحثك صفحات لها علاقة وثيقة بما تريد.

لكن أنا على عجل!

بالطبع هناك حالات يكون الإنسان فيها بحاجة ماسة إلى المساعدة وبسرعة، في هذه الحالة راسل من تعرف لكي تحصل على إجابة مباشرة، وتجنب مثل هذه الحالات في المستقبل، إن كنت تعرف أنك ستحتاج إلى استخدام أداة ما في الأيام القادمة فعليك أن تتعلم استخدامها قبل مدة كافية.

عليك أن تفعل ذلك لأنك قد تراسل أناساً وتطلب منهم إجابة عاجلة لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك لأي ظرف، هناك رسائل تصلني يضع فيها البعض جملاً مثل:

  • أرجوك رد علي ولا تتجاهلني.
  • رد علي بسرعة.
  • أرجو الرد عاجلاً.
  • لا تبخل علي.

مثل هذه العبارات لا تدفعني شخصياً للرد بل على العكس تماماً تجعلني أفكر جدياً في حذف الرسالة، تذكر عن مراسلتك لأي شخص أن ما هو مهم وضروري بالنسبة لك ليس مهماً له، فكل شخص لديه أولويات مختلفة، عليك أن تتذكر ذلك وتضع احتمال أن الذي تراسله قد لا يستطيع الرد عليك أو لا يرغب في الرد بسرعة.

نقطة أخيرة هنا، إذا تعلمت شيئاً، أي شيء، فقم بتعليم الآخرين، هذا سيوفر مصادر كثيرة بالعربية لمن يبحث عن أي مساعدة حول أي برنامج.

الأحد، 20 مايو 2007

البحث عن الغباء

تحذير: هذا الموضوع مجرد شكوى لا فائدة منها.

لأنني لا أملك رخصة قيادة سيارة حتى الآن يعتبرني البعض نصف رجل أو حتى لست برجل أبداً لأن مقياس الرجولة لديهم يتضمن أشياء كثيرة لا علاقة لها بالرجولة ومنها رخصة قيادة السيارة، وأظن أن علي الآن السعي لكي أحصل على الرخصة لأنني سأمت الذهاب إلى مؤسسات حكومية وخاصة وأنا أحمل جواز سفري أو أعود بدون إنجاز العمل لأنني نسيت الجواز.

لا أستطيع حتى الآن فهم الغباء الذي تصر عليه الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة عندما تطلب ما يثبت هويتي، لدي بطاقة صحية عليها صورتي واسمي باللغتين العربية والإنجليزية وعليها تاريخ انتهاء وهي بطاقة رسمية حكومية يمكنها أن تثبت أن الإنسان الذي يتعامل مع المؤسسة هو نفسه الذي يجدون اسمه في البطاقة، مع ذلك الكل يرفض هذه البطاقة، الكل يعتبرها غير كافية لإثبات هويتي، ولكي أثبت هويتي علي أن آتي برخصة القيادة التي لا أمتلكها أو الجواز، وعندما أخبرهم أنني لا أقود سيارة أرى نظرات غريبة في أعينهم، نظرات مستنكرة ... كأنهم لا يصدقون أو كأنهم يقولون: "ظننتك رجلاً!"

لا ألوم الموظف فهو يطبق الأنظمة التي فرضت عليه وقلة نادرة من هؤلاء الموظفين يتجرأون على كسر القواعد والقوانين الغبية، لكن ألوم من وضع هذه القواعد، أجزم أن بعضهم وضعها دون تفكير لمجرد أن المؤسسات الأخرى تقوم بنفس العمل، بمعنى آخر هناك تناسخ للحماقات بين المؤسسات.

هناك كتاب أجنبي اسمه In Search of Stupidity، أتمنى أن أقوم بتأليف كتاب بنفس الاسم "البحث عن الغباء" لكي أضع فيه كل الحماقات التي نراها في مؤسساتنا، أو ربما موقع يلاحق كل أنواع الغباء في مؤسساتنا ... فقط لكي نضحك على ما يبكي وشر البلية ما يضحك.

الموضوع القادم: الدعم الفني للبرامج.

الأربعاء، 16 مايو 2007

ابتكار الأفكار وتقييمها

طبيعة مجتمعاتنا وأنظمة التعليم لدينا تجعل أفراد المجتمع نسخاً متطابقة، تجعلهم يحبون التقليد ويكرهون المبتكر، يكرهون الاختلاف، فلو حاول أي شخص أن يفعل شيئاً مختلفاً لم يعتد عليه المجتمع سيجد من يقف ضده وضد اختلافه وربما يجد من يحاول إجباره العودة عن تفكيره "العبيط" وقد تصل الأمور إلى مستوى أخطر بكثير من مجرد النقاش، قد تصل إلى اللكمات والصفعات والشتائم وفي بعض الأحيان المسدسات والسكاكين!

أحب كلمة "عبيط" هذه ولا تسألونني عن السبب! عن ماذا كنت أتحدث؟ ... نعم! التغيير في مجتمعاتنا صعب، ولكي تسير في هذه الحياة عليك أن تصبح مثل الجميع، تلبس نفس الثياب، تفعل نفسي الأشياء، وتفكر بنفس الأفكار، إحذر أن تكون مختلفاً ... هذا شعار نردده كثيراً بأفعالنا.

حتى عندما يريد البعض أن يطبق شرع الله كما هو بدون تدخل عاداتنا القبيحة سيجد معارضة واستنكاراً من المجتمع، فمثلاً يأتي شاب لعائلة ما يطلب يد ابنتهم، يقوم الأب بعمله ويعرف أخلاق الشاب ولنفترض أنه إنسان صالح في وظيفة جيدة أو يملك عملاً تجارياً مربحاً، بعد ذلك لا يجد الأب مشكلة في أن يجلس هذا الشاب مع ابنته للحديث قبل الزواج لكي يستطيع الشاب والفتاة تقرير ما إذا كان الشخص الآخر مناسباً له، هذا اللقاء "الحلال" الذي أقره شرعنا يجده البعض عيباً كبيراً ويحاربه لمجرد أن "عاداتنا وتقاليدنا" لا تفعل ذلك.

الأمثلة كثيرة لكن الزواج وما يحيط به هو أبرز مثال، وفي مجال العمل أيضاً أمثلة كثيرة، مدراء يقولون لا لأي شيء جديد، لا للتطوير ما لم يحمل هذا التطوير أسمائهم، لا للتغيير الذي قد يعرض مناصبهم للخطر، لا لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب لأنه قد يشكل خطراً عليهم، لا لأي شيء خارج عن المألوف.

إن كنا نريد التطور والتقدم فلا بد من الابتكار والتجديد والسير كل يوم خطوة للأمام، هذا ما تفعله الشركات في اليابان وغيرها، حيث أن التطوير لا يأتي فجأة من فكرة خارقة بل يأتي على شكل أفكار صغيرة بسيطة يمكن تنفيذها.

الابتكار هو مبدأ بسيط يقوم على تقبل التغيير والتطوير وعدم معارضته ما لم يكن في التغيير أمر يرفضه شرعنا، أعني بذلك أن الابتكار هو حالة فكرية تجعل صاحبها يقول لكل شيء جديد: لم لا؟ لنجرب ولنرى النتيجة، ولا تجعله يرفض أي جديد لمجرد أنه لا يعرفه أو لم يجربه من قبل.

لماذا أتحدث عن ابتكار الأفكار؟ وما علاقته بالبحث عن المعلومات؟ لهما علاقة وثيقة، من ناحية تصلني رسائل تطلب مني تقييم أو تقديم أفكار مشاريع تجارية أو أبحاث جامعية ومن ناحية أخرى البحث عن المعلومات خطوة مهمة للابتكار.

في البداية عليك أن تلغي هذا الشعور الذي يمنعك من الابتكار، عندما أطلب من بعض الناس أفكاراً حمقاء مجنونة وسخيفة أرى منهم تردداً وخوفاً، لماذا؟ ما المشكلة لو قلت أنني أستخدم الأقلام لتناول الطعام بدلاً من الملاعق؟! نعم فكرة مجنونة لكن ما المشكلة فيها؟ لا أطلب منك أن تطبقها في حياتك، لكن فقط تخلص من هذا الخوف والخجل الذي يمنعك من أن تفكر كالأطفال حيث لا توجد أي حدود لخيالك وحيث كل الأفكار معقولة.

الابتكار لا يختلف كثيراً عن لعب الأطفال حيث تجدهم يبتكرون ألعاباً جديدة أو يضيفون أفكاراً جديدة لألعاب قديمة، لكي تبتكر عليك أن تلعب وتمرح وتستمع بالأفكار الغريبة، ما المانع من قيامك بعمل تدريب بسيط كل يوم، ابتكر مئة طريقة لاستخدام شيء ما كالأقلام أو إطارات السيارات أو الأبواب، لا داعي لأن تكتب شيئاً فقط تخيل كل شيء في عقلك، تخيل أنك تصنع من أحد أبواب أجنحة تركبها على ظهرك وتقفز من فوق بناية عالية لتهوي سريعاً نحو الأرض وتودع الحياة فوراً ... لا لا! ألغي هذه الفكرة! تقفز من البناية لتهوي سريعاً، وكما في الأفلام الأمريكية - أو الهندية إن كنت تفضلها - وفي آخر لحظة تحلق عالياً!

تخيل أنك وضعت أربع قوائم مصنوعة من الإسمنت ووضعت عليها الباب، لديك طاولة! إقسم الباب نصفين وضع أحدهما أمامك والآخر خلفك، لديك لوحة إعلانية متحركة، يمكن للباب أن يصبح سريراً أو سيارة أو طائرة - ربما البساط الطائر فكرة أفضل هنا - أو أي شيء، ابتكر فقط ودع هذه الأفكار في عقلك، لا داعي لأن تخبر الناس بها إن كنت تظن أنك ستلقى ردة فعل سلبية.

هل وصلت الفكرة؟ أعني فكرة التخلص من الخوف والخجل؟ أظن ذلك فلا حاجة للمزيد من الأمثلة هنا، دعونا نعود للواقع، هناك الكثير من المجالات التي يمكن أن نستفيد فيها من الأفكار المبتكرة، منها:

  • كتابة البحوث أو عمل مشروع للجامعة.
  • إنشاء مشاريع تجارية.
  • تطوير العمل أو بيئة العمل.
  • إنشاء المواقع.

ذكرت هذه مجالات الأربع لأن أغلب الرسائل التي تصلني تتحدث عنها.

إذا كنت تريد عمل مشروع للجامعة أو مشروع تجاري ويهمك أن تكون فكرة مشروعك مبتكرة فعليك البحث أولاً عما هو موجود، إذا كنت تريد إنشاء مشروع جامعي لبرنامج مبتكر فعليك أن تبحث عن الذي أنجز من قبل، أو أن تبحث عن مشكلة لم يعالجها أحد من قبل على الأقل في العالم العربي أو في دولتك، كيف تبحث؟ هذا ما تحدثت عنه في موضوع سابق.

إسأل الناس، زملائك وأساتذة الجامعة أو أصحاب المشاريع التجارية، إبحث في المكتبات وابحث في الشبكة، هذا البحث في حد ذاته سيعطيك الكثير من الأفكار، ستعرف ما هو موجود وما ينقص المجتمع وبالتالي تستطيع أن تفعل شيئاً جديداً، وكنتائج جانبية قد تحصل على أفكار رائعة لأشياء أخرى لم تخطر على بالك من قبل، احتفظ بها ولا تترك أفكارك تتعفن!

إذا وصلت إلى هذه المرحلة فلن تحتاج مني إلى أي فلسفة حول الإبداع، قم بعمل ما لم ينجز من قبل فهذا أكثر من كافي لكي يكون العمل مبتكراً.

تقييم الأفكار

هناك مشكلة تتعلق بالأفكار التي نتوصل لها، فنحن متعلقون بها لدرجة تجعلنا لا نرى مدى فائدة الفكرة أو إمكانية تنفيذها أم لا، فمثلاً أجد بعض الشباب متحمس لإنشاء محل هواتف نقالة لا مثيل له، وفي الحقيقة هذا المجال مشبع بالمحلات ومن الصعب التنافس فيه وللدخول فيه عليك بفكرة مبتكرة فعلاً لم يسبقك لها أحد.

مثال آخر، لعل بعضكم يذكر فكرة موقع تبادل كتب والتي تمنيت من كل قلبي أن تنفذ، وقد نفذت والحمدلله في موقع سمى نفسه موقع تبديل وبيع الكتب المستعملة، تسمية بسيطة لموقع مفيد، سأبدأ في استخدامه قريباً.

المهم أن هناك رسالة وصلتني حول هذه الفكرة أراد صاحبها تطبيقها في موقع وقد أخبرته أنها نفذت بالفعل فعدل عنها، وهذا الصحيح لأنه لا فائدة من تكرار نفس الأفكار مع توقع نتائج مختلفة إلا في حال قمنا بتطوير الأفكار لتصبح أكثر فعالية وفائدة.

لكي تقيم الفكرة عليك أن تسأل:

  • هل هي مكررة؟
  • هل هي مميزة؟ إن كانت الإجابة بنعم فكيف هي مميزة؟
  • هل يمكن تطبيقها؟ لا فائدة من الفكرة إن كانت غير معقولة.
  • هل أريد أنا أن أنفذها؟ في بعض الأحيان تكون لديك أفكار رائعة لكنك لا تريد تنفيذها لأي سبب، شارك الآخرين بها.

ربما عليك أيضاً أن تسأل الناس لكن احذر هنا من المثبطين، إسأل شخصاً تثق بحكمه وتثق أنه لن يثبط همتك لمجرد أن فكرتك جديدة مبتكرة.

هل هذا كل شيء؟

لا، لأن هذا الموضوع واسع كبير ولو حاولت كتابة المزيد لأصبح هذا الموضوع كتيب مصغر، إبحث عن الابتكار والإبداع في الشبكة وستجد المزيد من المواضيع.

ما رأيك أن تلعب قليلاً في الرد على هذا الموضوع؟ ابتكر عشرة أفكار لأي شيء، لتكن الأفكار سخيفة ومضحكة فنحن بحاجة إلى نضحك قليلاً، لا تخشى من شيء ولا تخجل وشاركنا.

الخميس، 10 مايو 2007

كيف تبحث عن المعلومة في الشبكة؟

عقولنا تربط بين المعلومات وتنسج علاقات بينها وبين أشياء أخرى، قد ترى شخصاً ما في مركز تجاري يحاول أن يسكت طفله الذي ضغط على كل أزرار البكاء والإزعاج ولم يعد أحد يستطيع إسكاته فتتذكر لقطة مضحكة من فيلم أو مقطعاً قرأته في رواية أو ربما تتذكر لحظات الطفولة حينما كنت مزعجاً ومشاغباً.

قد تشم رائحة طعام فتتذكر مطعماً في دولة أخرى، أو تسمع أغنية فتذكرك بفترة من حياتك، أو تقرأ عن التعليم فتتذكر كل المنغصات التي مررت بها في مراحل التعليم وتبدأ في تخيل نفسك حاكماً متجبراً وتتفنن في أساليب تعذيب من حولوا حياتك إلى جحيم لا يطاق في مرحلة الطفولة والمراهقة!

عقولنا تربط بين أشياء قد لا يكون لها علاقة ببعضها البعض، عقولنا تقفز من فكرة إلى أخرى وكل فكرة تجر أختها فهناك رابط بينهما، من المهم أن تفهم هذا لكي تحصل على نتائج جيدة عند البحث في الشبكة، فمثلاً أجد نفسي في بعض الأحيان أبحث عن شيء لا أتذكره لكن أتذكر أشياء لها علاقة به، فأبحث مثلاً عن كتاب لا أتذكر عنوانه بالبحث عن المؤلف أو بمحاولة العودة إلى المواقع التي تحدثت عن هذا الكتاب، أو بزيارة موقع متخصص في الكتب لأبحث عن كتب تشبه الكتاب الذي أبحث عنه وعن طريقها قد أجد ما أريد.

مخطئ من يظن أن البحث هو أن تكتب كلمة أو كلمتين ثم تجد النتيجة مباشرة، لم نصل بعد إلى هذا المستوى من الدقة، يمكن أن أقول بأن البحث هو في معظمه جهد ذاتي عليك أن تبذله في فهم النتائج واختيار ما يفيدك منها، هذا ينطبق حتى على الروابط التي قد تخصل عليها من شخص آخر ساعدك في البحث.

ومهارة البحث تكتسب مع مرور الزمن فلا تظن أنك بمجرد أن تقرأ هذا الموضوع أو مواضيع أخرى ستصبح باحثاً لا يشق له غبار، لأنك بحاجة إلى أن تجرب عملياً وتعرف كيف تزيد من دقة بحثك.

إن كنت تبحث عن مصادر مؤكدة للمعلومات، مصادر يمكنك أن تعتمد عليها لكتابة بحث أو تقرير فعليك قبل أن تبحث في الشبكة أن تزور مكتبة ما، ربما مكتبة الجامعة أو مكتبة عامة، لأن الشبكة في بعض الأحيان ليست مصدراً جيداً يعتمد عليه، فإن كنت تبحث عن معلومات طبية مثلاً فعليك بكتب الطب، إن كنت تبحث عن خبر دواء جديد يعالج مرض الأيدز فهنا يمكنك أن تعتمد على الشبكة بأن تضع مصدر الخبر وليكن المصدر من موقع موثوق مثل موقع صحيفة أو شبكة إعلامية وابتعد عن المدونات هنا إلا إذا كانت المدونة للباحث الذي اكتشف الدواء.

حسناً ... لننظم أفكارنا قليلاً، في البداية عليك أن تعتمد على قواميس، على الأقل قاموس عربي-إنجليزي وقاموس آخر إنجليزي-عربي، شخصياً أملك قواميس المورد من دار العلم للملايين اشتريتها قبل عشر سنوات ولا زلت اعتمد عليها حتى اليوم، هذه القواميس ستكون مهمة جداً لمن لا زال يجد صعوبة في التعامل مع اللغة الإنجليزية، إذا أردت البحث عن شيء ولا تعرف كيف تكتب الكلمات المعبرة عنه فابحث عنها في القاموس، نعم عملية متعبة ومملة في الكثير من الأحيان لكنها نافعة.

هناك قواميس إلكترونية:

ثم تذكر أن العقل يربط بين الأشياء فاربط أنت بين الكلمات، تصور أنك تريد البحث عن مفهوم الإبداع، ستجد أن ما يقابله في الإنجليزية هو creative، لكن هناك كلمات أخرى في الإنجليزية تعبر عن نفس المعنى مثل innovative وimaginative وartful فاستخدم كل هذه الكلمات عند البحث، جرب كل كلمة على حدة، وجرب أن تبحث بكلمتان، النتائج ستختلف في كل مرة.

عليك أن تطلع على النتائج، هناك آلاف الصفحات أمامك، عليك أن تقرأ العشرات منها قراءة سريعة لتعرف إن كانت هذه الصفحة أو تلك مفيدة لك، ويمكنك أن تختصر الطريق بالاعتماد على بعض المواقع الرئيسية التي ستوفر عليك الوقت والجهد، لكنني لن أضع شيئاً منها هنا لأنني سأتحدث عنها في موقع منفصل.

لنتصور أنك حصلت على النتائج التي تريد، هل يمكنك أن تعتمد على هذه النتائج؟ الأمر يختلف بحسب هدفك، شخصياً أقرأ كل شيء يمر علي لكي أصل إلى خلاصة مفيدة، لكن لو كنت أكتب بحثاً أو تقريراً فعلي أن أختار فقط الصفحات أو النتائج التي يعتمد عليها من مصادر يعتمد عليها:

  • الأخبار من مصادرها أو من وسائل الإعلام المعروفة.
  • بيانات صحفية من المؤسسات الدولية والحكومية والشركات.
  • الإحصائيات من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني حول العالم.
  • المعلومات من مصادر يوثق بها مثل الموسوعات أو الكتب.

أخيراً

أتعرف أن هذا الموضوع هو أصعب موضوع كتبت عنه؟ تسألني لماذا؟ لأنني أصف شيئاً لا أستطيع فهمه فالكثير منا يقومون بأشياء وبإتقان كبير لكنهم لا يستطيعون شرح كيفية قيامهم به، هم فقط يفعلونها ويكتسبون خبرة بارتكاب الكثير من الأخطاء وتصحيحها.

البحث يشبه الرسم من ناحية أن الفنان يرسم بشكل رائع لكنه يفعل ذلك بشكل تلقائي ويرسم لوحات جميلة، لو حاولت تقليده فلن تصل إلى مستواه إلا بعد أن تحفر في الصخر، ولو سألته "كيف تفعل ذلك؟" فلن تجد منه إجابة مفيدة.

لذلك عليك أن تبحث وتطور نفسك بنفسك ولنلخص الموضوع:

  • قم بشراء قاموس عربي-إنجليزي أو استخدم القواميس الإلكترونية.
  • إبحث بكلمات مترابطة تعطيك نفس المعاني.
  • إقرأ النتائج واختر منها ما يناسبك بحسب احتياجاتك، للبحوث والتقارير عليك أن تعتمد على مصادر موثوقة للأخبار والمعلومات.
  • إبحث عن أشياء لها علاقة غير مباشرة بالذي تريد أن تعرفه.

يتبع: ابتكار الأفكار وتقييمها.

الأحد، 6 مايو 2007

قصة دار نشر

إذا أردت إنشاء دار نشر في الإمارات (أبوظبي) فعليك فعل التالي:

  • الحصول على رخصة تجارية، ولكي تفعل ذلك عليك أن تحصل على رخصة إعلامية أولاً من وزارة الإعلام التي ألغيت لكنها عملياً لا زالت موجودة.
  • إذا حصلت على رخصة إعلامية أكمل إجراءات الرخصة التجارية ومن بينها استئجار مكتب أو محل، بالطبع يمكنك أن تلتزم بالقانون وتفعل ذلك أو يمكنك أن تتلاعب بالقانون وتدعي أنك استأجرت محلاً وأنت في الحقيقة لم تفعل وكل ما لديك هو عقد إيجار غير حقيقي، بالطبع بعض الناس لا يحبون هذا التلاعب وهؤلاء وحدهم هم الذين يأكلون الهم والتعب وخسارة الأموال بسبب قوانين غير مرنة ولا عملية.
  • تصور أنك قمت بإنشاء هذه الدار وبدأت عملك، لكي تنشر أي كتاب على مؤلف الكتاب الحصول على الحماية الفكرية من وزارة الاقتصاد التي تطلب منك ثلاث نسخ من الكتاب مع إثبات هوية، هذا إن كنت أنت مؤلف الكتاب، إن لم تكن فعلى المؤلف أن يفعل ذلك بنفسه وإذا أردت أن يكون تحصل دار النشر على الحقوق الفكرية للكتاب فعليك أن تحصل على تفويض من المؤلف وهذا التفويض تأتي به من المحكمة، وأتمنى لك يوماً سعيداً بين أروقة مؤسساتنا الحكومية.
  • لنتصور أنك حصلت على شهادة الملكية الفكرية للكتاب، توجه الآن نحو وزارة الإعلام لكي تحصل على ترخيص بطباعة الكتاب فالكتاب يجب أن يراقب أولاً، لا فرق إن كان كتاب أطفال أو كتاباً تربوياً أو كتاب طبخ، كل الكتب تراقب لأنها قد تحوي أشياء خطيرة يبحث عنها المراقب، ولا شيء أخطر على أي مجتمع من بعض الأفكار.
  • أبارك لك إنجازك هذا! لقد سمحت لك وزارة الإعلام أن تطبع كتابك، إبحث الآن عن مطبعة، لا تتصل بهم فهذا مضيعة للوقت إلا إذا كنت ستطلب منهم مواصفات الكتاب التي يريدونها منك، لكن من الأفضل أن تزور المطابع لأنك بحاجة إلى اختيار نوع الورق واختيار تفاصيل كثيرة مختلفة، وأنصحك بأن تزور عشرات المطابع وتطلب منهم نماذج لأعمال أنجزوها من قبل لكي تتأكد من جودة أعمالهم.
  • طبعت الكتاب؟ هذا إنجاز آخر، لكن القصة لم تنتهي بعد، فأمامك التوزيع وبيع الكتب والاتفاق مع موزع أو مكتبة، هؤلاء يأخذون نصيبهم من سعر الكتاب، وإذا أردت نشر الكتاب في دول أخرى فاستعد لإجراءات الرقابة أيضاً.
  • لنتصور أنك اجتزت كل هذه الخطوات ونجحت بحمد الله في نشر الكتاب وتوزيعه، مبيعات كتابك لن تتجاوز المئات وإن كنت محظوظاً ربما تصل إلى ألف أو ألفين، أنت بحاجة إلى بذلك 300% من جهدك لكي تصل مبيعات الكتاب إلى عشرة آلاف أو أكثر، وبحاجة إلى كتاب مميز بالفعل لكي تصل المبيعات إلى مليون نسخة كما حدث مع كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني.

بعد كل هذه الخطوات والتعب، عد إلى منزلك قم بنشر الكتاب إلكترونياً واطلب من الناس نشره وتوزيعه كما يشؤون وبدون أي تكلفة، ستكسب أجراً وستصلك رسائل شكر وتقدير تسعدك، أنت الآن ساهمت بالفعل في نشر الثقافة والمعرفة وبسرعة كبيرة مقارنة مع كل ما يحتاجه الكتاب الورقي، وقبل أن تنام فكر قليلاً في الهراء الذي يقال عن دعم الثقافة واضحك بصوت عالي، وإن كنت متزوجاً فأخبر زوجك بهذه النكتة، إفعل ذلك لكي تكون نهاية القصة: "ثم عاش سعيداً إلى الأبد".

الموضوع التالي: كيف تبحث في الشبكة عن المعلومات؟

عفواً لا أستطيع مساعدتك

تصلني أسئلة على بريدي الإلكتروني وأعتذر عن إجابة الكثير منها لأنني لا أعرف شيئاً عن الذي أسأل عنه، في بعض الأحيان تكون الأسئلة عن أشياء لا علاقة لي بها من قريب أو بعيد، أو يسألني شخص ما عن أي شيء في الحاسوب لظنه أنني أعرف كل شيء في هذا الجانب.

في بعض الأحيان أجيب على الطلبات والأسئلة بعد أن أبحث في المصادر التي أعتمد عليها لكنني لا أستطيع أن أفعل ذلك لكل شخص، ولا أستطيع أن أفعل ذلك طوال الوقت، ستأتي لحظة ما أقرر فيها عدم الرد على كل هذه الرسائل والأسئلة، لأنني جزيئاً أظن أن بعض من يرسل هذه الرسائل لم يتعب نفسه في البحث أولاً، ثم أظن أنني لا أفعل خيراً بأن أقدم الإجابة مباشرة للإنسان، عليه أن يتعلم البحث عن المصادر والإجابات لكي يعتمد على نفسه دائماً ولا يلجأ للآخرين إلا عندما يصل إلى طريق مسدود.

ربما يقول البعض بأنني إن قدمت إجابة وساعدت السائل فأنا أقدم خيراً وأكسب أجراً وهذا صحيح، لكن إلى أي مدى أستطيع أن أفعل ذلك؟ تصور أنك خبير في السيارات وتعرف أعطالها وكيفية إصلاحها، يطلب منك أصدقائك المشورة أو إصلاح الأعطال في سياراتهم وأنت تفعل لهم ما يريدون عن طيب خاطر، لكن هل تستطيع أن تفعل ذلك طوال اليوم وكل يوم بدون أن تحصل على شيء في المقابل؟ بالتأكيد لا إلا إذا كنت من الاغنياء الذين يملكون ثروة تكفيهم لسنوات عديدة، ويومك أطول بستة ساعات وأنت من الذين لا يحتاجون إلى النوم أبداً، بمعنى آخر آلة في جسم إنسان تعمل بدون توقف!

في الأيام القادمة سأتحدث عن:

  • كيف تبحث في الشبكة عن مصادر المعلومات؟
  • ابتكار الأفكار وتقييمها.
  • كيف تحصل على دعم فني للبرامج والمواقع التي تستخدمها؟
  • أهم الكتب والمصادر التي أنصح بها.
  • وربما مواضيع أخرى، فهل لديك مقترح؟

أريد لهذه المواضيع أن تصبح نقطة انطلاق للكثير منا لكي نتعلم سوياً كيف نعتمد على أنفسنا وكيف نحصل على ما نريد قبل أن نلجأ للآخرين، هذه المهارات من الضروري أن يتعلمها كل شخص.

الجمعة، 4 مايو 2007

ما هي لغة جافاسكربت؟

في عالم الحاسوب هناك الكثير من التقنيات التي لا نفهمها جيداً لأسباب مختلفة، فهناك مثلاً من يرى أن لغة HTML هي لغة برمجة وهي ليست كذلك، أو يظن أن لينكس هو نظام تشغيل لكنه في الحقيقة نواة لنظام تشغيل، ولا ألوم عامة الناس على مثل هذا الخلط بين الأشياء، تاريخ التقنيات وتطورها يجعل فهمها أكثر صعوبة ما لم يحاول شرحها شخص ما بلغة سهلة بسيطة.

في هذا الموضوع سأتحدث عن جافاسكربت، فقد شاهدت محاضرة عن جافاسكربت وضحت لي بعض النقاط التي لم أكن أفهمها سابقاً، المحاضر هو دوغلاس كروكفورد والذي كتب مقالة في موقعه عن لغة جافاسكربت وقال بأنها أكثر لغة يساء فهمها في العالم، ودوغلاس هو خبير جافاسكربت في شركة ياهو.

تاريخ جافاسكربت مربك بعض الشيء، الاسم نفسه يوحي بأن هذه اللغة لها علاقة بلغة جافا وهذا ليس صحيحاً وكلمة "سكربت" توحي بأنها ليست لغة برمجة حقيقية بل شيء أقل من ذلك وهذا أيضاً ليس بصحيح.

لكي نزيل سوء الفهم علينا أن نعرف بعض النقاط السريعة حول هذه اللغة.

  • جافاسكربت كان اسمها في البداية LiveScript.
  • اللغة طورت في شركة نيتسكيب لكي تكون لغة برمجة صفحات المواقع.
  • اللغة اكتسبت سمعة سيئة بسبب التطبيق السيء لها، لكن تحسن مستوى اللغة ولا زالت سمعتها تعاني من تاريخها.
  • يقول دوغلاس بأن كل الكتب التي تتحدث عن جافاسكربت سيئة ولا تصلح لمن يريد تعلم اللغة لأنها تحوي أخطاء كثيرة، ونصح بكتاب واحد هو JavaScript: The Definitive Guide
  • حاولت شركة صن مايكروسيستيمز التعاون مع نيتكسيب لكي تجعل لغة جافا هي لغة البرمجة المستخدمة في نيتسكيب، لكن لم ينجح الاتفاق بينهما، وغير اسم LiveScript إلى جافاسكربت لأسباب لا يعرفها دوغلاس.
  • مايكروسوفت قامت بإنشاء محرك خاص للغة جافاسكربت سمته Jscript وهو الذي يستخدم في نظام ويندوز ومتصفح إكسبلورر، الكثير من الناس يظنون أن Jscript لغة تختلف عن جافاسكربت لكنهما في الحقيقة متشابهتان لكن بأسماء مختلفة.
  • حاولت نيتكسيب تحويل جافاسكربت إلى مواصفات قياسية لكي لا تقوم مايكروسوفت بالسيطرة على اللغة والتحكم في سوق المتصفحات، وأصبح لدينا مواصفات قياسية لهذه اللغة تسمى ECMAScript.
  • جافاسكربت لا تستخدم في المتصفحات فقط لكن في العديد من البرامج والمزودات.

علي أن أوضح نقطة مهمة هنا حول لغات البرمجة، لغة البرمجة في البداية تصمم على الورق، فالمهندس أو مصمم اللغة يضع مواصفات لها ثم يقوم بتطبيقها، هذه المواصفات قد يأخذها شخص آخر ويطبقها لكن مع تعديل بعض الخصائص أو إضافة المزيد منها، فيمكن أن يكون لأي لغة مواصفات موحدة بتطبيقات متعددة.

بعد أن يوضح دوغلاس بعض اللبس في تاريخ جافاسكربت يبدأ في شرح التفاصيل التقنية لهذه اللغة، ولا أظن أنني قادر على شرح هذه التفاصيل بشكل صحيح لأنني حقيقة لا أفهم الكثير منها، لذلك أنصح من لديه اهتمام باللغة أن يشاهد المحاضرة وهي بالمناسبة مقسمة إلى أربعة أجزاء:

الثلاثاء، 1 مايو 2007

كتاب: Writing for the Web

إذا داومت على شراء الكتب وكدستها في غرفتك ستصل إلى مرحلة تدرك فيها أن عليك قراءة الكتب والتخلص من بعضها أو معظمها قبل أن تفكر مرة أخرى في شراء كتب جديدة، لأن الكتب تأخذ حيزاً من الغرفة وتحتاج إلى تنظيف وعناية، على عكس الكتب الإلكترونية التي تستطيع أن تكدس ما تشاء منها في حاسوبك والعائق الوحيد هو حجم القرص الصلب، لكن يمكنك أن تضع أقراصاً صلبة داخل الحاسوب وخارجه وتضع فيها مئات أو آلاف الكتب، أليس هذا ما يفعله البعض؟

تكديس الكتب الإلكترونية لا يختلف كثيراً عن تكديس الكتب الورقية، كلاهما بلا فائدة إن لم نقرأ الكتب، وهذا ما قررت فعله مع الكتب الإلكترونية التي وضعتها في جهازي، تصوروا أنني كنت أحتفظ بنسخة احتياطية من هذه الكتب وأنقلها من حاسوب إلى حاسوب وفي كل عام يزداد عددها دون أن أقرأها، فهي الآن تضيع وقتي وجهدي دون فائدة.

فمثلاً قرأت اليوم كتيباً صغيراً من ستة صفحات اسمه Writing for the Web أو الكتابة لشبكة الويب، هذا الكتاب قمت بحفظه لدي في عام 2004 واليوم فقط قرأته، وهو موجه لمن يريد إنشاء مدونة خاصة بمشروع تجاري ويمكن تلخيص الكتاب في ست نقاط وضعت في آخر صفحة:

  • اختر أسلوبك في الكتابة وواضب على استخدامه، بمعنى آخر كن أنت ولا تحاول تقليد الآخرين أو تكتب بلغة رسمية جافة.
  • حاول أن تفهم جمهور مدونتك قبل أن تبدأ، شخصياً أظن أن تجارب الناس مع مدونات المؤسسات تؤكد أن جمهور المدونة يتكون ويتغير مع الأيام ومن الصعب أن تفهم جمهورك قبل أن تبدأ لأنك ببساطة لا تعرفه، حتى لو قمت بتحديده فربما يأتيك الناس من حيث لا تتوقع.
  • إما أن تكتب مواضيع طويلة ذات جودة عالية وعدداً أقل من المواضيع أو أن تكتب مواضيع قصيرة ذات جودة منخفضة لكن بعدد أكبر.
  • إجعل المدونة سهلة القراءة.
  • الفكاهة تعطي المدونة شخصية وتجعل المؤسسة تبدو أكثر إنسانية.
  • الصراحة هي خير سياسة، لا يمكنك أن تخدع الناس.

الكتاب يتحدث عن أهمية دخول المؤسسات بشكل صحيح في عالم المدونات، لأن المدونة الشخصية يمكن أن تختفي أو يحذفها صاحبها أو يوقفها ولن تؤثر كثيراً عليه، بينما المؤسسة تتأثر صورتها كثيراً بما تفعله في المدونة.

فمثلاً شركة مازدا اليابانية قامت بإنشاء مدونة ووضعت فيها محتويات كتبت بلغة التسويق وإعلانات وأفلام فيديو احترافية قام بتصويرها قسم التسويق في الشركة، هذه المدونة سحبت خلال ساعات لأن تأثيرها كان سلبياً على الشركة، من المفترض أن تكون للمدونة شخصية عفوية تكتب من أجل الاتصال بالناس والتحاور معهم وليس من أجل التسويق للشركة بشكل مباشر.

كتاب إلكتروني حذف من القرص الصلب، بقي 49 كتاباً!