الخميس، 28 سبتمبر 2006

أبحث عن مواقع شخصية

صحيح موقعي في إجازة كما قلت، لكن لا بأس أن أطلب مساعدة بسيطة، أليس كذلك؟ أبحث عن مواقع شخصية عربية أو أجنبية، المهم أن تكون متميزة بمحتوياتها، لا يشترط أن تكون مطابقة للمعايير القياسية لكن يشترط أن تكون مطورة باستخدام لغة HTML، وبدون الاعتماد على أي برامج أو لغات برمجة، مواقع عادية لا تحوي إلا صفحات HTML فقط.

فهل تعرفون شيئاً من هذه المواقع؟ أتمنى أن تضعوا روابطها في ردودكم.

الأحد، 24 سبتمبر 2006

المدونة في إجازة … مرة أخرى!

أنا مضطر هذه المرة، كما تعلمون، لم يعد لدي حاسوب، واستخدام حواسيب الآخرين مزعج لي ولهم، والآن جاء شهر رمضان فلم يعد هناك متسع لكتابة أي شيء، إلا أن أكتب مواضيع سريعة وهذه لا أريد كتابتها.

سأعود بعد رمضان إن شاء الله.

الأحد، 17 سبتمبر 2006

حاسوب لكل طفل

الفجوة الرقمية مصطلح يعني الهوة أو المسافة التي تفصل بين الدول الغنية التي تملك حواسيب وشبكات اتصال رقمية والدول التي لا تملك مثل هذه الشبكات والحواسيب، هذا بكل بساطة اختصار لموضوع طويل يحتاج إلى قراءة ونقاش.

عندما نتحدث عن الفجوة الرقمية بين الدول الغنية والفقيرة فعلينا أن نتذكر أن اتساع هذه الفجوة يتفاوت بين دولة وأخرى، وحتى في الدولة الواحدة، هناك مناطق تعاني من الفجوة الرقمية أكثر من غيرها، هناك دول ومناطق ليس لديها بنية أساسية، فلا كهرباء أو ماء ولا شبكات اتصال، ومن البديهي أن هذه المناطق لا تحتاج إلى حواسيب في البداية، بل تحتاج إلى مستشفيات ومدارس ومصادر طاقة وماء نظيفين.

هناك مناطق أخرى لديها الأساسيات، وهي مستعدة الآن للبدء في التعامل مع الحواسيب والشبكات والتحول إلى العالم الرقمي، لكن ينقصها المال أو الخبرة، وهذه المناطق هي ما تهتم به منظمة OLPC، واسم هذه المنظمة يعني: "حاسوب محمول لكل طفل". وهي منظمة أمريكية لا ربحية أعلن عنها في يناير من عام 2005، يرأسها نيكولاس نيغروبونت عالم الحاسوب في معهد MIT، هدف المنظمة هو سد الفجوة الرقمية باستخدام حواسيب محمولة رخيصة في التعليم.

قامت هذه المنظمة بالإعلان عن حاسوبها المحمول الذي ستكون تكلفته 100 دولار، وهي لن تبيعها مباشرة على الناس بل على الحكومات التي بدورها ستقوم بتوزيعها، وقد اشترت بعض الحكومات مليون حاسوب من هذه الحواسيب المحمولة مثل حكومة تايلاند مع أن الجهاز لن ينتج إلا في عام 2007.

ظهرت نسخ عديدة من هذا الحاسوب، في البداية كان الحاسوب أخضر اللون، ولم يكن يعمل، ثم ظهر بتصاميم وأشكال مختلفة حتى وصل إلى تصميمه النهائي الذي يحمل اللون الأخضر والأبيض، وقد سمي بأسماء مختلفة حتى استقر الاسم على 2b1، وإذا قرأتها ستكون بهذا الشكل: To Be One.

سعر الحاسوب لن يكون 100 دولار في البداية بل 135 أو 140 دولاراً، وسينخفض إلى 100 دولار مع زيادة الإنتاج، أما مواصفاته فهي بسيطة، فالمعالج هو Geode من AMD بسرعة 400 ميغاهيرتز، الشاشة بمقياس 7.5 إنش ولها دقتان، الأولى 693 بكسل في 520 بكسل عندما تكون الشاشة ملونة، وعندما يحول المستخدم الشاشة إلى نظام الأبيض والأسود تصبح دقتها 1200 بكسل في 900 بكسل وهذا النظام يصلح لقراءة الكتب ولاستخدام الحاسوب تحت أشعة الشمس حيث لا يكون النظام الملون واضحاً، أما الذاكرة فهي بحجم 512 ميغابايت ولا يوجد قرص صلب في الجهاز، أما نظام التشغيل فهو لينكس مع إجراء العديد من التعديلات عليه لكي يتناسب مع هذا الحاسوب.

يمكنكم قراءة المزيد من التفاصيل في الروابط التي وضعتها في المقالة وكذلك في ويكي خاص بالمشروع.

هناك انتقادات كثيرة وجهت للمشروع، الكثير منها يتعلق بحاجة الدول الفقيرة إلى الطعام والمأوى أكثر من أي شيء آخر، لكن يمكن الرد على هذا الانتقاد بما قلناه في أول المقالة، بأن مستويات الفقر والفجوة الرقمية تتفاوت بين منطقة وأخرى هناك بالفعل مناطق بحاجة إلى بيوت وطعام وهناك مناطق لا تحتاج إلى ذلك بل تحتاج إلى مدارس وبنية أساسية، وهناك مناطق يمكنها أن تبدأ في استخدام الحواسيب وهذه هي التي يتجه لها مشروع الحاسوب النقال لكل طفل.

هناك انتقادات أخرى حول الدعم الفني والتدريب التقني ومدى فعالية الحاسوب في مناطق صعبة كالصحاري والغابات المطيرة، هناك مخاوف من أن يصبح الحاسوب هدفاً للعصابات لتبيعه في السوق السوداء بسعر أعلى، وكل هذه المخاوف وغيرها هي مشاكل حقيقية تحتاج إلى حل، والقائمون على المشروع لديهم ردود على مثل هذه الانتقادات، لكن بعضها غير مقنع.

على أي حال، المشروع بشكل عام إيجابي وله هدف جميل، قد يناسب المشروع بعض الدول ولن يناسب دولاً أخرى، وهذا أمر طبيعي، الدول الأخرى قد تتعاون مع منظمات مختلفة لإنشاء مراكز حاسوب بدلاً من توزيع الحواسيب على أطفال المدارس.

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2006

لنتعلم من ساموا

كنت في الساعة الماضية أقرأ عن مشروع أنجز في دولة ساموا، هذه الدولة عبارة عن جزر في جنوب المحيط الهادئ وتقع تقريباً في منتصف المسافة الفاصلة بين أستراليا وجزر هاواي، عدد سكانها يبلغ ثمان وخمسون ومئة ألف، ومساحتها تبلغ 2831 كيلومتر مربع، وهي دولة جميلة رائعة تستحق الزيارة، فإن استطعت أن تسافر فزر هذه الدولة وما جاورها من دول صغيرة لم تسمع بها من قبل، هنا عالم منسي لا نعرف عنه الكثير.

المشروع هو تركيب وتشغيل حواسيب VIA PC-1 وتوفير اتصال بالشبكة العالمية، المسؤول عن المشروع اسمه سكوت فيبس قام بكتابة سلسلة من ستة أجزاء حول المشروع مع الكثير من الصور، إقرأ الجزء الأول وستجد في نهايته روابط لبقية الأجزاء.

دولة ساموا لا تملك مصدر طاقة كاف، والاعتماد على النفط خيار صعب لتكلفته العالية ولأثره السلبي على البيئة، لذلك اعتمد المشروع على الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل الحواسيب، وحواسيب VIA PC-1 نفسها لا تستهلك الكثير من الطاقة، فهي مصممة لكي تعمل في مناطق قد لا تتوفر فيها الطاقة الكهربائية وتتحمل ظروف مناخية صعبة كالحرارة العالية والغبار.

يقول سكوت فيبس في سلسلة مواضيعه أن سكان الجزيرة كانت ردود فعلهم إيجابية فقد توفر لهم مركز حاسوب يمكن أن يستخدمه السكان والسياح أيضاً، ولديهم الآن اتصال بالشبكة العالمية، وأثناء فترة أقامته في ساموا أقيم مؤتمر PaciNET والذي حضره أناس مهتمون بالتقنيات من مختلف أنحاء العالم، وقد أشترى هؤلاء 500 حاسوب من نوع VIA PC-1 خلال المؤتمر لتركيبها في مناطق نائية من العالم، مناطق لم تتصل بعد بالشبكة العالمية.

ماذا عنا نحن؟

ما أحوجنا إلى توظيف الحلول المناسبة في مناطق كثيرة من عالمنا العربي والإسلامي، لدينا ملايين الأميين، لدينا الملايين لا يعرفون شيئاً اسمه الحاسوب أو الشبكة العالمية، ليس لديهم مصادر تعليمية، والأطفال الذين يعيشون في مثل هذه المناطق سيكبرون بدون تعليم لأنهم يعملون من أجل كسب أرزاقهم.

لا تنقصنا الحلول فهي متوفرة، هناك مصادر طاقة نظيفة يمكن استثمارها مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهذان المصدران متوفران لدينا، الشمس تحرق الأرض لدنيا، وبلادنا صحراوية لا ترى السحب إلا في أشهر قصيرة، حتى مع وجود السحب يمكن استغلال طاقة الرياح في كل وقت.

لدينا كتب كثيرة ويمكن أن تطبع بأشكال مختلفة لتتناسب مع احتياجات الناس، يمكن تأليف كتب أخرى إن لم نجد الكتاب المناسب، ويمكن طباعة هذه الكتب بأسعار منخفضة.

ما نحتاجه هو الإرادة، يعجبني الإنسان الذي كرس نفسه لقضية ما، قرأت كثيراً عن قصص أناس قضوا حياتهم من أجل مشروع واحد، امرأة أوروبية تعيش في بلاد بعيدة فقيرة طوال حياتها لكي تساهم في تطوير هذا البلد الفقير، رجل دين أمريكي يعيش في أدغال أفريقيا لكي ينشر دينه بين الناس.

نحن كمسلمين لدينا رسالة تدفعنا إلى التضحية من أجل خير الناس، لاحظوا أنني أقول الناس وليس المسلمين فقط، ما الذي يجعلنا نتقاعس عن العمل، ما الذي يجعلني أبقى على مكتبي ولا أخرج لفعل شيء؟

كمهتمين بالتقنيات علينا ألا ننسى الناس الذين لا يجدون فرصة للوصول إلى مثل هذه التقنيات، علينا أن نعمل على أن ننشر وسائل التعليم ومصادره بين الناس ونشجع على التعليم، عالمنا العربي بحاجة إلى مبادرات فردية وجماعية من أجل التعليم والتطوير وإلا سنبقى كما نحن نندب حظنا ونشتكي ونكتب لبعضنا البعض ونتناقش ثم ننام آخر الليل ونصحوا بدون أي تغيير.

نعم هناك عوائق، وهي متوقعة وستبقى معنا ما دمنا نعيش في هذه الدنيا، لا تنتظر أن تختفي العوائق لوحدها لكي تعمل، بل إعمل لكي تزيل مثل هذه العوائق، ثم لا تنتظر مبادرة من أحد وخصوصاً الحكومات، إما أن تبادر بالتعاون مع الحكومة وقد ترحب بك الحكومة أو أن تتعاون مع مؤسسات أهلية أو مع مجموعة من الناس.

إبدأ بنفسك إن كنت من أصحاب المدونات، اشتري كاميرة رقمية رخيصة وصور لنا مناطق في دولتك تحتاج إلى تطوير وأخبرنا عن قصتها وقصة الناس الذين يعيشون فيها، هذا أقل ما يمكن لأي شخص منا أن يفعله، وإن فعلت ذلك فأرجو أن تخبرني بتعليق على أي موضوع.

وللموضوع بقية، سأتحدث في الموضوع القادم عن حلول ومشاريع أخرى تطبق في العالم، لعلنا نستفيد منها.

الخميس، 7 سبتمبر 2006

اتصل بالعالم بدون هاتف ولا إنترنت

تصور أنك تجلس في بيتك وتتواصل مع أناس من مختلف أنحاء العالم؟ حسنا ... هذا ليس أمراً جديداً، فنحن نفعل ذلك الآن من خلال شبكة إنترنت، لكن تصور أنك تتحدث مع أناس من مختلف أنحاء العالم مباشرة وبدون شبكة إنترنت أو اتصال هاتفي، تصور أنك تتحدث مع أناس في مناطق منعزلة بعيدة كالقطبين الشمالي والجنوبي، ومن يسكن في جزر لم نسمع بها في المحيط الهادئ، أو بكل بساطة تتصل بصديقك في القاهرة أو في الرباط أو طوكيو.

يمكن فعل ذلك من خلال المذياع، هناك الآلف من الهواة يمارسون هواية التخاطب من خلال موجات الراديو، هواية تسمى باللغة الإنجليزية Ham Radio ولا أدري لماذا سميت بهذا الاسم الغريب، موسوعة ويكيبيديا تسمي هذه الهواية Amateur radio أو راديو المبتدئين، ويمكنك البحث بالمصطلحين في أي محرك بحث وستجد مئات المواقع المتخصصة في هذا المجال.

شخصياً لا أعرف أي شيء عن هذا المجال ولم أجربه من قبل، ما دفعني للقراءة عنه هو أنني وجدت أن الكثير من هواة الحاسوب والإلكترونيات بدأوا هوايتهم من خلال راديو المبتدئين، فالكثير من هواة الراديو يصنعون أجهزتهم بأنفسهم، وهذا يشمل أجهزة إرسال واستقبال صوتية وكذلك أجهزة إرسال تستخدم شفرة مورس، وعلى كل هاو أن يتجاوز اختباراً لكي يحصل على رخصة ممارسة هذه الهواية.

الكثير من هواة الراديو يمارسون هوايتهم حباً في الإلكترونيات، البعض يريد التواصل مع العالم والتعرف على ما يحدث فيه مباشرة ويتعرف على أناس آخرين، بعض هؤلاء الهواة يشاركون في أعمال الإغاثة ومتابعة أحوال الطقس.

هناك الكثير من التفاصيل حول هذه الهواية، هذا ما وجدته في ويكيبيديا، هل لدى أحدكم المزيد من المعلومات أو الروابط؟ هذا موضوع مفتوح للتحدث عن هذه الهواية، أتمنى أن تضع أي معلومة تعرفها أو رابط لأي موقع مفيد.

السبت، 2 سبتمبر 2006

أسطورة الواجبات المنزلية

أثناء فترة توقفي قرأت مقالة بعنوان أسطورة الواجبات المنزلية تناقش مدى فائدة الواجبات المنزلية، وفي المقالة تتحدث الكاتبة عن كتابين حول الواجبات المنزلية، الكتابين يصلان إلى نتيجة واحدة: الواجبات المنزلية تجعل الطلبة يكرهون التعلم.

وتذكر الكاتبة بضعة أفكار أخرى:

  • الواجبات لا تزيد من فعالية التعلم ولا تجعل الطلاب أكثر مهارة أو ذكاء.
  • الكثير من الواجبات تأتي بنتيجة عكسية، علامات أقل.
  • الأساتذة في دول متقدمة مثل اليابان والدانمارك يعطون واجبات أقل ويحصل الطلبة على علامات أعلى، بينما في دول أخرى مثل اليونان وإيران وتايلاند يعطي الأساتذة واجبات أكثر مع ذلك لا يحقق الطلبة علامات عالية.
  • السلبية الأكبر من ازدياد الواجبات هو تدمير رغبة الطلبة في التعلم وتدمير الفضول للمزيد من المعرفة والعلم.

علينا أن نعيد النظر في المسلمات التي اعتدناها في تعليمنا، هل يجب أن تكون هناك واجبات؟ كتب مدرسية؟ طابور صباحي؟ هل يجب أن يجلس الطلبة في فصل واحد طوال الوقت؟ لماذا؟ للأسف الكثير مما نراه ونمارسه في التعليم لا نفكر فيه جيداً ولا نفكر في فائدته والحكمة منه، الكثير من هذه الممارسات مضى عليها وقت طويل وربما لم نعد نتذكر لماذا نفعل هذا الشيء أو ذاك.

في أيام الدراسة لم أكن في الغالب أنجز أي واجبات، لأنني لم أرى لها أي فائدة، وفي الجامعة التي لم أكملها كنت أقضي كل يومي في المذاكرة والواجبات، كل يوم ولمدة ستة أيام في الأسبوع من الصباح وحتى المساء، منذ أن أقوم من فراشي وحتى أعود له، هل هذا أمر طبيعي؟ لم يعد لدي وقت لأفعل أي شيء آخر، كذلك حال طلبة المدارس الذين يقضون ساعات في المنزل لحل الواجبات ومراجعة الدروس، متى سيكون لديهم وقت لكي يقوموا بأشياء أخرى؟

الجمعة، 1 سبتمبر 2006

تذكر: الهاتف مجرد وسيلة لا أكثر

كم أكره الهواتف النقالة ... أعتقد أن بعض أصدقائي سمعني أقول هذه الجملة عشرات المرات وقرأها بضعة مرات، _أنا شخص احب الانعزال والابتعاد عن الناس ولا أحب المناسبات الاجتماعية_، أستطيع التعامل مع الغرباء بدون أي تردد لكنني لا أستطيع تكوين علاقة جيدة مع الناس، أعلم أنني شخص غريب الأطور ولا يحتمل، وأرجو ألا يقول لي شخص ما أنني لست كذلك لأنني أعرف نفسي جيداً.

ما أكرهه في الهاتف النقال أنني شخصياً لا أحتاجه، بل أقتنيه لأن الآخرين يتصلون بي وغالباً لا أرد على أي مكالمة، في بعض الأحيان أتجاهل وجود الهاتف لأيام ثم أجد أنه لم يتصل بي أي شخص، في بعض الأيام أترك الهاتف لبعض ساعات في أي مكان في غرفتي وأعود له لأجد أكثر من خمس مكالمات، ما الذي يجعل الناس يتصلون فجأة في نفس الوقت؟! المشكلة أني أي مكالمة لم أرد عليها تشعرني بالخطر والرهبة لأنني أظن أن هناك مصيبة ما حدثت، لا أحب الاتصال بالآخرين لأنني لا أريد أن أضع نفسي في موقف محرج من الاعتذارات، كيف أشرح لهم سبب عدم ردي على اتصالاتهم؟ لماذا لا يرسلون رسائل قصيرة تشرح ما يريدون؟ لماذا لا يراسلونني عبر البريد الإلكتروني؟ إن كان هناك أي عمل يجب إنجازه أعتقد أن الرسائل أفضل وسيلة لإخباري بذلك، أما المكالمات الهاتفية فهي تجبرني على أن أكون اجتماعياً وهو أمر لا أتقنه ولا أعتقد أنني سأتقنه لأنني حاولت كثيراً وفي كل مرة تكون النتيجة مأساوية، لا يمكن للمرء أن يكون متفوقاً في كل شيء.

المكالمات الطويلة تجعلني أكره الهاتف النقال أكثر وأكثر، يمكنني أن أتخيل امرأة تتحدث في الهاتف لساعة أو ساعتين، لا مشكلة في ذلك، ربما لأنها لا تستطيع الخروج من المنزل لذلك تتحدث مع الأصدقاء أو الأقارب لساعات طويلة كل شهر، لكن ما عذر الرجال؟ ما الذي قلب الموازين وجعل الشباب والرجال يتحدثون لساعات طويلة في الهاتف؟ إن كنت تريد مكالمة طويلة معي فالأفضل أن تخرج من منزلك وتحدثني وجهاً لوجه، لا معنى للحديث عبر الهاتف لأنه مزعج، لأنه كما أرى وسيلة لإنجاز العمل وليس وسيلة لقضاء الوقت.

أستغرب فعلاً عندما أكون في مقهى أو مطعم وأرى شخصان يجلسان على طاولة واحدة وكل واحد منهم يتحدث في الهاتف! أرموا هذه الهواتف بعيداً وتحدثوا مع بعضكم البعض، وكم أكره من يتحدث في الهاتف ويظن أن العالم من حوله لا يسمعه فيرفع صوته ليسمعنا جميعاً قصته وقصة من يحدثه وقد يستخدم ساقط الكلام كما تعود أن يفعل عندما يتحدث إلى أصدقائه، عندما أشاهد أحدهم يفعل هذا أمامي أشعر أنني أريد أن أركله وأحطم هاتفه.

الأسوأ من كل هذا من يستخدم هاتفه في المسجد، هنا أشعر حقاً بأنني على بعد خطوة واحدة من أن أمد يدي لكي ألقن صاحب الهاتف درساً في الأدب أمام جميع المصلين، أحدهم وقبل خطبة الجمعة رن هاتفه معلناً عن وصول مكالمة هاتفية، نغمة الرنة كانت أغنية من مغنية ساقطة، نظرت له نظرة ذات معنى، ظننت أنني أنظر إلى بشر سيفهم أن عليه وضع هاتفه على وضع الصامت، لكنه لم يفهم، رن هاتفه مرة ثانية قبل الخطبة أيضاً، هذه المرة نظر له مجموعة من الرجال لكنه لم يكترث، وتكرر الأمر أثناء الخطبة وأثناء الصلاة، والرجل لم يتعب نفسه بأن يقفل هاتفه احتراماً للمسجد، ألا يستحق هذا وأمثاله أن تصادر هواتفهم وتحطم أمامهم؟!

يسألني أحدهم: كيف سنتصل بك بدون هاتف؟ كيف سأخرج معك؟ أقول وبكل بساطة: حدد موعداً معينا وستجدني جاهزاً قبل الموعد، ولكي أوضح الأمور أكثر، الموعد هو أن تختار ساعة معينة في يوم محدد وتقول لي: سنلتقي في هذه الساعة في يوم كذا وكذا في المكان الفلاني، هكذا تعطيني كلمة رجل، وأنا سألتزم بهذه الكلمة، وفي الغالب سأكون موجوداً قبل الموعد ببضعة دقائق، وإن لم أستطع سأخبرك قبل وقت كاف بذلك.

لكن هذه مثالية زائدة هنا، من الغريب حقاً أن البعض لا يريد أن يحدد موعداً، لا يريد أن يعطيني كلمة ويلتزم بها، لا يرغب أن يعطيني كلمة لأنه قد يتعرض لمشكلة ما تمنعه من الحضور، لكن أليس هذا هو الهدف من المواعيد؟ أعني أن تحدد موعداً لكي تلتقي بشخص ما بعد بضعة أيام، ثم يأتي صديق ما ويريد منك أن تقوم بعمل شيء ما له في نفس وقت الموعد، هنا تأتي فائدة تحديد الموعد لأنك تستطيع أن تقول لهذا الصديق: آسف ... لدي موعد مع شخص ما.

أنا لا أفهم! هل هذا الأمر صعب أم أنني أنا الشخص الذي يبحث عن مثالية لا يمكن أن أجدها إلا في الأحلام والأساطير وكتب الإدارة؟!

لكن مع كل ما قلته، يبدو أن الهاتف النقال أصبح شراً لا بد منه، إن كنت تملك هاتفاً نقالاً فعليك بأن تتذكر التالي:

* نغمات الهواتف على اختلاف أنواعها سخيفة وتجعلني أظن أن صاحبها طفل صغير، استخدم نغمة تنبيه بسيطة واحترم نفسك ولا تستخدم أي أغنية.
* إذا دخلت إلى المسجد فتذكر أن المسجد ليس ملكك وحدك، وأنت دخلت بيت الله لا بيتك، فأغلق هذا الهاتف أو ضعه على وضعية الصامت، هذا الخيار لم يخترع إلا لمثل هذه الأماكن.
* إذا كنت موجوداً في أي مؤتمر أو محاضرة أو دورة تدريبية فعليك أيضاً أن تنسى هاتفك، لا تحضره معك، أو أغلقه، أنت هنا لكي تستمع وتستفيد فلا تزعج الآخرين، وإن أصررت على أن تحضره معك لأنك "قد تتلقى مكالمة ضرورية" فعليك ألا تحضر المحاضرة أو الدورة، إبقى مع هاتفك بعيداً عن الناس واستمتع بصحبته!
* أغلق هاتفك بين حين وآخر، لمدة يوم على الأقل كل شهر، تذكر أنك تستطيع أن تعيش بدونه، إن كنت متزوجاً فعليك أن تفعل ذلك من أجل زوجتك وأطفالك.
* من الأدب ألا ترد على أي مكالمة هاتفية وأنت في جلسة مع أحد أصدقائك أو زوجتك أو عائلتك، وإن كان من الضروري أن تفعل ذلك فاستأذن منهم أولاً واعتذر لهم بعد أن تنتهي من مكالمتك التي يجب ألا تطول.
* تذكر أن الهاتف مجرد وسيلة لتبسيط حياتك، لكنه قد يسيطر على حياتك ويجعلها جحيماً لا يطاق إن سمحت له بفعل ذلك.

عدنا … بدون حاسوب

عودة إلى الكتابة ... نعم كنت بحاجة إلى أن أتوقف قليلاً، لا يمكن لأي أحد أن يستمر في الإنتاج بدون أن يشحذ همته، البعض يعمل ويعمل ولا يتوقف قليلاً ليسأل نفسه: إلى أين أنا ذاهب؟ وما الذي أريد تحقيقه؟ علينا أن نسأل أنفسنا مثل هذه الأسئلة بين حين وآخر، لكي نصحح الأخطاء ونسير في الطريق الذي نريد، لكي نتذكر الأسباب التي تدفعنا لإنجاز أعمالنا.

لم يحدث الكثير في الشهر الماضي، أنجزت قراءة مجموعة من الكتب كنت أريد أن أقرأها منذ وقت طويل، وبالطبع مجموعة الإمارات للإنترنت قامت بتنظيم مسابقة للأفكار الإلكترونية، لدي موضوع خاص عن المسابقة وعن الأفكار سأكتبه في وقت لاحق، لدي مواضيع كتبتها أثناء فترة التوقف وسأقوم بنشرها في الأيام القادمة.

كل هذا وغيره يمكن الحديث عنه في وقت لاحق، لكن كيف سأفعل هذا بدون حاسوب؟ الآن أكتب هذه الكلمات في حاسوب أخي، فقد تعطل القرص الصلب الخاص بحاسوبي ومات والحمدلله، هذه المرة أحتفظت بنسخة احتياطية من ملفاتي، حاولت أن أعالج المشكلة لكن الحاسوب يتعطل كلما قمت بتثبيت أي نظام تشغيل، لم يعد لدي خيار سوى أن أعمل من خلال إحدى نسخ جنو/لينكس التي تعمل مباشرة من القرص المدمج، وبما أن حاسوبي قديم ومواصفاته لا تتحمل نسخ جنو/لينكس الثقيلة فقد اعتمدت على نسخة DSL، وهذه النسخة لا تدعم اللغة العربية، يمكن توفير دعم اللغة العربية لكن الأمر يتطلب تثبيت النظام على القرص الصلب.

العمل من خلال حواسيب الآخرين مزعج وغير عملي، هناك من يدخل ويخرج، وهناك من يحاول معرفة ماذا أفعل ولماذا، والأطفال يوزعون الإزعاج في كل مكان، من الصعب أن أركز لمدة خمس دقائق، لكن يبدو أنني وجدت وقتاً مثالياً للكتابة، فمنذ أول حرف من هذا الموضوع وحتى هذه الكلمات لم يزعجني شخص واحد، جميل!

هذا كل ما لدي الآن، المواضيع ستأتي في الأيام القادمة، وبالتأكيد علي أن أبحث عن حاسوب جديد، حتى ذلك الوقت لن أستطيع نشر المواضيع ومتابعة تعليقاتكم يومياً، لذلك لن تنشر التعليقات إلا بعد أن أطلع عليها، إجراء مؤقت إلى أن يصلني الحاسوب الجديد.