الجمعة، 31 أغسطس 2007

سيارات الفقاعة

هل تذكرون سلسلة المواضيع قديمة ولا زالت مفيدة والتي تحدثت فيها عن الحواسيب القديمة؟ دعوني أعود للماضي لكن للحديث عن السيارات هذه المرة وفي موضوع واحد فقط.

عندما تحدثت عن الحواسيب القديمة قلت بأن هناك مميزات في هذه الحواسيب لا نجدها اليوم، كذلك الحال مع السيارات، هناك مميزات في السيارات القديمة لا نجدها اليوم.

قد يتأفف البعض ويتضايق ويهز رأسه حينما يسمع أحداً يتحدث عن السيارات، لأن الكثير من الناس يظنون أن السيارات تعني السرعة والقوة والطيش والتهور، وأن السيارات موضوع صغير أو ربما تافه يجب ألا يأخذ حيزاً من تفكير الناس، شخصياً لا أرى ذلك، السيارة بالنسبة لي شأنها شان الحاسوب، هي تقنية أو أداة تساعدنا على توفير الوقت والجهد، نعم قد يكون موضوع السيارات بالنسبة لك بديهي وبسيط ولا يستحق أن تتحدث عنه، لكن ضع نفسك مكان رجل في قرية إفريقية يريد أن يحصل على علاج لطفله المصاب بالملاريا وأقرب عيادة تقع على بعد 40 كيلومتراً، أي وسيلة نقل هنا ستنقذ حياة الطفل.

ضع نفسك مكان شاب من بنغلاديش انطلق منذ الصباح الباكر إلى مدينة قريبة تبعد 30 كيلومتراً وعاد في الليل متأخراً ومع ذلك لم يستطع إنجاز عمله وعليه أن يذهب في الغد لإنجاز العمل، السيارة هنا ستوفر عليه يوماً كاملاً إلا ساعة يقضيها في رحلة الذهاب والعودة.

تأثير السيارات على حياتنا أكبر مما نتصوره، فالسيارة مرتبطة بشكل وثيق بقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، فمن السيارة يمكن أن نتحدث عن البيئة والتلوث وعن ضياع الوقت في الازدحام وعن استهلاك الوقود لنعرج على موضوع النفط وتأثيره وارتفاع أسعاره فنتحدث عن شركات السيارات وسعيها لإنتاج سيارة لا تستهلك الكثير من الوقود.

هل نستطيع أن نعود للماضي الآن؟ لنذهب إذاً.

أوروبا خرجت من الحرب العالمية الثانية مثخنة بالجراح، إعادة إعمار القارة سيحتاج الكثير من الوقت والمال، والناس بحاجة إلى وسائل نقل لكن السيارات الكبيرة لم تعد خياراً للكثير منهم فهي غالية السعر وتستهلك الوقود بشراهة، الحل في سيارات صغيرة سموها (bubble cars) أو بترجمة حرفية سيارات الفقاعة!

لماذا سموها بهذا الاسم؟ لأن شكلها كالفقاعة، لكن الأمر يتجاوز هذا النوع من السيارات، هناك فئة تصنف بأنها سيارات صغيرة جداً أو Mcrocar، وهي في الغالب سيارة مخصصة لراكبين وفي بعض الأحيان أربعة ركاب أو أكثر، وتسير بثلاث إطارات أو أكثر وتعمل بمحرك صغير وسرعتها ليست بالعالية، لكن هناك الكثير من الاستثناءات، فبعض هذه السيارات يمكنها أن تصل إلى سرعات جنونية بسبب الوزن الخفيف.

ما الذي يميز هذه السيارات القديمة عن سيارات اليوم؟ استهلاك الوقود، كما هو الحال مع الحواسيب السيارات تزداد تعقيداً مع مرور الأعوام، والتعقيد يأتي من قوانين السلامة التي تجبر صناع السيارات على وضع معدات الأمان وتصميم سياراتهم بحيث تتحمل قدر معين من الصدمات، وهذا يعني وزن إضافي واستهلاك أعلى للوقود.

بالطبع هذه القوانين ليست السبب الوحيد في تعقيد السيارات، إذ أن التنافس الشرس بين الشركات جعلها تتجه إلى إنتاج سيارات متعددة الاستخدام وهي في الغالب سيارات كبيرة الحجم ويمكنها أن تعمل بالدفع الرباعي لكن أغلب الناس لا يشترونها لهذا السبب بل يفعلون ذلك لأنها سيارات واسعة وتعطي شعوراً بالأمان بسبب ارتفاعها.

الشركات تصنع هذه السيارات لأن هامش الربح مرتفع، لكنها سيارات ثقيلة وضخمة تستهلك الكثير من الوقود وليست آمنة بالقدر الذي يتصوره الناس وأغلب هذه السيارات لا يستخدم للذهاب إلى أماكن يصعب الوصول لها وبالتالي الدفع الرباعي غير مفيد ويضيف المزيد من الوزن والتعقيد.

أضف إلى ذلك أن مصنعي السيارات يتنافسون على إضافة المزيد من الخصائص والمميزات إلى السيارة، فمن جانب هم يتنافسون على استخدام مواد عالية الجودة كالخشب والألمنيوم والجلود، ويتنافسون على إضافة الإلكترونيات التي تتحكم بكل شيء وتخبر السائق عن الطريق والطقس وتجلب له البريد وتوجهه نحو أقصر الطرق وتنبهه إلى وجود عائق خلفه قد يصطدم به إذا رجع للخلف، بل وبعض السيارات اليوم تساعد السائق على كبح السيارة، وبعضها يستطيع أن يقود السيارة بدلاً من السائق فتتوقف عندما تجد أمامها عائق وتسير إذا لم تجد، وما على السائق سوى أن يمسك بمقود السيارة ليوجهها نحو اليمين واليسار، وبالتأكيد الشركات تسعى إلى تطوير سيارة تقود نفسها كلياً ... سنرى ذلك في المستقبل.

هذه الإلكترونيات وغيرها من التجهيزات تضيف الكثير من الوزن، والوزن يعني استهلاكاً أكبر للوقود، هناك مقاييس مختلفة لاستهلاك الوقود في السيارات، لكنني أرى أن أفضلها هو عدد الأميال - أو الكيلومترات - التي يمكن للسيارة أن تقطعها بجالون واحد من الوقود.

سيارات اليوم يمكنها أن تقطع 35 ميلاً بالجالون، بعضها يقطع 45 إلى 60 ميلاً وخصوصاً السيارات الصغيرة التي تأتي بمحركات صغيرة، السيارات الكبيرة والرياضية تقطع ما بين 5 إلى 15 ميلاً بالجالون! وبالطبع هذه الأرقام ليست دقيقة بل هي الصورة العامة.

قارن هذا مع السيارات الصغيرة في الماضي، إذ أن بعضها يقطع ما بين 85 إلى 100 ميل بالجالون الواحد، هذا في الخمسينات من القرن الماضي، حيث لم تكن التقنية متقدمة كما هي اليوم، فمحركات اليوم تراقب بالحواسيب وتبرمج لكي تستهلك وقوداً أقل، لماذا سيارات الماضي تستهلك وقوداً أقل؟ لأنها صممت من الأساس لكي تفعل ذلك ولكي تكون رخيصة عند شراءها رخيصة عند استعمالها.

لو عدنا إلى الماضي أكثر لوجدنا أن السيارة الكهربائية كانت هي الأكثر انتشاراً إلى أن شقت الطرق الواسعة الطويلة لتحتل السيارات التي تعمل بالوقود الساحة وتلغي السيارة الكهربائية.

تصوروا لو أن السيارات الكهربائية سيطرت على السوق وأصبحت هي الأساس منذ بداية القرن الماضي، ماذا سيحدث؟ يمكن أن أخمن بأن هواء المدن سيكون أكثر نقاء، والسيارات هادئة وبسيطة ولن تكلف الكثير.

إقرأ المزيد

الثلاثاء، 28 أغسطس 2007

بدأ العام الدراسي

بدأ العام الدراسي وبدأ طابور الصباح الذي أسمعه كل يوم من مدرسة قريبة، حتى الآن لم أجد من يشرح لي أنا العبد الفقير قليل الذكاء ما الحكمة من الطابور الصباحي، لكنه يبدو كالكثير من الأشياء في حياتنا، شيء اعتدنا عليه دون أن نسأل: لماذا؟

دعونا من هذا، أحاول اليوم أن أتذكر الأشياء الجميلة في المدارس، نعم أنا مؤمن بأن المدارس والنظام التعليمي لا زال كارثة وسيبقى كذلك إلى حين، ولا زلت أكره النظام التعليمي وسيبقى هذا الشعور إلى أن تنتهي أسبابه، مع ذلك هناك أمور جميلة في مدارسنا وهذه محاولة لتذكر بعض ما مررت به.

أول يوم في العام الدراسي كان هو أسوأ يوم بالنسبة لي، لم أكن أطيق الذهاب إلى المدرسة، لو أن المشاعر يمكن نقلها للآخرين من خلال جهاز عجيب لفعلت ذلك، تصور معي أنك تشعر بضيق شديد في صدرك، عقلك لا يفكر إلا في شيء واحد "لا أريد الذهاب إلى المدرسة" ويكرر هذه الفكرة مرة بعد مرة، أنت على حافة الانهيار لكنك تبدي تماسكاً عجيباً بالصمت ومراقبة الأشياء، هذا هو حالي في السنوات الأولى من المدرسة، لكن يبدو أنني اعتدت على هذا الشعور فأصبح اليوم الأول مجرد يوم أول لا يستحق كل هذا العناء، علي أن أتعامل مع ما أكره.

في السنوات التالية كنت أجد متعة في الكتب الجديدة، كانت المدارس توزع في بعض السنوات دفاتر مع الكتب ولا زلت أرى هذه الدفاتر بين حين وآخر، في المنزل كنا نقوم بتجليد الكتب ونقضي جزء من اليوم في شراء الدفاتر، بالطبع هذا الوقت من العام تكون فيه الأسواق مزدحمة بشدة، لذلك كنا في بعض الأحيان نشتري الدفاتر قبل العام الدراسي، المشكلة في هذا أن بعض المدرسين كانوا يشترطون شروطاً دقيقة لنوعية الدفاتر فلا يعجبهم شيء إلا أن نشتري من النوع الغالي ذو غلاف سميك، كنت أكره بعض المدرسين وأتخيلهم يموتون بأبشع الطرق وببطئ شديد لأنهم كانوا يستهزأون بي وبغيري ويعيروننا بقلة المال والفقر عندما يرون دفاتر مختلفة عن التي طلبوها.

هذا الاستهزاء بسيط في نظر المدرس لكنه يدمر الطالب ويجعله يكره المدرس والمادة التي يدرسها، وإن تكرر ذلك مع مدرسين آخرين سيكره المدرسة والتعليم والقراءة وكل شيء له علاقة بالعلم، ما الذي يجعل البعض يؤمن بأن الجلوس لمدة ست ساعات على كرسي واحد وفي فصل واحد أمام مدرس يستهزأ بالطلبة ويدمر رغبتهم في العلم هي وسيلة تعليمية فعالة؟ ما الذي يجعل البعض يؤمن بأن مدارسنا تعلم بالفعل وتربي الطلاب وتؤهلهم للعالم خارج المدرسة؟ حقيقة أجد صعوبة في تصديق أن البعض يؤمنون بأن نظامنا التعليمي رائع ولا مشاكل فيه.

على أي حال، أنا أحاول تذكر أشياء جميلة لكنني بالفعل لا أجد الكثير، أتذكر الفسحة بين الحصص، 10 دقائق أو 15 دقيقة من الحرية بعيداً عن الفصل وعن المدرسين وفي بعض الأحيان بعيداً عن الطلبة الآخرين.

أحياناً يغيب المدرس لأي سبب، وهذا يعني أن يأتي مدرس آخر مكانه، وغالباً يكون المدرس الآخر غير مستعد لتقديم درس فيحدثنا عن موضوع مختلف وفي الغالب تكون المواضيع مشوقة ونستمع لها بهدوء ونتفاعل معها، وفي بعض الأحيان نذهب إلى المكتبة لقراءة القصص أو المختبر لمشاهدة فيلم علمي.

في المرحلة الإعدادية تغير الوضع قليلاً مع رسوبي المتكرر، نعم لم أكن من المتفوقين ولم أحرص على هذا ولم أكن مهتماً بالنتائج، تأخرت عاماً ثم آخر وأصبحت بذلك أحد أكبر الطلاب في المدرسة، كنت أحترم المدرسين ولا زلت، حتى الذين لا أطيقهم، ولذلك كنت أجد من أكثرهم ثقة بي مقابل ذلك، وهذا ما أعطاني بعض الحرية في الخروج من الفصل والتجول في المدرسة، لا أدري لماذا لم يكن يسألني أحدهم: لماذا أنت خارج الفصل؟ بل كانوا يردون السلام علي ويسألون عن حالي وإلى أين أنا ذاهب فأخبرهم بأنني ذاهب إلى الملعب أو المكتبة أو فصل التربية الفنية.

في المكتبة لم يكن المدرس يسألني عن شيء، فأدخل وأقرأ ثم أخرج بدون أي كلمة ولأن المكتبة شبه فارغة أو في الغالب فارغة ولأنني لم أكن مزعجاً لم يجد المدرس أي سبب لإخراجي.

في الملعب كنت ألعب كرة السلة وحدي أو مع آخرين، الأستاذ حسن كما أتذكر اسمه لم يكن يهتم لخروجي من الفصل، فكان يسمح لي على الأقل بالجلوس لمشاهدة حصصه الرياضية.

أجمل ما في هذه المرحلة أنني كنت أستطيع الخروج من المدرسة بسهولة متى ما شئت ... تقريباً، ولا يحتاج ذلك أي تخطيط، فقد كان الطلبة يخططون لهروبهم من المدرسة، وقد كنت أسميه الذهاب إلى البيت بكل بساطة، هم يحاولون التسلق على الجدران الخلفية حيث يكثر المدرسون المراقبون، بينما أنا أحمل كتبي بهدوء وأخرج من الباب الأمامي بهدوء وألقي تحية سريعة على حارس المدرسة الذي يسأل عن حالي ولا يسأل عن سبب خروجي!

في هذه المرحلة أيضاً أتذكر بعض المدرسين الذين لهم أثر طيب، الأستاذ ممدوح مدرس التاريخ، لعل بعض من يقرأ هذه الكلمات يعرفه، هذا المدرس هو الذي جعلني أثق بأنني لست "صائعاً" لا فائدة مني وهو أول من أقنعني بأنني أستطيع أن أكون معلماً لو أردت، كذلك الأستاذ أيمن مدرس التاريخ أيضاً وكلاهما من مصر.

الأستاذ سعيد لطفي من سوريا مدرس اللغة الإنجليزية الذي درسني مرتين وكان تربوياً بمعنى الكلمة وقد جعلني أحب اللغة الإنجليزية بألعابه اللغوية، ولم يكن يدرس الإنجليزية فقط بل كان يقص علينا قصصاً ويحاورنا ويسألنا عن أنفسنا وحياتنا، في إحدى حصصه نزل المطر غزيراً فأوقف الدرس وطلب منا أن نفتح النوافذ وبقي صامتاً يشاهد المطر لفترة ثم حدثنا عن قصص لها علاقة بالمطر ... أستاذي الكريم، لا زلت أذكر ذلك جيداً، تمنيت وقتها لو أن كل المدرسين مثلك لما اضطررت اليوم لأن أقول بأنني أكره المدارس والنظام التعليمي.

هناك آخرون بالطبع لكنني للأسف لا أذكر أسمائهم.

هذه فقط الأشياء الجميلة التي أتذكرها من أيام الدراسة، كل ما سواها كان ولا زال يدفعني إلى كراهية المدارس والنظام التعليمي.

الاثنين، 27 أغسطس 2007

من هنا وهناك

  • أنت تسيطر على تغير المناخ
  • نظرات في فقه جماعات العنف
  • أحمد بن يوسف الدعيج، من لم يستمع لسلسلة التاريخ السياسي فعليه أن يفعل ذلك الآن، لا تحفظ الرابط لديك، قم بإنزال ملفات السلسلة، هي في الحقيقة سلاسل كثيرة، استمع لها مرة ومرتين.
  • العدد الأخير من مجلة حطة، من أوائل المجلات الإلكترونية في الوطن العربي وفي الإمارات، 12 عاماً يعتبر إنجازاً، اتمنى لو أن القائمين على المجلة يقومون فقط بتعديل التصميم.
  • ضربة قاسية لحرية التعبير في الإمارات، حبس مدير موقع لمدة عام واعتقال كاتب آخر، والخبر أيضاً في جريدة الخليج نشر بعنوان إغلاق منتدى إلكتروني يثير جدلاً في رأس الخيمة، ونتيجة لهذا الحكم القضائي يمكن أن نستنتج بأن أصحاب المنتديات والمدونات يتحملون مسؤولية التعليقات في مواقعهم حتى لو وضع الموقع وبشكل صريح عبارة "الموقع غير مسؤول عن تعليقات الزوار" أو ما يماثلها من عبارات، لذلك أتمنى من الناس ألا يورطوا أصحاب المواقع في مثل هذه القضايا.
  • لدينا في الإمارات كما في بعض الدول المجاورة حساسية من النقد، أي شيء يمس الدولة من قريب أو بعيد يجعل البعض يثور ضد أي نقد سواء كان هذ النقد حقاً أو باطل، هذه الحساسية يجب أن تتوقف لأنها تضرنا حينما نحاول إنكار الحق ونبرر لفلان وعلان أو لهذه المؤسسة أو تلك ونقول "طول الله عمارهم ما قصروا" فهذا لن يجعلنا نتقدم خطوة للأمام بل سيأخرنا، لتكن عصبياتنا للحق لا لفلان مهما كان منصب فلان أو اسمه.

مواقع أجنبية

  • Nicknames considered harmful، الأسماء المستعارة كما يقول الكاتب مضرة، أوافقه بشكل كبير، الأسماء المستعارة تجعل البعض لا يتحملون مسؤولية ما يكتبون.
  • إصنع سخاناً شمسياً، هناك طرق كثيرة لفعل ذلك، لا أدري لماذا لا نعتمد على السخانات الشمسية بشكل أساسي في الوطن العربي بدلاً من الكهربائية، الشمس لدينا تحرق الصخر فلن تعجز أن تجعل الماء يغلي.
  • الناس لا ينظرون إلى الإعلانات، دراسة علمية، هذا ما يقوم به جيكوب نيلسون، ليس مجرد آراء، وهو يدرس المواقع وقابلية الاستخدام منذ بدايات شبكة الويب، كلام هذا الرجل يجب أن يأخذ بجدية، الناس لا يشاهدون الإعلانات، والطرق غير الاخلاقي للإعلانات تأتي بنتائج لكنها غير أخلاقية ومزعجة وستؤثر على مصداقية الموقع على المدى البعيد.
  • مرآة الحياة السحرية، جرب أن تغلق كل منافذ الضوء في غرفتك بشكل تام حتى تصبح الغرفة مظلمة تماماً، ثم اجعل النور يدخل من ثقب صغير من النافذة وستجد أن المنظر خارج النافذة انعكس على الجدار المقابل لكنه بالمقلوب، هذا مبدأ عمل الكاميرا، أتذكر أننا كنا نفعل ذلك في طفولتنا وفي بيتنا القديم.
  • موقعان لعرض الفيديو مثل يوتيوب لكنهما مخصصان للأفلام العلمية والأبحاث، الموقعان هما FORA.tv وSciVee.

السبت، 25 أغسطس 2007

مواقع ويب 2.0 العربية - الجزء الثاني ونصف!

كنت سأكتب الجزء الثالث حتى ذكرتني الأخت Asmaa بموضوع كتبه الأخ حرباز عن مواقع ويب 2.0، وفي الموضوع كل المواقع التي كنت سأتحدث عنها، فلماذا أكرر الكلام؟

في هذا الموضوع سأتحدث عن خدمة واحدة ثم سأضع بعض النصائح العامة لأي موقع.

موقع restate.ae

هذا موقع يمكن أن نفخر به، فهو يقدم خدمة مفيدة لمن يريد أن يشتري أو يؤجر عقاراً في دبي، الموقع جاء في وقته لأن سوق العقارات أصبح جاذباً للاستثمارات وللمشترين والمؤجرين، ولا تخلو صحيفة إماراتية في أي يوم من إعلانات عن مشاريع عقارية جديدة.

الموقع يحوي مميزات أعجبتني، فهو يستخدم خرائط غوغل، وأفلام فيديو من يوتيوب، ويحوي منتدى للنقاش، وأخباراً عقارية، ويمكن من خلاله تقييم الشركات العقارية، ويمكن للشركات العقارية أن تضيف معلومات عن ما تقدمه من عقارات، وإذا بحثت عن عقار بمواصفات معينة يمكنك أن تشترك في ملف RSS لنتائج البحث.

رائع! الموقع بالفعل رائع، وهو مثال يستحق أن يحتذى به للمواقع الأخرى.

إذا ظهرت المزيد من مواقع ويب 2.0 العربية بهذا المستوى فلن أحتاج إلى مضايقة أحدهم بنقدي، وسأكون سعيداً باستخدام هذه المواقع.

5 نصائح لمواقع أفضل

ما سأقوله هنا سبق وأن قلته في موضوع بعنوان رسالة لتطبيقات الويب العربية:

  • الثقة هي الأساس، أخبرني من أنت، ووفر وسيلة اتصال مباشرة، وأخبرني عن الموقع وأهدافه وكيف سيتعامل مع بياناتي، كلما وفرت معلومات أكثر عن نفسك ازداد احتمال أن أثق بك وأستخدم ما تقدمه في موقعك، عدم وجود مثل هذه المعلومات يعني أنك تحكم على موقعك بالفشل البطيئ منذ بدايته، ولا أجد عذراً لعدم وضع اسمك وحتى صورتك وسيرتك.
  • التسويق ثم التسويق ثم التوعية، دروس بالصوت والصورة تشرح كيف نستفيد من الخدمة، دروس مكتوبة ومصورة، تواصل مع الناس في مدوناتهم والمنتديات، اطلب من أصحاب المدونات المعروفة أن يكتبوا عن موقعك، لتكن هناك مدونة لموقعك واكتب فيها باستمرار، لأن التوقف عن الكتابة في المدونة يعد مؤشراً سلبياً.
  • التجديد، أضف خصائص جديدة للموقع بين حين وآخر، أخبر المستخدمين عن خطة الموقع المقبلة، لا أقول خطة الموقع للعام المقبل فهذا وقت طويل في عالم الشبكة، لكن قل لهم أن هناك خصائص ستضاف في الأسبوع المقبل أو في الشهر المقبل وضع صوراً لهذه الخصائص، حسّن التصميم وأضف تعديلات صغيرة هنا وهناك تجعل الموقع أكثر سهولة وأناقة.
  • قدم خدمة للعرب فقط، هذه نقطة أعلم أن الكثير من الناس يخالفونني فيها، لكن وجهة نظري هنا بسيطة، المواقع العالمية تحصل على دعم كبير ولديها عدد كبير من الموظفين، إن كنت شخصاً واحداً فمن الصعب أن تنافس هذه المواقع العالمية، لذلك ركز على أن تكون واجهة موقعك عربية وخدمتك موجهة للعرب، هذه ليست عنصرية، هذه ليست نظرة ضيقة أو متشائمة، كل ما في الأمر أنك تقدم خدمة لفئة من الناس لا يستخدمون المواقع العالمية، وبالطبع هناك استثناءات، موقع إكبس والموقع العقاري مثالان على مثل هذه الاستثناءات ... وإن نجحت واستمرت خدمتك يمكنك بعد ذلك توسيع القاعدة الجماهيرية.
  • استعن بالخدمات المتوفرة في الشبكة، لا تقدم خاصية الفيديو إن كنت تستطيع أن تستخدم خدمات الفيديو في مواقع مثل إكبس ويوتيوب، لا تضع خاصية تخزين الصور وعرضها وهناك عشرات المواقع التي تفعل ذلك، ركز على شيء واحد واعتمد على أدوات مختلفة من مواقع مختلفة.

ماذا بعد هذه السلسلة؟

مرة أخرى ستدخل هذه المدونة في مرحلة خمول، سأكتب بعض المواضيع بين حين وآخر، وقد أكتب عن كتب أقرأها، وسيستمر هذا الوضع إلى نهاية رمضان.

الخميس، 23 أغسطس 2007

مواقع ويب 2.0 العربية - الجزء الثاني

في الجزء الأول تحدثت عن مواقع عربية متشابهة، كلها تقدم خدمة نشر الروابط والتصويت عليها، لكنني غير متفائل بنجاح هذه المواقع لأسباب مختلفة، والأفضل لهذه المواقع أن تتعاون وتوحد جهودها بدلاً من التفرق، وعليها أن تبذل جهوداً مضاعفة إن أرادت النجاح، لكن هذا صعب جداً عندما نجد أن المواقع العربية لا تضم محتويات كثيرة متجددة يومياً.

اليوم أتحدث عن نوع آخر من المواقع، وهذه نظرتي لها إيجابية أكثر من المواقع السابقة، هذه المواقع تقوم باختيار المواضيع من مدونات عربية مختلفة وتعرضها، المواقع هي:

أبدأ بدّون، هذا الموقع أزوره يومياً لكي أطلع على جديد المدونات العربية، وهو يعرض أيضاً مدونات كتبت باللغة الإنجليزية، ويقوم الموقع بأرشفة المواضيع والصور أيضاً.

الموقع يحوي صفحة حول الموقع وإن سماها "دونّ؟" ويحوي أيضاً تعريفاً قصيراً بالقائمين على الموقع ومدونة خاصة بالخدمة لكن آخر موضوع فيها كان في 19 من شهر يناير، قبل ستة أشهر تقريباً.

هناك صفحة لعناوين للمدونات المشاركة وتحوي كما يقول الموقع 511 مدونة، هذه الصفحة بحاجة إلى تنظيم فلا يكفي أن توضع كل المدونات في صفحة واحدة، في المستقبل القريب سيصل الرقم إلى أكثر من ذلك ولن يكون الأسلوب الحالي في العرض عملياً، لا بد من تقسيم المدونات إلى صفحات مختلفة.

تدوين يقدم دليلاً للمدونات يحوي 1370 مدونة كما يقول الموقع وهي مرتبة هجائياً، وهذا الموقع يركز على المدونات التي تكتب بالعربية فلم أشاهد أي مدونة تكتب بالإنجليزية أو بأي لغة أخرى.

هناك مدونة للموقع لكن آخر موضوع فيها كان في 15 فبراير، وهناك صفحة للاتصال بالقائمين على الموقع وفيها وجدت رابطاً لصفحة من نحن لكن الصفحة لا تخبرنا عن القائمين على الموقع بل تتحدث عن التدوين نفسه وتشرحه.

المميز في هذا الموقع أنه يقدم صفحات مختلفة تشرح ماهية التدوين وكيفية الحصول على مدونة مجانية، وكذلك دليل للتعليق على المدونات أتمنى لو يتبعه كل الناس.

أما الموقع الأخير تووت فقد كتبت عنه في بداياته، ولم ألاحظ تغيراً كبيراً حتى اليوم، يمكنك التصويت على المواضيع المختارة وتقييمها، صفحة عن تووت تشرح وظيفة الموقع وأهدافه وتذكر أسماء القائمين عليه، مدونة الموقع نشطة وآخر موضوع كتب قبل أربعة أيام، هذا فارق كبير بينها وبين مدونات دّون وتدوين.

هناك صفحة تضم كل المدونات التي يعرض تووت مواضيعها، وهي في صفحة واحدة، لا أجد مشكلة في ذلك الآن، لكن في المستقبل يجب أن يتغير النظام في حال ازداد عدد المواقع.

بشكل عام هذه المواقع تقدم خدمات مفيدة، متابعة جديد المدونات العربية أصبح صعباً مع وجود المئات منها، وهذه المواقع تقوم بتصفية واختيار أفضل المواضيع بحسب وجهات نظر القائمين عليه، وفي الغالب تكون المواضيع فعلاً مفيدة أو مثيرة للاهتمام.

سبق وأن قلت بأننا بحاجة إلى موقع يقدم خدمة مماثلة لكنه يركز على المدونات التقنية، وأظن أن هناك مساحة لمواقع مماثلة تركز على مدونات من دولة معينة أو مدونات متخصصة في جانب معين.

بقي الجزء الثالث والأخير.

مواقع ويب 2.0 العربية - الجزء الأول

هذه دراسة صغيرة لمواقع ويب 2.0 العربية، حتى كلمة "دراسة" تبدو كبيرة، كل ما فعلته هو أنني وضعت معايير للمواقع قبل تصفحها، ثم بدأت في تصفح المواقع واختبارها ومقارنتها بالمعايير التي وضعتها:

  • هل هدف الموقع واضح من الصفحة الرئيسية؟ هل هناك شيء يشرح ماهية الموقع؟
  • هل توجد صفحة "حول الموقع" أو "عن الموقع" وهل تحوي الصفحة أسماء القائمين على الموقع؟
  • هل توجد وسيلة اتصال بإدارة الموقع؟
  • هل توجد مدونة تابعة للموقع يمكن من خلالها متابعة آخر التطورات في الخدمة؟

أربع نقاط بسيطة يمكن لأي موقع أن يحققها، بالطبع هناك نقاط أخرى سأتحدث عنها مثل التفاعل بين مستخدمي الخدمة في بعض المواقع، هل الموقع نشط أم لا؟ هذه أمور من الصعب قياسها لكن يمكن على الأقل تشكيل صورة قريبة من الواقع.

إفلق.كوم

الاسم غريب! هذا أول ما تبادر لذهني عندما زرت الموقع، هناك مربع على يسار الصفحة الرئيسية تشرح فائدة الخدمة، وعنوان هذا المربع "ما هو إفلق؟" هو رابط لكنني لم أكتشف ذلك إلا بعد أن وضعت مؤشر الفأرة عليه، هذا خطأ في قابلية الاستخدام يجب أن يصحح، فالروابط يجب أن تكون واضحة ومختلفة عن المحتويات.

عندما ضغطت على الرابط وصلت إلى صفحة لا تحوي أي شيء جديد سوى صور إعلانية للموقع وطريقة وضعها في أي موقع آخر، لا أجد شيئاً عن القائمين على الموقع.

في أسفل الصفحة تماماً هناك نص صغير يقول بأن جميع الحقوق محفوظة لشركة رمال لتقنية المعلومات، في موقع الشركة لم أجد من هم القائمين عليها، كل ما عرفته هو أنها شركة سعودية.

لا توجد مدونة للخدمة، ولا توجد طريقة اتصال بالقائمين عليها.

أما عن التفاعل فلم أجد أي نقاش لأي رابط إلا واحداً وبتعليق واحد.

وافر

هذا الموقع يشبه إفلق من حيث الوظيفة، اختيار الأخبار من قبل زوار الموقع والتصويت عليها، وكلاهما تقليد لموقع Digg المعروف، لكن وافر كما يقول في الصفحة الرئيسية يركز على المقالات والأخبار التقنية، بينما إفلق لم يحدد نوع الروابط.

لا توجد صفحة "حول الموقع" في وافر، حتى الرابط الموجود في أعلى الصفحة لا يقودني إلا للصفحة الرئيسية نفسها، كذلك رابط "قرائة المزيد" والموجود في المربع الأول على اليمين يفعل نفس الشيء.

لا توجد وسيلة اتصال بالقائمين على الموقع لكن هناك مدونة، وآخر موضوع كتب في هذه المدونة كان في يوم 27 من شهر يناير، أي قبل ستة أشهر تقريباً.

التفاعل في وافر أفضل بقليل من إفلق.

وافر وإفلق يستخدمان نفس البرنامج، هناك تشابه كبير بين صفحات الموقعين.

إفحت

اسم غريب آخر، وموقع آخر يشبه إفلق ووافر لكنه مخصص لمواضيع المدونات، لا توجد صفحة "حول الموقع" لكن هناك صفحة "أسئلة شائعة" والتي تحوي شرحاً لوظيفة الموقع، لكنها لا تخبرنا عن القائمين على الموقع.

وجدت في هذه الصفحة بريداً لمراسلة القائمين على الموقع، وكذلك معلومة تقول بأن الموقع يعتمد على برنامج معرب اسمه Pligg ويبدو أنه هو البرنامج الذي يستخدم في المواقع الثلاثة.

لم أجد مدونة للموقع، والتفاعل بين مستخدمي الموقع ليس بأفضل من المواقع السابقة.

ضربت

هذا الموقع يقدم شرحاً واضحاً في مكان واضح في الصفحة الرئيسية، وإذا ضغطت على رابط "تعلم المزيد" ستصل إلى صفحات تشرح كيفية استخدام الخدمة بالتفصيل.

هناك صفحة "من نحن" لكنها لا تحوي أي معلومات عن القائمين على الموقع، لكنها تحوي عناوين بريد إلكتروني ورابطاً لصفحة "اتصل بنا".

لاحظت أن الموقع يستخدم الجافاسكربت كوسيلة للانتقال إلى الصفحات الأخرى وأعني بالتحديد صفحات الروابط التي على شكل أرقام، هذه مشكلة في قابلية الاستخدام والوصول، لأن استخدام الجافاسكربت يمنعني من الاستفادة من خاصية استعراض أكثر من صفحة في المتصفح، ومن ناحية أخرى هناك فئة من المستخدمين لا يستطيعون تصفح المواقع التي تعتمد على الجافاسكربت.

خلاصة

كنت أنوي الكتابة عن موقع آخر هو حفار المدونات لكنني لم أفعل لأن النتيجة هي نفسها.

السؤال الذي أطرحه على نفسي كلما تصفحت هذه المواقع هو: لماذا؟ ما الذي يدفعني لاستخدامها؟ ولماذا هذه المواقع لا تسوق نفسها جيداً؟ ولماذا لا تقوم هذه المواقع بعرض أسماء القائمين عليها؟

لا يمكنني أن أثق بالموقع وأنا لا أعرف من قام بتطويره وما هي خططه المستقبلية، ولكي أكون صريحاً، هذه المواقع لا مستقبل لها بدون جهد إضافي، فلا بد أن يكون الموقع مجتمعاً إلكترونياً وبديلاً للمنتديات، لكن حال هذه المواقع لن يجعل الناس ينتقلون من المنتديات إليها.

الوضع صعب في شبكة الويب العربية، ومن أراد تقديم خدمة جيدة فعليه أن يبذل جهداً كبيراً في تحويل موقعه إلى موقع مميز وفي تسويق موقعه، لا يكفي أن يكون موقعك مختلفاً، لا يكفي أن يكون الموقع مميزاً، لا يكفي أن يكون ويب 2.0 ويحوي آخر التقنيات، كل هذا لا يكفي.

المواقع الأجنبية قد تجد تسويقاً وتفاعلاً لأن الشبكة أصبحت جزئاً مهماً من حياتهم، نحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ولذلك أي شيء جديد بحاجة إلى نفس طويل وصبر جميل.

اقتراحي للقائمين على هذه الخدمات: وحدوا جهودكم، التكرار والتشابه بين هذه الخدمات واضح.

ولا زال في الموضوع بقية.

الاثنين، 20 أغسطس 2007

سلسلة ويب 2.0

هذه سلسلة مواضيع ويب 2.0 التي كتبتها في الأيام الماضية:

الموضوع الأول يحوي روابط لمواضيع قديمة، لو قرأت هذه الروابط لوجدت أن ما كتب عن هذا الموضوع في المدونات العربية يغطي الأساسيات، أو بمعنى آخر نحن تحدثنا عن أساس ويب 2.0 بشكل عام ولم ندخل في التفاصيل، شخصياًَ لا أريد الدخول في التفاصيل لأنني سأتحدث عن تقنيات والتقنيات مجرد أدوات ستتغير مع مرور الوقت.

إذا قمت بإنشاء موقع يحوي بيانات يمكن فصلها عن العرض أو التصميم، وقدمت وسائل للناس تساعدهم على التواصل وتبادل الخبرات وقمت قبل هذا بإنشاء خدمة مفيدة فأنت تحقق أهم معايير مواقع ويب 2.0.

لا يهم إن استخدمت هذه التقنية أو تلك، لا يهم إن برمجت موقعك باستخدام لغة روبي أو بلغات أخرى، المهم أن يقدم الموقع خدمة مفيدة ويعطي الناس فرصة للتفاعل في ما بينهم.

في الأيام القادمة سأكتب عن مواقع ويب 2.0 العربية، لكنني سأحتاج بعض الوقت لتصفح هذه المواقع والتعرف عليها وربما استخدامها، فإذا كنت تعرف أي موقع من هذا النوع فضع عنوانه في تعليق.

الأحد، 19 أغسطس 2007

التطبيق القاتل

في الماضي كان نظام ويندوز وبرامج أوفيس هي البرامج الأساسية التي تجعل المرء يرغب في شراء حاسوب أو لنقل أنها السبب الرئيسي، لكن اليوم تغير هذا الواقع مع انتشار الشبكة إذ أصبحت الشبكة نفسها هي السبب الأساسي لاستخدام الحاسوب، نعم قد يستخدم أي إنسان ويندوز وبرامج أوفيس، لكنه بدون اتصال بالشبكة لن يستطيع أن يستفيد كثيراً من حاسوبه، أصبحت الويب هي ما يسمى The Killer App أو بترجمة حرفية "التطبيق القاتل".

لماذا أصبحت الشبكة هي الأساس في استخدام الحاسوب؟

العمل من أي مكان

الكثير من الناس يعملون اليوم من أي مكان، في المنزل أو في المقهى أو في الحديقة، يسافرون إلى أي بلد ويقضون إجازتهم وفي نفس الوقت ينجزون أعمالهم، أصبح العمل مختلطاً بالترفيه، وفي بعض الأحيان أصبح العمل هو في حد ذاته الترفيه.

مرونة الحركة وقضاء الوقت في العمل ستجعلنا نبتعد شيئاً فشيئاً عن الشكل التقليدي للوظائف، فلا حاجة للذهاب في الصباح إلى مقر العمل والعودة في المساء، البعض الآن ينطلق من منزله إلى العميل ويعقد صفقة أو يعرض سلعة ويتصل بالشبكة ليجد كل ما يريد من بيانات، وعندما ينهي عمله يمكنه أن يتصل بموقع شركته أو يرسل بريداً يؤكد فيه أنه أنجز العمل المطلوب.

هذه المرونة لم تكن متوفرة في الماضي، واليوم مع ويب 2.0 وتطبيقاتها أصبح المرء قادراً على التنقل بينما عمله موجود في الشبكة ويستطيع أن يصل له من أي مكان.

التعاون مع الآخرين

لعل أحدكم يتذكر كيف أنه يكتب وثيقة أو تقريراً ثم يحفظه على قرص مرن ويذهب به إلى أحد الزملاء ثم ينتظر أن يعود له القرص بالتعديلات التي أدخلها زميله في العمل، ثم يذهب القرص إلى شخص آخر وربما إلى المدير ليعود إلى الموظف الأول، وهكذا يضيع اليوم في تنقلات غير ضرورية.

اليوم يمكن توفير هذا الجهد والوقت في تطبيقات ويب 2.0، فبدلاً من إرسال القرص المرن يمكن للموظف أن يرسل رابطاً للآخرين يشير إلى الوثيقة أو التقرير المطلوب إنجازه، وكل موظف يستطيع الوصول إلى الوثيقة من خلال متصفحه، فيقوم بتعديلها ويعلق عليها ويبدي ملاحظاته حتى ينجز العمل المطلوب، ولا حاجة لتضييع الوقت في محادثات جانبية وأقراص مرنة متنقلة من يد إلى يد.

العالم بين يديك

كم مرة سمعت في إعلان ما هذه الجملة؟ يقولون أن العالم بين يديك لكن في الحقيقة لم يحدث ذلك إلا مؤخراً عندما أصبحت الشبكة في متناول الكثير من الناس وبسعر رخيص، والعالم أصبح بالفعل بين يدي المستخدم إذ يستطيع الحصول على أي بيانات ومعلومات ويتابع ما يشاء من أخبار.

في موضوع سابق قلت بأن فصل المحتويات عن العرض هو أحد أهم خصائص مواقع ويب 2.0، ولأن المحتويات أصبحت حرة يمكن لأي شخص الآن أن يضيفها إلى ما يشاء من أعماله التي يريد إنجازها، فبدلاً من تقرير يحتوي على عشرات الصفحات المكتوبة لم لا يضيف كاتب التقرير صوراً وملفات فيديو؟ نعم لا شيء يمنع من أن يكون التقرير مصوراً وبالفيديو سوى تمسك بعض الإدارات بالأسلوب القديم.

ويمكن لأي شخص أن يصل إلى أهم البيانات والإحصائيات ويراسل مؤسسات دولية وحكومية لكي يحصل على ما يريد من معلومات، هذا لم يكن متوفراً في الماضي.

ماذا يعني كل هذا؟

لم يعد الحاسوب هو الجهاز الوحيد الذي يمكن استخدامه للوصول إلى المعلومات، لم يعد نظام ويندوز هو الوحيد الذي يمكن استخدامه، بسبب المعايير القياسية تقنيات الويب أصبح المتصفح هو البرنامج الأهم ولذلك أي جهاز وأي نظام تشغيل يحوي متصفحاً جيداً يمكنه أن يصل إلى المعلومات على الشبكة.

في المستقبل القريب ستصبح الهواتف هي الأجهزة الرئيسية، ستصبح الشبكات الاجتماعية على الشبكة تعتمد كثيراً على الهواتف النقالة، وسيصبح الهانف هو المركز الرئيسي للتواصل واستهلاك محتويات الشبكة، هذا يحدث الآن في بعض الدول مثل كوريا واليابان وفي طريقه إلى أوروبا وأمريكا وبالتأكيد سيصل لنا ولو متأخراً.

أمثلة مواقع ويب 2.0

هذه بعض المواقع التي أعنيها في موضوعي:

  • Twitter، شبكة اجتماعية تشبه المدونات لكن بحجم أصغر بكثير وبخصائص أقل، وهي محجوبة في الإمارات ... مبروك!
  • Facebook، بعض المتخصصين في التقنيات يرون أن هذا الموقع هو مايكروسوفت القادم أو غوغل الجديد، وهو شبكة اجتماعية لا أفهم وظيفتها كثيراً.
  • Zoho، طقم تطبيقات مختلفة كمعالج الكلمات والجداول الممتدة والبريد وخدمة الدردشة وغيرها.
  • تطبيقات غوغل خدمات غوغل يمكنك أن تستخدمها لموقعك أو لشركتك أو للعائلة.
  • 37signals، الشركة المعروفة التي تقدم تطبيقات ويب مشهورة.

زر هذه المواقع واطلع على خدماتها، حاول أن تتعلم شيئاً منها، ولعلك تستخدمها لأغراض شخصية أو لإنجاز العمل، نحن بحاجة إلى مواقع مماثلة تقدم خدمات عربية، لأن بعض هذه التطبيقات لن نجدها معربة لأن شركاتها ليست مهتمة بالجمهور العربي، وهذا أمر طبيعي، هناك مواقع كورية وصينية وتركية فلم لا نرى العربية؟

سيقول البعض بأن هناك مواقع ويب 2.0 عربية وأنا أعرفها، لكن أين هي المواقع العربية التي تقدم شيئاً مماثلاً لما ذكرته أعلاه؟ ليس هذا نقداً هداماً بل دعوة للتحرك وفعل شيء واغتنام الفرصة لمن يستطيع فعل ذلك.

السبت، 18 أغسطس 2007

المجتمعات الإلكترونية

ملاحظة: في هذا الموضوع الكثير من الروابط لمواقع قد تكون محجوبة كما هو حال فليكر في الإمارات، أعتذر للأخوة الذين لا يستطيعون الوصول لهذه المواقع.

في بداية هذه السلسلة قلت أن الأساس هم الناس، وهذا أمر واضح في مواقع ويب 2.0، إذ أن الكثير من مواقع الخدمات المشهورة تسمح للناس بالتفاعل والاستفادة من بعضهم البعض، والأمثلة كثيرة:

  • ويكيبيديا، موسوعة يكتبها الناس للناس، هل أنا بحاجة لقول المزيد هنا؟
  • فليكر وما شابهه من مواقع، مكان لحفظ وعرض الصور، هذه الخدمة تستخدم بأشكال مختلفة، فبعضهم ينشر صوراً فنية، آخرون يوثقون الأحداث من حولهم، فئة ثالثة تستخدم الخدمة للتعليم ... إلخ.
  • ديليشس والمواقع المماثلة، مساحة لحفظ الروابط وتنظيمها ومعرفة الروابط التي يتابعها الأصدقاء أو الغرباء واكتشاف مواقع جديدة ومعرفة آراء الناس عن أي موقع.
  • يو تيوب، مثل فليكر لكن للفيديو.

هذه المواقع وغيرها تتميز بأنها تسمح للناس بنشر المحتويات فهي في حد ذاتها مجرد خدمة لتخزين المحتويات لا أكثر، لكنها تذهب أبعد من ذلك بأن تتيح للناس التعليق على محتويات الآخرين وإنشاء منتديات ومجتمعات ضمن الموقع، كل منتدى يتخصص في شيء، فقد يكون المنتدى عن مدينة أو سيارة أو حدث ما أو لغة.

ففي فليكر على سبيل المثال هناك منتديات مختلفة، وهذه أمثلة:

  • Toy Cameras، هذا المنتدى خاص بكاميرات رخيصة سيئة الصنع لكنها تعطي تأثيرات مختلفة تجعل البعض يحب التصوير بها، المنتدى يضم أكثر من 300 نقاش وما يقرب من 70 ألف صورة!

  • I Ate This أو "أنا أكلت هذا" وهو منتدى لتضع صوراً عن أي وجبة تناولتها! تصور أن هناك أكثر من 90 ألف صورة لأكلات مختلفة!
  • Homemade Pinhole، منتدى لمن يصنع كاميرات من نوع Pinhole، يمكنك أن تصنع واحدة بنفسك.
  • طوكيو، اليابان، من الاسم تعرف أنها مجموعة لصور من العاصمة اليابانية.

وهناك أمثلة كثيرة، للأسف بحثت عن مجموعات إماراتية أو عربية فلم أجد إلا ما يحزن النفس، وهذه القصة تتكرر في معظم المواقع.

هناك مواقع أخرى عبارة عن مجتمعات إلكترونية هدفها الرئيسي هو النقاش حول ما يدور في الشبكة، من أقدم هذه المواقع موقع سلاش دوت الذي يتابع أخبار الحاسوب والتقنيات وما يتعلق بها من مواضيع اقتصادية وسياسية، في هذا الموقع ستجد نقاشات مطولة والكثير منها يحوي فوائد جمة، على الأقل أجد في التعليقات روابط لمواقع لم أكن لأصل لها عن طريق أي موقع آخر.

هناك كذلك موقع digg الشهير وموقع Reddit.com ومواقع أخرى كلها تدور حول الروابط والنقاش أو الجدال حول محتويات الروابط، هذه المواقع لها تأثير كبير على المواقع الأخرى، إن وجدت عنوان موقعك في أحدها فاعلم أن عدد الزوار سيقفز إلى الآلاف أو عشرات الآلاف وفي الغالب سينهار مزود موقعك.

المجتمعات الإلكترونية جزء مهم من مواقع ويب 2.0، التفاعل بين الناس وتبادل الآراء والخبرات يجعل هذه المجتمعات وسيلة رائعة للتواصل والتعليم، وبسبب هذه المجتمعات أصبح العالم بالفعل قرية صغيرة، فإذا حدثت كارثة في زاوية ما من هذا العالم تجد الخبر قد وصل إلى هذه المجتمعات الإلكترونية خلال نصف ساعة أو ساعة وبعض الناس يبدأ في تنظيم حملات إغاثة أو تبرعات.

هذه المجتمعات تساهم بشكل كبير في تغيير أسلوب الطرح في وسائل الإعلام الأخرى، فلم تعد الصحف والفضائيات هي المصدر الوحيد للخبر والرأي، يمكن لأي شخص اليوم أن يقول رأيه ويستمع له الناس حول العالم.

إن أردت أن تقوم بإنشاء موقع ويب 2.0 فعليك أن تركز كثيراً على هذا الجانب، كيف يمكن أن تعطي الناس في موقعك فرصة للتواصل وتبادل الخبرات؟

الاثنين، 13 أغسطس 2007

فصل المحتويات عن العرض

أشار أحد زوار هذه المدونة في رسالة أنني قلت في موضوع سابق وهو "ماذا يقصدون بويب 2.0؟" بأن مصطلح ويب 2.0 يعتبره البعض مصطلحاً تسويقياً وأنني لا أعتبره كذلك، لكنني قلت أنه مصطلح تسويقي في مقدمة هذه السلسلة، فهل هذا تناقض؟

بالطبع لا، هناك عام ونصف تقريباً بين الموضوعين، وهذه مدة طويلة جداً في عمر الشبكة العالمية، ففي أشهر قليلة تحدث أشياء كثيرة وتتغير أشياء كثيرة، في الماضي كانت الكثير من مواقع ويب 2.0 تسوق نفسها بأسلوب مختلف، لم تكن تستخدم هذا المصطلح وتفتخر بأنها من هذا النوع من المواقع، أما اليوم فهناك مواقع كثيرة تستغل المصطلح لتسوق لنفسها حتى وإن كانت بعيدة كل البعد عن ويب 2.0، لذلك أقول بأنه مصطلح تسويقي الآن.

لنأتي إلى موضوعنا، ماذا يعني فصل المحتويات عن العرض؟ هذه قصة طويلة، لنعد إلى الوراء عشرة أعوام، حرب المتصفحات على أشدها والضحايا هم عامة الناس لأن الشركات المتنافسة كانت تهتم بمصالحها وتقدمها على مصالح الناس، كانت الشركات تسعى لاحتكار سوق سيغير عالم الحواسيب جذرياً بعد سنوات أو عقود، سيصبح الحاسوب مجرد جهاز واحد من بين عدة أجهزة يمكن استخدامها للوصول إلى المعلومات، ستصبح أنظمة التشغيل مجرد برامج ثانوية فلا يهم إن استخدمت هذا النظام أو ذاك، المهم أن يكون لديك متصفح ولهذا كانت حرب المتصفحات، نتيجة هذه الحرب هي تأخر ما نراه اليوم ونسميه ويب 2.0 عدة سنوات.

ما الذي تغير اليوم؟ الذي تغير هو أن المواقع بدأت تستخدم المعايير القياسية وتقنيات أخرى جعلت المحتويات مفصولة عن العرض، ماذا يعني ذلك مرة أخرى؟ بمعنى أن المحتويات في موقع ما يمكن عرضها بأشكال وتصاميم مختلفة، يمكن تغيير تصميم الموقع وستبقى المحتويات كما هي، بعض المواقع توفر نسخاً مختلفة من التصميم، فهناك تصميم عام لمعظم الناس، وهناك تصميم آخر بخطوط كبيرة وألوان ذات تباين عالي لمن يعاني من ضعف في البصر، والمحتوى في التصميمن هو نفسه لا يتغير.

ربما لم تتضح الصورة بعد، أكمل القراءة ولعلك تصل إلى الفكرة التي أريد أن أشرحها هنا.

هناك اليوم تقنية تسمى RSS وقد تأتي بأسماء مختلفة، هذه التقنية توفر الوقت والجهد وبشكل رائع، فبدلاً من أن تزور المواقع التي تتابعها كل يوم يمكن للمواقع أن تأتيك بجديدها عندما تطرح هذا الجديد، كيف تفعل ذلك؟ من خلال قارئ RSS وهو عبارة عن برنامج يمكنك أن تستخدمه في جهازك أو خدمة في شبكة الويب، شخصياً أستخدم غوغل ريدر لمتابعة أكثر من 100 موقع، لو زرت كل هذه المواقع وقضيت في كل منها خمس دقائق فقط فهذا يعني أنني سأقضي ما يقرب من ثمانية ساعات ونصف فقط لتصفحها.

إذا كنت تريد استخدام غوغل ريدر فهناك درس جيد في مدونة علوش، وشاهد شرحاً مصوراً لمفهوم RSS.

كيف يعمل قارئ RSS؟ من خلال هذا البرنامج تستطيع أن تشترك في المواقع التي تريد متابعتها، والاشتراك هو أن تبحث عن رابط ملف RSS وتضعه في برنامج قارئ RSS الذي بدوره سيقوم بجلب آخر محتويات الموقع، لاحظ أن المحتويات لن تأتيك مع تصميم الموقع، فلن تشاهد شعاراً وإعلانات ومحتويات جانبية وزخارف مختلفة، كل ما ستشاهده هو المحتوى فقط.

كتبت قبل ما يزيد عن عام سلسلة مواضيع بسيطة عن RSS:

من خلال RSS يمكنك أن تتابع محتويات المواقع على اختلافها، النصوص والصور وملفات صوتية وفيديو، حتى المواعيد والأعمال التي يجب عليك إنجازها وأي معلومات تريد متابعتها، هذا لم يكن ممكناً في الماضي، ففي ذلك الوقت كانت محتويات الموقع مرتبطة بشكل تام بالتصميم، وإذا أردت أن تستفيد من المحتويات فعليك أن تزوره باستخدام نظام معين وفي الغالب ويندوز وباستخدام متصفح معين وفي الغالب إكسبلورر أو نيتكسيب، ثم أصبحت الهيمنة لإكسبلورر وحده، وهذا يعني أن عليك أن تستخدم الحاسوب فقط لتصفح المواقع فلا يمكنك فعل ذلك بالهواتف النقالة.

اليوم مع فصل المحتويات عن الشكل أو التصميم يمكنك الوصول للمعلومات بأي برنامج وبأي نظام تشغيل وبأي جهاز، حتى من فقد البصر يمكنه تصفح الشبكة بأجهزة خاصة تقرأ له محتويات المواقع، هذا لم يكن ممكناً في الماضي.

هناك ميزة أخرى لفصل المحتويات عن العرض، ميزة تجعله مفيداً بشكل أكبر، وهي أن أي شخص الآن يستطيع دمج محتويات مختلفة من مواقع مختلفة في موقع أو برنامج واحد، فمثلاً يأخذ الخرائط من خدمة غوغل للخرائط والفيديو من خدمة يو تيوب والصور من خدمة فليكر، ما فائدة هذا الدمج بين المحتويات؟ هناك احتمالات لا متناهية ... فكر قليلاً قبل أن تكمل القراءة، ماذا يمكنك أن تفعل بهذه الخدمات لو دمجتها في خدمة واحدة؟ إليك هذه الأفكار:

  • مؤسسة بيئية تستطيع أن تبين أماكن تكاثر الطيور والحيوانات وتربط بين الخرائط وصور الطيور وكذلك تعرض مقاطع فيديو، أو ربما تستغل هذه المحتويات لتنبيه الناس إلى مخاطر التلوث والجرائم التي يمارسها البعض ضد البيئة.
  • الترويج للسياحة.
  • دروس في التاريخ والجغرافيا.
  • العمل الإغاثي في حال وقوع كوارث بيئية.

هذه مجرد عينة صغيرة من الأفكار، ولو نظرت إلى مواقع وخدمات أخرى ستجد المزيد من الأفكار المفيدة، هذا الدمج بين محتويات المواقع المختلفة يسمى Mashup.

تلخيص

إحدى مميزات مواقع ويب 2.0 أو دعوني أقول الميزة الأساسية لمواقع ويب 2.0 أنها تفصل المحتويات عن العرض أو عن التصميم، فيمكن عرض هذه المحتويات بتصاميم مختلفة، ويمكن قراءتها من خلال برامج مختلفة، فلم يعد المتصفح وحده هو البرنامج الذي يمكنك أن تستخدمه للاستفادة من محتويات المواقع، وهذا الفصل بين المحتويات والعرض يسمح للناس أو لمواقع أخرى بدمج المحتويات والخدمات والخروج بشيء مفيد.

أسئلة لمطوري المواقع:

  • هل طورت موقعك باستخدام المعايير القياسية؟
  • هل تستخدم تقنية RSS أو ما يماثلها؟
  • هل تستفيد في موقعك من خدمات مواقع أخرى؟

سؤال لعامة الناس: هل تستخدمون تقنية RSS؟ ولماذا؟

لا زال في الموضوع بقية، هناك الجانب القانوني وهناك جانب متعلق بمطوري المواقع، وأخيراً هناك أمثلة أريد التحدث عنها يمكنها أن تقرب الصورة أكثر لاهمية فصل المحتويات عن العرض.

هل شرحت الموضوع بشكل جيد؟ لا أدري لماذا أشعر بأنني لم أفعل ذلك.

الخميس، 9 أغسطس 2007

ويب 2.0: الناس هم الأساس

في البداية دعوني أقول بأنني لا أحب مصطلح "ويب 2.0" وأجده مصطلحاً تسويقياً نجاح جداً لكنه من ناحية أخرى غير منطقي بالنسبة لي، فأنا أرى أن ما يحدث في الشبكة هو تطور طبيعي بعد سنوات من حرب المتصفحات وانهيار شركات الدوت كوم، لا توجد حقبة نسميها السيارات 2.0 أو الحواسيب 3.5 أو حتى الفلافل 0.0! فكل هذه الأشياء تتطور خطوة خطوة وبشكل طبيعي - ما عدى الفلافل! - ولا تحتاج إلى أرقام.

مع ذلك أنا مضطر لاستخدامه لأنه مما عمت به البلوى كما يقولون، ولأنه انتشر وأصبح معروفاً فليس من السهل الحديث عن مواقع ويب 2.0 مع تجنب ذكر المصطلح، ولو حاولت فعل ذلك سأعقد الموضوع على نفسي وعليكم.

قبل أن أبدأ السلسلة، ألقي نظرة على هذه المواضيع فهي تختصر الكثير:

هذه المواضيع تغنيني عن كتابة تعريف جديد بماهية ويب 2.0، وهناك الكثير من الآراء حول ماهية ويب 2.0 أو ما هو ليس بويب 2.0، الذي يمكن أن نتفق عليه أن المواقع من هذا النوع تتميز بكونها اجتماعية تركز على الناس، ولا يتعلق الأمر بالتقنيات، فاستخدام أي موقع لتقنية Ajax أو RSS أو ما يسمى tags لا يعني بالضرورة أنه من مواقع ويب 2.0.

هذه مقدمة قصيرة لما سيأتي لاحقاً في السلسلة.

الأربعاء، 8 أغسطس 2007

كيف تستغل حاسوبك القديم؟

في الأيام الماضية طرحت سلسلة مواضيع حول الحواسيب القديمة وما تحويها من أفكار يمكن أن نستفيد منها، وهذه قائمة بالمواضيع:

لم أرد في هذه المواضيع أن أقول بأنني ضد التحديث والتطوير، أو أن كل الناس يمكنهم استخدام أجهزة قديمة، لكنني أردت أن أقول بأن الأحدث ليس بالضرورة هو الأفضل ففي بعض الأحيان يكون الأحدث أكثر تعقيداً وبالتالي يكلف المزيد من الوقت والمال ويقلل من إنتاجيتنا، ثم أردت أن أقول بأن الماضي يحوي أفكاراً تستحق أن تطبق اليوم وهي بشكل عام:

  • جودة الصنع والمتانة.
  • سرعة التشغيل والأداء.
  • البساطة.
  • السعر الرخيص.
  • الأجهزة المتخصصة الموجهة لاستخدامات محددة.
  • البرامج التي تساعد الناس على البرمجة.

في الحقيقة أنا أريد أن أذهب لأبعد من هذا، لدي حلم أتمنى أن أحققه أو يحققه أي شخص آخر، أريد أن أرى حواسيب من صنعنا، ليس بالضرورة أن تكون مصنوعة هنا 100% فكل شركات الحاسوب حول العالم لا تفعل ذلك، لكن على الأقل أن نصممها ونختار مواصفاتها وشكلها ونبرمج نظام تشغيلها وكل ما نحتاجه من أدوات.

هذا حلم ليس بعيد المنال، من الناحية النظرية هو سهل ويمكن تحقيقه، من الناحية العملية هناك معوقات كثيرة تقف أمام إنجاز هذا الحلم، لكن ألا يمكن لأي شخص اليوم أن يشتري معدات وأجهزة تساعده على تصميم الجهاز واختباره؟ بالتأكيد هناك الكثير منها وبأسعار في متناول اليد للكثيرين منا، ويمكن لمعظمنا أن يبحث في الشبكة ويتعلم إلى أن يأتي الوقت المناسب له لكي يصنع شيئاً على أساس ما تعلمه.

دعونا نحلم ونتبادل الأفكار، وأنا على يقين بأن هذه الأفكار ستصبح واقعاً ولو بعد حين.

كيف تستفيد من حاسوبك القديم؟

إن كنت تملك حاسوباً قديماً تريد الاستفادة أو التخلص منه فقم أولاً بفعل التالي:

  • قم بتنظيفه من الغبار والأوساخ، خطوة بسيطة تعيد بعض الحياة لحاسوبك، إفعل ذلك للوحة المفاتيح والفأرة أيضاً.
  • إذا كانت هناك أي قطع قديمة غير مفيدة فتخلص منها.
  • هل تستطيع ترقية الجهاز؟ أضف قرصاً صلباً أو ذاكرة بحجم أكبر، أو استبدل مزود الطاقة، أو أضف بطاقة صوت أو بطاقة شاشة إن لزم الأمر.
  • قم بتنظيف القرص الصلب، احذف نظام التتشغيل والبرامج وقبل ذلك خذ نسخة احتياطية من ملفاتك، واحرص على أن تنظف القرص الصلب جيداً، فهناك برامج قادرة على أن تقرأ محتوياته حتى بعد حذفها.

بهذه الخطوات يمكن الآن أن يصبح الجهاز مفيداً لك أو للآخرين، كيف؟

  • استخدمه كحاسوب للتجارب، ثبت أنظمة تشغيل مختلفة، جرب برامج مختلفة، تعلم البرمجة، استهلك وقتك في ألعاب قديمة.
  • خصصه لوظيفة واحدة، الكتابة مثلاً، أو تصفح الشبكة، أو مشغل ملفات صوتية.
  • حوله لحاسوب أطفال، ثبت عليه نظام لينكس بنسخة خفيفة وثبت عليه برامج وألعاب مناسبة للأطفال وهي كثيرة.
  • حوله لمزود مواقع، أو جدار حماية لحواسيبك، أو مزود لإنشاء نسخ احتياطية من ملفاتك.
  • إجعله محطة معلومات سريعة، ثبت برنامج Yahoo! Widgets لعرض المعلومات والصور على الشاشة.
  • إجعله إطاراً للصور، يمكنك فعل ذلك مع الحواسيب المحمولة.
  • هل لديك طرق أخرى؟ شاركنا بها.

إن لم تكن ترغب في استخدامه فلديك خيارات أخرى:

  • قم ببيعه، من الصعب أن تحصل على سعر جيد لحاسوب قديم، نعم أنت اشتريته بثلاثة آلاف درهم، لكنه اليوم لا يساوي أكثرمن 100 درهم.
  • أهده لشخص آخر أو مؤسسة تعليمية أو خيرية.
  • بعه كقطع غيار متفرقة.

إفعل أي شيء به إلا أن ترميه في سلة المهملات.

إقرأ أيضاً:

بهذا أكون قد انتهيت من سلسلة الحواسيب القديمة، السلسلة القادمة ستكون عن ويب 2.0.

الاثنين، 6 أغسطس 2007

حاسوب لكل طفل … ولمعظم الناس

حاسوبنا في هذا الموضوع ليس قديماً بل هو حديث ولم يصل إلى الأسواق بعد، مع ذلك أتحدث عنه لأن أحد زوار هذه المدونة اقترح علي ذلك وهو الأخ "عابر سبيل" وذكر أن الحاسوب يحقق بعض الأفكار التي أتحدث عنها، وهذا صحيح.

حاسوبنا اليوم هو XO-1 الذي سمي بأسماء كثيرة، فهو مشروع OLPC أو One Laptop per Child أو "حاسوب لكل طفل" وقد مر بمراحل تطوير عديدة لكنني لن أخوض في هذه التفاصيل بل سأتحدث عن المشروع كما هو اليوم.

فكرة المشروع مبنية على أساس توفير حواسيب للأطفال في دول مختلفة مثل تايلاند والبرازيل ونيجيريا وغيرها، هؤلاء الأطفال لن يشتروا الحواسيب إنما ستقوم حكوماتهم بفعل ذلك ويفترض أن توزعها على الأطفال مجاناً.

بدأ المشروع بفكرة إنشاء حاسوب يكلف 100 دولار، لكن اليوم سعر الحاسوب يتراوح ما بين 135 إلى 175 دولاراً ويتوقع أن يصل إلى السعر المستهدف في العام المقبل.

منظمة OLPC وضعت خمسة معايير يجب أن يحققها هذا الحاسوب:

  • تقليل استهلاك الطاقة إلى أقل حد ممكن.
  • تقليل تكاليف تصنيع الجهاز إلى أقل حد ممكن.
  • مظهر رائع للجهاز.
  • يجب أن يحوي الجهاز خاصية تجعله كتاباً إلكترونياً.
  • البرامج المستخدمة في الجهاز يجب أن تكون برامج حرة.

المواصفات

عندما صمم الحاسوب وضع في عين الاعتبار أنه سيستخدم في أماكن صعبة، فلا بد أن يعمل الحاسوب بدون أن يتعطل من حرارة الجو أو الغبار، وعليه أن يكون قوياً يتحمل الصدمات لأن من سيستخدمه بشكل أساسي هم الأطفال، وأخيراً يجب ألا يستهلك الحاسوب الكثير من الطاقة لأنه قد يستخدم في أماكن نائية لا تحصل على الكثير من الطاقة أو تكلفة الكهرباء فيها كبيرة.

الحاسوب يعمل بمعالج من نوع Geode من إنتاج شركة AMD وبسرعة 433 ميغاهيرتز، لماذا اختير هذا المعالج؟ لأنه لا يستهلك الكثير من الطاقة وهذا يعني أنه لا ينتج حرارة كبيرة، ويحوي أيضاً معالج بطاقة الشاشة، أو ما يسمى graphics controller وهو الجزء المسؤول عن عرض الصور على الشاشة، هذا يعني توفير المساحة والوقت عند تصميم الجهاز وتخفيض التكاليف.

الشاشة في هذا الجهاز لها فكرة فريدة من نوعها وبحسب علمي ليس لها مثيل، فهي تعمل بنمطين، الأول بدقة عالية وبدون ألوان أو إضاءة خلفية وهو مناسب عندما يستخدم الحاسوب خارج المدرسة حيث تكون الإضاءة الطبيعية قوية كفاية وهو مناسب أيضاً لعرض النصوص بدقة عالية، النمط الثاني هو أقل دقة لكنه يعمل بالألوان وبإضاءة خلفية.

الذاكرة بحجم 256 ميغابايت والقرص الصلب بحجم 1 غيغابايت وهو من يعتمد على تقنية ذاكرة فلاش الثابتة، بمعنى آخر القرص الصلب لا يتحرك أو يدور كما تفعل الأقراص الصلبة في حواسيبنا العادية، هذا مهم جداً لأنه يزيد من قوة تحمل الجهاز، فليس هناك أجزاء متحركة فيه، لا قرص صلب ولا مراوح ولا مشغلات أقراص صلبة أو مشغلات DVD.

يحوي الجهاز أيضاً سماعات وكاميرا مدمجة ولوحة مفاتيح مقاومة للماء ومنفذ لبطاقات SD.

بقي هناك شيء واحد في المواصفات أريد الحديث عنه وهو الاتصال اللاسلكي، إذ أن الجهاز يتضمن شريحة تسمح له بالاتصال بالحواسيب الأخرى من نفس النوع، وهؤلاء جميعاً يكونون شبكة يمكن من خلالها أن يتصلوا بالإنترنت أو يرسلوا في ما بينهم الملفات ويتعاونون على حل الواجبات وممارسة الأنشطة، المميز في هذه الشريحة أنها تستطيع العمل ولو كان الحاسوب مغلقاً ولا تستهلك الكثير من الطاقة، بهذا يمكنها أن تصبح بوابة للإنترنت أو تقوم بتقوية إشارة الاتصال اللاسلكي للشبكة والتي قد يستخدمها أي طالب آخر.

بالطبع هناك تفاصيل أخرى في المواصفات ولا أريد أن أطيل أكثر في الحديث عنها، بشكل عام هذه المواصفات تحقق معيارين من المعايير الخمسة، فهي لا تكلف الكثير وفي نفس الوقت لا تستهلك الكثير من الطاقة.

النظام والبرامج

الجهاز يستخدم نظام لينكس ومجموعة من البرامج الحرة، وقد عدلت هذه البرامج بشكل كبير حتى لم تعد تبدو كالبرامج التي نستخدمها على حواسيبنا، ماذا يعني ذلك؟

هذا الجهاز يحوي واجهة جديدة تسمى Sugar - أليس هذا اسم جميل؟! - هذه الواجهة لا تستخدم فكرة سطح المكتب فهي تركز فقط على المهمات التي يريد أن يقوم بها المستخدم، فإذا أراد أن يرسم فعليه أن يشغل برنامج الرسم الذي ليس له اسم محدد، فهو فقط برنامج رسم، عليه أن يرسم ويحفظ رسمه ويخرج، سيجد في الواجهة الرئيسية أن الملف الذي قام بإنشاءه هناك، لا حاجة لتسميته أو حفظه في مجلد ما.

البرامج نفسها هي نسخ من برامج كبيرة قام المبرمجون بحذف الكثير من خصائصها وتصغير أحجامها وزيادة كفائتها لكي تصبح سريعة وعالية الأداء.

البرامج المتوفرة في الجهاز:

  • متصفح ويب مبني على أساس نفس المحرك المستخدم في فايرفوكس.
  • البريد الإلكتروني يعتمد على خدمة جي ميل من غوغل.
  • برنامج معالجة الكلمات.
  • برنامج دردشة بالنص والصوت.
  • مجموعة من لغات البرمجة، منها لوغو وسكويك.
  • برنامج للأصوات والموسيقى.
  • مشغل ملفات فيديو وملفات صوتية.
  • مجموعة ألعاب وأداة لبرمجة وصناعة الألعاب.

ويأتي الجهاز مع مقالات مختارة من موسوعة ويكيبيديا ومجموعة من الكتب.

بمعنى آخر الجهاز يأتي جاهزاً لكل شيء يحتاجه الطالب والمعلم للبدء في عملية التعلم والتشارك وتنمية المعرفة.

هل تستطيع شراء الجهاز؟

ربما، منظمة OLPC تفكر بطرح الجهاز تجارياً لعامة الناس وإن فعلت سأحرص على شراء واحد لأنه الحاسوب المثالي بالنسبة لي، بالطبع المنظمة ستبيعه بسعر أعلى فإذا قام شخص ما بشراء واحد فإنه في نفس الوقت يقوم بدفع تكاليف جهاز آخر سيستخدمه طفل ما في إحدى الدول الفقيرة.

من ناحية أخرى قامت شركات مختلفة بطرح نماذج لحواسيب محمولة صغيرة تحمل نفس الأفكار لكن تعمل بأنظمة تشغيل معروفة كويندوز ولينكس، منها جهاز Asus Eee ذو الاسم الغريب، ونانو بوك من VIA.

إذا كنتم مهتمين بهذه الأجهزة فاحرصوا على مراسلة هذه الشركات، أخبروهم بأنكم تريدون شراء هذه الحواسيب وأنكم تريدون دعماً للغة العربية في أنظمتها، اعملوا على أن تسمع أصواتكم، بهذا الأسلوب فقط يمكن أن نحصل على أجهزة تناسب احتياجاتنا بدلاً من هذه الأجهزة التي نستخدمها اليوم.

وعلي أن أذكر في النهاية بنقطة مهمة لأنها تكرر دائماً في التعليقات: كل شخص لديه احتياجات مختلفة، أعلم ذلك، وبالتالي سيحتاج كل شخص لحاسوب مختلف، أعلم ذلك أيضاً، في هذه السلسلة لم ولن أدعو "كل الناس" إلى اقتناء نوع واحد من الأجهزة، بل أدعو لتوفير خيارات أكثر لتلبية احتياجات الناس المختلفة.

إقرأ أيضاً:

  • الموقع الرسمي لمنظمة OLPC
  • الويكي الرسمي للجهاز، هنا ستجد تفاصيل كثيرة حول المشروع.
  • LiveCD، يمكنك أن تجرب النظام بنفسك على جهازك، قم بإنزال النظام وضعه على قرص مدمج وقم بتشغيله.
  • Emulating XO، يمكنك أن تشغل النظام من داخل نظام التشغيل الذي تستخدمه عبر محاكي يسمى QEMU.
  • Planet OLPC، مجموعة من مواقع المطورين والمهتمين بالمشروع في مكان واحد.

السبت، 4 أغسطس 2007

حاسوب قديم برنامج قديم

من الأسباب المهمة التي تجعل البعض يحرص على الاحتفاظ بالحواسيب القديمة هي البرامج القديمة، لا زال البعض يفضل أن يستخدم برامج أنتجت قبل عشر أو عشرين عاماً على أن يستخدم أحدث نسخة منها، لا زال البعض يفضل استخدام برنامج WordPerfect لنظام دوس الذي يحمل الرقم 5.1 وظهر في عام 1989م، لا زال البعض يفضل نسخاً قديمة من برنامج الرسم الشهير فوتوشوب والأمثلة كثيرة، لماذا يفعلون ذلك؟ لأسباب مختلفة، لأنهم يرون أن البرامج في الماضي أكثر بساطة وسهولة، لأنهم لا يحتاجون خصائص جديدة، لأنهم لا يريدون دفع المزيد من المال على أجهزة جديدة لكي يستطيعوا تشغيل البرامج الجديدة.

في بعض الأحيان يجبر الشخص على الاحتفاظ بحاسوبه القديم لأن البرنامج لم يعد يطور ولا يمكنه أن يعمل على الحواسيب الجديدة، ولدينا حالة منتشرة هنا تتمثل باحتفاظ الناس بحواسيب قديمة من نوع ماكنتوش لكي يشغلوا برنامج هيابركارد.

بالطبع هناك الكثير من الناس يحتفظون بحواسيب ماكنتوش لأسباب أخرى، لكنني أركز هنا على من يفعل ذلك لكي يشغل برنامج هايبركارد، هذا البرنامج الذي سبق أن كتبت عنه هو عبارة عن بيئة برمجة بسيطة جداً يمكن أن تجعل أي شخص يبرمج برامجه الخاصة.

الناس يستخدمون الحاسوب اليوم كآلة حاسبة كبيرة الحجم أو آلة كاتبة غالية الثمن، لكن البرمجة تجعله أكثر من مجرد آلة حاسبة أو كاتبة، وقد كانت الحواسيب في الماضي تأتي مع لغات برمجة وكتيبات برمجة، وكانت مجلات الحاسوب توزع البرامج وتكتب عنها وتحللها وتنظم مسابقات لأفضل برامج الهواة وكان الناس يتبادلون هذه البرامج بشتى الطرق المتوفرة لهم.

أين نحن من كل هذا اليوم؟ نعم يستطيع المرء منا أن يبحث عن كتب برمجة ولغات برمجة ويبدأ في التعلم والإنتاج، لكن هذا ليس بكاف، تصور أن حاسوبك يأتي مع لغة برمجة جاهزة عندما تقوم بتشغيله ويأتي أيضاً مع كتيبات مفصلة سهلة الفهم تعلمك البرمجة، ألا يشجعك ذلك على محاولة إنتاج برنامج تحتاجه بدلاً من استهلاك برامج الآخرين؟

لدي يقين بأن الناس يمكنهم البرمجة وهايبركارد دليل على ذلك، في هايبركارد لا يحتاج الشخص العادي إلى أن يدخل في تعقيدات لغات البرمجة فكل شيء ينجز من خلال واجهة استخدام سهلة، وإذا أراد إضافة خصائص متقدمة فهناك لغة برمجة سهلة وتتكون من كلمات إنجليزية سهلة لا من رموز وأوامر غريبة.

من يقرأ عن قصص الناس مع هذا البرنامج يستغرب من تنوع إنجازاتهم، فهناك من قام ببرمجة نظام إدارة عيادة أسنان بالكامل وهو طبيب أسنان وليس مبرمجاً، هناك من قام ببرمجة قواعد بيانات وبرنامج نشر على الويب وبرامج محاسبة وألعاب وغيرها.

للأسف شركة أبل لم تطور البرنامج ثم أوقفت بيعه، ومن يملك نسخة قديمة منه يستطيع تشغيلها على أي حاسوب من حواسيب أبل ما دام أنه يعمل بمعالجات PowerPC التي تخلت عنها أبل قبل عام لصالح معالجات من شركة إنتل.

وللأسف أيضاً لم تقم أبل بطرح البرنامج برخصة حرة تمكن الناس من تطويره وتحديثه ليتناسب مع الحواسيب الجديدة، وبذلك لم يعد هناك أي خيار لمن يريد تشغيل برامج هايبركارد سوى أن يحتفظ بحاسوب قديم من أبل أو يتخلى عنها ليبحث عن أداة جديدة، لكن مستخدمي هايبركارد يصرون على أنه برنامج متميز لا مثيل له اليوم.

دور البرامج الحرة

شركات البرمجة قد تموت وتأخذ معها برامجها التي يعتمد عليها بعض الناس، هؤلاء الناس لن يكون لديهم أي خيار سوى أن يعتمدوا على آخر نسخة من البرنامج أو التخلي عنه لصالح برنامج آخر، لكن لو أصبح البرنامج حر فيمكن لأي شخص أن يكمل تطويره، هذه إحدى مشاكل البرامج التجارية.

المشكلة الثانية تكمن في بعض الشركات التي تقتل البرامج متعمدة كما فعلت أبل مع هايبركارد، لماذا فعلت ذلك؟ لا أحد يستطيع أن يجزم بشيء هنا، والمشكلة أن الناس لا يستطيعون فعل شيء، فلا البرنامج حر ليتمكنوا من تطويره وتوزيعه ولا أبل قامت بتطويره لذلك البعض يجبر على أن يحتفظ بحاسوب قديم من أجل فقط تشغيل هذا البرنامج.

مشكلة ثالثة تكمن في صيغ الملفات، ومستخدمي مايكروسوفت أوفيس يعرفون هذه المشكلة، فبعضهم أجبر على تحديث البرنامج فقط لكي تصبح ملفاته متوافقة مع ملفات الآخرين، مع كل نسخة من أوفيس تظهر مشكلة عدم توافق النسخ القديمة من البرنامج مع النسخ الجديدة.

البرامج الحرة لا تفعل ذلك لأنها لا تحتاج إلى احتكار المستخدمين بل هي تحرص على التوافق بشكل كبير لكي تعطي الحرية الكاملة للمستخدم.

البرامج الحرة دورها أهم بكثير من مجرد أنها تكون مجانية ومفتوحة المصدر، فهي تستطيع أن تحقق الاستقرار للمستخدم والحرية من ناحية أنه لا يوجد شخص أو شركة تستطيع التحكم بمصير البرامج التي يستخدمها، بل من يفعل ذلك هو مجتمع البرامج الحرة الذي يستطيع أي شخص أن ينضم له ويشارك في تطوير البرامج.

إضافة: برنامج عن هايبركارد، شاهد مبرمجي البرنامج يتحدثون عنه ويشرحون خصائصه.