الأربعاء، 20 يونيو 2007

ما هي أسباب الاحتباس الحراري؟

الاحتباس الحراري أو ما يسميه البعض تغير المناخ أو كارثة المناخ يمكن تعريفه ببساطة بأنه ارتفاع درجات الحرارة في الأرض والتي يظن البعض أنها تتسبب في كوارث بيئية وبالتالي كوارث إنسانية، تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة ليس موضوعاً قابلاً للجدال لأنه بالفعل يحدث، درجات الحرارة تقاس كل يوم وتقارن بما سجل في السنوات الماضية وبالتالي هي حقائق تسجل وليست تخمينات قابلة للنقاش.

المشكلة ليست في ارتفاع درجات الحرارة، بل في سبب هذا الارتفاع، وسائل الإعلام والمهتمون بالبيئة يقولون بأن التلوث الذي يتركه الإنسان من استهلاك مختلف المواد هو السبب الرئيسي في ارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما كنت شخصياً مقتنعاً به حتى وقت قريب، لأنني مثل بقية الناس كنت أردد ما يقولونه، كنت أظن أن جمعاً من العلماء ومناصري البيئة لا يمكن أن يكونوا مخطئين، لكنني تراجعت عن ذلك، وسأوضح لماذا.

لكن قبل التوضيح أشدد على أنني أشجع على فعل أي شيء لحماية البيئة، سواء كانت هناك مشكلة احتباس حراري أو لم تكن، لا بد من أن نقلل استهلاكنا ونحافظ على الموارد المتوفرة لنا ونستهلكها بذكاء وبدون أن ندمر البيئة من حولنا، ديننا يشجع على عدم الإسراف وعلى نظافة كل شيء من حولنا.

ما المشكلة إذن؟ المشكلة علمية بحتة، هل الإنسان هو السبب في الاحتباس الحراري أم أن هناك عوامل أخرى مؤثرة؟ قد يرى البعض أن الأمر بسيط لكنه بالنسبة لي ليس بسيطاً لأن هذه القضية أصبحت مؤثرة في السياسة والاقتصاد ومؤثرة حتى على مستقبل ملايين الناس في مختلف دول العالم.

في البداية علينا أن نتفق على أن الأكثرية قد تكون على خطأ، قد يتفق ألف عالم على قضية علمية واحدة ثم يتبين لنا أنهم أخطأوا، هذا أمر وارد، وأن يقول شخص ما "علينا أن نؤمن بهذه القضية لأن الجميع يفعل ذلك" هذا ليس بأسلوب علمي.

ثم هناك أساس للخلاف العلمي، منع الناس من أن يبدوا آرائهم المختلفة ليس أسلوباً علمياً في الحوار، محاربة من يقول رأياً مخالفاً كذلك ليس أسلوباً علمياً، الأسلوب العلمي هو أن نأتي بأدلة وببيانات ومعلومات تؤيد هذه الأدلة، وإن اختلفنا فعلينا أن نحترم هذا الاختلاف ولا نتهم الطرف الآخر بأنه عميل لشركة أو لحكومة أو أنه قال رأيه من أجل المال.

لماذا أقول ذلك؟ لأن مؤيدي نظرية الاحتباس الحراري أصبحوا حركة سياسية مؤثرة في سياسات الدول، وهم يحدثون تأثيراً إيجابياً في بعض النواحي وسلبياً في نواحي أخرى معتمدين على نظرية كنت أظن في الماضي أنها صحيحة والآن يتبين لي أن أسسها العلمية هشة ويمكن أن نشكك فيها وبشكل كبير.

ما الذي غير رأيي؟ فيلم شاهدته اسمهThe Great Global Warming Swindle أو الخديعة الكبرى للاحتباس الحراري، في هذا الفيلم رأيت علماء يذكرون بعض الحقائق والأدلة العلمية ثم يتحدثون عن التأثير السياسي لنظرية الاحتباس الحراري.

حقائق سريعة

الفيلم يذكر الكثير من الحقائق، وهذا تلخيص سريع لبعضها:

  • الغلاف الجوي مكون من غازات كثيرة، ثاني أوكسيد الكربون يشكل 0.035% من هذه الغازات فقط!
  • مصادر غاز ثاني أكسيد الكربون كثيرة، ما ينتجه الإنسان جزء بسيط منها، إذ أن البراكين والبحار والمخلفات العضوية للحيوانات والنباتات تشكل المصدر الأساسي لهذا الغاز.
  • المناخ يتغير دائماً وليس بثابت، تغير المناخ أمر طبيعي، وفي القرون الماضية هناك أدلة على أن حرارة الأرض كانت أكبر من حرارتها اليوم.
  • في القرن العشرين كان هناك ارتفاع لدرجة الحرارة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية مع أن الصناعة وما تصدره من غازات لم تكن مؤثرة.
  • بعد الحرب العالمية الثانية ومع ازدهار الصناعة وازدياد التلوث الذي يتسبب فيه الإنسان انخفضت درجات الحرارة ولأربعين عاماً، مع أن نظرية الاحتباس الحراري تقول العكس، مع ازدياد التلوث تزداد الحرارة، فلماذا حدث العكس؟
  • هناك علماء يقولون بأن ارتفاع الحرارة هو الذي يتسبب في ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون وليس العكس، ولديهم أدلة علمية على ذلك متمثلة في تحليل محتويات طبقات عميقة من الثلج والتي تسجل مستويات ثاني أكسيد الكربون والحرارة لمئات السنين.
  • الشمس تؤثر على حرارة الأرض وخصوصاً عندما تظهر البقع الشمسية، كلما ازداد عدد البقع الشمسية ازدادت الحرارة.
  • المحيطات تبث غاز ثاني أكسيد الكربون أو تخزنه حسب حرارتها، لكن هذا لا يحدث سريعاً إذ أن المحيطات تحتاج إلى مئات السنوات لكي تظهر ردة فعلها، فهي كبيرة وعميقة، وإذا كانت اليوم تفعل شيئاً ما فهذا بسبب شيء حدث قبل مئات السنين وليس ردة فعل مباشرة لشيء حدث قبل أيام.

هناك علاقة معقدة بين الأشعة الكونية والسحب والشمس والبقع الشمسية والمحيطات، لا يمكن بعد كل هذا أن يقول أحدهم أن الإنسان وحده هو السبب في ارتفاع الحرارة أو حتى السبب الرئيسي.

مع ذلك الفيلم لا يخلو من الأخطاء، فهل نستطيع الاعتماد عليه لوحده؟ بالتأكيد لا.

مع أو ضد؟

لا يملك الإنسان العادي غير المتخصص في هذا المجال إلا أن يقر بأنه لا يعرف هل الاحتباس الحراري سببه الإنسان أم الطبيعة، وتزداد حيرته عندما يسمع آراء العلماء المختلفة، أضف إلى ذلك تعقيد السياسة حتى تصبح القضية كالعصيدة!

الفيلم الذي شاهدته لا يخلو من الأخطاء لكن فيه جزء مهم من الحقيقة، وحماة البيئة لديهم أيضاْ جزء من الحقيقة، شخصياً لا يهمني من المتسبب في الاحتباس الحراري لأن الحفاظ على البيئة بالنسبة لي قضية منفصلة بحد ذاتها وأنا أحاول أن أحافظ على البيئة بالقدر المستطاع، لكن ما يهمني هو الحقيقة وما نفعله على أساس هذه الحقيقة.

إقرأ المزيد:

الثلاثاء، 19 يونيو 2007

كيف نستفيد … لا كيف نستخدم

الأخ محمد بشير النعيمي طرح موضوعاً بعنوان لماذا غياب التدوين التقني العلمي والذي تحدث فيه عن شيء كنت أريد الكتابة عنه منذ وقت طويل.

في مواقعنا العربية سواء كانت هذه المواقع مدونات أو منتديات أو حتى القسم العربي من ويكيبيديا، ألاحظ أن الجانب النظري من العلوم هو الغالب على محتويات هذه المواقع، أو لأكون أكثر دقة، العلوم الإنسانية والأدب والسياسة وغيرها، بينما العلوم التطبيقية لا تجد نفس القدر من الاهتمام.

شخصياً أرى أن الاهتمام بالعلوم التطبيقية أكثر أهمية من الحديث في السياسة والاقتصاد، نستطيع أن نرتقي بتكوين مجتمعات حول العلوم التطبيقية، نستطيع أن نرتقي ونتقدم ونتعاون بأن نتعلم ونشارك الآخرين بمعارفنا، لكن ما إن ندخل السياسة من الباب حتى يخرج الأدب والعلم وكل شيء جميل من الشباك، وسنتفرق ونختلف ونتخلف.

ثم نأتي لمشكلة بعض المواقع والمدونات العربية المهتمة بالتقنيات، الكثير منها مجرد مواقع إخبارية تنقل لنا الأخبار، وهذا أمر مفيد بعض الشيء إذ أن الأخبار تفقد قيمتها بعد مدة ولا تعلم المرء شيئاً ولنكن صريحين، وسائل الإعلام العربية تسوق الشركات أكثر مما تنقل الخبر، وتمجد الشركات الكبرى أكثر مما تحلل وتبحث عن الحقيقة من بين ركام حملات التسويق.

ما نحتاجه في المواقع العربية التقنية هو إجابة هذا السؤال "كيف نستفيد من التقنيات والعلوم؟" لا تشرح لي كيف أستخدم ويندوز لأن هناك مليار مقالة وكتاب حول ذلك، لا أريدك أن تشرح مايكروسوفت أوفيس لأنك لن تقدم شيئاً جديداً إن فعلت ذلك، لا بأس أن تتحدث عن نظام تشغيل آخر لم يحضى بنفس القدر من الاهتمام، لا بأس أن تتحدث عن تقنيات لا يعرفها الكثير من الناس، والأفضل أن تتحدث عن كيفية الاستفادة من كل هذه التقنيات، الأفضل أن تتحدث عن كيفية كتابة سيرة ذاتية باستخدام أوفيس أو أي برنامج آخر، أو كيف أكتب كتاباً أو أقوم بإنشاء ميزانية شخصية أو أطور نظام محاسبة بسيط للأعمال التجارية الصغيرة.

كيف يمكن للشخص العادي غير المتخصص أن يستخدم التقنيات ليطور نفسه ويزيد من إنتاجيته ويتواصل مع الآخرين؟ هذا هو المهم.

قد يقول شخص ما: لكن المواطن العربي لا يريد ذلك، هؤلاء يبحثون عن الإثارة والجدل، إطرح موضوعاً بعنوان مثير وستجد الناس انقسموا بين فريقين وهناك بعض العقلاء الذين لا يهتمون بأي فريق لكن أصواتهم تذهب مع الريح فلا يستمع لهم أحد.

أعلم ذلك وأفهمه وألاحظه، ما الحل؟ نسكت ولا نكتب أو نتحدث؟ لا نبذل ولا نعطي؟ هل هذا هو الحل؟ ألا نفعل شيئاً؟ إن لم نفعل شيئاً فنحن نساهم في تفاقم المشكلة ونحن جزء من المشكلة لا جزء من الحل، وألاحظ البعض يتفنن في جلد الذات فالعرب لديه متخلفون لا أمل لهم، ولكي أكون صريحاً، إن كنت من هذه الفئة فأتمنى ألا تضيف أي تعليق في مدونتي، لأنني أكره اليائسين وأعتبرهم مرضى ومرضهم معدي.

نعم واقعنا صعب، نتحدث عنه كثيراً ثم لا نفعل شيئاً، شخصياً وفي ظروفي الحالية كل ما أستطيع فعله هو أن أقرأ وأتعلم ثم أنقل ما فهمته للآخرين عبر هذه المدونة، لو كان بإمكاني فعل المزيد لفعلت، لا أقول هذا تفاخراً أو تكبراً على الآخرين، لأنني قلت مراراً وتكراراً أنني لست مبرمجاً وأنني كنت جاهلاً بكل عالم التقنيات وأنني كنت قبل سنوات قليلة لا أعرف حتى معنى HTML، أقول هذا لكي أذكر الجميع بأننا نستطيع أن نتعلم ونعلم الآخرين.

فهذا رجاء حار لكل من لديه شيء من المعرفة، قدم ما لديك ولو كان قليلاً، ربما أنت متفوق في الرياضيات، أنا بحاجة إلى تعلم الرياضيات، فهل لك أن تعلمني وتعلم الآخرين؟ لعلك تعرف البرمجة وتتقنها، أتمنى أن تعلمني والآخرين، ربما أنت ماهر في الإلكترونيات أو الصناعات اليدوية كالنجارة والخزف وغيرها، علم الناس.

ولدينا وسائل مختلفة اليوم، يمكنك أن تعلمهم بالكتابة أو بالصوت أو بالفيديو، يمكنك أن تنظم دورات وورشات عمل، لكن الأهم من كل هذا هو أن يكون لديك رغبة حقيقية في تعليم الناس.

هل من مستمع؟

حلول وأفكار

  • الأخ محمد النعيمي اقترح أن تهتم فهارس التدوين بالمدونات التقنية أكثر، شخصياً أرى أن يقوم شخص ما بإنشاء فهرس للمدونات العلمية والتقنية فقط، لا للسياسة ولا لأي شيء آخر، فقط العلم والتقنيات.
  • ضع روابط لمدونات ومواقع تقنية عربية، قد تكون هناك مواقع عربية لم أطلع عليها، لذلك أخبرنا عنها.
  • بما أننا في الإجازة الصيفية، هل تستطيع أن تكتب مقالة أو مقالات تعليمية؟ أريدها من نوع "كيف نستفيد من هذه التقنية أو هذا البرنامج" وليس من نوع "كيف نستخدم" لأن الفرق بين نستفيد ونستخدم كبير.
  • إن كنت مهتماً بالتقنيات فأخبرنا كيف يستخدم الناس من حولك هذه التقنيات، معرفتنا بذلك ستساعدنا على تقديم أشياء تناسب الواقع.
  • هل من حلول أخرى؟

أتمنى لو أن لدي ثروة صغيرة، لقمت بتخصيص جائزة كبيرة لمن يقوم بتأليف كتب حرة مجانية وغنية بالمفيد حول العلوم والتقنيات.

الاثنين، 18 يونيو 2007

ساعات العمل … موضوع خطير!

لي صديق يعمل إعلامياً لصالح مؤسسة رياضية، وله نشاط جانبي متمثل في عمل التحقيقات وكتابة المقالات ونشرها في المجلات والصحف، أغبط صديقي على وظيفته هذه لأنه أولاً يحبها ولأنه يجد فرصة للسفر لدول مختلفة لتغطية الأخبار.

اتصل بي بالأمس يسأل عن أناس يعملون في الدوائر المحلية في أبوظبي ولديهم الشجاعة الكافية لإبداء آرائهم حول ساعات العمل مع وضع أسمائهم وصورهم في الصحيفة، يسألني عن هؤلاء لأنه حاول إقناع البعض بأن يضعوا أسمائهم فلم يرضوا خوفاً من "المشاكل" التي لم يفصحوا عنها، حتى الأحرف الأولى لا يريدون وضعها بل يريدون الاكتفاء بصفة "مجهول" وهم يتحدثون بشجاعة عن ساعات العمل، لكن ما إن يصلوا إلى موضوع الصورة والاسم حتى تجدهم يتراجعون.

قد يقول أحدكم: معهم الحق في أن يخافوا لأننا في العالم العربي، أقول: لا تنسى أننا في الإمارات، نحن لسنا في هذه الدولة أو تلك والتي لا تريد فيها الحكومات سوى التبجيل التام لكل شيء تفعله الحكومة، نحن لدينا مساحة واسعة لإبداء الآراء ويمكن لأي شخص أن يبدي رأيه في موضوع أقل من عادي وبسيط مثل ساعات العمل.

مشكلتنا أننا نخاف من ظلنا، نخاف من أشياء ننسجها في خيالنا، نخاف وننسى مبادئ أساسية لو تذكرناها جيداً وكنا مؤمنين بها لما خفنا من شيء، ألسنا مسلمين؟ ألا نؤمن بأن الله هو الرازق وأن الله وحده يحي ويميت؟ فإن كانت أرزقنا بيد الله، وأرواحنا بيد الله عز وجل فلم نخاف من عبيد الله؟ أستغرب هذا كثيراً.

جزء كبير من مشاكلنا تنبع من أنفسنا، لا الحكومات ولا الغرب ولا وضعنا الاقتصادي والسياسي، نحن فقط سبب المشكلة ونحن العلاج إن أردنا أن نعالج شيئاً.

وهذا نداء للأخوة في الدوائر المحلية لأمارة أبوظبي، إن كنت أحدهم فاكتب رداً هنا أو راسلني لأن صديقي يبحث عن شخص شجاع مقدام يستطيع أن يقول رأيه حول موضوع خطير جداً يسمى ساعات العمل.

الجمعة، 15 يونيو 2007

ماذا بعد افتتاح خدمة الويب؟

فكرت وخططت لخدمة ويب 2.0 عربية، أردت أن تكون هذه الخدمة بديلاً للخدمات الأجنبية المتوفرة، أو ربما أردت أن تكون أول من يقدم هذه الخدمة في العالم العربي، قمت بإنشاء الموقع، أعلنت عنه وجاء الناس يستخدمون ما قدمته لهم، هل انتهت القصة هنا؟ بالتأكيد لا، لأننا ما زلنا في البداية.

المواقع مثل الروايات الطويلة جداً، التخطيط لها وإنشاءها يأخذ وقتاً طويلاً لكن عند افتتاحها لا يهم الناس كلهم ماذا حدث قبل ذلك، لأن موقعك بدأ رحلته ولن تنتهي إلا إذا قررت أنت ذلك، وهذا القرار يأتي بصور مختلفة:

  • عدم تطويرك للموقع بعد الافتتاح يعني أنه ميت.
  • عدم تسويقك للموقع يومياً.
  • لا توجد طريقة للتواصل الصريح المباشر بينك وبين مستخدمي الخدمة.
  • عدم وجود أهداف واضحة لما سيقدمه الموقع أو أهداف واضحة لمستقبل الموقع.
  • عدم حرصك على تعليم المستخدمين كيفية الاستفادة من الخدمة.

كل هذه المؤشرات تعني أن من قام بإنشاء الخدمة غير مهتم بتطويرها وهناك احتمال كبير أن تتوقف الخدمة في مكانها لأشهر أو سنوات بينما المنافسون يتحركون لإضافة شيء جديد بين حين وآخر.

وجود هذه المؤشرات في أي خدمة تدفعني لعدم الثقة بها، سواء كانت عربية أو أجنبية، ربما أجربها لكنني بالتأكيد لن أستخدمها.

افتتاح الموقع مجرد بداية وما بعد الافتتاح هو الأهم، لأن التطوير المستمر والتواصل مع المستخدمين سيضمن لك بقائهم وازدياد شهرة الموقع يوماً بعد يوم، وإن لم تفعل ذلك سيتوقف الموقع في مكانه.

ماذا أعني بالتطوير؟

أعني أن تقوم بتصحيح الأخطاء الصغيرة في الموقع لتجعله أكثر سهولة، وأن تضيف بعض الخصائص الصغيرة التي تجعله أكثر فائدة، وأن تعدل في تصميمه بعض التفاصيل الصغيرة ليصبح أكثر جمالاً وأكثر وضوحاً.

إذا كنت تملك خدمة ويب أن تفكر بإنشاء واحدة فقم بعمل التالي:

  • أكتب عشرة خصائص كبيرة يمكن أن تضيفها للموقع.
  • وعشرة أخرى للخصائص الصغيرة التي ستحسن الموقع قليلاً.
  • وعشرة أخطاء أو مشاكل يجب أن تعالجها بأسرع وقت.

مثل هذه القائمة يمكنها أن تكون دليلاً لخط سير الموقع خلال الأشهر أو السنوات القادمة، وتبقي الموقع حياً وتزداد ثقة المستخدمين به، أما عدم التطوير فهو يعني الموت ببطء.

المسؤولية الأخلاقية

أتذكر في الماضي كيف كانت العديد من المواقع العربية تقدم خدمة البريد الإلكتروني، ثم جاءت المنتديات والمدونات وخدمات رفع الصور والملفات وغيرها، إن كنت تملك مثل هذه الخدمة فعليك أن تتذكر التالي:

  • لا يحق لك بأي صورة أن تنتهك خصوصيات مستخدمي الخدمة، هم وثقوا بك وأنت عليك ألا تخون هذه الثقة بأي شكل.
  • الصدق والصراحة في التعامل مع المستخدمين هو الأسلوب الوحيد المقبول عندم تعاملك مع المستخدمين، لا للكذب والخداع وإخبارهم بأنصاف الحقائق.
  • إن كنت شخصاً واحداً فبين للناس ذلك، وإن كنت تعمل من خلال شركة فتعامل مع الناس بشكل شخصي وذكرهم بأنك تعمل في شركة، لكن لا تحاول أن توهمهم أنك شركة يعمل فيها فريق من الموظفين في حين أنك شخص واحد.
  • إن كنت مضطراً إلى إيقاف الخدمة فعليك أن تخبر المستخدمين قبل فترة كافية من فعل ذلك - ثلاثة أسابيع على الأقل - وتوفر لهم طريقة لإنشاء نسخة احتياطية من البيانات التي وضعوها في الموقع.

أهم نقطة: إن لم تكن مستعداً لتحمل المسؤولية أو لا تجد رغبة في تطوير الخدمة فعليك من البداية ألا تقوم بإنشائها.

الثلاثاء، 12 يونيو 2007

ما الفرق بين tag والكلمات الأخرى؟

عندما تقرأ عن HTML في المواقع الأجنبية ستمر بثلاث كلمات لها معاني مختلفة لكنها متقاربة، وهي tag وattribute وelement، وهي تسبب الكثير من سوء الفهم لأن المواقع لا تشرح بشكل جيد ما الفرق بين هذه الثلاثة.

معظم أوامر HTML لها أسلوب موحد في كتابتها، مثال:

<p>هذه فقرة هنا.</p>

كل أوامر HTML تبدأ بعلامة أصغر من ">" ثم الأمر، وهنا كتبت أمر p والذي يعني paragraph أو فقرة، ثم وضعنا علامة أكبر من "<"، هذا الأمر يسمى وسم وهو وسم البداية، ثم وضعنا محتويات الفقرة، بعد ذلك كررنا نفس الأمر الذي وضعناه في البداية مع إضافة علامة / قبل الأمر وهذا يسمى وسم النهاية.

أمر HTML يسمى tag وترجمته إلى العربية هي "وسم" لكنني غير مقتنع بها وأظن أننا قادرون على إيجاد بديل أفضل، حتى ذلك الوقت سأستخدم كلمة وسم.

في المثال وضعنا وسم البداية "start tag" ثم المحتويات ثم وسم النهاية "end tag" ومن بينهما المحتويات، كل هذا يسمى element.

ماذا عن attribute؟ لنعد إلى المثال الأول، سنضيف إليه ما يسمى attribute:

<p class="xyz">هذه فقرة هنا</p>

يمكن ترجمة attribute إلى خاصية، وهنا استخدمنا خاصية تسمى class ثم وضعنا لها قيمة xyz، بالطبع هناك العديد من الخصائص في HTML وهذا مجرد مثال فقط.

لنلخص الموضوع:

  • كلمة tag تعني وسم، وهي أوامر HTML والتي تكون بهذا الشكل <p> في البداية وبهذا الشكل </p> في النهاية.
  • كلمة elements وتعني بترجمة حرفية "عنصر" تشمل وسم البداية ووسم النهاية والمحتويات بينهما.
  • أما attribute فهي الخصائص التي قد يحويها أي وسم.

هل اتضحت الصورة؟ لا أشعر بأنني شرحت الموضوع بشكل جيد، للاستزادة إقرأوا عن هذا الموضوع في ويكيبيديا.

تحديث: هذه صورة توضح كل ما تكلمت عنه في هذا الموضوع، والشكر للأخ أيمن:

صورة توضيحية لعناصر HTML

الاثنين، 11 يونيو 2007

يوم بلا برامج حرة

تصور أنك استيقظت في صباح يوم جميل وشغلت التلفاز لتستمتع بنكد الأخبار حول العالم، وبدأت تدرك أن هناك خبر غريب إذ أن مذيع الجزيرة يتحدث عن اختفاء البرامج الحرة والمفتوحة المصدر، كلها توقفت عن العمل واختفت من الوجود فجأة وبدون سابق إنذار، كيف سيكون العالم من حولك؟

  • معظم مواقع العالم لن تعمل، لأنها تعتمد على مزود أباتشي، حسب الإحصائيات 60% من المواقع تعتمد عليه.
  • هناك مواقع لا تستخدم أباتشي مع ذلك لن تعمل لأنها تستخدم برنامج يسمى BIND لإدارة ما يسمى DNS، لا داعي لأن تفهم ماذا تعني هذه الأشياء، المهم أن المواقع التي تعتمد على BIND ستتوقف.
  • غوغل وياهو والكثير من خدمات ويب 2.0 ستتوقف عن العمل تماماً لأنها تعتمد على برامج حرة.
  • موسوعة ويكيبيديا ستتوقف.
  • ملايين المواقع ستتوقف لأنها تعتمد على لغات برمجة حرة مثل PHP، بايثون، روبي، وقواعد بيانات حرة مثل MySQL.
  • لن أكون مبالغاً إن قلت أن معظم أجزاء شبكة الويب ستنهار.

لم يعد من المجدي الحديث عن فائدة البرامج الحرة، أو هل علينا استخدامها أم لا، لأنها بالفعل مفيدة ولأننا نستخدمها ولو بشكل غير مباشر، السؤال هنا: كيف نستفيد منها؟

المصدر: A Day Without Open Source، بعد أن قرأت مقالة صاحب المدونة رأيت أن أنقل ما قاله مع بعض الإضافات البسيطة.

الأحد، 10 يونيو 2007

أعمالي

موقع جديد يسمى أعمالي، لم يبدأ العمل بعد، لكن يمكنك أن تضع بريدك الإلكتروني لإعلامك بموعد افتتاح الخدمة، والتي هي كما يبدو لي عبارة عن مكان لعرض الخبرات وطلبها، بمعنى آخر، الموقع موجه لفئتين، الأولى هم من يملكون خبرات في أي مجال، هؤلاء يضعون أسمائهم وخبراتهم، والفئة الثانية هي الباحثة عن أشخاص مؤهلين لإنجاز أعمال محددة.

ملاحظة: لا علاقة لي بالموقع من قريب او بعيد، أحببت فقط أن أشير له.

الجمعة، 8 يونيو 2007

كتاب: The New New Thing

قبل خمس أو ست سنوات قرأت هذا الكتاب ولم أكن في ذلك الوقت أجيد قراءة اللغة الإنجليزية بنفس مستواي اليوم، كنت في الحقيقة أتصارع مع الكتاب لأنني أقرأه ببطئ وعلى يميني قاموس المورد الذي أستخدمته في البداية لفهم كل كلمة لا أعرف معناها، ثم توقفت عن فعل ذلك وبدأت في قراءة الكتاب وأنهيته سريعاً، لعله أول كتاب إنجليزي قرأته بالكامل، واليوم أقرأه مرة أخرى لأشعر بأنني لم أقرأه من قبل فالفرق كبير جداً بين هذه السنوات، كيف تعلمت اللغة الإنجليزية خلال هذه المدة؟ بالكثير من القراءة وارتكاب الأخطاء السخيفة.

هذا الكتاب يتحدث عن قصة رجل ساهم في تغيير عالم التقنيات، فقد ساهم في إنشاء الشركة التي جعلتنا نشاهد الأفلام ثلاثية الأبعاد والمؤثرات الخاصة التي ينتجها الحاسوب، وساهم في تطوير المتصفحات بأن أسس أول شركة تبيع متصفح ويب، ثم ساهم في شركات أخرى جعلته من أصحاب الملايين، لنقرأ قصة جيم كلارك.

ولد جيم في قرية صغيرة تسمى بلاينفيو بولاية تكساس في عام 1944م، لم تكن أسرته مستقرة وقد كان يعيش مع أمه في وضع مالي صعب، لم يكمل الدراسة وخرج من قريته ليعمل في البحرية الأمريكية.

هناك عرف جيم أن قريته الصغيرة ليست المكان الأسوأ في العالم ففي الجيش جرب الذل والهوان واحتقار الآخرين، وتعلم هناك أن الانتقام قد يكون دافعاً قوياً لكي يتفوق المرء على الآخرين.

في البحرية ظهر نبوغ جيم عندما كان يدرس هناك وقدم امتحان رياضيات وحصل على أعلى علامة في الفصل، أعيد الامتحان له لأنهم لم يصدقوا النتيجة الأولى ونجح في الاختبار الثاني فتأكدوا من تفوقه في الرياضيات، ولم يكن جيم نفسه يرى نفسه متفوقاً إذ أن مهارته في الرياضيات بالنسبة له طبيعية جداً.

بدأ جيم يتعلم في الفصول المسائية لجامعة تولاين وخلال ثمانية سنوات حصل على شهادة البكالريوس والماجستير في الفيزياء وحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الحاسوب، وحصل على عمل في جامعة كاليفورنيا ثم جامعة ستانفورد.

في هذه الأعوام استطاع جيم ابتكار طرق لتسريع عرض الرسومات ثلاثية الأبعاد على شاشات الحاسوب، في الوقت الذي كانت فيه الحواسيب الشخصية مجرد ألعاب للهواة.

خرج جيم من جامعة ستانفورد ليؤسس شركة سيليكون غرافيكس المتخصصة في إنتاج محطات العمل التي كانت في ذلك الوقت حواسيب مميزة بالفعل من ناحية الشكل والأداء، واستطاعت هذه الشركة خلال سنوات قليلة أن تجعله من أصحاب الملايين.

كان جيم لا يعير الماضي أهمية فما حدث في الأمس لم يعد مهماً بقدر ما يريد أن يقوم بفعله في الغد، هكذا بدأ التفكير في إنشاء شركة تجعله من أصحاب البلايين، فهو ليس رجل أعمال أو إدارياً محترفاً بل هو إنسان يريد أن يصبح الأغنى والأشهر والأقوى، وهو لا يحب الثبات فكل شيء يجب أن يتغير نحو الأفضل وعليه هو أن يفكر كيف يفعل ذلك بطريقة تجعله أكثر غناً، لم يكن جيم يخفي طمعه في المزيد من المال.

في التسعينات وصلت علاقة جيم بإدارة سيليكون غرافيكس إلى طريق مسدود فقد كان شديد الانتقاد لمدير سيليكون غرافيكس الذي أتقن بيع وتسويق منتجات الشركة لكنه فشل في رؤية المستقبل وتطوير منتجات المستقبل، وقبل أن يخرج جيم من الشركة بسنوات توقع أن تنخفض أسعار الحواسيب الشخصية وتزداد قوتها وتسيطر مايكروسوفت على سوق أنظمة التشغيل لينهار سوق سيليكون غرافيكس وهذا ما حدث بالضبط، جيم توقع هذا قبل أن يراه الجميع.

خرج جيم من سيليكون غرافيكس وبدأ يبحث عن الشيء الجديد الذي سيغير العالم، فوجد ضالته في متصفحات ويب التي كانت وقتها شيئاً جديداً فقام بإنشاء شركة نيتسكيب التي بدأت حمى شركات الدوت كوم، وهي شركات تعد بأنها ستكون مربحة وذات قيمة عالية مع أنها في الواقع لا تملك نموذجاً جيداً لأعمالها ولا تملك فكرة عن كيفية جني الأرباح، مع ذلك كانت أسواق الأسهم ترحب بهذه الشركات وبأسعار أسهمها الخيالية.

نيتسكيب جعلت من جيم من أصحاب البلايين أو بالأحرى صاحب بليون واحد، ومرة أخرى توقع جيم أن تقوم مايكروسوفت بتدمير نيتسكيب وهذا ما فعلته إذ هددت مايكروسوفت شركات تصنيع الحاسوب ولم تتعاون مع نيتسكيب بتوفير الأدوات اللازمة لتطوير البرامج ثم وضعت متصفح إنترنت إكسبلورر في نظام تشغيلها لتبدأ رحلة تدمير نيتسكيب.

في هذه الأثناء كان جيم قد تخلى عن فكرة إدارة شركاته فهو فقط يؤسس ويحصل على جزء من الأرباح، وقد ساهم في ما بعد بإنشاء شركة هيلثيون التي تدخلت مايكروسوفت في سوقها وأجبرت جيم على أن تصبح شريكاً معه في الشركة الجديدة، ثم قام بإنشاء MyCFO التي تقدم خدماتها للأغنياء في وادي السيليكون.

في هذه السنوات التي كان جيم يقضيها في إنشاء الشركات وتنمية ثروته كان يقوم برحلات مكوكية بين أمريكا وأوروبا وتحديداً هولندا لكي يقوم بإنشاء أكبر قارب شراعي في العالم في ذلك الوقت وسماه Hyperion، صاري القارب يصل طوله إلى 59 متراً ويدار القارب بأكمله من خلال الحواسيب التي كتب جيم نفسه جزئاً كبيراً من برامجها.

هل اكتفى جيم بهذا القارب؟ بالتأكيد لا! قام بإنشاء قارب أكبر منه سماه أثينا، أظن أن جيم انتقم جيداً من فقر طفولته من الناس الذين حاولوا إذلاله في القرية وفي الجيش، وكأعراض جانبية لرحلته هذه أصبح مئات من المهندسين والإداريين من أصحاب الملايين.

وبالمناسبة، أحد مؤسسي شركة YouTube لأفلام الفيديو يكون حفيد جيم كلارك، وهو شاب من أصحاب الملايين لكنه لم يتجاوز الثلاثين من العمر.

تحديث: يبدو أنني أخطأت هنا، أحد مؤسسي يوتيوب هو زوج ابنة جيم كلارك، وهو Chad Hurley.

إقرأ المزيد:

الخميس، 7 يونيو 2007

شوارع بلا قوانين

لكي نتخلص من معظم مشاكل المرور علينا التخلص من معظم القوانين والإشارات المرورية وعلينا أن نجعل السير على الطريق عادة تتطلب الاتصال بالآخرين والتعاون معهم، هذا هو ملخص مقالة قرأتها، هل يعقل هذا؟

هناك مئات العلامات المرورية، من يستطيع أن يحفظها كلها؟ وهناك عشرات القوانين التي تعامل السائق كالطفل، ولكي لا يخالف السائق القوانين عليه أن ينتبه لكل شيء أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، فهل بعد ذلك نتوقع ألا تحدث الحوادث؟ بالتأكيد ستحدث إلا إذا كان الناس يعملون بعقول متعددة ولديهم زوج من العيون في جانبي الرأس!

هناك مدن أروروبية صغيرة تخلصت من قوانين المرور والنتيجة انخفاض نسبة الحواداث، فما رأيكم؟

11 رابطاً حول تطوير الذات

هذا آخر موضوع من سلسلة المصادر، بهذا الموضوع أكون قد وفيت بوعدي لشخص ما وعدته عبر البريد أن أكتب عن التصميم والبرمجة والتطوير الذاتي.

حقيقة لا أشعر بالحماس عند كتابة هذا الموضوع، لأن "تطوير الذات" أصبح مجالاً يبغضه البعض بسبب الاستغلال التجاري الذي يمارس في هذا العالم بإسم تطوير الذات، مئات الكتب تطبع سنوياً تتحدث عن الوقت وتنظيمه وعن حياتك وكيف تطورها، ولو نظرنا جيداً لوجدنا أن معظم ما يكتب في هذا المجال مكرر ومعروف وبديهي، أضف إلى ذلك الدورات والمحاضرات التي ينفق عليها البعض آلاف الدراهم بدون أي عائد مفيد.

لا أعني بهذا أن كل ما يكتب ويقال في هذا المجال لا يستحق أن نطلع عليه، فهناك الكثير من الأفكار المفيدة، لكن عليك أن تختار بعناية ما تقرأه، فلا تشتري خمسة كتب حول تنظيم الوقت في حين أنك تستطيع قراءة كتاب واحد أو حتى متابعة بعض المواقع، هذا خطأ وقعت فيه في الماضي حيث كنت أشتري الكثير من الكتب التي تتحدث عن نفس الموضوع ولا أخرج بفائدة عملية من الكتب لأن كلامها مكرر وإن صيغ بأساليب مختلفة.

نقطة أخيرة ومهمة، من أراد تطوير نفسه سيسعى لفعل ذلك ولن يحتاج إلى الكتب إلا ليأخذ بعض الأفكار التي قد لا تخطر على باله، أما من لم يرغب في التطوير فلن تكون هذه الكتب إلا وسيلة لخداع الذات.

ما هي المصادر المتوفرة حول تطوير الذات؟ كثيرة جداً لكن سأكتفي بالقليل منها وهذا القليل يمكنه أن يقودك إلى المزيد من المصادر، لكن لا تضيع وقتك.

الأحد، 3 يونيو 2007

32 رابطاً حول البرمجة

لعل البعض يهرب عندما يقرأ كلمة "البرمجة" في أي مكان، البعض يظن أن البرمجة عالم معقد صعب لا يمكن فك أسراره إلا من قبل أناس لديهم ذكاء خارق، وهذا أمر غير صحيح، والبعض يظن أن البرمجة ما هي إلا أن تتعلم بعض الأوامر للغات برمجة مشهورة ثم تصبح مبرمجاً، وهذا أيضاً غير صحيح، في الحقيقة من الصعب تعريف البرمجة لأنها شيء بين الفن والعلم.

البرمجة في أبسط صورها هي أن تخبر الحاسوب بما يجب عليه أن يفعله، البرامج تقول للحاسوب: إطبع هذه الوثيقة، قم بإنجاز هذه العملية الحسابية، استعرض هذه الصور، إلخ، لكن الحاسوب ليس ذكياً كفاية لفعل ذلك بنفسه إذ يجب أن تخبره عن كل صغيرة وكبيرة، عن كل التفاصيل وعن تفاصيل التفاصيل.

الجانب الإبداعي من البرمجة هو كيفية كتابة أفضل البرامج بأقل عدد من الأوامر والأسطر وبأذكى الأساليب، هذه المهارة تكتسب مع ممارسة البرمجة والاحتكاك بالمبرمجين المحترفين.

قبل أن أبدأ بوضع الروابط، أنا لست مبرمجاً - حتى الآن على الأقل - ومعرفتي بهذا الجانب نظرية أكثر مما هي عملية، مجرد تنبيه صغير لمن يظن أنني مبرمج، وأخيراً أحب أن أنوه إلى أنني لم أضع روابط لكتب غير مجانية، الكتب التي وضعت روابطها هنا كلها مجانية، لا عذر هنا لمن يعرف اللغة الإنجليزية ويريد تعلم البرمجة، المصادر المتوفرة في الشبكة أكثر من كافية لكي تبدأ.

تحدثت في موقعي عن البرمجة في مواضيع مختلفة، في المقالات الثلاثة الأولى ستجد المزيد من الروابط مع ملخصات سريعة:

الروابط

رسالة للمبرمجين العرب

أعلم أن هناك الكثير منكم، وأعلم أن بعضكم متفوق مبدع ويتقن عمله، لكن أين أنتم؟ لا أرى أي وجود لكم على الشبكة، لا أري أي مدونات ولا أي مواقع شخصية تنشرون فيها دروسكم وأبحاثكم - إن كان لديكم أبحاث - وبرامجكم.

هناك العشرات من المواقع الأجنبية الشخصية لمبرمجين يعملون في شركات أو جامعات مختلفة وبعضهم طلبة في الجامعات، هؤلاء يستخدمون مواقعم للحديث عن البرمجة وللنقاش والجدال حول لغات البرمجة وأدواتها، لماذا لا أرى أي موقع لمبرمجين عرب؟

نشر المعرفة التي تملكونها ليس مجرد خطوة ضرورية لكي نتطور بل هو واجب، فأين أنتم؟ إن كان أحدكم يقرأ كلامي هذا ولديه موقع ينشر فيه المعرفة فليخبرنا عن نفسه.

الجمعة، 1 يونيو 2007

حاسوب الطاولة … ومرافق الهاتف النقال

دعوني أبتعد قليلاً عن عالم تطوير المواقع وسلسلة مواضيع المصادر التي أنوي طرحها خلال الأيام القادمة، هناك أخبار كثيرة في عالم التقنية وبعضها يستحق أن نلقي عليه نظرة سريعة، ولا أخفي عليكم، أنا متحمس بشدة لهذه الأفكار.

دعوني أبدأ بمايكروسوفت، هذه المرة أنا معجب بما قامت به هذه الشركة، ليس هناك أي شيء جديد في ما قدمته سوى أنها أول من طرحت منتجاً للسوق ولو كان بسعر مرتفع (من 5000 دولار إلى 10000 دولار!) ومن الضروري أن تكون هناك شركة تبدأ بطرح منتج يحوي أفكاراً متميزة لكي يلحق السوق بها ويتجرأ أكثر لتصبح التقنية سهلة المنال وبسعر منخفض.

المنتج الذي أتحدث عنه هو Microsoft Surface، وهو حاسوب على شكل طاولة وسطح الطاولة نفسه هو الشاشة وهو وسيلة التحكم، أين الفأرة ولوحة المفاتيح؟ لست بحاجة لهما، استخدم يديك.

هناك عروض فيديو في موقع المنتج تبين كيف أنك تستطيع وضع كاميرا لا سلكية على سطح الطاولة لكي تقوم بإنزال الصور مباشرة منها، أو مشغل MP3 لكي تضع فيه المزيد من الملفات، وهناك عرض لطاولة تستخدم كقائمة طعام في مطعم ما، يمكنك أن ترى الطعام وتطلبه.

هذا المنتج حتى الآن سيكون محدوداً بأعداد قليلة، لكن كما هو حال التقنيات دائماً، سينخفض سعره ويزداد إنتاجه وتدخل شركات أخرى في هذا المجال ليصبح منتجاً متوفراً بسعر جيد.

المشكلة ستكون في الإعلام الذي بدأ فعلاً في وصف ما طرحته مايكروسوفت بأوصاف خيالية مثل "تقنية جديدة لم يسبق لها مثيل" وهو وصف غير دقيق ولا صحيح، نعم مايكروسوفت تجرأت على طرح هذا المنتج وبدأت أول خطوة تجارية في هذا الاتجاه وهذا يحسب لها.

المشكلة في الإعلام أن الكثير من الصحفيين ليس لديهم معرفة فعلية بعالم التقنيات لذلك تجدهم ينبهرون بما يرون أو بكل بساطة يصدقون الآلة الإعلامية التسويقية بدون تمحيص، في الأشهر القادمة ستقرأون البعض يكتب أن مايكروسوفت هي أول من فعل هذا أو ذاك، وقد تقرأون لشخص ما ينتقد مايكروسوفت لأنها تقلد جهاز iPhone من أبل وهذا أيضاً غير صحيح، أبل ليست الأولى في هذا المجال، فتقنية شاشات اللمس تعود إلى الثمانينات من القرن الماضي.

في المستقبل أظن أن الحواسيب ستكون بهذا الشكل، في العمل والمنزل ستكون على شكل سطوح كبيرة، طاولات أو شاشات كبيرة يعمل عليها المرء بيديه، أما في مجال الأجهزة النقالة فالهواتف الذكية ستأخذ حيزاً كبيراً، بشرط أن تكون الشاشات كبيرة فعلاً وتحوي متصفحات حقيقية وليس أنصاف متصفحات.

بالم تعود إلى التسعينات

لا أخفي إعجابي بشركة بالم، لكنني لم أعد أهتم بما تفعله لأنها لم تعد بالم التي نعرفها، نعم هواتف تريو ناجحة ومنتشرة، لكن ما كان يميز بالم في الماضي كونها تنتج أجهزة بسيطة بنظام تشغيل سهل الاستخدام، الآن بالم تستخدم نظام ويندوز في بعض منتجاتها وهذا ربما حقق لها بعض النجاح، لكن من ناحية سهولة الاستخدام نظام ويندوز للهواتف ليس سهل الاستخدام.

بالم كانت - وربما لا زالت - توظف شخصاً له مهمة واحدة فقط، هو أن يحسب عدد الخطوات التي يحتاجها المستخدم لإنجاز مهمة ما، وإن تبين أن الخطوات أكثر من ثلاث يقوم المهندسون بإعادة تصميمها، هذا ما يجعل بالم مميزة لأنها تركز على البساطة، لكنها لن تستطيع فعل ذلك مع نظام ويندوز الذي هو مصمم لكي يكون نظام تشغيل عام وليس نظام تشغيل خاص بأجهزة بالم.

بالأمس بالم طرحت منتجاً جديداً هو Foleo والذي تقول عنه الشركة أنه فئة جديدة من الحواسيب إذ أنه "مرافق للهاتف النقال" وليس بديلاً عنه، وهذا الجهاز بسيط للغاية إذ أنه مخصص لإنجاز ثلاث مهمات، تصفح الويب، البريد الإلكتروني، واستعراض الوثائق، يبدو أن بالم عادت فعلاً إلى التسعينات حيث كانت تتميز بأجهزة بسيطة والمنافسون كانوا يتسابقون في تعقيد منتجاتهم بمميزات قد لا يستخدمها أحد.

لا أستطيع أن أجد شيئاً يجعلني أقول "هذا منتج مميز" فهو حتى الآن مجرد فكرة عادية لا تتميز بشيء، هناك حواسيب أكثر قوة وبنفس الحجم تقريباً، سعر جهاز بالم بالتأكيد أقل لكن هذا مقابل خصائص أقل بكثير، الشيء الوحيد الذي أجده إيجابياً هو نظام التشغيل فهو لينكس، وهذا يعطي فرصة كبيرة للكثير من مطوري البرامج لنقل برامجهم بسهولة إلى هذا الجهاز، عندها قد يصبح حاسوباً مفيداً.

على الرغم من الانتقادات التي حصل عليها هذا الجهاز خلال دقائق فقط من الإعلان عنه، وعلى الرغم من عدم وجود شيء مميز فيه، إلا أنني أذكركم بأن ما يفكر به المتخصصون في التقنية أو المهتمون بها قد لا يعبر فعلاً عن واقع السوق، كثراً ما كان المتخصصون يتوقعون نجاح أو فشل منتج ما ويثبت السوق عكس توقعاتهم، لماذا؟ لأن عامة الناس لا يفكرون بنفس الطريقة، عامة الناس يريدون منتجات يستخدمونها لتبسيط حياتهم ولا يهتمون كثيراً بكون المنتج مبتكراً أم لا، المهم هل يقدم شيئاً لهم أم لا؟

هل سينجح هذا المنتج؟ نعم سينجح لكن ليس بالقدر الذي نعتبره نجاحاً باهراً، سينجح لأن بالم عادت مرة أخرى لإنتاج أجهزة بسيطة تناسب عامة الناس، هذا ما أتوقعه، لننتظر ونرى.

واجهات ZUI

أنظر إلى نظام التشغيل لديك، سواء كان ويندوز أو ماك أو لينكس، ستجد أربع عناصر تستخدم في هذه الأنظمة:

  • النوافذ window، وهي البرامج والتي يمكن أن تضعها فوق بعضه البعض.
  • الإيقونات icons، وهي الرسومات الصغيرة التي تدل على ملف أو برنامج أو خاصية معينة في برنامج ما.
  • القوائم menu، وهي القوائم التي تضغط عليها لتظهر لك أوامر كثيرة، تجدها غالباً في أعلى البرامج وفي ماك تجدها في مكان واحد ثابت في اعلى الشاشة.
  • مؤشر الفأرة pointer، وهو السهم الذي تتحكم به لتضعه على عناصر نظام التشغيل وتستخدمها.

هذه العناصر الأربع تختصر بكلمة WIMP، وهي عناصر ظهرت منذ السبعينات ولا زالت تستخدم حتى اليوم، لكنها اليوم تعاني من مشاكل كثيرة، والمستقبل سيكون لواجهات من نوع ZUI أو Zoomable User Interface، أعان الله مترجمي مصطلحات التقنية لأنهم يواجهون مثل هذه المصطلحات الجديدة كل يوم! كيف أترجم ZUI؟

المشكلة في كلمة Zoomable، وفي عالم كاميرات التصوير هناك جهاز zoom لتقريب الأشياء التي تريد أن تصورها، أما في أنظمة التشغيل فالأمر لا يختلف كثيراً، تصور أنك شغلت حاسوبك وظهرت لك شاشة بيضاء كبيرة، إضغط على الشاشة بيدك وستظهر لك لوحة مفاتيح، أكتب فيها: موقع google.com ثم إضغط زر إدخال النص وستظهر لك نافذة تحوي موقع غوغل.

يمكنك الآن أن تحرك هذه النافذة بيدك وتضعها على طرف الشاشة، افتح نافذة أخرى وزر موقعاً يحوي كتاباً إلكترونياً تريد قراءته، يمكنك تصغير النافذة وأن تضعها في مكان بعيد، لكي تقرأ الكتاب عليك أن تقترب منه، وإذا اقتربت ستبتعد نافذة موقع غوغل وتختفي، لكن يمكنك أن تعود إليها بأن ترجع للوراء! تبدو فكرة صعبة بعض الشيء لكنها في الحقيقة أكثر سهولة وبساطة مما نستخدمه اليوم، لا توجد برامج ولا ملفات ولا مجلدات، نظم محتويات حاسوبك كيف ما تشاء، ولكي ترجع لها يجب أن تتذكر مكانها أو تبحث عنها، لست بحاجة إلى حفظ الملفات أو تسميتها، وليست بحاجة إلى إيقونات لكي تفتح الملفات، بل الملف أمامك تستطيع أن تراه مباشرة، سواء كان صورة أو فيديو أو ملفاً نصياً أو أي شيء.

لاحظ أنك عندما تفتح نافذة موقع غوغل مثلاً فأنت لا تتعامل مع متصفح، بل مع الموقع، وعندما تعمل على الصورة فأنت لا تستخدم فوتوشوب، لا وجود للبرامج هنا بل أدوات فقط، تستخدمها عند الحاجة.

هذه الواجهة هي المستقبل كما أرى، وهي تناسب الأجهزة الكبيرة أو الصغيرة، في الهواتف النقالة يمكنك أن تتصفح المواقع بمتصفحات حقيقية لا أنصاف متصفحات، يمكنك أن ترى الصفحة بالكامل وإذا أردت قراءة شيء عليك أن تقترب من الجزء الذي تريد قراءته، هذا أفضل بكثير من الصفحات الفقيرة التي تخصصها بعض المواقع للهواتف النقالة.

إقرأ المزيد