الأحد، 28 أغسطس 2005

نظرة على بعض المحررات النصية

إسأل خمسة مهوسيين بالحاسوب عن أفضل محرر نصي وستحصل على عشرة إجابات، أو قد تبدأ معركة بينهم حول لماذا المحرر النصي الفلاني الذي أستخدمه أفضل من محررك النصي؟ أما المستخدمين العاديين، أعني أولئك الذين لا يستخدمون الحاسوب إلا كأداة فقط وليس هوساً، ففي الغالب سيجيبون بأنهم لا يستخدمون أي محرر نصي، أو يستخدمون مايكروسوفت وورد فقط، وهو ليس محرراً نصياً.

لماذا الحديث عن المحررات النصية؟ لأن المتخصصين في الحاسوب يحتاجون المحررات النصية كل يوم لإنجاز الكثير من المهام، لننظر مثلاً إلى مطوري المواقع، المحررات النصية تساعدهم على تحرير ملفات HTML وCSS وجافاسكربت وربما PHP وربما ملفات إعدادات المزود، هؤلاء المطورين يتعاملون مع الملفات النصية يومياً ومن الأفضل لهم أن يبحثوا عن محرر نصي يساعدهم على إنجاز ما يريدون بأقل وقت وجهد.

لننظر كيف قام المبرمجون بإنشاء محررات نصية تناسبهم.

### جنو إيماكس (GNU Emacs)
[إيماكس](http://www.gnu.org/software/emacs/) ليس مجرد محرر نصي، وهو بالتأكيد ليس برنامجاً يمكن تعلمه خلال دقائق، هذا البرنامج عمره الآن 21 عاماً تقريباً، برمجه [ريتشارد ستالمن](http://en.wikipedia.org/wiki/Richard_Stallman) انطلاقاً من فكرة تطوير محرر نصي آخر اسمه [تيكو](http://en.wikipedia.org/wiki/Text_Editor_and_Corrector)، كان تيكو يستخدم في مختبرات أم آي تي، وطور ستالمن له برامج "ماكرو" مختلفة، هذه البرامج الصغيرة تختصر العديد من المهمات، عندما قام ستالمن بإنشاء منظمة البرامج الحرة كان أول برنامج يقوم بإنشاءه هو محرر إيماكس الذي اقتبس أفكاراً كثيرة من تيكو.

إيماكس مبرمج بحيث يمكن إضافة المزيد من الخصائص له، ويمكن تعديله بشكل كامل ليتناسب مع احتياجات المستخدم، لذلك يمكن للمستخدم أن يعتمد كلياً على إيماكس لإنجاز كل شيء يريده من حاسوبه، يمكنه في إيماكس أن يتصفح المواقع، يقرأ البريد الإلكتروني، بالتأكيد يكتب البرامج وبمختلف اللغات، يستمع إلى ملفات MP3، يدردش في قنوات IRC، يستهلك بعض وقته في الألعاب، ينظم وقته ومواعيده، يقوم بإنشاء ويكي خاص به، السؤال ليس "ماذا يمكن لإيماكس أن يفعل؟" بل "ما الذي لا يستطيع إيماكس أن يفعله؟" بعض مستخدمي إيماكس يعتبرونه نظام تشغيلهم الخاص ولينكس مجرد نواة للتعامل مع الجهاز.

إيماكس لا يأتي تلقائياً مع كل هذه الخصائص، فكيف يستطيع المستخدمون إضافتها؟ إيماكس يحوي في داخله لغة برمجة هي [إيماكس لسب](http://en.wikipedia.org/wiki/Emacs_Lisp) التي يستطيع المستخدم من خلالها توسيع خصائص إيماكس وتغييرها لتتناسب مع احتياجاته، هذه اللغة استخدمت لإنشاء برامج تعمل في إيماكس، مثل برنامج [منظم المعلومات الشخصية](http://sacha.free.net.ph/notebook/wiki/PlannerMode.php)، وبرنامج آخر [لقراءة البريد الإلكتروني](http://www.wonderworks.com/vm/) وبرنامج [ويكي](http://repose.cx/emacs/wiki/) وغيرها الكثير من البرامج والألعاب.

لقراءة المزيد حول إيماكس:

* إيماكس في [ويكيبيديا](http://en.wikipedia.org/wiki/Emacs).
* [ويكي إيماكس](http://www.emacswiki.org/cgi-bin/wiki)
* [إيماكس للمبتدئين](http://www.rootprompt.org/article.php3?article=359)

#### نسخ إيماكس الأخرى
ظهرت العديد من المحررات النصية التي تحاكي إيماكس، وهذه قائمة ببعضها:

* [أكس إيماكس](http://www.xemacs.org/)، نسخة من إيماكس بدأت كمشروع منفصل عن إيماكس في عام 1991م، أضيف لهذه النسخة العديد من الخصائص التي كان يفتقر لها إيماكس والتي وجدت طريقها لاحقاً إليه.
* [زايل](http://zile.sourceforge.net/)، محرر نصي يحاكي أوامر إيماكس، فقط محرر نصي دون أي خصائص أخرى، صغير الحجم (أقل من 400 كيلوبايت).
* [تينتوير](http://tintware.sourceforge.net/index.html)، نسخة من إيماكس تعمل في ويندوز، ماك ولينكس.
* [فريماكس](http://www.freedos.org/jhall/freedos/freemacs/)، نسخة إيماكس مصغرة جداً (21 كيلوبايت فقط)، تعمل في نظام دوس.

### فيم (VIM)
البرنامج المنافس لإيماكس، والطرف الثاني في [حرب المحررات النصية](http://en.wikipedia.org/wiki/Editor_war) التي تدور رحاها إلى اليوم بين محبي ومتعصبي هذه المحررات، عالم مهوسيي الحاسوب غريب بعض الشيء، لديهم استعداد كامل للدفاع عن أدواتهم التي يحبون استخدامها وسيبذلون في سبيل ذلك الكثير من الوقت والجهد! على أي حال، [فيم](http://www.vim.org/) طور على أساس محرر آخر هو [Vi](http://en.wikipedia.org/wiki/Ex/vi) والذي يعتبر المحرر النصي الأساسي لأنظمة يونكس حتى ظهر إيماكس ومنذ ذلك الوقت لم يهدأ الصراع بينهما أو بالأحرى بين المتعصبين لهما.

يتميز فيم بأنه يعتمد على اختصارات سهلة لا يحتاج فيها المستخدم سوى الضغط على حرف واحد في لوحة المفاتيح، على عكس إيماكس الذي يعتمد بشكل كبير على استخدام زر CTRL أو ALT مع الحروف الأخرى.

فيم يختلف عن باقي المحررات النصية في كونه يفصل بين عملية الكتابة والتحرير، ماذا يعني ذلك؟ لكي تكتب عليك أولاً أن تضغط على الحرف i لتدخل في ما يسمى (insert mode) ثم تكتب ما تريد وإذا انتهيت إضغط على زر Esc لتعود إلى حالة (command mode) والتي تتيح لك تحرير وتعديل النص كأن تنسخ بعض الأسطر أو تصحح بعض الكلمات إملائياً أو تتجول في أرجاء ملفك النصي.

فيم يدعم نظام الإضافات، ويحوي موقع فيم الرئيسي على قسم خاص لهذه [الإضافات](http://www.vim.org/scripts/index.php)، وهذه مجموعة من الروابط حول فيم:

* [درس مختصر لاستخدام فيم](http://www.apmaths.uwo.ca/~xli/vim/quickstart.html)
* [ويكي فيم](http://www.vi-improved.org/wiki/)
* [نقاش مفيد حول فيم](http://www.43folders.com/2005/03/remainders_vim_.html)

### المفكرة أو Notepad
هذا البرنامج يأتي مع كل إصدارات ويندوز، محرر نصي بدائي لا يحوي أية خصائص تقريباً، مع ذلك هو المحرر الذي أستخدمه معظم الوقت، لأنه بسيط، سريع وصغير الحجم، وكل مواضيعي التي أكتبها في هذا الموقع كتبتها في المفكرة أولاً ثم نقلتها إلى موقعي.

هناك أناس قاموا بإنشاء [مواقع](http://www.jdrn.com/notepad/) [متخصصة](http://www.notepad.org/) لهذا البرنامجه والبعض قام بإنشاء [بدائل](http://www.flos-freeware.ch/notepad2.html) للبرنامج، لأنهم يريدون المزيد من الخصائص.

حسناً، لم كل هذه الضجة على برنامج لا يحوي أية خصائص تقريباً؟ الجواب هو البساطة، هذا البرنامج يستطيع أن يفتح أي ملف نصي تقريباً، وهو مناسب لمن يريد تعلم كتابة ملفات HTML أو البرامج بدون مساعدة، هكذا يتدرب المرء على إتقان كتابة وتنسيق الأوامر، على أي حال البرنامج ليس كاملاً، فهو لا يستطيع أن يفتح أكثر من ملف واحد، والملفات النصية التي كتبت في أنظمة لينكس ويونكس لن يعرضها بشكل جيد، لأنه لا يفهم أمر السطر الجديد الذي يستخدم في أنظمة يونكس.

### تكست مايت (Textmate)
محرر يعمل في نظام ماك، ويتميز [تكست مايت](http://macromates.com/) بأنه يركز على حاجات المبرمجين، فهناك خاصية snippets التي تختصر على المبرمج كتابة الأوامر، ويستطيع المحرر إدارة المشاريع بحيث يجد المبرمج كل الملفات التي تتعلق بمشروع ما في مكان واحد، وهناك الكثير من المميزات الأخرى التي تجدونها مشروحة بالصور في موقع البرنامج.

### مون إيدت (MoonEdit)
يختلف هذا [البرنامج](http://moonedit.com/) عن غيره بأنه محرر جماعي، ماذا يعني ذلك؟ أي أنه يمكن عدة مستخدمين من المشاركة في تحرير ملف واحد عبر الشبكة، وهناك [درس قصير](http://moonedit.com/tutor.htm) في موقع البرنامج يشرح كيفية عمل جلسة تحرير لملف نصي، برنامج يستحق الذكر لأنه فعلاً مميز.

### أين المحرر النصي العربي؟
هل هناك محررات نصية عربية؟ على حد علمي هناك [كاتوب](http://www.arabeyes.org/project.php?proj=Katoob)، فهل هناك أي محررات أخرى؟ أتمنى أن يخبرني من يعرف أي محرر آخر، نحن بحاجة إلى تشكيلة من المحررات النصية، ما بين البسيطة ذات الخصائص القليلة وحتى الكبيرة ذات الخصائص الكثيرة، يجب أن تدعم اتجاه النص العربي (من اليمين إلى اليسار) بشكل صحيح، يجب أن توفر أدوات لغوية مثل المصحح الإملائي، يجب أن تعرض النص العربي بشكل صحيح أيضاً.

ماذا عن إيماكس وفيم؟ على حد علمي هما يدعمان العربية، لكن لم أستطع شخصياً أن أجعلهما يكتبان بالعربية، فهل يعرف أحدكم كيف نفعل ذلك؟

الجمعة، 26 أغسطس 2005

نظام تشغيل الويب

ظهرت شبكة الويب في بداية التسعينات، لم تكن هناك شركات متنافسة على هذا الاختراع الجديد، كانت المعايير القياسية وقتها هي الأصل ولم تقم شركة بإضافة معاييرها الخاصة، ظهرت نتسكيب التي جعلت المتصفح برنامجاً لا غنى عنه لأي حاسوب، ثم دخلت هذا السوق مايكروسوفت، تصارعت الشركتان وبدأت كل واحدة منهما في ابتكار أوامر جديدة غير قياسية، المواقع في ذلك الوقت كانت تظهر في متصفح ولا تظهر في الآخر، كانت هذه المنافسة مفيدة وكارثة في نفس الوقت، تجاهلت الشركات المعايير القياسية فلم يستفد أحد ولم تتطور الشبكة كثيراً، كانت هناك شركات قليلة هي التي استطاعت الاستفادة من الشبكة مثل شركة أمازون التي كانت تبيع الكتب فقط في ذلك الوقت.

يمكننا أن نعطي هذه الفترة اسم ويب 1.0، اليوم يتحدث الكثير من خبراء الويب ومبرمجيها عن ويب 2.0، شبكة الويب الآن في مرحلة انتقالية لاستخدام المعايير القياسية، وعندما أقول مرحلة انتقالية فلا يعني ذلك أن المواقع الصغيرة هي التي تستخدم المعايير فقط، بل دخلت شركات كبيرة بثقلها، وكان المحرك الأساسي للعودة إلى المعايير القياسية أناس لا علاقة لهم بهذه الشركات، تشكلت قاعدة قوية من هؤلاء الناس، بدأت تظهر مواقع تنادي باستخدام المعايير القياسية وتشرح كيفية استخدامها وكيف نعالج مشاكل عدم توافق المتصفحات مع بعض المعايير.

المدونات كانت السباقة في استخدام المعايير القياسية، وغالباً ما تكون المواقع الشخصية أكثر شجاعة في استخدام التقنيات من المواقع الكبيرة، لأن المواقع الكبيرة تحرص على كل زبائنها ولا زال هناك أناس يستخدمون متصفحات قديمة مثل إكسبلورر 4 لذلك ستبقى هذه المواقع الكبيرة متأخرة في اعتماد المعايير القياسية، لأنها لا تريد خسارة زبائنها لصالح منافسيها.

الآن مؤسسات مثل جوجل، ياهو، مايكروسوفت، أبل، موزيلا، آي بي أم وغيرها تعتمد الآن على المعايير القياسية كأساس لمنتجاتها في الحاضر والمستقبل، لم تعد المعايير القياسية مجرد فكرة مثالية، هي الآن تستخدم على نطاق واسع وفي مواقع مشهورة يزورها الآلاف يومياً، وتستخدم في تطبيقات ويب مشهورة ومعروفة.

ما الذي استفدناه من هذا الانتقال إلى ما يسمى ويب 2.0؟ أصبحت قابلية الوصول (accessibility) إلى المواقع أفضل من قبل، يمكن الآن إنشاء تصميم واحد للموقع ليتصفحه الجميع تقريباً بدون أي مشاكل، بغض النظر عن الأجهزة أو المتصفحات التي يستخدمونها.

يمكن الآن للمواقع أن تتفاعل في ما بينها وتتبادل البيانات بدون مشاكل، ومن دون حتى أن يتطلب ذلك جهداً كبيراً من المبرمجين، RSS والتي تكتب بلغة XML جعلت نقل البيانات من موقع إلى آخر أكثر سهولة، هناك معيارين لمقاييس RSS وكلاهما يستخدم على نطاق واسع.

يمكن الآن للمستخدمين التفاعل مع المواقع بدون استخدام متصفحات، قارئ RSS مثلاً يجلب محتويات المواقع إلى المستخدم ليقرأها بدلاً من أن يذهب إليها ويضيع وقته في تصفح عشرات المواقع.

يمكننا أن نختصر أساسيات ويب 2.0 في نقاط بسيطة:

* المعايير القياسية.
* تطبيقات الويب.
* التكامل بين برامج الحاسوب وتطبيقات الويب.

كل ما ذكرته أعلاه مقدمة مهمة لننتقل إلى ما سماه كوتكي "ويب 3.0"، فقد كتب [كوتكي](http://www.kottke.org/) عن [نظام تشغيل الويب](http://www.kottke.org/05/08/googleos-webos) أو WebOS، هذا النظام من الناحية التقنية ليس نظام تشغيل، فكوتكي لا يعتقد أن جوجل مثلاً ستقوم بإنشاء نظام تشغيل من الصفر لكي تنافس مايكروسوفت، بل هي الآن تقوم بعمل مشاريع متكاملة تلغي الحاجة لنظام ويندوز، هذه المشاريع يميزها أنها تعتمد على الويب، فمهما كان نظام تشغيل المستخدم يمكنه أن يستفيد من هذه المشاريع.

إقرأوا مقالة كوتكي، ولنعد إلى موضوع آخر طرح في هذا الموقع بعنوان [فكر قليلاً وأعطني الإجابة](http://www.serdal.com/archives/2005/04/21/os-wiki-tags-blog/)، ولنفكر مرة أخرى، كيف سيكون شكل نظام التشغيل في المستقبل؟ قواعد الموضوع السابق يجب أن تطبق، أي لا تنتقد أفكار الآخرين ولا تخشى من طرح أفكار سخيفة، ليكن خيالك غير محدود ودرب عضلات دماغك.

الاثنين، 22 أغسطس 2005

متصفحات أخرى

أحب دائماً أن أبحث عن الخيارات الأخرى، الخيارات التي لا ينتبه لها الناس كثيراً، ربما تكون هذه الخيارات أفضل، وربما تكون مميزة، وقد لا تكون، لكن من الضروري معرفة البدائل المتوفرة، فمثلاً أغلب الناس لا يعرفون من المتصفحات سوى إكسبلورر، جاء فايرفوكس وبدأ البعض في استخدامه كمتصفح رئيسي، أبل طرحت متصفحها الخاص سفاري، لكن هل هناك متصفحات أخرى؟ هناك الكثير، وهذا الموضوع يلقي نظرة سريعة على بعضها.

### آي كاب (iCab)
متصفح [آي كاب](http://www.icab.de/) يعمل فقط على نظام ماك، آخر إصدارة من هذا المتصفح تحمل الرقم 2.9.8 والإصدارة رقم 3.0 لا زالت في مرحلة الاختبار، الفرق بين الإصدارة القديمة والجديدة تكمن في أن القديمة تعمل بمحرك خاص من برمجة آي كاب، بينما الإصدارة 3.0 تعتمد على محرك [ويب كت](http://webkit.opendarwin.org/) الذي تبرمجه شركة أبل بالتعاون مع مشروع [كيدي](http://kde.org/)، وهو في الأصل نسخة معدلة من محرك [KHTML](http://khtml.info/wiki/index.php?title=Main_Page).

قد يكون هذا محيراً للبعض، أعني موضوع محركات المتصفحات، لكن المسألة بسيطة، في البداية لم يكن لدى أبل أي متصفح لنظام تشغيلها، وقد كانت تعتمد على إكسبلورر من مايكروسوفت، كان على أبل أن تنتج متصفحها الخاص ولا تعتمد على شركة أخرى، خصوصاً إن كانت هذه الشركة هي المنافس الأكبر والمحتكر لسوق أنظمة التشغيل، بحثت عن محرك للمتصفح فليس من الحكمة إنشاء متصفح من الصفر، وجدت محرك KHTML، قامت بتعديله وتطويره ليصبح اسمه [ويب كور](http://developer.apple.com/darwin/projects/webcore/) ثم تعاونت مع مشروع KHTML لكي يحصل في المقابل على التعديلات التي أجرتها أبل على البرنامج، لم يكن التعاون على المستوى المرغوب فيه وارتفعت أصوات مطوري KHTML بالشكوى فكانت النتيجة إنشاء مشروع ويب كت لكي يقلص الفارق ما بين محرك أبل ومحرك KHTML، هل اتضحت الصورة؟ أتمنى ذلك.

آي كاب كما قلت سيعتمد في الإصدار القادم على محرك ويب كت، بينما الإصدارات الحالية والسابقة كانت تعتمد على محرك خاص، وهذا المتصفح يدعم نظام أبل القديم ماك 9 وما قبله، ويدعم المعالجات التي تستخدمها أبل سابقاً وهي موتورولا 68000، لذلك هو مفيد لمن يملك جهازاً قديماً من أبل.

ما يميز هذا المتصفح هو أنه يدعم العربية، في الغالب المتصفحات لا تدعم اللغة العربية إلا إذا كانت من إنتاج مؤسسة كبيرة مثل موزيلا أو مايكروسوفت أو أبل، مشاريع المتصفحات الصغيرة لا تهتم كثيراً بدعم اللغة العربية، يتميز أيضاً بإمكانية حفظ المواقع التي تستخدم الإطارات في المفضلة، تصور أنك تتصفح موقع يستخدم الإطارات، أغلب المتصفحات لا تستطيع أن تحفظ في مفضلاتها رابطاً يشير إلى صفحة معينة من الموقع، لكن آي كاب يستطيع.

هناك خاصية صغيرة، وهي وجه يبتسم أو يتجهم حسب دعم المواقع للمعايير القياسية، فإذا زرت موقعاً يكتب أوامر HTML بشكل صحيح ودون أخطاء ستجد الوجه مبتسماً، وإن زرت موقعاً آخر يحوي أخطاء كثيرة ستجده عابساً، وإذا ضغطت على هذا الوجه ستظهر لك قائمة الأخطاء، خاصية قد لا تفيد الكثير من الناس، لكنها بالتأكيد مفيدة لمطوري المواقع.

هناك خصائص أخرى صغيرة، كأن يحفظ لك الصفحات على شكل ملف مضغوط يمكنك استعراضه في أي نظام تشغيل، هناك أيضاً مدير لإنزال الملفات، وآخر للروابط وهناك [خصائص أخرى كثيرة](http://www.icab.de/info.html).

* [موقع المتصفح](http://www.icab.de/index.html)
* [صور المتصفح للإصدار القادم 3.0](http://mjtsai.com/blog/2004/12/24/icab-30-beta-222-screenshots/)

### أطلنطس وديلو ونيت سيرف
[أطلنطس](http://www.akcaagac.com/index_atlantis.html) متصفح صغير الحجم، يعتمد على محرك [Gtk+ WebCore](http://gtk-webcore.sourceforge.net/index.html) الذي قامت بإنشاءه شركة الهواتف النقالة المعروفة نوكيا، وهي بدورها اعتمدت على محرك متصفح أبل Webcore، الفارق أن المحرك يعمل بواجهة [جي تي كي+](http://www.gtk.org/).

لم أجد شيئاً حول هذا المتصفح أكثر مما ذكر في الصفحة الخاصة به، يبدو أنه متصفح عادي، يحوي الوظائف الأساسية، مصمم لكي يعمل بتناغم مع واجهة [جينوم](http://www.gnome.org/) وهو صغير الحجم.

أما [ديلو](http://www.dillo.org/) فهو متصفح آخر مخصص لأنظمة لينكس ويونكس، بدأ هذا المشروع شخص من تشيلي اسمه [جورج](http://www.dillo.org/jcid/jcid.html)، وحدد أهدافاً للمشروع تجدونها في الصفحة الرئيسية لموقع المتصفح، فهو يريد إتاحة الفرصة للجميع للدخول إلى الشبكة العالمية والحصول على ما فيها من معلومات، ويريد أن يحافظ على خصوصية المستخدم وأمنه، وأخيراً يريد إنشاء برنامج عالي الفعالية.

ديلو كتب بلغة سي، ويبلغ حجمه 350 كيلوبايت فقط، ويعتمد على واجهة GTK، المتصفح سريع ولا أبالغ إن قلت أنه أسرع متصفح جربته حتى الآن، مشكلته أنه لا يدعم CSS أو الإطارات، ولا يظهر الصفحات التي تحوي بعض الأخطاء بشكل صحيح أو يحاول ذلك، بل يكتب لك رسالة بأن الموقع يحوي بعض الأخطاء، المتصفح يفترض أن المواقع ستحرص على كتابة أوامرها لتتوافق مع المعايير القياسية.


لا يدعم هذا المتصفح اللغة العربية، لكن قد يتغير هذا الوضع في الإصدارات القادمة، شخصياً أرى أن الأمر يحتاج مشاركة مبرمجين عرب، وإلا لن يهتم المشروع بدعم لغة لا يطالب بها أحد.

[نيت سيرف](http://netsurf.sourceforge.net/) متصفح خاص بنظام [ريسك](http://en.wikipedia.org/wiki/RISC_OS)، لعل الكثير منكم لم يسمع بهذا النظام من قبل، نظام ريسك كان مشهوراً في المدارس البريطانية، أنتجته شركة حاسوب بريطانية في آواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وقد كان يعمل فقط في أجهزة تنتجها هذه الشركة، النظام في ذلك الوقت كان يحوي أفكاراً وتقنيات جديدة لم نرها إلا بعد سنوات في أنظمة أخرى.

متصفح نيت سيرف يهدف إلى توفير متصفح حديث لهذا النظام الذي يفتقر لمتصفح جيد، المتصفح يدعم HTML4 وCSS2 ولا زال يحسن دعم هذه المعايير، جدير بالذكر أن هناك مشروع يهدف إلى تشغيل فايرفوكس في نظام ريسك وقد ظهرت [النسخة التجريبية الأولى](http://www.drobe.co.uk/riscos/artifact1379.html) للمتصفح.

###المتصفحات النصية
هذه المتصفحات تتيح للمستخدم تصفح شبكة الويب دون الحاجة إلى واجهة رسومية، تصور أن شخصاً ما يستخدم نظام لينكس، ويستخدم فقط سطر الأوامر ولا يرغب في تشغيل الواجهة الرسومية، يستطيع من خلال المتصفحات النصية أن يتصفح الشبكة، هذه المتصفحات في الغالب لا تدعم الصور وجافاسكربت وCSS، لكن هناك استثناءات، بعضها يدعم هذه التقنيات، وبعضها يحتاج إلى مكتبات خاصة لدعم تقنيات الويب.

[لنكس](http://atrey.karlin.mff.cuni.cz/~clock/twibright/links/) هو أحد المتصفحات النصية، يعمل على الكثير من أنظمة التشغيل بما فيها ويندوز، يمكنه عرض الصور بشرط توفر الواجهة الرسومية، ويحوي الكثير من [الخصائص الأخرى](http://atrey.karlin.mff.cuni.cz/~clock/twibright/links/features.html)

هناك متصفحات أخرى نصية، مثل [W3M](http://w3m.sourceforge.net/) و[Lynx](http://lynx.isc.org/)، وهذه لا تحوي الكثير من خصائص، هناك نسخة من W3M تعمل مباشرة من خلال برنامج [إي ماكس](http://www.gnu.org/software/emacs/emacs.html)، وسيكون لنا إن شاء الله موضوع خاص نتحدث فيه عن إي ماكس وبرامج تحرير النصوص.

وأخيراً لدينا متصفح [إي لنكس](http://elinks.or.cz/)، هناك بالتأكيد مشكلة اختيار أسماء مناسبة لهذه المتصفحات، لنكس وإي لينكس وهناك Lynx الذي ينطق اسمه بشكل قريب من نطق اسم نواة لينكس، لا أدري لماذا لا يحرص أصحاب هذه المشاريع على اختيار أسماء مميزة؟

على أي حال، إي لنكس هو نسخة من مطورة من لنكس، يحوي مديراً لتنزيل الملفات، يدعم تصفح أكثر من موقع في النافذة الواحدة، يدعم العديد من اللغات ليس من بينها العربية بالطبع، يدعم الجداول والإطارات.

### متصفحات أخرى
* [أومني ويب](http://www.omnigroup.com/applications/omniweb/)، متصفح لنظام ماك يعتمد على محرك أبل ويب كيت، ويحوي خصائص مميزة.
* [أوف باي ون](http://www.offbyone.com/) متصفح صغير الحجم لنظام ويندوز، لا يدعم جافاسكربت ولا CSS أو فلاش، يدعم تصفح أكثر من موقع في نافذة واحدة، لا يدعم اللغة العربية.
* [براوسر أكس](http://browsex.com/)، صغير الحجم، مبرمج بلغة TCL وC، لا يدعم العربية، يحوي برنامجاً للبريد الإلكترونية، ودفتراً للعناوين، وبرنامجاً للدردشة.
* [أمايا](http://www.w3.org/Amaya/)، متصفح منظمة W3C وهو مصمم ليدعم معايير المنظمة ويروج لها مثل SVG وMathML، أهم خاصية فيه هي إمكانية تحرير الصفحات مباشرة من خلاله، طبعاً لا يمكن للمستخدم تحرير أي صفحة، فقط الصفحات التي يسمح له بتحريرها.

### لماذا كل هذه المتصفحات؟
في البداية، هل علينا أن نستخدم هذه المتصفحات؟ بالتأكيد لا، شخصياً سأبقى مع فايرفوكس ما دام أنه يلبي احتياجاتي، لكنني أريد تجربة هذه المتصفحات، وقد وجدت أن المتصفحات النصية مثلاً مفيدة، لأنها سريعة، وفعالة عندما تريد أن تقرأ نصوصاً كبيرة، المتصفحات الأخرى يميزها صغر الحجم، فايرفوكس ليس متصفحاً صغيراً وهو يأكل الذاكرة بشراهة.

الكثير من هذه المتصفحات قام بإنشاءها أشخاص لم يعجبهم أي متصفح آخر، أرادوا إنشاء متصفح بسيط يلبي احتياجاتهم، ثم أعلنوا عنها وبدأ آخرون يساعدونهم في تطويرها.

الآن، هل نحن بحاجة إلى متصفحات أخرى تدعم العربية؟ نعم بكل تأكيد، لا شك لدي أننا بحاجة إلى متصفح نصي، هذا المتصفح سيكون مفيداً بشكل كبير لذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً المكفوفين الذين يعتمدون على برامج تقرأ لهم محتويات المواقع، هؤلاء لا يحتاجون إكسبلورر أو فايرفوكس، بل متصفح نصي سريع وفعال وبسيط، يمكن التحكم به من خلال لوحة المفاتيح، وبكل تأكيد لن يكون هذا المتصفح النصي محصوراً بهذه الفئة، بل سيستخدمه أناس لديهم حواسيب قديمة، أو أناس لا يريدون أكثر من مجرد متصفح بسيط.

نحن بحاجة أيضاً إلى متصفح آخر صغير الحجم مثل أطلنطس أو ديلو، متصفح لا يحوي إلا الأساسيات، والقليل من الخصائص الأخرى المفيدة، كحجب الإعلانات، ومنع النوافذ التي تظهر فجأة، أما المتصفحات الكبيرة ذات الخصائص الكثيرة فلدنيا فايرفوكس وإكسبلورر.

### البدائل
من الجميل أن نتعرف على الخيارات المتوفرة لنا في أي مجال، ويحزنني حقاً أن يحارب البعض مجرد الحديث عن البدائل، عندما ظهر موزيلا ومن بعده فايرفوكس كتب البعض مقالات تنتقد بشدة هذه المتصفحات، الآن فايرفوكس بدأ في أخذ حصة من سوق المتصفحات إن صح أن نسميها سوقاً، وهو يحوي مميزات مفيدة، وأجبر الشركة المحتكرة على أن تفكر في تجديد متصفحها العتيق وفعلاً ظهرت النسخة التجريبية من إكسبلورر 7 وهو يحوي أفكاراً جيدة، وواجهة جميلة.

لنجرب البدائل، وإن لم يعجبنا شيء منها لنعد إلى ما كنا نستخدمه سابقاً، الأمر بهذه البساطة، هناك من الناس من يرفض التجديد والتغيير ولو مؤقتاً، يرفض أن يفكر في تجربة شيء مختلف، لا أدري ماذا سيخسر المرء منا إن وسع معرفته قليلاً وجرب البدائل.

الخميس، 18 أغسطس 2005

ملاحظات عامة حول التدريب والتدريس

مهما كتبنا وتناقشنا في مواقعنا، ستبقى الدورات واللقاءات على أرض الواقع أكثر فعالية في إيصال المعلومة وتعليم الناس وإقناعهم، هذا موضوع أتحدث فيه عن بعض النقاط المهمة حول الإعداد للدورات التدريبية، سواء في مجال الحاسوب أو أي مجال آخر.

قبل بضعة سنوات كتبت عدة مقالات في جريدة الاتحاد وبعض المواقع أدعو فيها إلى أن تعلم المدارس مهارات الاتصال الأربع للطلبة بدلاً من تضييع سنوات من عمرهم في حشو المعلومات، هذه المهارات هي القراءة والكتابة والاستماع والتحدث، لعل بعضكم سيقول: أغلب الطلبة يتقنون هذه المهارات، وأرى أن قلة نادرة منهم تتقن كل هذه المهارات، كم طالب لديه استعداد لأن يقف أمام الجمهور ليعبر عن رأيه دون استعداد مسبق؟ كم طالب لدينا يحب القراءة ويقرأ في كتب غير كتب المدرسة؟ في آخر كل عام دراسي يقطع الطلاب كتبهم ويحرقونها ويلعبون بها، ليس كلهم، لكن الكثير منهم يفعل ذلك، كم طالب لدينا يتقن الاستماع ويعرف كيف يتحاور مع الآخرين ويتقبل آراءهم حتى لو لم يوافق عليها؟ أما الكتابة فأغلبهم لم يكتب شيئاً خارج حصص التعبير التي لم تفدني بشيء.

لا زلت أرى أن على مدارسنا تعليم الطلاب هذه المهارات وغيرها، لا أرى مشكلة إن لم يعرف الطالب كيف يحل المعادلات الحسابية أو يحسب مساحة الأسطوانة، لكنها مشكلة كبيرة أن يدرس الطالب أكثر من 12 عاماً ثم لا يستطيع بعد ذلك أن يتواصل مع الآخرين بفعالية.

على أي حال، موضوعنا هنا هو الخطابة، أو تقديم الدورات، ما الذي يجب أن تفعله لكي تقدم دورة أو درساً بشكل جيد؟

### الإعداد الجيد
إن كنت ستقدم درساً لمدة ساعة أو ساعتين، فعليك أن تخصص له أسبوعاً كاملاً للإعداد وجمع المحتويات وترتيبها، وكلما زادت مدة الدورة وجب عليك أن تخصص وقتاً أكبر للإعداد، شخصياً لم يسبق لي أن قمت بتجهيز درس أو دورة في مدة تقل عن أسبوع.

عليك في البداية أن تحدد الدرس الذي ستقدمه إن كانت هذه المسؤولية ملقاة عليك، ولعل مؤسسة ما تطلب منك موضوع الدرس، بعد ذلك عليك أن تضع أهدافاً للدرس، ولتكن ثلاثة أهداف أو أقل، هذه الأهداف ضرورية لكي تركز على على إعداد درسك بشكل صحيح، لنتصور أنك ستقدم درساً حول نظام لينكس مثلاً، هل الجمهور الذي ستلقي عليه الدورة يعرف ما هو لينكس؟ في الغالب لا، إذاً ليكن هدفك الأول: تعريف الجمهور بنظام لينكس، هذا يعني أنك ستقضي وقتاً في أول الدرس لتشرح تاريخ لينكس، وكيف أنه مجرد نواة وما هي التوزيعات وواقع لينكس اليوم، ماذا لو كان الجمهور أمامك يعرف لينكس؟ بالتأكيد لن يكون من المفيد تعليمهم ما يعرفونه أصلاً، لذلك حدد هدفاً آخر.

مع الأن الأمر بسيط وبديهي، الكثير من الناس يقعون في هذا الخطأ، أعني عدم تحديد الأهداف أو الأولويات، عندما تقف أمام أي جمهور، فأنت تحصل على فرصة عظيمة من أجل إقناعهم أو تعليمهم، وتذكر أنك إذا وقفت أمام مئة شخص، وألقيت عليهم درساً غير مفيد فأنت هنا أضعت مئة ساعة كان يمكن أن تستغل بشكل أفضل، فلا تستهن أبداً بتحديد الأهداف.

النقطة الثانية هي أن تكتب خطة الدرس، لا داعي في البداية أن تكون الخطة مفصلة ودقيقة، يكفي أن تكتب نقاط سريعة عن الموضوعات التي ستتحدث عنها، بعد ذلك إبدأ في جمع المراجع التي ستعتمد عليها، والمراجع قد تكون كتباً، مجلات، صحف، مواقع، صور، صوتيات، المهم أن تجمع ما يكفيك من المراجع واحذر هنا أن تبالغ في جمع المراجع لأنها ستستهلك وقتك، فأنت بحاجة إلى قراءة هذه المراجع ثم تلخيص ما سيفيدك منها، ومع استمرار هذه العملية ستلاحظ أن بعض المراجع بدأت تكرر نفس الكلام الذي قرأته في مراجع سابقة، فلا تضيع وقتك.

بعد قراءة المراجع يمكنك الآن أن تكتب خطة الدرس المفصلة، وأعني بذلك النقاط الرئيسية للدرس والنقاط المتفرعة منها، ورتبها بشكل منطقي، فلا يصح مثلاً أن تتحدث عن إيجابيات وسلبيات لينكس والجمهور لم يعرف بعد ما هو لينكس.

هنا عليك أن تحدد ما إذا كنت ستقدم مادة مكتوبة أم ستعرض على الجمهور نقاط الدرس على شاشة كبيرة، أم ستسعين ببطاقات صغيرة تكتب عليها الدرس، شخصياً أغلب الدورات والدروس التي قدمتها كنت أستعين بشاشة كبيرة أعرض عليها نقاط الدرس، فلا أحتاج إلى أن أحمل معي ورقة أو بطاقة تذكرني بنقاط الدرس.

بخصوص المادة المكتوبة، حاول بقدر الإمكان ألا تعطي الجمهور أي مادة مكتوبة، الكثير منهم ليس لديه وقت لقراءتها والبعض لن يتعب نفسه ويجاملك، سيرمي الأوراق على كرسيه أو في أي مكان ويرحل، أعطي المادة المكتوبة إن وجدت لمن يطلبها فقط، أو ضعها في موقع ما على الشبكة ودل الجمهور عليها، في بعض الحالات يجب أن تعطي المتدربين هذه المواد خصوصاً في الدورات التي تحوي تفاصيل كثيرة، في هذه الحالة نبه المتدربين إلى ضرورة المحافظة على الأوراق.

إذا قمت بإعداد خطة الدرس وجمعت معظم محتوياته، فعليك أن تبدأ في التدريب على الإلقاء، إجمع أقلاماً على طاولة ما وألقي عليها الدرس! أو تحدث مع مجموعة من الكراسي! إفعل ما تشاء، تخيل أن الجمهور أمامك وألقي الدرس عليهم، درب نفسك على اختيار الكلمات الصحيحة واختصر كلامك، وحاول في هذه التدريبات أن تقدر الوقت الذي ستحتاجه لإلقاء الدرس كاملاً، ضع ساعة أمامك واحسب الوقت، بالطبع عليك أن تلتزم بالوقت المحدد المخصص للدورة، فإن رأيت أن المادة ستأخذ وقتاً أطول من الوقت المخصص لك اختصرها.

عندما تبدأ في التدريب على الإلقاء ستلاحظ ثغرات في مادتك، عالج هذه الثغرات وأعد التدريب، واستمر على هذا الحال حتى تكمل المادة، وقبل الدورة بيوم أو يومين تدرب مرة أخرى على الإلقاء وتأكد أنك جاهز تماماً للدرس.

وفي اليوم الذي ستلقي فيه الدرس تأكد للمرة الأخيرة أن كل شيء تم إعداده، ولا داعي لأن تتدرب، فقط انظر في المادة وتأكد منها، تأكد من أدواتك وأوراقك، وحاول بقدر الإمكان ألا تثقل على نفسك، من الأفضل دائماً أن تذهب إلى مكان إلقاء الدورة قبل الدورة بساعتين أو حتى بيوم وتجهز المكان وتضع كل الأدوات هناك، وربما تتدرب على الإلقاء أيضاً.

### عند إلقاء الدرس
سيأتي الجمهور ويجلس أمامك على الكراسي، قد تتوتر هنا وهذا أمر طبيعي، لا تحاول أن تجبر نفسك على أن تكون هادئاً، من الطبيعي أن يخشى أي شخص من الوقوف أمام الجمهور، خصوصاً إن كانت هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها أمام جمهور، لا تكثر من شرب الشاي والقهوة في الليلة التي تسبق الدورة، يجب أن ترتاح، ولا تأتي إلى الدورة وبطنك فارغ ولا تأكل الكثير أيضاً، كل فقط ما يبعد عنك الشعور بالجوع، ولا بأس في أن تشرب الشاي قبل الدورة مباشرة، هذا سيفيد صوتك.

إذا وقفت أمام الجمهور لا تبدأ مباشرة في الكلام، أنظر إلى الناس الجالسين في آخر القاعة لمدة ثوان قصيرة، هذه الثوان ستكون بالنسبة لك دهراً كاملاً، لكن بالنسبة للجمهور هي مجرد ثوان قصيرة، إبدأ باسم الله الرحمين الرحيم والصلاة على رسول الله، وكن هادئاً هنا حتى لو كانت نفسك ستقفز من التوتر، إبدأ الدورة أو الدرس ببطئ وانطق كل كلمة بشكل صحيح، ليكن صوتك واضحاً للجميع، وغالباً سيذهب خوفك خلال الدقيقة الأولى.

لا تجبر نفسك على الكلام بشكل مستمر، بمعنى آخر، هناك أشخاص يقفون أمام الجمهور ويتحدثون، فإذا ما وصلوا إلى نهاية جملة ما ولم يعرفوا ماذا يقولون بعد ذلك يبدأون في إكمال الفراغ بقولهم: آه أو أم أو وا ... ويطيلونها، وهذا أمر مزعج للجمهور، إن لم تعرف ماذا عليك أن تقول في الجملة التالي أصمت فقط، هذا أكثر تأثيراً على الجمهور، وعليك أن تتدرب على السكوت بعد أو قبل أن تقول جملاً مهمة وضرورية، وربما عليك أن تكرر الجملة المهمة مرتين أو أكثر.

تذكر أنك قمت بإعداد الدورة وأنك تعرف تماماً ماذا ستقول وبأي ترتيب، كل ما عليك الآن أن تتحدث عن النقاط التي وضعتها في خطة درسك وبالترتيب وبكل ثقة وهدوء، لا داعي للاستعجال ولا تكن بطيئاً أيضاً.

لا يهم إن كان في الجمهور أناس أكبر منك أو أصغر أو حتى في نفس عمرك، المهم فعلاً أن تقدم ما يفيدهم وتحترم عقولهم ولا تضيع أوقاتهم، عامل الجميع بنفس الأسلوب، إذا تحدث لك أحدهم استمع له، وإن سألك أجبه مباشرة ولا تعتقد أنه يريد إحراجك، وإن لم تعرف الإجابة فقل: لا أعرف، كتب الإدارة والخطابة تنصح هنا باللف والدوران بدلاً من الإجابة الصريحة بأنك لا تعرف، شخصياً أرى أن هذا نوع من النفاق الذي أبغضه، الصراحة لن تؤذيك، قل لا أعرف وأرح نفسك.

قد يقاطعك شخص أثناء كلامك، أطلب منه بكل أدب أن يؤجل سؤاله أو تعليقه حتى تنتهي من كلامك، فإذا أنهيت جملتك أو النقطة التي تتحدث عنها أطلب منه أن يعيد كلامه، في حالة الدروس والدورات الطويلة، قد ترى شخص غير منتبه فحاول أن تثير انتباهه بأن تذكر اسمه، فقل مثلاً: أليس كذلك يا فلان؟ أو ما رأيك يا فلان؟ وقد ترى شخصان يتحدثان مع بعضهما البعض، فنبهم بنفس الأسلوب، لا تطلب منهم مباشرة أن يتوقفوا عن الكلام، فإن لم ينفع هذا الأسلوب قل لهم: لماذا لا تشاركوننا بحديثكم؟ هذا السؤال في الغالب كفيل بأن يوقفهم عن الحديث ويجعلهم ينتبهون مرة أخرى للدرس.

ماذا عن الفكاهة في الدورات؟ لا تبدأ الدرس بنكتة إلا إذا كنت تعلم تماماً أنك إنسان مضحك تتقن رسم البسمة على وجوه الآخرين، شخصياً لا أملك هذه المهارة لذلك أحاول دائماً أن تكون مقدمة الدرس قصيرة مركزة وجادة، أما أثناء الدرس فمن المفيد أن تضحك الجمهور إن لاحظت أنه لم يعد ينتبه بشكل جيد، وليكن مزاحك غير جارح فلا تمزح مع أحد من الجمهور أو تتحدث عن شخص ما، بل ليكن مزاحك خفيفاً غير متكلف.

أما جسمك فعليك ألا تتحرك كثيراً، لتكن حركات يدك بسيطة هادئة، إن أمكن قم بالمشي أمام الجمهور، في الدورات التدريبية اقترب من الجمهور بين فترة وأخرى، في بداية الدورة قد تكون متوتراً بشكل كبير، ربما ستشعر بأن يدك تهتز قليلاً، لا تهتم بهذا فأغلب الجمهور لن يلاحظ ذلك، لا تضع يديك في جيبك، يمكنك أن تضع يداً واحدة في جيبك والأخرى تحركها، هذه الحركة أقوم بها في بعض الأحيان للضغط على عملة معدنية في جيبي، وسيلة لطرد التوتر

### بعد الإلقاء
قد يخصص وقت للأسئلة بعد الدورة أو المحاضرة، أنظر في وجه السائل ودعه يكمل سؤاله، إن لم تفهم سؤاله أطلب منه أن يشرحه مرة أخرى، في بعض الأحيان قد يكون صوت السائل منخفضاً فأعد سؤاله على الجمهور حتى يسمعه الجميع ثم أجب، لتكن إجابتك مختصرة مباشرة.

بعد انتهاء الدورة ستكون لديك فرصة جيدة للالتقاء بالمتدربين أو الحاضرين، إسألهم عن رأيهم في الدورة وعن أسلوبك في الإلقاء، سيجاملونك في الغالب فأكد عليهم أنك تريد سماع الانتقاد واسمع فقط ولا ترد عليهم، لو أخبرك أحدهم بأن لديك نقطة ضعف فاشكره ودون النقطة لديك ولا تدافع عن نفسك، أنت تسألهم حتى تطور أسلوبك في الخطابة.

من الأفضل أن تسجل الدورة أو المحاضرة في شريط أو بالفيديو، استمع لنفسك وشاهد نفسك وتعرف على أخطاءك وصححها في الدورات والدروس القادمة.

### خاتمة
ما ذكرته في هذا الموضوع هو ملاحظات عامة، ولا زال هناك الكثير يمكن الكتابة عنه حول الخطابة والتدريب، في كل الأحوال، أهم وسيلة للتدريب على هذه المهارة هي أن تلقي دروساً ودورات بشكل مستمر، ستقع في الكثير من الأخطاء وستكون هذه الأخطاء خير معلم، وإليكم هذه الروابط حول الموضوع:

* [البساطة في إلقاء الخطب](http://saaid.net/aldawah/259.htm)
* [فن تحضير المواضيع](http://saaid.net/aldawah/198.htm)
* [خمسة خطوات لإتقان الإلقاء](http://saaid.net/aldawah/104.htm)
* [خمسون وصية ووصية لتكون خطيباً ناجحاً](http://saaid.net/aldawah/236.htm)
* [كيف تعد وتلقي خطبة متميزة](http://www.alnoor-world.com/learn/topicbody.asp?TopicID=164&SectionID=37)

الأحد، 14 أغسطس 2005

نظرة على Microformats

افتتح موقع [ميكروفورماتس](http://www.microformats.org/) قبل شهرين تقريباً، وقد قررت وقتها أن أكتب شيئاً عن مواصفات ميكروفورماتس لكن لم أفعل هذا إلا اليوم.

قبل الحديث عن مايكروفورماتس دعوني أوضح نقطة مهمة حول XHTML، وهي أن XHTML ليست لغة تصميم، بل هي لغة بيانات، بمعنى آخر كل أمر من أوامر XHTML له معنى خاص، فأمر `

` مثلاً __يجب__ أن يستخدم لتكوين الفقرات، ومن الخطأ استخدامه لوضع فراغات بين السطور مثلاً، إن أراد شخص ما تغيير التصميم فعليه أن يستخدم CSS، أما XHTML فهي للبيانات أو المحتويات فقط، وتذكر دائماً أنك تستطيع تغيير تصميم هذه المحتويات إلى أي شكل تريد من خلال CSS.

لماذا أذكر كل هذا الآن؟ لأن مواصفات مايكروفورماتس تعتمد كلياً على XHTML، مايكروفورماتس ليست لغة أو تقنية جديدة، ولم تنشأ لكي يتخلص الجميع من التقنيات السابقة، بل هي تقدم حلولاً بسيطة لمشاكل محددة، ويمكن استخدامها __الآن__، وبما أنها تستخدم XHTML فهي متوافقة مع أغلب المتصفحات إن لم يكن كلها.

حسناً، ما هي ميكروفورمات تحديداً؟ هي مواصفات لكتابة البيانات بلغة XHTML، وحتى نفهم هذه المواصفات دعونا نستعرضها هنا.

### أضف rel للروابط
في XHTML هناك أمر `` لإضافة الروابط، وهذا الأمر في رأيي هو أساس شبكة الويب ومن دونه تصبح الويب بدون فائدة أو قيمة، هذا الأمر له [خصائص متعددة](http://www.w3schools.com/tags/tag_link.asp)، منها href لتحديد الرابط، وrel لتحديد العلاقة ما بين الصفحة الحالية والصفحة التي سيقودنا إليها الرابط، لنأخذ مثالاً على ذلك:

<a href="http://www.serdal.com/archives/2005/07/04/hacking-tips/"
rel="bookmark">نصائح صغيرة لمن يريد أن يكون مبرمجاً</a>


في المثال أعلاه رابط يقود الزائر إلى موضوع في موقعي، ولأمر الرابط هناك خاصية rel وهذه الخاصية وضعنا لها القيمة bookmark، أي أن الرابط سيقود الزائر إلى صفحة يمكن أن يضعها في مفضلة متصفحه، أو يضع رابطها في موقعه أو في خدمة de.icio.us مثلاً.

مايكروفورماتس تحوي ثلاث مواصفات تتعلق بالخاصية rel، وهي في الحقيقة ثلاث قيم يمكن أن توضع في خاصية rel، وهي [tag](http://microformats.org/wiki/rel-tag) لتحديد تصنيف الرابط، وهذا التصنيف يمكن أن يستخدم في مواقع مثل del.icio.us و[فليكر](http://www.flickr.com/) وكذلك المدونات، وهناك القيمة [no-follow](http://microformats.org/wiki/rel-nofollow) والتي تخبر محركات البحث مثل جوجل أن يتجاهل الرابط الذي يحوي هذه القيمة، وهذه القيمة مفيدة لكي لا يقوم شخص ما برفع مستوى موقعه في محركات البحث باستخدام أساليب غير مرغوب فيها كأن يكتب مئات أو آلاف التعليقات التافهة في مختلف المدونات، القيمة الثالثة هي [license](http://microformats.org/wiki/rel-license) وتعني أن الرابط سيقود الزائر إلى صفحة تحوي رخصة قانونية للمحتويات التي يجدها في الصفحة الحالية.

ثلاث مواصفات بسيطة، يمكن استخدامها الآن، مجرد قيم تضاف لخاصية rel في الروابط، إن وضعها مطور المواقع لن يلاحظ الزائر أي اختلاف، وبالمناسبة، ووردبريس يضع القيمة nofollow لكل رابط خارجي يكتبه أحد الزوار في التعليقات، فهل لاحظ أحدكم ذلك؟ فائدة هذه القيمة أنها لن تسمح لأحد باستغلال التعليقات لكي يرفع مكانة موقعه في محركات البحث.

### مواصفات أخرى مفيدة
هناك مواصفات أخرى مثل [hCalendar](http://microformats.org/wiki/hcalendar) و[hCard](http://microformats.org/wiki/hcard)، أما hCalendar فهي تعتمد على مواصفات [iCalendar](http://www.ietf.org/rfc/rfc2445.txt) والتي بدورها تستخدم في برامج مثل [آي كال](http://www.apple.com/macosx/features/ical/) و[سنبيرد](http://www.mozilla.org/projects/calendar/sunbird.html) وبرامج التنظيم الأخرى، قد يسأل أحدكم: إن كان هناك مواصفات سابقة، لماذا قام مشروع ميكروفورماتس بإنشاء مواصفات جديدة؟ الإجابة هي أن مواصفات hCalendar هي نفسها iCalendar لكن كتبت بلغة XHTML، ما فائدة ذلك؟ الآن يمكن نشر مواعيد المؤتمرات مثلاً في صفحات المواقع، بمجرد أن يضغط الزائر على رابط لموعد مؤتمر مثلاً سيقوم المتصفح بإضافة هذا الموعد لبرنامج التنظيم الذي يستخدمه.

مواصفات hCard لا يختلف حالها عن hCalendar، فهي تعتمد على مواصفات [vCard](http://www.ietf.org/rfc/rfc2426.txt) لكنها مكتوبة بلغة XHTML وبالتالي يمكن نشرها في صفحات الويب، وهذه المواصفات خاصة بعناوين الأشخاص، عادة في أنظمة التشغيل برنامج للعناوين (Address Book)، إذا أرسل لك شخص ما بطاقته الشخصية (vCard) يمكنك إضافتها لدفتر العناوين ولن تحتاج إلى إدخال معلومات الشخص يدوياً، فالبطاقة تحوي اسمه وعنوانه وبريده الإلكتروني وغيرها من المعلومات الشخصية، وhCard لا تختلف عن vCard في أي شيء سوى أنها مخصصة لصفحات الويب.

هناك [مواصفات أخرى](http://microformats.org/wiki/Main_Page) يمكنكم القراءة عنها، هذه المواصفات عندما تنتشر ويبدأ البعض في استخدامها، سنرى المواقع تتفاعل في ما بينها بشكل أفضل، كذلك ستتفاعل البرامج مع المواقع بشكل أسهل، وستظهر مواصفات أخرى قريباً تقدم حلاً بسيطاً لوصف بيانات مختلفة، كاستعراض المنتجات، أو نشر السيرة الذاتية.

هناك مواقع وأدوات تستخدم ميكروفورماتس، مثل برنامج [ووردبريس](http://wordpress.org/)، خدمة [أوديو](http://odeo.com/blog/2005/07/adding-microformats-to-odeo.html)، وهناك من برمج [سكربت](http://george.hotelling.net/90percent/geekery/greasemonkey_and_microformats.php) لإضافة Greasemonkey يقوم بإضافة المواعيد التي كتبت بمواصفات hCalendar إلى برنامج التنظيم الذي يستخدمه الزائر، وإذا زرتم [الويكي](http://microformats.org/wiki/Main_Page) الخاص بموقع ميكروفورماتس ستجدون عشرات المواقع التي بدأت تستفيد من هذه المواصفات.

الخميس، 11 أغسطس 2005

هل نحن بحاجة إلى كل هذه التوزيعات؟

حسب إحصائيات موقع [دسترو واتش](http://distrowatch.com/stats.php) هناك 386 توزيعة لينكس، منها خمسون توزيعة توقف تطويرها وربما لم يعد أحد يستخدمها، وهناك تسعة توزيعات لأنظمة BSD وأعتقد أن تسمية "توزيعات" لا تناسب أنظمة BSD، لكن هذا موضوع آخر يمكن الكتابة عنه في وقت لاحق.

موقع دسترو واتش لا يضع في قاعدة بياناته التوزيعات التي تعمل من خلال الأقراص المرنة (Floppy Disk) وكذلك نسخ لينكس التي تستخدم في الهواتف النقالة وغيرها من الأجهزة، ولو ضم هذه التوزيعات لقفز عدد التوزيعات بشكل كبير، لكن تبقى هذه التوزيعات غير معروفة ولا يستخدمها إلا من يحتاجها، أغلب القادمين الجدد إلى عالم لينكس لن يقرأوا عنها شيئاً لأن المواقع التي تهتم بهذه التوزيعات المتخصصة قليلة.

الكثير من مستخدمي لينكس ومن محبي أنظمة التشغيل يرون أن العدد الكبير لتوزيعات لينكس يعد في حد ذاته عائق أمام انتشار استخدام لينكس كنظام لسطح المكتب، وأنا أوافق هذا الرأي، بالتأكيد هناك أناس يرون أن هذا أمر طبيعي في عالم البرامج الحرة وربما يذكروننا بأننا لا نملك الحق في منع أي شخص من أن يقوم بعمل توزيعات جديدة، شخصياً لا أريد أن أمنع أحداً ولا أستطيع منع أي شخص من أن يقوم بإنتاج توزيعته الخاصة به.

هل نحتاج إلى كل هذه التوزيعات لنظام لينكس؟ هذا الموضوع هو محاولة لتقديم إجابة مفصلة قليلاً على السؤال، شخصياً أرى أننا لسنا بحاجة إلى كل هذه النسخ، في نفس الوقت أرى أن التنوع والتميز بين التوزيعات أمر ضروري، دعونا نستعرض توزيعات لينكس المختلفة ونرى هل نحن بحاجة لها أم لا؟

### التوزيعات التجارية
لا يمكن أن نطالب شركة تنتج توزيعة أن تتوقف عن إنتاج التوزيعة، في النهاية هي شركة وتريد أرباحاً، وهناك توزيعات تجد دعماً من شركات أو من رجال أعمال، مثل [أبونتو](http://www.ubuntulinux.org/) و[فيدورا](http://fedora.redhat.com/) و[أوبن سوزي](http://opensuse.org/index.php/Welcome_to_openSUSE.org)، وهذه مشاريع تجد دعماً كبيراً من المطورين والمستخدمين.

ما يمكن فعله هنا هو توحيد المقاييس بقدر الإمكان، من الضروري أن تتفق التوزيعات التجارية ومشاريع التوزيعات على مقاييس موحدة تتعلق بالكثير من الجوانب، فمثلاً لوحات التحكم الخاصة بكل توزيعة، ألا يمكن توحيدها وإنتاج لوحة تحكم واحدة تناسب الجميع؟ كذلك البرنامج المسؤول عن تثبيت التوزيعات، ألا يمكن استخدام برنامج واحد؟ توحيد المعايير سيجعل استخدام توزيعات لينكس التجارية أكثر سهولة، اليوم لا يمكن أن تقدم مساعدة لشخص ما حول لينكس دون أن تعرف التوزيعة التي يستخدمها.

ربما الوسيلة الوحيدة لتقليل عدد التوزيعات التجارية هي أن تقوم شركة ما بشراء شركة أخرى، وهذا ما فعلته شركة [ماندريفا](http://www.mandriva.com/) حينما اشترت شركة [ليكروس](http://www.lycoris.com/) وشركة [كونيكتيفا](http://www.conectiva.com/)، وسنرى في توزيعات ماندريفا القادمة تقنيات كانت تستخدم في توزيعات ليكروس وكونيكتيفا.

### توزيعات اللغات
أعني باللغات هنا التوزيعات المتخصصة في لغة معينة، فهناك توزيعات خاصة باللغة الأسبانية، وأخرى للألمانية، وغيرها للعربية، المشكلة في هذه التوزيعات أن الكثير منها مجرد ترجمات لا أكثر لتوزيعات أخرى معروفة مثل فيدورا، وبعضها يطور لفترة ثم يتوقف المشروع، من المفترض أن ترتبط الترجمة بمشاريع التوزيعات المعروفة مثل أبونتو وفيدورا، من الخطأ أن يظهر مشروع جديد منفصل لكي يترجم أبونتو مثلاً في حين أن مشروع أبونتو يوفر الفرصة لمن أراد لكي يترجم التوزيعة ضمن إطار المشروع، هكذا يستطيع المترجم أن يركز على الترجمة فقط لا على إدارة توزيعة كاملة وترجمتها.

قد يقول البعض بأن توزيعات اللغات ضرورية لأنها توفر مواقع لدعم المستخدمين، حسناً، ألا يمكن إنشاء مواقع لدعم المستخدمين ضمن إطار المشاريع المعروفة؟ عندما يقوم شخص ما بإنشاء مشروع توزيعة جديدة سيحتاج إلى موارد كثيرة، استضافة الموقع ستكلفه بعض المال، كذلك إدارة المشروع ستأحذ من وقته، وهو فرد واحد، لكن عندما يتعاون مع مشروع معروف فلن يحتاج إلى أن ينفق شيئاً من ماله للاستضافة، حتى وقته سيستغل في التركيز على الترجمة ودعم المستخدمين.

المشكلة في الحل الذي أقترحه هو أن بعض المشاريع قد تصبح عائقاً أمام فرق الترجمة، فمثلاً قد لا يرى مشروع توزيعة ما أنه بحاجة إلى إنشاء نسخة مترجمة إلى لغة ما، وقد يحاول أكثر من شخص أو أكثر من فريق أن يترجم التوزيعة، وقد يختلفون على من له الحق في ترجمة التوزيعة، هنا لن يكون هناك حل آخر سوى إنشاء مشروع منفصل للترجمة.

السبب الثاني لإنشاء توزيعة متخصصة في لغة معينة هي إضافة أدوات لغوية خاصة قد لا تقبل إضافتها مشاريع التوزيعات المعروفة.

### توزيعات أنا لا أحب سطح المكتب الفلاني!
توزيعة أبونتو تستخدم سطح المكتب [جينوم](http://www.gnome.org/)، ولأن هذه التوزيعة أصبحت مشهورة وتستخدم على نطاق واسع طالب البعض بإضافة سطح المكتب [كيدي](http://www.kde.org/) فقرر مشروع أبونتو أن يقوم بإنشاء توزيعة أخرى ضمن إطار المشروع اسمها [كوبونتو](http://www.kubuntu.org/) أو كي أبونتو.

لا أرى مشكلة في أن يقوم مشروع واحد بإنتاج توزيعات مختلفة، المشكلة أن يقوم شخص ما أو مجموعة أشخاص بإنتاج توزيعة جديدة مبنية على أساس توزيعة أخرى، ويغيرون فقط سطح المكتب أو مدير النوافذ المستخدم، لأنهم لا يحبون سطح المكتب الذي يستخدم في التوزيعة الأخرى، هناك عدة توزيعات مبنية على أساس توزيعات أخرى وما تغير فيها هو فقط سطح المكتب أو البرامج.

مثل هذه التوزيعات أرى أنها تستهلك الكثير من الوقت والجهد والمال، ومن الأفضل أن تنتج توزيعات مختلفة ضمن إطار مشروع واحد بدلاً من التشتت.

### التوزيعات المتميزة
هذه توزيعات لا يمكن أن أقترح إيقافها، لأنها ببساطة تتميز في جانب ما، منها مثلاً [سلاكوير](http://www.slackware.com/)، [جينتو](http://www.gentoo.org/)، [dynebolic](http://www.dynebolic.org/)، [جوبو لينكس](http://www.gobolinux.org/)، [كركس](http://www.crux.nu/) وغيرها، هذه توزيعات تتميز إما بتخصصها أو بتميزها التقني.

### نسخ القرص المدمج
خرجت إلى الوجود توزيعة [نوبكس](http://www.knoppix.com/) فظهرت توزيعات جديدة كثيرة مبنية على أساس نوبكس، وكل هذه النسخ تعمل من القرص المدمج مباشرة دون الحاجة إلى تثبيتها، بعضها متميز فعلاً ومتخصص وبعضها الآخر مجرد نسخ معدلة من نوبكس.

شخصياً لا أرى مشكلة في تعدد توزيعات القرص المدمج أو أي توزيعة تعمل من خلال وسائل تخزين أخرى، لأن الغرض من هذه التوزيعات هو الترويج لنظام لينكس والبرامج الحرة وعرضها، وبعضها يهدف إلى استغلال الحواسيب القديمة، وبعضها متخصص في البرامج الأمنية وبرامج الحماية، المشكلة تكمن في أن البعض وجد أن إنتاج نسخة لينكس تعمل من القرص المدمج أصبح أمراً سهلاً فقام بإنشاء نسخته الخاصة دون أن ينظر هل هو يقوم بعمل توزيعة متميزة حقاً أم أنها مجرد توزيعة أخرى لا تختلف عن غيرها إلا ببعض التفاصيل الصغيرة؟

### خلاصة القول
هناك الكثير من الجهود والأوقات التي ضاعت في إنشاء توزيعات لينكس لا تتميز بشيء، والتشتت الذي نراه في توزيعات لينكس يسبب الحيرة للقادمين الجدد، فالبعض يظن أن نظام لينكس ما هو إلا نظام مشابه لويندوز ولا يختلف عنه إلا في بعض التفاصيل، لكن يفاجأ بأن لينكس هي النواة وأن التوزيعات هي نظم تشغيل مبنية على نواة لينكس، هذه النظم متشابهة من حيث الأساس مختلفة في بعض التفاصيل، عندما يفهم هذا يسأل: أي توزعية هي الأفضل، هنا تبدأ دورة جديدة من الحيرة، البعض سينصحه باستخدام التوزيعة التي يتعصب لها مهما كانت هذه التوزيعة صعبة للمستخدمين الجدد، والبعض سينصحه بتوزيعة أخرى، يبدأ هذا المستخدم الجديد في تجربة توزيعة ما، يواجه مشكلة فيسأل عنها، قد يرد عليه البعض بأن عليه أن يبحث عن الإجابة والبعض سيطلب منه أن يذكر اسم توزيعته.

هذا التشتت وكذلك عدم وجود معايير مشتركة بين التوزيعات يجعل استخدام لينكس أكثر صعوبة على القادمين الجدد، من الضروري توحيد الجهود وإيجاد حد أدنى من المعايير التي يمكن تطبيقها في التوزيعات التجارية أو على الأقل في التوزيعات الموجهة لمستخدمي سطح المكتب.

ربما نحن بحاجة إلى بحث مفصل يبحث في هذا الموضوع ويدقق النظر في التوزيعات المختلفة.

الاثنين، 1 أغسطس 2005

كتاب: نهاية عهد الوظيفة

كتاب اشتريته قبل خمس سنوات ولم أقرأه إلا الآن، وقد عزمت على ألا أشتري أي كتاب إلا إذا كنت سأقرأه بعد شراءه بفترة قصيرة، فما فائدة تخزين الكتب وصفها دون قراءتها؟ على أي حال، الكتاب من إصدارات [مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية](http://www.ecssr.ac.ae/ECSSR_Index_ar/) ومن تأليف [جيرمي ريفكن](http://en.wikipedia.org/wiki/Jeremy_Rifkin)، ينقسم إلى خمسة أجزاء وثمانية عشر فصلاً، عدد صفحاته 475 صفحة.

يتحدث الكتاب عن الوظائف وظاهرة انحسارها وازدياد نسبة البطالة وأسباب هذه الظاهرة، ويركز الكاتب على التقنيات الحديثة التي يرى أنها السبب الرئيسي لازدياد أعداد العاطلين عن العمل، لأن التقنيات الآن تستطيع أن تحل محل عدد كبير من الموظفين وتقوم بأعمالهم بدون بدون أن تأخذ إجازات مرضية أو راتباً أو حتى تأخذ قسطاً من الراحة، فالآلات والحواسيب يمكنها أن تعمل على مدار الساعة دون توقف.

ففي الكثير من المصانع مثلاً ركبت آلات تقوم بإنتاج المواد الأولية التي يتكون منها المنتج، ثم تقوم آلات أخرى بتحويل هذه المواد إلى أشكال معينة وتركبها بدقة عالية وبسرعة، ثم يغلف المنتج ويصبح جاهزاً لنقله وبيعه، عملية تحتاج فقط إلى أن يشرف عليها قلة من العمال، وقد كانت في السابق تتطلب عشرات أو مئات العمال، هذا الانتقال إلى الآلات أتاح للشركات زيادة الإنتاجية مع خفض التكاليف بصورة كبيرة، لكن هذه الصورة الإيجابية التي تتحدث عنها الشركات دائماً تغطي صورة أخرى قاتمة، وهي خروج آلاف العمال من وظائفهم إلى مجتمع لا يساعدهم على إيجاد وظائف بديلة، وبعضهم يقبل العمل في وظيفة بدوام جزئي وبراتب يقل عن راتبه السابق بنسبة تتراوح ما بين 45% إلى 60%، وبعضهم يأس من محاول إيجاد وظيفة جديدة.

قد لا يكون لدى الشركات أي خيار آخر سوى أن تستخدم أحدث التقنيات، فإن لم تفعل ذلك فهناك منافسون لها حول العالم سيفعلون، وليس من الحكمة عدم استخدام التقنيات في عالم يلهث خلف أي تطور يوفر الوقت والمال والجهد، المشكلة أن التقنيات تسببت في خروج الكثيرين من سوق العمل، فقد أصبحوا عمالة زائدة عن الحاجة، لكن أرباح الشركات في ارتفاع وإنتاجيتها في إزدياد مستمر، وهذه الأرباح تصب في جيوب ملاك الأسهم ومدراء الشركات الذين يحصلون على رواتب خيالية ومزايا عديدة بينما يبقى الموظفون يكدحون في أعمالهم التي تزيد من الضغط عليهم من أجل إنتاجية أكبر مقابل راتب قليل ومزايا شبه معدومة.

خروج الموظفين من سوق العمل يعني تدني القوة الشرائية لديهم أو انعدامها، فلم يعد هؤلاء يملكون مالاً لينفقوه على ما تنتجه شركاتهم، وهذا يعني بالنسبة للشركات أرباح أقل على المدى البعيد، وربما خسائر قد تتسبب في إغلاق بعض الشركات وانهيارها، أضف إلى ذلك أن العبء على الحكومات يزداد من أجل خلق فرص وظيفية أكثر وتقديم معونات للعاطلين عن العمل.

بعد التقنيات تأتي النظريات الإدارية الحديثة التي تسببت في تقليص عدد الموظفين في الشركات، فقد مارست آلاف الشركات ما يسمى إعادة الهيكلة التي تؤدي إلى تقليل عدد المستويات الإدارية وتقليل عدد الموظفين، وإعادة ترتيب ما تبقى منهم لأداء العمل بسرعة وفعالية أكبر.

هيكل المؤسسة يتكون في العادة على شكل هرم، قاعدته الموظفون والعمال، ثم تأتي الإدارة الوسطى والمشرفون، ثم تأتي الإدارة التنفيذية، وقد يأتي بعدها مجلس إدارة أو فقط مدير عام، هذا الهرم كان لدى بعض الشركات يتكون من أربعة عشر مستوى إداري، بعد إعادة هيكلة المؤسسة تقلص إلى خمسة مستويات إدارية، وفي الغالب تتخلى الشركات عن المشرفين والإدارة الوسطى وتستخدم شبكات الحواسيب، لأن وظيفة الإدارة الوسطى هي نقل وإدارة المعلومات بين الإدارة التنفيذية والموظفين، وتراقب كذلك مستويات الأداء والإنتاجية وتدير الموظفين، هذه المهمات يستطيع أن يقوم بها الحاسوب اليوم وبدقة أعلى ومرونة أكبر وبتكلفة أقل.

ومع ظهور نظريات فرق العمل ونظرية التحسين المستمر، بدأت الشركات في تكوين فرق عمل تتخذ القررات بدلاً من المدراء وتنفذها على أرض الواقع وتحاول تحسين الإنتاجية تدريجياً، أدى هذا إلى التخلص من العمال غير المهرة وكذلك من الموظفين الذين يعملون في وظائف مكتبية بسيطة، وفي نفس الوقت خلق هذا الأسلوب ضغطاً عالياً على الموظفين المتبقين لأنهم مطالبون بتحقيق أقصى إنتاجية في وقت قصير، في مصنع لمحركات السيارات تابع لشركة نيسان اليابانية يطلب من كل عامل أداء أربع وظائف في أربعين ثانية، مصانع السيارات اليوم تنتج آلاف السيارات بعدد عمال أقل من السابق بكثير، وبدلاً من أن توظف عمالاً أكثر لتخفيف الضغط تقوم بابتكار وسائل جديدة تخلصها من الحاجة إلى عمال جدد.

التقنيات الحديثة وطرق الإدارة الحديثة أدت إلى خروج الآلاف من سوق العمل، والمؤلف يتحدث بشكل خاص عن أمريكا والدول الغربية واليابان، لكنه يذكر أن الدول النامية تسير في هذا الاتجاه أيضاً، فهي تسارع في تبني التقنيات الحديثة من أجل خلق فرص وظيفية، لكن عدد الفرص الوظيفية لن يكون بالحجم المطلوب، وستبقى البطالة مرتفعة في هذه الدول.

البعض يقول بأن التدريب هو الحل لتوظيف العاطلين عن العمل، والحقيقة أن التدريب جزء صغير من الحل، لا يمكن تدريب الناس كلهم لكي يصبحوا محامين ومبرمجين وخبراء إدارة ومدربين، النقطة الثانية هي أن الشركات تسعى إلى التخلص من الموظفين بأي طريقة ولن توظف الشركة شخصاً يملك مهارات قليلة وهي تطلب خبرات عالية من موظفيها.

الكاتب يقدم حلين لهذه المشكلة، الحل الأول هو تقليل ساعات العمل، فمع زيادة الإنتاجية أصبح هناك فائض إنتاجية يتسبب في خسارة الكثير من المال، وقد قامت بعض المؤسسات بتقليل ساعات العمل لكي يصبح أسبوع العمل أربعة أيام فقط، شركة [فولس فاغن](http://en.wikipedia.org/wiki/Volkswagen) للسيارات طبقت هذا النظام فحافظت على 31 ألف وظيفة، كذلك شركة [أتش بي](http://en.wikipedia.org/wiki/HP) طبقت هذا النظام في بعض مصانعها التي تعمل على مدار الساعة، لكن الموظفون يعملون فيها 30 ساعة فقط أسبوعياً، بينما هناك شركات تفرض على موظفيها العمل لمدة 40 ساعة أسبوعياً وبعضها أكثر من ذلك.

الحل الثاني هو القطاع الثالث، لدينا القطاع الحكومي والقطاع الخاص، أما القطاع الثالث فهو المؤسسات التطوعية، يرى المؤلف أن [الاقتصاد الاجتماعي](http://en.wikipedia.org/wiki/Social_economy) المتمثل في العمل التطوعي سيكون له شأن كبير في المستقبل، إذ أنه سيكون الوسيلة الوحيدة المتوفرة لاستيعاب العاطلين عن العمل، في نفس الوقت يقدم القطاع الثالث خدمات لا توفرها المؤسسات الحكومية أو الخاصة، فخدمات رعاية المسنين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاص، وكذلك إعانة الفقراء وتعليم الأميين كلها وغيرها خدمات يمكن للمؤسسات التطوعية تقديمها.

يرى المؤلف أن على الحكومات تقديم مكافئات للعاملين في هذا القطاع، هكذا يمكنهم أن يشتروا ما يريدون وأن تستمر حياتهم بشكل طبيعي فلا يقعون في مصيدة الفقر أو الجريمة، هذا خير من تقديم المعونات للعاطلين عن العمل الذين يأسوا من إيجاد وظائف لهم، فلم لا تستغل طاقاتهم من أجل تقديم خدمات مفيدة للمجتمع؟

العمل ليس مجرد وسيلة للحصول على المال بل هو حاجة نفسية ضرورية، وهذه الحاجة يمكن إشباعها بالعمل التطوعي، والجميل أن العمل التطوعي يقوم به الإنسان بناء على رغبته وليس لأن المؤسسة تطلب منه أن يفعل ذلك.

كتاب يستحق أن يقرأ وتناقش أفكاره مطولاً، دعونا لا ننسى كمهتمين ومولعين بالتقنيات أن لهذه التقنيات جوانب سلبية متعددة، ودعونا نعيد نقاش موضوع العمل التطوعي الذي طرح سابقاً في هذه المدونة وغيرها.