الاثنين، 31 يوليو 2006

أنا بحاجة إلى إجازة من الكتابة

أنا بحاجة إلى إجازة من المدونة! بعد المرض كنت أظن أنني سأبدأ في كتابة بضعة مواضيع لكن أشعر بأن كل شيء تبخر ولم يعد لدي ما أتحدث عنه، أنا بحاجة فعلاً إلى إجازة أتوقف فيها عن الكتابة لفترة طويلة، أعني شهرين على الأقل، لأنني لم أعد قادر على التفكير في أي شيء أكتبه، كلما أردت كتابة شيء بحثت عنه أولاً في مدونتي فأجد أنني كتبت عنه في الماضي وبشكل كافي.

تحدثت عن البرامج الحرة بما فيه الكفاية، لا أدري ما الذي يمكنني أن أضيفه هنا، تحدثت عن تطوير المواقع، عن الحواسيب والأجهزة والبرمجة، تحدثت عن إدارة الذات وتطوير مهارات الفرد وعن التعليم وعن مواضيع متنوعة كثيرة.

عدد مواضيعي في هذه المدونة يقترب الآن من 700 موضوع، والتعليقات تجاوزت 4600 تعليق.

أخبروني، ماذا يمكنني أن أكتب؟ إن لم أجد شيئاً أكتبه سأضع إعلاناً صغيراً أن هذه المدونة ستتوقف مؤقتاً وسأتفرغ للقراءة ولأمور أخرى لعلي أستطيع أن أعود بقوة أكبر.

بالمناسبة، نشرت بالأمس أول موضوع لي في مدونة مجتمع مطوري المواقع والموضوع بعنوان الإتقان ليس سهلاً.

الجمعة، 28 يوليو 2006

من هنا وهناك

في الأسبوع الماضي جمعت العديد من الروابط في مفضلة المتصفح على أمل أن أقرأها بعد المرض، إليكم بعض هذه الروابط:

العشاء الأخير … تقريباً

هذه هي المرة الرابعة التي أتسمم فيها من أكل المطاعم أو بالتحديد ما يسمى "كافيتيريا" وفي كل مرة أصاب بالتسمم أعاهد نفسي ألا آكل شيئاً من طعامهم ثم أنسى العهد، لكن هذه المرة قررت أن أنهي الأمر: لا كافيتيريا بعد اليوم!

قبل أسبوع تقريباً اتصلت بالكافيتيريا القريب من منزلنا وطلبت منه وجبة عشاء متأخرة، وصل عشائي بعد عشر دقائق فتناولته سريعاً لكنني لاحظت بعد العشاء مباشرة أن حلقي بدأ يلتهب، في اليوم التالي ارتفعت الحرارة وبدأت أعاني من مشاكل الحمى، في البداية يضيع مؤشر الوقت فلا أفرق بين الليل والنهار، أنام في النهار لأصحوا في الليل وأتناول عشائي في الثانية صباحاً، المشكلة الثانية هي ظهري! كلما أصبت بالحمى يزورني ألم في أسفل الظهر يكاد يقسم جسمي إلى نصفين من شدته، وهذا ليس بسبب الوزن الزائد فقد كنت أشعر بهذا الألم في صغري حينما كان وزني طبيعياً.

بعد ذلك أصبت بالزكام ولا زلت حتى الآن أعاني منه، وبدأ تخف حدته وقد ينتهي قريباً إن شاء الله.

المشكلة في المطاعم المنتشرة هنا أن أغلب من يعمل فيها لا يهتمون حقاً بالنظافة، ومع إدراكنا لهذه النقطة لا نخشى من أن نأكل من طعامهم! أتذكر مرة أنني أصبت بحمى أشد وأعراض أخرى لا داعي لذكرها هنا، الطبيب أخبرني بأن زيوت الطبخ في المطاعم تصبح سامة مع مرور الوقت ووبخني لأنني لا أكتفي بأكل المنزل ... كأنني طفل صغير!

أسبوع مر دون أن أفعل فيه شيء، الرسائل تتراكم، المقالات التي أريد قراءتها تزداد، لم أنجز شيئاً في هذا الأسبوع، وكل هذا بسبب وجبة صغيرة كان بإمكاني أن أتجنبها.

أنصاف الرجال لا يستحون!

لا أدري إن كان بعض المسؤولين في الحكومات العربية يدركون فعلاً ما يقولونه ويصرحون به لوسائل الإعلام، لا أدري إن كان هؤلاء يملكون بقية من الحياء والعقل والرجولة لأنني متأكد أن بعض المسؤولين العرب فقدوا هذه الأشياء وبعضهم سيفقدها قريباً مع ازدياد التصريحات التي يلقونها يميناً وشمالاً.

أحدهم يتحدث عن عملية السلام التي لا زالت مهددة بالموت منذ سنوات بسبب ما ترتكبه دولة العدو الصهيوني من مذابح مجانية كل يوم، ولا زال يعقد الأمل على إحياء عملية السلام في المنطقة، ولا زال يأمل في أن يضبط العرب أنفسهم حتى لا يغضبوا حكومة دولة إخوان القردة، ويأمل أن تقوم الحكومات العربية بمنع أي هجمات تضر بمصالح دولة العدو، والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك مطالباً بعدم نقد إسرائيل في الإعلام وحذف كل ما يدعوا لكراهية هذه الدولة المسالمة في المناهج التعليمية.

مسؤول آخر يتحدث عن _استياءه البالغ_ مما تفعله إسرائيل ويدعوا جميع الأطراف بضبط النفس لكي لا نجر المنطقة إلى حرب إقليمية، ثم لا ينسى أن يكرر الإسطوانة التي حفظناها بأنه يطالب مجلس الأمن والحكومة الأمريكية والأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدم، يتنحنح بعد هذا التصريح الخطير ويدير رأسه إلى اليمين قليلاً لكي يستمع إلى سؤال أحد الصحفيين.

سؤالي إلى هؤلاء المسؤولين: ألا تستحون؟ قليل من الحياء والرجولة وأنتم تصرحون إلى وسائل الإعلام، هذا كل ما أطالبكم به.

أصبح الفرد في أي دولة عربية أكثر وعياً من أن تخدعه تصريحاتكم فهي كما تعودنا عليها مجرد تصريحات للاستهلاك، لأن دولة العدو الصهيوني داست على كل مطالبكم وكرامتنا، ومجلس الأمن لا يريد الأمن إلا لمن يملك القوة، والقوة مع عدونا اليوم، أما السلام فهو وهم مات منذ وقت طويل.

أتمنى أن يصرح أحدكم ويقول: لا بد من المواجهة والمقاومة وليس لدينا خيار آخر غير ذلك، صدقني أيها المسؤول العربي، لو قال أحدكم مثل هذا الكلام، فقط قاله لوجدت الشارع العربي كله يرحب به أشد الترحيب، لكن هذا لن يحدث، لأن النفوس لم تتغير، وستمضي أجيال كثيرة إلى أن يحدث التغيير المطلوب وتصبح ثقافة المقاومة هي الأصل.

المواجهة مع العدو الصهيوني قادمة لا محالة، لا يمكن لأي شخص عاقل مدرك أن يفكر بأن إسرائيل تريد السلام، نعم هي تريد السلام بشروطها هي فقط، وشروطها إن طبقت على أرض الواقع تعني أن نبقى مقسمين ضعفاء وتدوس أكثر على كرامتنا ونصبح مجرد دمية لا أكثر.

إن أردنا العدل والحق فلا بد أن نستعد للمواجهة، للحرب، للجهاد، لا منطق يفهمه إخوان القردة سوى منطق السلاح، ومن يظن يوماً أن السلام قادم فعليه أن يستيقظ لأن السلام لن يأتي أبداً إلا مع زوال دولة العدو.

منطق يفهمه بعض أطفالنا ولا يريد أن يفهمه أنصاف الرجال في حكوماتنا العربية.

الثلاثاء، 25 يوليو 2006

أريد أن أكون إرهابياً

لا أدري كيف وصلت إلى مدونة الأخت الفاضلة مرام عبد الرحمن مكاوي، لكن أشكر من وضع رابطاً في مدونته لموضوع لو كنت عربياً ... لكنت إرهابياً لأنه موضوع جاء في وقته في ظل الكارثة التي نراها في لبنان وفلسطين.

عالمنا اليوم لا يفهم منطقاً سوى منطق القوة، لا العدل ولا حقوق الإنسان ولا المساوة، القوة فقط هي التي تتحكم بحياتنا، إذا كنت تملك القوة فأنت على حق، وإن كنت الطرف الضعيف فأنت إرهابي ظالم يجب أن تسحق، تبدو لي هذه قصة مألوفة؟

لنعد إلى كتب التاريخ، الكثير من الحروب بدأها طرف أدعى أن الطرف الآخر بدأ الحرب، لكن مع الأيام تنكشف الحقيقة ويجد الناس أن أسباب الحرب ما هي إلا ذرائع للهجوم كان ينتظرها من يريد الحرب، وقد يصنع الطرف الأقوى تمثيلية متقنة تكون نتيجتها في النهاية الحرب.

حرب العراق مثلاً، أسبابها المعلنة هي امتلاك نظام صدام أسلحة دمار شامل، بعد الحرب تبين أنه لا توجد أسلحة وصرح الأحمق المطاع أنه حتى لو لم تكن هناك أسلحة دمار شامل ستقوم الولايات المتحدة بغزو العراق، الأسلحة مجرد ذريعة لا أكثر.

ولأن أمريكا هي الطرف الأقوى في هذه الحرب ولديها آلة إعلامية جبارة، تجد الكثير من الناس صدقوا إدعاءات الآلة الإعلامية، فأمريكا تريد الخير للعراق وشعبه، وأمريكا تريد الحرية والديموقراطية للعراق وشعبه، وهي لم تضح بجنودها إلا من أجل سواد عيوننا، بعض كتاب العرب كانوا أمريكيين أكثر من الأمريكان أنفسهم ولا زالوا يكتبون مثل هذا الهراء كل يوم.

نحن كعرب ومسلمون نشعر بظلم كبير يقع علينا، ظلم من حكوماتنا المتخاذلة وظلم من دول العالم التي تسمعنا أنها تريد الحق والعدل وتجعلنا نرى العدل قذائف تدمر كل شيء، العربي اليوم يشعر بدرجات الظلم تضغط عليه حتى لم يعد يشعر بعضنا بأي أسى من المشاهد المفزعة التي نراها كل يوم في إعلامنا، فقدنا الحس الإنساني، فقدنا أرواحنا وأمسينا مخلوقات تعيش لمجرد أن تعيش.

بعضنا يشعر بالدونية، يشعر بأنه أقل شأناً من الآخرين في الدول المتقدمة، هو إنسان في مرتبة أدنى، هكذا يشعر البعض، لذلك تجدهم يحلمون بالهجرة إلى الدول المتقدمة، وبعضهم يصل إلى ما يريد وينسى أو يتجاهل كل شيء يربطه ببلده، بعض العرب المهاجرين أشد على العرب من الغربيين أنفسهم، أحدهم لم يخجل من تكرار اقتراحه للحكومة الأمريكية بأن تغزوا كل البلدان العربية وتغير كل شيء فيها لكي يتناسب مع الفلسفة الغربية.

كل هذه الضغوطات وكل هذا الظلم لا بد أن يجعل البعض إرهابياً، وأعني هنا أن يساهم في عمليات إرهابية أو ينظم إلى منظمات صنفت على أنها منظمات إرهابية أو حتى يفكر في التفجير والقتل كحل سريع لهذا الظلم.

عندما أرى هذه الصور في الصحف وفي التلفاز، صور لأشلاء أطفال قتلوا بدون ذنب، عندما أرى صورة عجوز تبكي تنتابني رغبة في أن أكون إرهابياً، أفجر نفسي في جنود أعدائنا، كيف يمكن أن أتحمل هذا الظلم ولا أفعل شيئاً وللأسف لا يمكنني أن أفعل شيئاً يأتي بنتيجة سريعة، لدي يقين أن النتائج على المدى البعيد أكثر أهمية ولولا هذا اليقين لما بقيت ساعة على هذا الكرسي، لربما خرجت لأفعل كما فعل الكثير من الشباب العربي، خرجوا للجهاد كما يسمونه والإرهاب كما يصوره الإعلام.

أعلم أن هناك أناس يهتمون فعلاً بالعدل وحقوق الإنسان والمساواة وغيرها من القيم النبيلة، لكن هؤلاء لا سلطة لديهم ولا قوة، ومن يتحكم اليوم في الإعلام وفي الجيوش لديهم قيم مختلفة، إدارة الأحمق المطاع مثلاً لديها توجهات دينية متطرفة، وبين حين وآخر يكشف الإعلام فضائح تورطت فيها هذه الإدارة مع ذلك لم يزحها أحد من الحكم كما حدث مع إدارات أخرى سابقة.

لا أبرر القتل والإرهاب لكنني أفهمه، العالم اليوم لا يفهم سوى منطق القوة، وإذا لم تكن بعض الدول تفهم سوى هذا المنطق فليكن ولتتحمل النتائج.

السبت، 22 يوليو 2006

التعليم المنزلي

بيئة التعليم تقتل الإبداع والأخلاق ولا تعلم الطالب المهارات الحياتية التي يحتاجها لمواجهة الحياة، فلماذا يرغب أي شخص أن يلحق أبناءه بأي مدرسة؟ لماذا يثق البعض بالمدرسة أو المدرسين ويترك أطفاله لثمانية ساعات يومية في مكان غريب وأمام أشخاص غرباء لا يعرفهم؟ لا يمكن لأي شخص أن يتأكد من قدرة المعلم على تربية الطلاب أو تعليمهم بمجرد النظر إليه مع ذلك البعض يثق بهم والبعض لا يهمهم شيء، المهم أن يتخلصوا من أطفالهم ويمارسوا عادة روتينية تناقلتها الأجيال وربما لا يعد أحد يتذكر لماذا يجب أن نذهب إلى المدرسة.

لا أقول هنا أن المدرسين غير جديرين بالثقة، لكن أنظر للأمر من وجهة نظر أب مهتم بأطفاله، كيف يمكن لهذا الأب أن يثق بالمدرسين وهو لا يعرفهم؟ حتى لو وثق بهم كيف يمكن لأي شخص منا أن يثق في بيئة التعليم وهي بيئة فاسدة ولا تربي ولا تعلم؟ شخصياً فكرت في هذا الموضوع كثيراً، لو رزقني الله بأطفال لن أدخلهم المدرسة مهما كانت النتائج، أعلم أن البعض الآن سيقفز نحو نموذج إضافة الرد لكي يعلق فقط على هذه النقطة وينسى كل شيء.

مرة أخرى أريد أن أجعل هذه الفكرة واضحة، بيئة التعليم فاسدة لا تربي ولا تعلم، هذا ما أراه، لكن إن رزقني الله بولد سأضطر إلى تعليمه، فهل سأدخله هذه البيئة التي أعتقد يقيناً أنها ستفسده؟ بالتأكيد لا.

هناك حل وهذا الحل يمارس في دول كثيرة حول العالم وبعض الدراسات بينت أنه حل أكثر فعالية من التعليم الرسمي، كما أن هذا الحل كان يمارس في العالم قبل ظهور أنظمة التعليم الإلزامية في القرن التاسع عشر الميلادي، الحل هو التعليم المنزلي.

التعليم المنزلي لا يعني أن يأخذ الطالب كتبه من المدرسة ويذاكر في المنزل بنفسه ثم يؤدي الامتحانات في المدرسة ويحصل على شهادته، هذا النظام مطبق هنا في الإمارات لكنه يختلف عن التعليم المنزلي الذي أريد التحدث عنه.

مدرسة المنزل

الكثير من الآباء حول العالم قرروا تعليم أبناءهم في المنزل لأنهم يخشون عليهم من سلبيات بيئة التعليم الرسمي:

  • العنف: المشاجرات والعنف اللفظي وحوادث القتل المجاني.
  • الفساد الأخلاقي: يتعلم الطالب سيء الألفاظ والأخلاق وربما يتعرض للتحرش.
  • التعليم العلماني: بعض الدول تفرض تعليماً علمانياً بدون أي دروس دينية، أو تضيق على الرموز الدينية كالحجاب.
  • العنصرية: قد يتعرض الطالب للمشاكل بسبب لونه أو جنسيته أو دينه، وهذه المشكلة قد يتعرض لها الطالب من قبل الطلاب أو إدارة المدرسة.
  • قتل الإبداع والمهارات: المدرسة تفرض نظاماً معيناً وتقوم بتلقين الطالب ولا تعلمه التفكير أو أي مهارة أخرى.

لكل هذه الأسباب التي ذكرتها يفضل بعض الآباء تعليم أطفالهم في المنزل، لتجنب مشاكل التعليم الرسمي ولتوفير مستوى أعلى من التعليم وتوفير بيئة تناسب حاجات الطفل، بعض الأطفال قد تكون لديهم احتياجات خاصة، فبعضهم لديه مهارة أو ذكاء مرتفع، بعضهم يعاني من الإعاقة، وبيئة المدرسة العامة لا تتناسب مع احتياجات هؤلاء، بالتالي على الأبوين توفير بيئة تناسبهم والمنزل يمكن أن يكون البيئة الأفضل لهؤلاء.

التعليم المنزلي لا يلتزم بمنهاج معين، فيمكن للأسرة أن تعلم الطفل ما يرغب به، قد تركز العائلة على تعليم الطفل أشياء قد لا يتعلمها أبداً في أي مدرسة، قد تعطيه تعليماً بمستوى أعلى فيتفوق على أقرانه من طلبة المدارس، حسب ما قرأت في المواقع المهتمة بالتعليم المنزلي، هناك دراسات أمريكية تبين أن المتعلم في المنزل يتفوق على المتعلم في المدرسة ويسبقه بخمس إلى ست سنوات.

في المنزل قد يجد الطفل مصادر تعليم مختلفة لا يمكن أن يجدها في المدرسة وحتى لو وجدها قد لا يستطيع استغلالها نتيجة تزاحم الطلاب عليها، في المنزل يمكن أن تجد مكتبة حديثة، آخر المجلات والصحف، التلفاز ومشغل DVD والمذياع، حاسوب وشبكة الإنترنت، ألعاب ووسائل تعليمية مختلفة، يمكن للطالب أن يذهب مع أبويه إلى المكتبات فيشتري ما يشاء من مصادر تعليمية، والجميل هنا أنه سيشتري ما يرغب فيه لا ما يجبر على أن يقرأه أو يستخدمه.

لكن ... !

التعليم المنزلي له نصيب من السلبيات بالتأكيد، البعض يقول بأن التعليم المنزلي يعزل الطالب عن المجتمع، لكن أرى أن هذا تصور غير صحيح، ما هو المجتمع؟ إن كان تصورنا للمجتمع هو عشرات الطلبة في المدرسة فنحن نظلم الطالب ولا نعطيه فكرة صحيحة عن المجتمع.

الأفراد يشكلون المجتمعات، وفي كل مجتمع صغير لدينا أفراد مختلفون، فهناك الصغار والكبار، هناك الرجال والنساء، هناك بائع الصحف ورجل الأعمال، هناك إمام للمسجد ومدير للشركة، الطلبة في المدارس لا يتعاملون مع هؤلاء بل يتعاملون مع المدرسين وزملائهم من الطلبة، وهؤلاء جزء صغير من المجتمع.

في التعليم المنزلي يمكن تجاوز مشكلة التفاعل مع المجتمع بأن نجعل التفاعل مع المجتمع جزء من التعليم، يبدو لي هذا بديهياً! عندما أذهب بالطفل إلى المسجد سيتعلم كيفية التعامل مع المكان والناس في المسجد ويتعلم آداب المسجد، عندما أذهب به إلى السوق علي أن أعلمه كيفية التسوق وكيف يدير أمواله ولا يبذرها وكيف يتعامل مع الباعة والمشترين، عندما أذهب به إلى البحر أو الحديقة أو أي مكان سياحي علي أن أعلمه كيفية المحافظة على البيئة والنظافة وكيف يمكنه أن يتعلم من البيئة حوله، ففي المتاحف هناك معلومات حول التاريخ، وفي الحدائق معلومات عن الحيوانات والنباتات.

ولا بد أن تنظم مناسبات مختلفة يشارك فيها الطفل مع أطفال آخرين نشاطات مختلفة، لا بد أن يعرف أن الدنيا فيها أطياف مختلفة من البشر، ولكل رأيه ونظرته، وعليه أن يتعلم كيف يتعامل مع هؤلاء وأن يحترم حقهم في تبني آراء مختلفة.

إن توفر كل هذا في التعليم المنزلي فأعتقد أنه سيقدم تجربة اجتماعية أفضل بكثير مما تقدمه أي مدرسة.

هناك مشكلة أخرى وهي التكلفة، لكن هذا يعتمد كثيراً على ظروف العائلة، إذا اضطر أحد الأبوين إلى ترك العمل لتعليم أطفاله في المنزل سيؤثر هذا حتماً على مستوى دخل العائلة، من ناحية أخرى بعض العائلات وجدت أن التعليم المنزلي أقل تكلفة، فلا حاجة لشراء مستلزمات التعليم كل عام، ويمكن استخدام مصادر مجانية مختلفة.

بقي هناك مشكلة واحدة وهي المشكلة الأساسية، حسب ما أعرف - على الأقل هنا في الإمارات - التعليم المنزلي الذي لا يعتمد المنهاج الرسمي للمدرسة غير معترف به، وبالتالي لا يحصل الطالب على شهادة رسمية، وبالتالي ليس بإمكانه الإلتحاق بالجامعة، وبما أن المجتمع يقيم الناس حسب شهاداتهم وليس حسب مهاراتهم وخبراتهم فسيجد الطالب الذي تعلم في المنزل صعوبة في الحصول على وظيفة، في الغالب عليه أن يقوم بإنشاء مشروعه الخاص.

الحل هو أن نجعل التعليم المنزلي خياراً معترفاً به رسمياً، وأن يلغى شرط الحصول على شهادة ثانوية عامة للالتحاق بالجامعات، وأن يعاد النظر في طريقة توظيف الناس، طبعاً كل ما قلته في هذه الجمل الثلاث المختصرة بحاجة إلى نقاشات مطولة ليس هذا مكانها.

هل هناك مشكلة أخرى في التعليم المنزلي؟

إقرأ أيضاً:

الأربعاء، 19 يوليو 2006

أمراض المثقفين

ثلاثة أمراض أراها في بعض المثقفين أو الكثير منهم، أرها في أناس مميزين، أناس لديهم طاقة وإبداع ومهارات، أمراض تجعلني أرغب في بعض الأحيان أن أمد يدي لأخنق هذا الإنسان المميز لأن أمراضه سبب في تأخرنا.

التكبر على المجتمع، هذا مرض يجعلني أكره الإنسان المصاب به، وأود حقاً أن أخنقه، لا يمكنني أبداً بأي شكل من الأشكال أن أحترم شخصاً يرى نفسه فوق الناس، مهما كانت ثقافته وعلمه وإنجازاته، كل هذا لا يشفع له أن يتكبر على الآخرين.

للأسف كتابات بعض الأدباء والمفكرين والمثقفين والصحفيين تفوح منها رائحة التكبر العفنة، ينتقدون المجتمع بطريقة تتصور فيها أن أفراد مجتمعاتهم ما هم إلا حشرات قذرة، يصفون الناس بالتخلف والرجعية والتعلق بالخرافات والدجل، يمارسون شتى أنواع الإرهاب الفكري فيعطون لأنفسهم حق استخدام أحط الألفاظ مع من يخالفونهم الرأي ولا يرضون لأي شخص أن يستخدم نفس الأسلوب عليهم.

قد يكون من خالفهم الرأي شخصاً كتب بأسلوب طيب لم يستخدم فيه ألفاظاً بذيئة، لكن هذا لن يشفع له في مواجهة هؤلاء الذين تكبروا على الناس بعلمهم وثقافتهم.

المتكبر كالواقف على الجبل، يرى الناس صغاراً ويرونه صغيراً، لكنه لا يعلم ذلك وربما لا يريد أن يعلم، وإن كان المتكبر مثقفاً أو عالماً أو صحفياً فتكبره على المجتمع جريمة، لأن هؤلاء يفترض بهم أن يزدادون تواضعاً كلما ازدادوا علماً، ويفترض بهم أن ينزلوا إلى الشارع ويتحدثوا مع عامة الناس ليزيدونهم ثقافة وعلماً وإدراكاً.

أما المرض الثاني فهو اليأس، قلت كثيراً: أنا متفائل بطبعي، مع أنني في الكثير من الأحيان أتحدث عن السلبيات وعن مصائبنا وعن كل شيء أسود في حياتنا، مع ذلك أرى الأمل دائماً موجود ما دمت حياً، أنظر في المستقبل القريب فلا أرى أملاً، لكن الأمل هناك، في المستقبل البعيد، الذي قد لا أراه أبداً في حياتي، لكن الأجيال القادمة ستراه، ستعيش تفاصيله.

أكره اليأس واليائسين، هؤلاء الناس مرضهم معدي ينتقل من شخص لآخر، لذلك لا تجلس معهم واجعل بينك وبينهم حاجزاً حتى لا تصاب بالعدوى فيموت الأمل في قلبك.

كم قرأت لأناس مثقفين وعلماء مقالات يصفون فيها مدى اليأس الذي وصلوا له، أحدهم يشتكي من ضعف الإقبال على القراءة، أرسلت له على بريده الإلكتروني تعليقاً أسأله فيه: ماذا فعلت لكي تعالج هذه المشكلة التي وصفتها في مقالتك؟

كنت أنتظر رداً منه، أي رد حتى لو شتمني فيه، على الأقل أعرف أنه شخص حي لكنه لم يرد علي بكلمة، يبدو أنه وغيره من الذين يكثرون الشكوى يحبون فقط أن يشتكون ويسمع لهم الناس ليندبوا حظهم ويبكون على كل شيء ثم ينتهي العزاء ولا يقوم عاقل منهم ليقول: دعونا نفعل شيئاً.

إن كنت يائساً فلا داعي لأن تكتب أي شيء أو تفعل أي شيء، اهتم بنفسك ودع الآخرين يعملون.

بقي الخوف، وهو في رأيي مرض يسهل علاجه على عكس التكبر واليأس، وكل الناس يعانون من الخوف وبدرجات متفاوتة، شخصياً أجد نفسي متهوراً في بعض الأحيان عندما أتحدث عن أي قضية، لا يهمني مدى حساسية القضية ولا مدى خطورتها، من ناحية أخرى أدرك أنني ضيعت العديد من الفرص في الماضي لمجرد أنني كنت خائفاً منها.

الاثنين، 17 يوليو 2006

كيف نعلم الآخرين الحاسوب؟

لا أتذكر كيف وصلت إلى صفحة تحوي مقالة قصيرة بعنوان كيف تساعد أي شخص على استخدام الحاسوب؟ المقالة قديمة وقد كتبت حسب ملاحظة حقوق الطبع في عام 1996م، لكنها لا زالت مفيدة حتى اليوم.

كاتب المقالة يتحدث عن نقاط مهمة عند تعليم الآخرين الحاسوب، في الغالب المبتدأ لا يفهم الأشياء التي يراها في الحاسوب، وحتى يفهمها عليه أن يستخدمها ويخطأ فتصحح له ثم يعود ليخطأ فتصحح له مرة أخرى وهكذا حتى يستوعب فكرة الحاسوب والملفات وأنظمة التشغيل والبرامج وغيرها.

أنت كشخص معلم أو مدرب عليك أن تتذكر كيف كان شعورك عندما بدأت تتعلم الحاسوب لأول مرة، عليك أن تتذكر أن واجهات البرامج وأنظمة التشغيل تحوي الكثير من الأخطاء، هذه الأخطاء ستربك المستخدمين، واللوم لا يلقى عليهم بل على من صمم الأنظمة والبرامج، لذلك حاول أن تشرح لهم أن الأخطاء ليست أخطائهم، ولا تمنعهم أو ترهبهم من الوقوع في الخطأ، دعهم يخطأون، فالأخطاء خير معلم لأي شخص.

هناك نقطة مهمة ذكرها الكاتب في المقالة، المعرفة تعيش في المجتمعات لا الأفراد، بمعنى آخر، المستخدم الذي يعيش بين مجموعة من الناس يتعلمون الحاسوب سيجد نفسه أكثر قابلية لإتقان الحاسوب من المستخدم الذي لا يجد أحداً يشاركه.

نقاط سريعة حول موضوع تعليم الحاسوب للآخرين، هل لديكم تجارب في هذا المجال؟ أنتظر تعليقاتكم.

الأربعاء، 12 يوليو 2006

كيف نستخدم الحاسوب؟ - 2

في الموضوع السابق الذي طرحته بعنوان كيف نستخدم الحاسوب طلبت من الزوار أن يضعوا قائمة باستخداماتهم للحاسوب، وقد وجدت ثمانية عشر رداً على الموضوع، وهذا ملخص للاستخدامات التي ذكرها من شارك في الرد:

  • قراءة المدونات والصحف.
  • استخدام البريد الإلكتروني.
  • الدردشة مع الأصدقاء.
  • المشاركة في المنتديات.
  • متابعة الأخبار.
  • استخدام برامج الهندسة.
  • التعليم واكتساب الخبرات.
  • إنشاء وإدارة ومتابعة المواقع والمدونات.
  • البرمجة.
  • الحصول على أوراق البحث الأكاديمية.
  • التسوق.
  • تخطيط رحلات السفر.
  • التصميم.
  • مشاهدة الأفلام.
  • تخزين وتنظيم الصور.
  • الاتصال الهاتفي المجاني.
  • دفع الفواتي وإنجاز المعاملات.
  • مراقبة الحسابات الشخصية.
  • إنشاء دليل هاتف لحفظ العناوين.
  • إنشاء قاعدة بيانات للكتب والأقراص المدمجة.
  • إنشاء جدول للتدريبات الرياضية اليومية.
  • إنشاء قاعدة معرفة شخصية.

من الجميل أن نرى من يستخدم الحاسوب في إنجاز أعماله والتعليم الذاتي، هذا يعطينا صورة إيجابية بدلاً من أن نردد على أنفسنا مقولة: المستخدم العربي لا هم له سوى الدردشة والمنتديات، إذا كانت هذه قائمة الاستخدامات التي وجدتها في ثمانية عشر رداً فأنا متأكد أن هناك أناس لم يشاركوا في الموضوع ولديهم المزيد، أتمنى أن يشاركوننا به.

أتمنى أن يطرح أحدكم شيئاً عن استخدام الحاسوب في العمل، أعني في المؤسسات الحكومية والخاصة على اختلاف أحجامها، كذلك استخدام الحاسوب في المدارس والجامعات.

الأحد، 9 يوليو 2006

كيف نستخدم الحاسوب؟

انتبه عند حديثك مع الآخرين حول أي مشكلة، وكذلك عند قراءتك للكتب والمقالات والصحف، واستمع جيداً لحديث الإذاعات والفضائيات، هناك جملة تتكرر بأشكال مختلفة، الألفاظ تتنوع والمعنى واحد: نحن بحاجة إلى المزيد من التوعية.

في الأسابيع الماضية سمعت أو قلت بنفسي أن المستخدم العربي لا يعرف كيف يستخدم الحاسوب والإنترنت في ما يفيده، وسمعت أن المستخدم العربي يركز على الدردشة والمنتديات وتبادل الصور وملفات الفيديو، وهذا واقع نعيشه بكل تأكيد، لكنني أشعر بأننا نضع أنفسنا في مستوى أعلى من عامة الناس، كأننا نحن الواعون وهم لا يعون! وهذا كما يبدو لي بداية طريق لا أحب أن أعبره لأن نهايته هو الانفصال التام عن المجتمع والتكبر عليه.

الحاسوب والإنترنت مجرد أدوات، كيف يمكن للمرء أن يستفيد منها وهو لم يعرف في حياته سوى الدردشة والمنتديات وملفات الفيديو؟ هل حاولنا أن نعلم الآخرين فوائد الحاسوب واستخداماته؟ التعليم هنا يجب أن يكون مستمراً دائماً ويتطور مع الزمن ولا يتوقف أبداً، وإلا لن نستطيع أن نرفع من وعي المجتمع.

الآن لنكن عمليين قليلاً، أخبروني كيف تستخدمون الحاسوب في حياتكم؟ أخبروني عن استخدمات الحاسوب في حياتكم الشخصية، وفي العمل وفي المنزل وفي أي مكان، أريد أمثلة عملية مختلفة، الصغير منها والكبير، لعلنا نجمع قائمة يمكن أن نعتمد عليها لكي نعلم الآخرين فوائد الحاسوب.

مثلاً البعض يستخدم الحاسوب لكي ينجز واجبات المدرسة أو الجامعة، والبعض يجمع وصفات المأكولات في قاعدة بيانات، شخصياً قمت في الماضي بإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل الكتب التي أمتلكها، فماذا عنك؟ كيف تستخدم الحاسوب؟

في انتظار ردودكم.

الأربعاء، 5 يوليو 2006

ما هو نظام جنو/لينكس؟

هذا الموضوع كان يدور في عقلي منذ أشهر طويلة، ولا أدري لماذا كنت أدفنه في كل مرة يظهر لي، كنت أقول لنفسي: هناك من كتب عنه، فلماذا أكرر نفس الكلام؟ لكن اليوم بحثت عن مواضيع عربية تتحدث عن لينكس ووجدت الكثير منها، بعضها منسوخ ومكرر من مصدر واحد، وبعضها يتحدث عن لينكس كأنه النظام الكامل الذي لا عيب فيه، والعجيب أنني وجدت مقالة كتبتها بنفسي في عام 2001م ولن أضع لها رابطاً هنا، يكفي أن أقول لكم بأنني لا أعرف عن ماذا كنت أتكلم!

حسناً، ما هو نظام جنو/لينكس؟

لعبة تركيب نظام تشغيل

لعبة التركيب ليغو مشهور ومحبوبة بين الأطفال حول العالم، وليس الأطفال فقط من يلعب بها بل الكبار أيضاً، وهناك عشرات المواقع والمقالات والكتب التي تشرح كيفية استخدام هذه القطع لتكوين رجال آليين أو هيكل لحاسوب أو سيارة صغيرة.

هناك شيء مشترك بين قطع ليغو وبين البرامج الحرة، فليغو هي مجرد قطع ملونة بأحجام مختلفة، لكي تصنع لعبة عليك أن وضع القطع فوق بعضها البعض بترتيب معين حتى تحصل على اللعبة التي تريد، والبرامج الحرة لا تختلف كثيراً عن ليغو، فكل مبرمج وكل مشروع ينتج برنامجاً معيناً، أداة صغيرة أو مكتبة برامج، ولا يمكن الاستفادة من هذه البرامج إن لم تقم بتركيبها بطريقة معينة لكي تحصل في النهاية على نظام تشغيل.

في عام 1984 بدأ مشروع جنو على يد ريتشارد ستالمن، والهدف هو إنشاء نظام تشغيل حر، وقام المشروع بعمل برامج مختلفة يحتاجها النظام لكن كان ينقصه فقط قطعة واحدة أساسية، هذه القطعة كان من المفترض أن تكون نظام تشغيل يسمى GNU Hurd، لكن هذا النظام لم ينجح لأسباب عديدة.

هنا تبدأ قصة لينكس التي يعرفها أكثركم، أعلن لينوس تروفالدس الشاب الفنلندي عن لينكس في عام 1991م، وهو نواة نظام تشغيل، النواة لوحدها لا فائدة منها، فهي لن تعمل من غير أدوات وبرامج أخرى، وهذا ما يوفره مشروع جنو، هكذا ركبت القطعة الأخيرة في نظام جنو/لينكس وبدأ العالم في استخدام نظام جديد يقوم على أساس فلسفة مختلفة.

النواة والنظام

عند الحديث عن لينكس كنواة سندخل في تفاصيل تقنية كثيرة، تفاصيل لا يهتم بها عامة الناس، لكن قد يهتم بها المبرمجون أو المتخصصون في علوم الحاسوب، ويمكن لهؤلاء أن يجدوا بعض الكتب التي تتحدث عن الجوانب التقنية لنواة لينكس، وهناك مقالة واحدة نشرت في موقع LXer تستعرض تفاصيل تقنية في النواة.

أما الحديث عن جنو/لينكس كنظام تشغيل سيقودنا للحديث عن توزيعات لينكس، التي يزيد عددها عن خمسمئة توزيعة، لماذا ظهرت كل هذه التوزيعات وما الفائدة؟

كما قلت سابقاً، البرامج الحرة تشبه لعبة التركيب، كل شخص لديه قطعة ويشارك الآخرين بها، القطع لوحدها لا تفعل شيئاً، لكن مع تركيبها يصبح لدينا نظام تشغيل مفيد، ولأن البرامج حرة، يمكن لأي شخص أن يركبها كما يشاء ويصنع نظام تشغيله الخاص، وفي الغالب سيكون هذا النظام معتمداً على نواة لينكس وأدوات مشروع جنو.

توزيعة لينكس ما هي إلا نواة لينكس مع مجموعة كبيرة من الأدوات والبرامج، وكل توزيعة تتميز عن غيرها بشيء ما، فبعضها مخصص للمستخدمين الجدد الراغبين في نظام سهل الاستخدام، وبعضها مخصص للمستخدمين المحترفين، بعضها يعمل من القرص المدمج مباشرة بدون حاجة إلى تثبيتها، وهكذا لكل توزيعة هدف.

وهناك الكثير من المواقع التي تستعرض نسخ لينكس المختلفة وتبين إيجابياتها وسلبياتها، يمكنك متابعة هذه المواقع كلها من خلال موقع واحد وهو دسترو واتش.

لينكس أم جنو/لينكس؟

هناك حور أو جدال قديم حول تسمية نظام التشغيل، فهل علينا أن نقول لينكس أم جنو/لينكس؟، مشكلة التسميات أنها تربك الناس، فعندما يقول أحدهم لينكس فقد يعني:

  • لينكس النواة.
  • نظام لينكس الذي يتكون من نواة مع برامج كثيرة.
  • إحدى توزيعات لينكس.

ريتشارد ستالمن مؤسس مشروع جنو ومنظمة البرامج الحرة طالب كثيراً بأن يسمى النظام جنو/لينكس لأنه نظام يعتمد على أدوات مشروع جنو ومن الظلم ألا يذكر اسم مشروع جنو، لأنه بدون أدوات هذا المشروع لن يكون هناك نظام تشغيل، تستطيع أن تستخدم نظام لينكس بدون متصفح فايرفوكس أو بدون البرنامج الفلاني، لكنك لا تستطيع استخدامه بدون أدوات جنو.

النقطة الثانية هي أن مشروع جنو لا يريد فقط أن يذكر اسمه لمجرد الشهرة، بل لكي ننشر فكرة البرامج الحرة والأهداف التي نريد تحقيقها باستخدام البرامج الحرة، هناك بعد فلسفي في الموضوع.

هناك بالطبع من يرى الأمر كله بشكل مختلف، فلماذا نستخدم المصطلح الأكثر تعقيداً بدلاً من أن نقول فقط لينكس؟ من ناحية عملية كلمة "لينكس" أكثر شهرة وهي كلمة صغيرة فلا داعي لتكرار جنو/لينكس في كل مرة أريد فيها التحدث عن النظام.

ما رأيك؟ شخصياً أفضل أن أكتب اسم النظام هكذا: جنو/لينكس، لكن عند الحديث عنه أكتفي بإسم النواة فقط.

الاثنين، 3 يوليو 2006

كيف يموت الإبداع بالتعليم؟

هناك مؤتمر سنوي يقام في كاليفورنيا يسمى Ted Talks، يتحدث فيه ألف إنسان على مدى أربعة أيام، كل شخص لديه فكرة أو حلم، كل شخص يتميز بشيء ما، ربما كان مبدعاً أو حقق شيئاً، ربما كان شخصاً عادياً لكنه يحلم بعالم آخر أفضل.

أقيم المؤتمر هذا العام، وستجدون في الصفحة الرئيسية لموقع المؤتمر نماذج لبعض الكلمات التي ألقيت، إن كنت سأنصح بمشاهدة شيء من هذه الكلمات فأنصحكم بمشاهدى كلمة كين روبنسون وهانز روزلنغ.

كين روبنسون تحدث عن التعليم والإبداع، قال في كلمته أن التعليم يعلمنا كيف نفقد مهارة الإبداع، فنحن في الأصل مبدعون، لكن التعليم يضعنا في قوالب جامدة لسنين عدة تفقدنا مهارتنا الإبداعية، التعليم يعلمنا كيف نخشى الوقوع في الأخطاء، ومن يخشى الأخطاء لن يبدع.

هانز روزلنغ تحدث عن الإحصائيات والبيانات، حقيقة لم أشاهد شيئاً مثل هذا من قبل، يبدو الموضوع مملاً عندما أخبركم به، لكن إن شاهدتم عرض الكلمة التي ألقاها ستعرفون كم هو ممتع هذا الرجل، لأنه يعرض البيانات بشكل جميل ومسل.

زوروا موقع Ted Talks وشاهدوا الكلمات أو استمعوا إليها.

تحديث: من أراد مشاهدة الكلمات التي ألقيت فعليه زيارة مدونة المؤتمر.

السبت، 1 يوليو 2006

ويب 2.0

ألقيت بالأمس محاضرة حول ما يسمى ويب 2.0 في اللقاء المفتوح الذي نظمته مجموعة الإمارات للإنترنت، وأود أن أخبركم عن نقطة مهمة حول المجموعة، ألا وهي أن المجموعة تعمل بدون أي ميزانية، بدون أي دعم مالي، وكل من يعمل في المجموعة هم متطوعون ولديهم مسؤوليات ووظائف أخرى، فقط أردت أن أذكر ذلك حتى لا يظن أحد أننا متفرغون للمجموعة أو أن لدينا دعماً مالياً غير محدود.

نقطة ثانية، المحاضرة لم تكن كاملة، فقد ألقيتها سريعاً ولم يكن لدي وقت كافي للإعداد لها، لذلك قد ألقيها مرة أخرى وأعيد كتابة هذا الموضوع، إلى ذلك الحين إليكم ما قمت بالتحدث عنه.

ويب 2.0

اخترعت شبكة الويب في عام 1991م على يد تيم بيرنرز لي عالم الفيزياء البريطاني وذلك في المعهد الأوروبي لأبحاث الطاقة النووية، وقد كان المتصفح الأول لشبكة الويب مصمماً بحيث يستطيع عرض المواقع والكتابة فيها، كان بإمكان أي شخص تعديل صفحات المواقع إن كان يملك صلاحية فعل ذلك، وتحرير محتويات الموقع لم يكن يتطلب معرفة HTML، فقد كان المتصفح يعرض واجهة بسيطة لفعل ذلك.

لكن المتصفحات التجارية مثل نيتسكيب وإكسبلورر لم تهتم بهذه الخاصية كثيراً، لذلك فقد المستخدمون خاصية مهمة كانت ستحدث أثراً كبيراً على شبكة الويب.

منذ بداية الشبكة وحتى منتصف التسعينات ظهرت العديد من الشركات والمواقع المشهورة مثل أمازون، ياهو، شبكة MSN، موقع المزادات eBay، بعد ذلك بدأت شركات أخرى تظهر في عام 1997م وما بعده، سميت شركات دوت كوم.

ما يميز هذه الشركات أنها كانت تستثمر الملايين من الدولارات وتوظف عشرات أو مئات الموظفين، وتحاول احتكار جزء من شبكة الويب أو جزء من عالم الأعمل بمنتجات ومخترعات جديدة، وقد طرحت هذه الشركات أسهمها في البورصات الأمريكية وارتفعت قيمة أسهمها كثيراً وبشكل مبالغ فيه، لم تكن هذه الشركات تملك خطة لجني الأرباح، مع ذلك هناك شركات نجحت وظهر جيل من أصحاب الملايين الذين لا تزيد أعمارهم عن الثلاثين عاماً.

آلاف من شركات الدوت كوم خسرت وأفلست وخرجت من السوق، من أشهرها Pets.com والذي كان متخصصاً في في بيع المنتجات المتعلقة بالحيوانات الأليفة مثل طعام الطيور والكلاب، هناك شركة أخرى مضحكة بعض الشيء، اسمها iSmell أو أنا أشم! وقد كانت تنتج جهازاً صغيراً يجعلك تشم رائحة المواقع! أنا أفضل المواقع كما هي بلا رائحة!

في عام 2001م انفجرت فقاعة الدوت كوم وخسر المستثمرون ملايينهم والموظفين وظائفهم، كتب العديد من الصحفيين مقالات حول الويب التي لا تصلح للاستثمار ولإنجاز الأعمال، وفقد البعض ثقته في شبكة الويب.

لكن هناك موجة جديدة من الشركات التي استثمرت في شبكة الويب وأنتجت خدمات جديدة ومفيدة.

عصر ويب 2.0

الويب 2.0 هو باختصار الجيل الثاني من الخدمات المتوفرة على شبكة الويب، هذه الخدمات تقدمها شركات مختلفة عن شركات الدوت كوم.

ما يميز شركات ويب 2.0 أنها صغيرة الحجم، بدأت بشخص واحد أو شخصين وقد يعمل فيها ثمانية أشخاص أو أكثر، لكنها بشكل عام لا توظف عشرات الموظفين، وهذه الشركات بدأت باستثمارات صغيرة، بعضها بدأ بألف دولار أو ألفي دولار، وبعضها بعشرة آلاف دولار، وقد تبدأ بعضها بمئة ألف دولار، لكنها لا تستثمر الملايين، وهذه الشركات متخصصة في علاج مشكلة واحدة صغيرة، هذا ما يجعلها مختلفة عن شركات الدوت كوم، صغر الحجم يعطيها ميزة تنافسية، فيمكن للشركة أن تخطأ وتجرب وتتحرك بسرعة أكبر من الشركات الكبيرة.

هناك اختلاف في شبكة الويب في عصر شركات الدوت كوم وشركات ويب 2.0:


  • في عصر الدوت كوم، كانت المواقع تقرأ فقط، المستخدم يستهلك المحتويات فقط، في ويب 2.0 المستخدم يستهلك وينتج المحتويات.
  • في عصر الدوت كوم المواقع الشخصية كانت عشوائية وليس لها شكل محدد، في عصر ويب 2.0 المواقع الشخصية هي المدونات.
  • في عصر الدوت كوم الحقوق جميعها محفوظة، في ويب 2.0 بعض الحقوق محفوظة، يمكنك أن تستغل المحتويات وتنشرها وتعدلها وتفعل ما تشاء بحسب شروط الرخصة القانونية.
  • في عصر الدوت كوم كان تصنيف المحتويات هو مسؤولية مجموعة من الخبراء، فأدلة المواقع مثلاً كان يصنفها مجموعة من المتخصصين، في ويب 2.0 المستخدم هو الذي يصنف محتوياته بنفسه ويتعاون مع الآخرين.
  • أخيراً، في عصر الدوت كوم كان التسويق ينجز من خلال الوسائل التقليدية للإعلان، في ويب 2.0 التسويق يتم عن طريق الكلمة، أي أن يتحدث المستخدم مع الآخرين عن الخدمة ويسوقها بنفسه، وبالتالي لا تحتاج الشركة أن تنفق أي شيء على التسويق.

أمثلة لخدمات ويب 2.0

  • موقع del.icio.us يوفر خدمة حفظ وتنظيم الروابط، وهو أكثر فائدة من أي وسيلة تقدمها المتصفحات لحفظ الروابط.
  • موقع Tada Lists، يقدم وسيلة لإنشاء القوائم، مثل قائمة المشتريات، أو الكتاب التي أريد قراءتها أو أي قائمة أخرى، موقع مجاني.
  • موقع writely يقدم تطبيق ويب يشبه برنامج وورد في أوفيس، وهو معالج كلمات يحوي العديد من الخصائص، من أهمها في رأيي القدرة على مشاركة تحرير الوثائق مع الآخرين.
  • فليكر، الموقع المحجوب في الإمارات، مع أن هناك عشرات الخدمات الشبيهة به في شبكة الويب، لكنه الوحيد المحجوب، هل من تفسير؟ هذا الموقع يقدم خدمة حفظ وتخزين الصور وتنظيمها.