الجمعة، 31 ديسمبر 2004

كيف تحصل على أفكار جيدة لمشروعك الخاص؟

في الموضوع السابق تحدثت عن التمويل واليوم أتحدث عن أفكار المشاريع، لدينا مشكلة في عالم المشاريع وهي تكرار الأفكار، فالكثير من الناس لا يريدون المخاطرة بتجربة فكرة جديدة، أو لا يريدون إرهاق أنفسهم بالتفكير في مشروع جديد، أو حتى تطوير فكرة موجودة، وفي عالم الأعمال اليوم لدينا تنافس شديد على الأسواق، لا ننسى أننا مشاركون في اتفاقية التجارة العالمية، مما يترتب عليه قدوم شركات أجنبية ذات خبرات كبيرة لأسوقنا، فلم يعد التفكير التقليدي مناسباً في هذا السوق الشرس، لذلك لا بد من محاولة إيجاد مشاريع جديدة وهناك عدة وسائل لفعل ذلك.
تطوير فكرة تقليدية
عندما أدعو إلى إيجاد أفكار جديدة لا يعني ذلك أن تكون جديدة تماماً لم يسمع بها أحد من قبل، بل يمكن تجديد أفكار قديمة، هناك الكثير من الناس يريدون إنشاء مشاريع عادية كصالون حلاقة أو مطعم أو بقالة أو محل للخضروات والفواكه، هذه مشاريع صغيرة وضرورية، لكن لماذا يكتفي أحدنا بإنشاء بقالة عادية؟ لم لا يفكر في إضافة شيء مميز لهذه البقالة؟

دعونا نأخذ مثالاً لكيفية تطوير فكرة عادية إلى فكرة فيها شيء من التميز، لنتصور أن شخصاً ما اسمه سعيد يريد إنشاء متجر لبيع لوازم التصوير الفوتوغرافي، سعيد يهوى التصوير الفوتوغرافي ولديه معرفة ممتازة بعالم التصوير، معرفته وحبه لهوايته سيساعدانه على إنجاح مشروعه، لكن لا يكفي أن يقوم بإنشاء متجر لمعدات التصوير كأي متجر آخر، يجب أن يميز نفسه.

يمكنه أن يتميز بالبضائع، فلا يكتفي ببيع الكاميرات والعدسات، بل يزيد على ذلك بيع الكتب وبرامج الحاسوب المتعلقة بالتصوير، كذلك طابعات الصور والماسحات الضوئية (scanner)، وعليه أن يأتي ببضائع من الصعب أن يجدها المرء في أي محل آخر، كالأفلام بمقاييس متعددة، وكذلك كاميرات المحترفين والكاميرات النادرة.

أما في مجال الخدمات فيمكنه أن يقوم بإنشاء موقع تابع للمحل وينشر فيه آخر أخبار عالم التصوير ومقالات ودروس متنوعة ويتواصل من خلال الموقع مع الزبائن ويقدم لهم الدعم، وإن أراد يستطيع أن يبيع لهم من خلال الموقع، ويستطيع أن يقدم دورات تعليمية لهم ويتعاون معهم لإنشاء معارض فنية، ويقيم مسابقات متنوعة، باختصار يمكنه أن يكون محلاً لكل شيء في عالم التصوير، أو يمكنه أن يكون محلاً متميزاً عن المحلات الأخرى ببضعة أفكار.

من الضروري أن نفكر بهذا الأسلوب، أعني ألا نكتفي بتقليد فكرة سابقة، بل علينا أن نطورها ونميز أنفسنا عن الآخرين، ومحل التصوير هذا مجرد مثال يمكن تطبيقه على الكثير من الأفكار التقليدية الأخرى.
ماذا يحتاج السوق؟
إبحث عن حاجة الناس وحاول أن تلبيها، فمثلاً لدينا في أبوظبي مناطق سكنية جديدة تقع خارج جزيرة أبوظبي، هذه المناطق الجديدة بحاجة إلى محلات تقليدية، كالبقالة أو السوبرماركت، وتحتاج إلى محلات لبيع المواد الغذائية، وكذلك إلى محلات للخياطة، مغسلة، صالون حلاقة ... إلخ.

مثل هذه المشارع تعتبر استثماراً جيداً حتى لو كانت الفكرة تقليدية، لأن هذه المناطق السكنية تحتاج أولاً إلى محلات أساسية وليس من الضروري أن تكون هناك محلات ذات فكرة جديدة ورائعة، أتذكر رجلاً أخبرنا عن متجره الذي يبيع الخضروات والفواكه، كان المتجر في أبوظبي ولم يكن وقتها يربح أكثر من 30 درهماً في اليوم! نقل المحل إلى منطقة سكنية جديدة خارج أبوظبي وبدأ المحل في كسب ربح يبلغ 2500 درهم يومياً، ففكروا جيداً بمثل هذه الفرص.

ما طرحته سابقاً مجرد مثال، حاجات السوق قد تكون مختلفة، فحاول أن تلبيها بذكاء، فمثلاً لدينا شريحة من النساء تريد أن تشتري ملابسها من محلات نسائية محترمة، ماذا أعني بالمحترمة هنا؟ أعني أنها محلات تلتزم بقيم المجتمع فلا تعرض الملابس الفاضحة ولا تبيعها، ويتعامل المحل مع زبائنه باحترام، وربما يكون المحل نسائياً بحتاً أي لا يوجد فيه رجل واحد، هذا النوع من المحلات يلبي حاجة الكثير من النساء اللواتي يرغبن في شراء ملابسهن بدون حرج وبدون التعرض لسخافات بعض البائعين من الرجال.

هناك ثلاث أشياء يحتاجها الناس دائماً هي التغذية والترفيه والزينة، هذه الحاجات الثلاث تتنافس عليها المشاريع بقوة، أنظر حولك وستجد أن أغلب المحلات تلبي حاجة من هذه الحاجات أو أكثر، فمثلاً الهواتف النقالة هي في أيامنا هذه نوع من الترفيه والزينة، ولدينا تخمة في محلات الهواتف النقالة، لذلك لا أنصح أحد بالدخول إلى هذا السوق ما لم تكن لديه فكرة جديدة ومتميزة، وحتى لو تميز بشيء فإن الآخرين سيلحقونه ويقلدونه ولربما يحاولون إخراجه من السوق، لذلك التميز يجب أن يتجدد ويستمر، إذا فكرت في الدخول إلى سوق الحاجات الثلاث فعليك أن تتميز وإلا فالأفضل لك ألا تخاطر، لأن فرص النجاح في هذه المشاريع قليلة وهامش الأرباح منخفض.
الخدمات: منجم الذهب
عندما يفكر البعض بالمشاريع التجارية فهو يفكر في شيء مادي ملموس كالطعام والسيارات والهواتف، لكنني أعتقد أن قطاع الخدمات هو فعلاً منجم الذهب، لأن الخدمة قد لا تكلف الكثير لكن قيمتها تكون مرتفعة وبالتالي يكون هامش الأرباح كبيراً، لنأخذ مثالاً واضحاً على قطاع الخدمات.

تطوير المواقع تعتبر خدمة، يمكن لأي مطور مواقع أن يقوم بإنشاء موقع لشركة ما ويحصل على ربح عالي من هذه الخدمة، فلنتصور أن مؤسسة ما أرادت إنشاء موقع بسيط لها، فتقدم ثلاثة أشخاص بعروضهم لها، الأول عرض خدماته مقابل 10 آلاف درهم، الثاني مقابل 2000 درهم والثالث مقابل 1500 درهم، هذا التفاوت الكبير بين العرض الأول والعرضين الآخرين ليس أمراً مستغرباً في قطاع الخدمات، فهو قطاع لا توجد فيه أسعار ثابتة يمكن للزبون قياسها ومقارنتها، فربما كان العرض الأول هو الأفضل والأكثر إتقاناً وبالتالي الأكثر فائدة، وربما يكون غير ذلك، وربما يدل سعر العرض الثالث على شخص غير محترف ولا يتقن عمله.

لكن لو نظرنا من زاوية مطوري المواقع سنجد مثلاً أن صاحب العرض الأول يثق بخبراته ويعلم أنه سيقدم قيمة عالية للزبون بالتالي هو يطلب سعراً أكبر، لا يهم كم ساعة سيعمل في هذا الموقع، فلعله يقضي ثلاثة أيام فقط في إنشاء الموقع البسيط، ولا يهم كم كلفه إنشاء هذا الموقع، السعر الذي يقدمه ليس مقابل ساعات العمل ولا التكاليف، بل مقابل القيمة التي سيحصل عليها الزيون.

قطاع الخدمات ينمو ويكبر وبعض خبراء الاقتصاد يعتقدون أن التصنيع سينتقل إلى الدول النامية بسبب قلة تكلفة الأيدي العاملة وهذا ما يحدث فعلاً في هذه الأيام، أغلب شركات التقنيات العالية تستعين بمصانع في الصين وتايون وماليزيا، لذلك لا بد من التفكير في إنشاء مشروع يقدم خدمات بدلاً من المنتجات، لأنه قطاع ينمو وفيه الكثير من الفرص ولأن بيع المنتجات وتصنيعها أصبح أكثر صعوبة بسبب التنافس الكبير وارتفاع التكلفة.

والخدمات كثيرة ومتنوعة، لدينا الاستشارات الإدارية والقانونية والتربوية، لدينا التدريب الإداري والفني، الخدمات الطبية، السياحة والسفر والفنادق، الإعلان والإعلام وغيرها الكثير، هذه الخدمات تحتاج بكل تأكيد إلى خبرة وثقة، وتأكد أنك لو أبدعت في مجال من مجال الخدمات وقدمت شيئاً مفيداً للآخرين ستحصل على أرباح عالية، وفي هذا القطاع قد تكون المنافسة معدومة في بعض الأحيان وقليلة في أحيان أخرى، وبالتأكيد هناك خدمات التنافس عليها كبير كقطاع السفر والسياحة.
خاتمة
أياً كان المشروع الذي تريد إنشاءه، أتمنى من كل قلبي أن تحاول إضافة لمسة إبداعية عليه، لا تقلد الآخرين بل تميز عنهم بشيء ما، التميز والإبداع يوفران لك قاعدة قوية للمنافسة في سوق صعب لا يرحم.

الأربعاء، 29 ديسمبر 2004

من وورد بريس إلى bbPress

أعلن Matt اليوم عن البرنامج الجديد bbPress ومات هذا هو الذي قام بإنشاء مشروع وورد بريس، وللمزيد من التفاصيل حول البرنامج الجديد عليكم بزيارة موقع البرنامج وهو بالمناسبة منتدى.

ما الذي يجعلني أهتم بهذا المنتدى مع أن برامج المنتديات متوفرة بالمئات؟ لأنني أعتقد أنه سيكون بسيطاً وفعالاً ويحوي أهم المميزات التي يريدها الناس في أي منتدى، هذا المنتدى لن يحوي خصائص كثيرة كما قال مات، فمن يبحث عن منتدى يضع صوراً أسفل اسم كل عضو أو يوفر لكل عضو عشرات الخيارات فليبحث عن غيره، هذا المنتدى صمم ليكون بسيطاً وسهل الاستخدام والتركيب، وسيكون متوافقاً مع المعايير القياسية.

أنا معجب بوورد بريس، والآن bbPress.

هل نعيش في كوكب آخر؟

كان من المفترض أن أكتب الموضوع الثاني حول المشاريع، لكن خبر الزلزال المدمر الذي وقع في جنوب شرق آسيا يجب ألا يمر هكذا دون أن أكتب عنه شيئاً، وفي البداية أحب أن أضع بعض الروابط المفيدة حول هذه الكارثة:
أرجو أن تتطلعوا على الصور والمعلومات في ويكيبيديا، يبدو أن هذا الموقع وفر معلومات لا يمكن أن تجدها إلا في مواقع متفرقة، وانظروا إلى الصور لتروا كيف انطلقت موجة تسونامي وضربت سواحل ماليزيا وتايلاند وأندونيسيا وسيريلانكا، ويبدو أن سيريلانكا هي الأكثر تضرراً من هذه الموجات، وتضررت بعض الدول العربية بحكم موقعها وهي عمان واليمن والصومال.

ما أريد أن أتكلم عنه هو الجانب الإنساني وبالتحديد التطوع، هذه فرصة للمتطوعين لعمل شيء تجاه ملايين المشردين وآلاف المصابين، هؤلاء بحاجة إلى أدوات طبية ومستشفيات وغذاء ويحتاجون إلى إعادة بناء منازلهم وقراهم، في المواقع الأمريكية والأوروبية قرأت دعوات ونداءات كثيرة تحث الآخرين على التبرع بالمال والمسارعة إلى التطوع لإغاثة المنكوبين ووضعت الكثير من المواقع عناوين وأسماء مؤسسات تطوعية كثيرة، أما هنا فلم أقرأ ولم أسمع سوى أخبار تقدر أعداد الضحايا.

أما جمعية الهلال الأحمر فيبدو أنها لا تملك موقعاً رسمياً لها يخبرنا بشيء، ولم أقرأ في الصحف أي دعوة للتبرع أو التطوع، والناس من حولي لا يتكلمون عن هذه المأساة كأنها لم تقع، لا أريد أن أتعمق أكثر في الموضوع، أردت فقط أن أعرض ما رأيته.

الأحد، 26 ديسمبر 2004

المشاريع التجارية وحلول التمويل

تحدث الأخ أسامة عن التجارة وإنشاء المشاريع الخاصة، وأود إضافة بعض النقاط حول الموضوع.

بالتأكيد المشاريع الخاصة لها طعم مختلف، متعة العمل فيها وإمكانية الابتكار تجعلني أكره الوظائف الحكومية التي تلزمني بالعمل في قالب محدد، الحضور والخروج في ساعة محددة، العمل متشابه متكرر، لا توجد لديك سلطة لفعل شيء، وفي الكثير من الحالات هناك من يضايقك أو يقتل مبادراتك أو يتسلط عليك، أما في المشروع الخاص فأنت المالك والملك، وأنت الموظف والفراش والسائق كذلك! لديك مطلق الحرية لفعل ما تريد كيف ما تريد.

وبكل تأكيد الوظيفة الحكومية آمنة وثابتة، والتجارة تعني المخاطرة وهذا ما يجعلها ممتعة، لأنك إن جربت التجارة ونجحت فهذا سيجعلك سعيداً حتى لو لم يكن لديك مال وفير، يكفي أنك لا تنتظر الراتب في أول كل الشهر، وبالطبع الكثير منا يفكر بإنشاء مشاريع ويواجه بعض العراقيل.
التمويل
أول عائق يفكر فيه من يريد إنشاء مشروع خاص، من أين يأتي بالمال من لا يملكه؟ الحلول كثيرة وليس هناك حل واحد كامل مناسب للجميع، أحد هذه الحلول هو التوفير، لنتصور شخصاً ما يعمل في وظيفة حكومية براتب جيد، يستطيع هذا الشخص توفير شيء من ماله خلال السنوات التي يعمل فيها، ثم يتقاعد أو يستقيل من وظيفته الحكومية، ويستثمر ما وفره من مال في مشروعه الخاص، هذا الخيار مناسب لفئة قليلة من الناس، لديهم وظائف حكومية جيدة وبمرتبات عالية، ربما بعضهم لم يتزوج وبالتالي لا ينفق الكثير من ماله، وأغلب الناس لا يمكنهم توفير الكثير من المال لأسباب عديدة منها غلاء المعيشة، فإن كنت أحد هؤلاء الذين يستطيعون توفير مالهم فأنت فعلاً محظوظ فاشكر الله على نعمه.

ما يميز هذا الأسلوب في التمويل هو عدم حاجة المرء إلى الاقتراض من البنوك، وهذا أمر طيب، لأنك لو خسرت مالك فلن يطالبك أحد بشيء، ومن سلبياته أنه يحتاج إلى وقت طويل لتوفير مبلغ كافي لإنشاء مشروع تجاري.

الحل الثاني هو الاقتراض من الآخرين، لست أعني مصرفاً هنا بل أناس تقترض منهم كالأقارب والأصدقاء، ولهذا الأسلوب سلبياته، منها صعوبة الحصول على هذا المال لأسباب عديدة، فمثلاً يصعب على البعض طلب المال من الآخرين، وحتى لو لم يكن هذا الأمر صعباً عليك فلعلك لا تجد ما يكفيك، وخسارة المشروع وضياع المال قد يعني قطع العلاقات مع البعض، وحقيقة أفضل دائماً ألا يدخل المال في علاقة بيني وبين أحد أقربائي أو أصدقائي.

الحل الثالث هو الاقتراض من مصرف أو التعاون معه، وهذا يعني أنك ستضطر إلى عرض مشروعك على المصرف وقد لا يوافق عليه لأي سبب، وهذا يعني أنك ستتنازل عن بعض صلاحياتك لصالح المصرف، فلست أنت صاحب المال فقط بل المصرف أيضاً والمصارف حريصة كل الحرص على أموالها وقد يصبح التعامل معها صعباً في بعض الحالات، وخسارة المشروع تعني أن ممتلكاتك في خطر! فمن الأفضل ألا تقترض من مصرف إلا إذا تأكدت بنسبة كبيرة أنك تتقن إنشاء المشروع وإدارته والأهم من كل هذا أنك تتقن فن الاتصال مع الآخرين، فإقناع المصرف بتمويل مشروعك يعتمد كثيراً على شخصيتك وأسلوب عرض الفكرة على المصرف.

الحل الرابع هو التعاون مع الآخرين، تعاون مع أصدقائك لإنشاء المشروع، هذا الأسلوب يوزع المسؤولية على جميع الأطراف، فلن يكون شخص واحد هو المسؤول عن الخسارة بل كل شخص، المشكلة في هذا الأسلوب أنك لن تملك كامل الصلاحيات لإدارة المشروع، والمشكلة الثانية تكمن في الخلاف، إذا اختلف اثنان أو أكثر من أصحاب المشروع قد يؤدي ذلك إلى إغلاقه أو خسارته، وقد يؤدي ذلك إلى قطع العلاقات.

الحل الخامس هو الاقتراض من شخص لديه مال كافي، هناك رجال أعمال لديهم الملايين من الدراهم، وقد يكون بعضهم مستعداً لتمويل مشاريع الشباب، فلم لا تعرض نفسك وفكرتك على بعضهم؟ المشكلة في هذا الحل أن هؤلاء نادرون، لدينا الكثير من أصحاب الملايين وقلة نادرة منهم مستعدة للتفكير في تمويل مشاريع الشباب، دع عنك تمويل المشاريع فعلياً فهذا أمر أكثر ندرة بين أصحاب الملايين.

الحل الأخير الاعتماد على البرامج الحكومية، منها حكومة دبي التي تقدم تسهيلات للشباب لإنشاء مشاريعهم، فهناك برنامج انطلاق لإنشاء المشاريع في المنزل بدلاً من استئجار محل أو مكتب، وهناك مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب ومشاريع أخرى متعددة، المشكلة في هذا الحل هو أنني أعيش في أبوظبي! ولا أجد برامج مشابهة في أبوظبي، وبالطبع الحكومات في العالم العربي نسبياً لا تقدم مثل هذه التسهيلات، فمن وجد مثل هذا الدعم من حكومته فليستعن به وليستثمره جيداً لأنه أحد أفضل الحلول المتوفرة لتمويل المشاريع وأقلها خطراً.

في الموضوع القادم سأتحدث عن أفكار المشاريع.

السبت، 25 ديسمبر 2004

الشغف والإرادة والطموح

عندما تمتلك فكرة ما عقل إنسان وروحه، ويسعى لتحقيق هذه الفكرة بكل ما لديه من قوة وإرادة، لن يقف شيء أمامه، ستصبح كل الصعوبات صغيرة يمكن تجاوزها والقفز من فوقها، هذا ملخص قصتين سأتكلم عنهما باختصار.

القصة الأولى لامرأة نجحت في إعادة بناء حاسوب كومودور 64 على شريحة صغيرة، أتذكر هذا الحاسوب جيداً فقد كنا نلعب به ألعاباً كثيرة قبل ما يقرب من خمس عشرة سنة، وقد كان كبير الحجم، ولكن هذه المرأة نجحت في وضعه على شريحة صغيرة، وقامت شركة بإنتاج لعبة صغيرة تعمل بالبطارية تحوي 30 لعبة من ألعاب هذا الحاسوب، وكل ما على المستخدم هو توصيل اللعبة بالتلفاز والاستمتاع بألعاب الماضي، حيث إمكانيات الحاسوب وقتها كانت محدودة لكنها كانت ألعاب جميلة.

ما الشيء المميز في هذه القصة؟ ليست اللعبة ولا تصغير الحاسوب فهذه أمور لم تعد تدهش أحداً، إنما إرادة هذه المرأة ورغبتها في التعلم هو الشيء المميز، فهي مجرد هاوية وليست مهندسة حصلت على شهادة من جامعة مرموقة، وهواة الإلكترونيات في الماضي كانوا هم مخترعي الحاسوب وأجزاءه المختلفة وأبرزهم هو Steve Wozniak أحد مؤسسي شركة أبل ومهندس جهاز Apple I وApple II ومخترع بعض قطع الحاسوب، هؤلاء الهواة كانوا سبباً في تطوير الكثير من الاختراعات التي نستخدمها اليوم.

هذه المرأة تعلمت بنفسها هندسة الإلكترونيات واستعانت بالإنترنت وقرأت الكتب ودرست تصاميم الإلكترونيات في الماضي، وقد التقت في أحد معارض الإلكترونيات بستيف وسألته عن أسرار محرك الأقراص المرنة (Floppy Disk) الذي كان يعمل في جهاز Apple II وأعجب باهتمامها ومعلوماتها، وقد بدأت في الاستفادة من خبراتها في تصنيع سيارات لا سلكية وربحت الكثير من هذا العمل وخرجت من المدرسة!

بعد ذلك أنشأت محلاً لتجميع الحواسيب وصيانتها ونجحت في عملها هذا وافتتحت أربعة فروع أخرى، وفي عام 2000م باعت هذه المؤسسة بسبب هامش الربح الذي انخفض، التحقت بكلية Walla Walla (اسم غريب!) وكانت تسأل المدرسين في هذه الكلية ولم تجد إجابة لديهم، لم تيأس وقامت بمحاولة إنشاء حاسوب يحاكي جهاز كومودور ونجحت في ذلك وسمي الجهاز C-1، ويكفي استبدال البرنامج في هذا الجهاز لكي يحاكي حواسيب أخرى مثل أتاري وSinclair.

يمكن لأي شخص أن يبدأ الآن ويتعلم، وهذه الإنترنت تحوي الكثير من المعلومات المفيدة، فقط ابحثوا عنها، وبالطبع لا بد من قراءة الكتب ومن تجربة ما يتعلمه المرء عملياً، ومع مرور الأيام واستمرار اكتساب الخبرة والعلم يمكن للمرء أن يبدع ويتفوق على من سبقوه.

وهذه روابط أخرى مفيدة حول الموضوع:

الشغف يقوده إلى الإبداع
قصة أخرى، هذه المرة لمبرمج تعاقدت معه شركة أبل لإنتاج برنامج ما، لكن المشروع الذي كان يعمل فيه ألغي وانتهى عقد العمل ولم يعد هذا الرجل موظفاً رسمياً في الشركة، إلا أن بطاقة الدخول التي يمتلكها كانت تعمل وتفتح الأبواب! واستغل هذا الأمر للدخول إلى مبنى الشركة، وقد كان يعرض عمله على مهندسي أبل فيعجبون به ويساعدونه، تعاون معه اثنان من مهندسي أبل لإعادة برمجة برنامج وجربوه على حاسوب أبل.

كان الرجل يعمل لساعات طويلة ومهندسي أبل يتعاونون معه سراً لإنجاح مشروعهم، لكنه واجه صعوبات، منها أن مسؤولة ما سألته عما يعمل فأخبرها بالحقيقة فطلبت رجال الأمن وألغيت البطاقة التي كان يعتمد عليها للدخول إلى مبنى الشركة، لم ييأس، وحانت له فرصة حينما قامت أبل بإلغاء الكثير من الوظائف، ووجد مكتبين فارغين استغلهما لإنجاز مشروعه، وكان يدخل إلى المبنى خلسة مع المهندسين الذين كانوا يساعدونه على الدخول.

أكمل المبرمج عمله وتعاون مع المهندسين، وشيئاً فشيئاً زادت المساهمات وبدأ المشروع يأخذ شكله النهائي، حتى انتهى في عام 1994م وأصبح البرنامج موجوداً مع كل حاسوب أبل، البرنامج هو آلة حاسبة مرئية (Graphing Calculator) استفاد منها المدرسون والطلاب، وبيع 20 مليون حاسوب أبل يحوي هذا البرنامج، الذي قام بجهود شخص عاطل عن العمل، ويعمل بشكل غير رسمي في شركة أنهت التعاقد معه، وشحن البرنامج ولم يكن هناك اعتراف رسمي به!

إقرأ القصة وتعرف على كافة تفاصيلها.

الأربعاء، 22 ديسمبر 2004

أنا وبس!

قبل أيام قليلة خرجت من المسجد بعد صلاة العشاء وبدأت أمشي نحو منطقة صغيرة جميلة، هي حديقة صغيرة إذا جلست فيها ستجد البحر أمامك وخلفك مسجد كبير، ذهبت إلى هناك وأنا متأكد تماماً أنني لن أجد هناك شخصاً واحداً، فمن هو ذلك المجنون الذي يذهب في هذا الجو العاصف البارد؟ ... أنا! كانت الرياح تعصف بقوة والجو بارد، أصابعي تكاد تتجمد، جلست أنظر إلى البحر وأتأمل لمدة لم أحسبها، كانت هناك فكرة واحدة تدور في ذهني: أنا مجنون!! من يأتي إلى هنا في هذا الجو البارد؟!

واليوم ذهبت إلى نفس المكان بعد صلاة العشاء أيضاً، الجو بارد فعلاً وهادئ هذه المرة، جلست لنصف ساعة تقريباً، لا أرى حولي أحد من الناس، المخلوقات الوحيدة التي أراها هي القطط والأرانب! ورأيت طائراً لم أعرف ما هو، كان صغيراً ويمشي بسرعة ويطير بسرعة كذلك، بدأت أرى السحب تتجمع، توقعت أن يهطل المطر لم تخب توقعاتي، أنا بحاجة إلى عشر دقائق من المشي السريع لأصل إلى منزلنا، مشيت تحت المطر، لم أكن المتورط الوحيد فقد رأيت رجالاً ونساء خرجوا لممارسة الرياضة ويبحثون الآن عن مكان يقيهم المطر.

حسناً ... لم يكن الأمر سيئاً إلى ذلك الحد الذي توقعته، لا بأس في المشي تحت المطر، على الأقل نسترجع بعض ذكريات الطفولة، ما أزعجني حقاً هو مجانين السيارات والدراجات النارية، عديموا المسؤولية هؤلاء يرون في المطر فرصة لحرق إطارات سياراتهم، والمشكلة أنهم يفعلون ذلك في منطقة سكنية وفي الوقت الذي يبحث الناس فيه عن الراحة والهدوء، كنت في السابق أفتخر بأن منطقتنا التي نعيش فيها هادئة لكن هؤلاء قتلوا الهدوء والسكون، فعلهم هذا مظهر من مظاهر الأنانية التي نعاني منها في عالمنا العربي، الأنانية التي ترفع شعار: أنا وبس!

الاثنين، 20 ديسمبر 2004

أخيراً أفكاري منظمة

ما كنت أحتاجه هو التنظيم فقط، في الأسابيع الماضية لا بل ربما في الشهور الماضية كنت أشعر بتشوش كبير، لا أدري كيف أصف لكم هذا الشعور، أقوم كل صباح وأنا لا أعرف بالضبط ماذا يجب أن أفعل، لم أكن كذلك من قبل، لقد سمحت للفوضى الداخلية أن تزيد وتشوش علي، الكثير من الناس مروا بمثل ما أصفه لكم، وبعض أصدقائي ذكروا لي أنهم يعانون من هذه المشكلة وقد ساعدتهم على ترتيب أفكارهم، لكن لا أدري ما الذي جعلني أتأخر كل هذا الوقت لكي أدرك حاجتي إلى ترتيب أفكاري.

بالأمس أخذت مجموعة بطاقات وكتبت على إحداهن: موقعي، ويبدو أن موقعي يحتل الصدارة الآن في سلم أولوياتي! وكتبت على الثانية: شخصي وعلى الثالثة: مشاريع 2005، وبدأت أدون في كل بطاقة ما يجب علي أن أنجزه، فموقعي بحاجة ماسة إلى إعادة تصميم وتنظيم وكتابة المزيد من المحتويات، وشخصياً أنا بحاجة إلى إنجاز بعض المعاملات والحصول على رخصة القيادة التي يحرص عليها كل مراهق بلغ الثامنة عشر من عمره وأنا الآن تجاوزت الخامسة والعشرين ولم أزل حتى الآن غير مكترث بها!

أما مشاريع 2005 فهي بطاقة تحوي ما أريد إنجازه خلال العام القادم، أعتقد أنه حان الوقت لأكتب كتابي الأول، سيكون كتاباً تقنياً إلكترونياً، وأريد أن أفعل مشاركتي في بعض المواقع الأخرى.

لم أنتهي من التخطيط بعد، لكنني على الأقل أشعر بأن أفكاري مرتبة وواضحة، بعد ذلك اتجهت إلى برنامج KeyNote الذي يحوي جميع أفكاري وملاحظاتي وبدأت في ترتيبها بأسلوب آخر، فقسمت محتويات الملف إلى مشاريع وأفكار وملاحظات، وكل قسم يحوي أقسام فرعية، هكذا رتبت المحتويات بأسلوب أعرف ما يجب علي أن أنجزه وما يجب أن أتركه لوقت لاحق، ولا زلت بحاجة إلى ترتيب الملفات في حاسوبي وحذف كل شيء لا أحتاجه.

برنامج KeyNote أصبح قديماً الآن فهو لم يطور منذ وقت طويل، وأشعر بأنه يحوي الكثير من الخصائص التي لا أستخدمها، فهل لديكم فكرة عن أي برنامج آخر لتنظيم المعلومات؟ المهم أن يكون مجانياً والأفضل أن يكون من البرامج الحرة ومن الضروري أن يكون بسيطاً، لعلي أكتب موضوعاً عن هذه البرامج لأنها أصبحت بالنسبة لي وللكثيرين برامج ضرورية تماماً كالمتصفحات.

إذا شعرت بأن أفكارك مشوشة كل ما عليك فعله هو أن تأتي بورقة وقلم، والأفضل بطاقات صغيرة واكتب فيها كل أفكارك ورتبها بشكل منطقي، هذا سيساعدك كثيراً على تنظيم أفكارك، وإذا لم تشعر بفائدة هذا الأسلوب فالأفضل أن تأخذ إجازة وتذهب لوحدك بعيداً عن أي ارتباطات إلى مكان لا يقاطعك فيه أحد أو يزعجك وحاول أن ترتب أفكارك، يحتاج المرء منا بين فترة وأخرى إلى تجديد طاقته وترتيب أفكاره لكي يعود إلى الإنجاز والعمل.

الجمعة، 17 ديسمبر 2004

أمطار الرحمة في أبوظبي

بالأمس خرجت مع أهلي إلى السوق، وقد ذهبوا إلى مكان خاص بالنساء فقط فجلست في السيارة أنتظر، ونسيت أن آتي مع بكتاب أقرأه، مرة أخرى أكرر نفس الخطأ، وقت الانتظار هذا يمكن أن يستغل في القراءة أو الكتابة أو أي شيء آخر، لا تنتظر شيئاً دون أن تفعل أي شيء، سواء كنت تنتظر موعدك في عيادة أو تقف في طابور طويل، استغل وقتك هذا، فهو وقت ميت لدى أغلب الناس، والعاقل من يستغله في ما يفيد.

جلست لعشر دقائق أو أكثر، ثم قررت أن أخرج وأمشي فالجو جميل بارد، فتجولت بين البنايات الطويلة أنظر في وجوه الناس وأتأمل حركاتهم وأنظر في المحلات ولافتاتها وفي كل شيء، دقائق معدودة قضيتها في هذا المشي كانت كافية لترد لي بعض الروح، لا أدري لم كنت سعيداً بهذا المشي، لعلها المرة الأولى التي أنظر فيها إلى الأشياء دون أن أحكم عليها، عادة ما كنت أعود من رحلات المشي هذه وفي رأسي فكرة حول مقالة أنتقد فيها شيئاً ما، لكن هذه المرة لم ولن أكتب عن شيء، يكفيني أنني شاهدت الكثير من الأشياء التي غابت عني سابقاً.

تعودت في السابق أن أنظر إلى الأشياء من حولي نظرة ناقد، لكني الآن أشعر بالضيق من هذه النظرة، لم لا أحاول فهم الأشياء من حولي كما هي لا كما أريد أنا أن أفهمها؟ لعل بعضكم يظن أنني بدأت في الفلسفة! شأشرح لكم ما أريد أن أقوله بأسلوب آخر، الغربيون عندما يأتون إلى بلداننا يستغربون من أشياء كثيرة يرونها غير منطقية أو غير طبيعية، وذلك لأنهم يحاولون فهم مجتمعاتنا بقيم مجتمعاتهم، هم يجعلون قيمهم الخاصة مقياساً لنا ولا يحاولون إلغاء هذه المقاييس وإلغاء أية أحكام مسبقة، ولا يحاولون فهم مجتمعاتنا كما هي، كذلك نحن عندما نسافر إليهم نفعل نفس الشيء، بالطبع هناك استثناءات، هناك أناس لديهم من الوعي ما يكفي لكي يحاولوا فهم الأشياء دون أحكام مسبقة.

لذلك بدأت ومنذ أيام معدودة في النظر إلى الأشياء نظرة مختلفة قليلاً، ليست نظرة ناقد إنما نظرة من يرغب في المعرفة والاكتشاف، هل تتذكرون أيام طفولتكم؟ أجزم أن كل واحد منكم كان يشعر بالإثارة والاستغراب حينما يكتشف شيئاً جديداً، هذا الشعور هو ما أبحث عنه الآن في نظري وتأملي للأشياء، أن أكتشف أشياء جديدة غابت عني سابقاً.

وفي موضوع مختلف قليلاً، هطلت أمطار الرحمة اليوم على أبوظبي بعد انقطاع طويل، لم تدم طويلاً لكنها كانت كافية لتنظيف الهواء وخروج الأطفال وكذلك مجانين السيارات الذين يتحينون هذه الفرص لتخطيط الطرق بإطارات سياراتهم! رأيت طيور النورس تحلق حول منزلنا، تماماً كما تفعل كل عام عندما يأتي الشتاء، رأيت اليوم طيراً لأول مرة أراه، كان صغيراً بني اللون وله ذيل طويل، التأمل في الطيور والمخلوقات والسماء والنجوم يشعرني دائماً بفرحة غامرة لا يمكن أن أصفها، لذلك أردد دائماً: سبحان الخالق.

الخميس، 16 ديسمبر 2004

هل لديك أي سؤال عن المعايير القياسية؟

لاحظت أن الكثير من مطوري المواقع سواء المبتدئين أو المحترفين لم يستوعبوا فكرة المعايير القياسية لتطوير المواقع وتقنياتها مثل XHTML وCSS، لذلك أطرح هذا الموضوع وأطلب من كل شخص لديه استفسار حول هذه المعايير أن يطرحه هنا وسيجد إن شاء الله إجابة في موضوع آخر، بعض الأسئلة قد تحتاج إلى إجابات مطولة بعض الشيء لذلك قد أنشر إجاباتها في موضوع أو مواضيع منفصلة تماماً.

الاثنين، 13 ديسمبر 2004

مدوناتنا بين الشرق والغرب

الكثير من الناس ينسون أن الحرية مسؤولية فهم يتذكرون الحقوق وينسون الواجبات، يطالبون بحقوقهم ويفرطون في واجباتهم، هذه حرية عرجاء، لأن الدنيا كلها تقوم على التوازن، والمطالبة بالحقوق فقط هو تطرف أيضاً وإن كان باتجاه آخر، فكل خلق حسن يقع بين خلقين قبيحين، فالكرم يقع بين الإسراف والبخل، وكذلك الحرية هي حقوق وواجبات، ولا تقوم الحرية بالحقوق وحدها.

هذه مقدمة ضرورية للدخول في موضوع المدونات بين معايير الغرب والشرق، تحدث الأخ أسامة عن المدونات الإماراتية وما رأى في بعضها من أمور لا يوافق عليها، وأجد نفسي متفقاً معه على الكثير مما ذكر.

في البداية لست بحاجة إلى أن يذكرني أي شخص بأن هذه مواقع شخصية وأن كل شخص لديه كامل الحرية لفعل ما يريد في موقعه، لأنني أعلم ذلك تماماً وأقول نفس الكلام للكثير من الناس، ولست بحاجة إلى أن يقول لي شخص ما بأنني لا أستطيع فرض رأيي على الآخرين هذا أمر بديهي معروف، فأنا أولاً لا أريد أن أفعل ذلك، وثانياً لا أملك سلطة لفعل ذلك، إنما أنا مجرد ناصح لإخوانه، وما أكتبه هنا موجه إلى أناس يشاركونني في الكثير من القيم، فهم مسلمون ونعيش على أرض واحدة، تجمعنا لغة وثقافة واحدة، والدين النصيحة كما قال خير البشر عليه الصلاة والسلام.

السبت، 11 ديسمبر 2004

في المدونات العربية

كتب الأخ برجوازي عن المدونات العربية وعقب عليه الأخ عذبي وهذا تعقيبي أنثر فيه بعض الأفكار المتفرقة حول الموضوع.

الأخ برجوازي ذكر نقطة جميلة حول الحوار في المدونات العربية وقارن بينها وبين المدونات الأجنبية حيث تجد حوارات مطولة وربما حامية حول المواضيع، بينما المدونات العربية لا تجد فيها مثل هذا الحوار، بل الموافقة على ما ذكره كاتب الموضوع، بينما في الجانب الآخر وكما ذكر الأخ عذبي البعض يظن أن الاختلاف في الآراء يعني التهجم على الكاتب وتجريحه، نحن هنا بين إفراط وتفريط، ما نريده فعلاً هو الاختلاف بأدب، شخصياً أبحث عن الرأي المختلف لعلي أتعلم شيئاً منه، لكن عندما يأتي هذا الرأي المختلف بأسلوب غير أخلاقي فإنني أرفضه وأرفض صاحبه وأوقف الحوار، لأن الأدب في الحوار والأسلوب الطيب في النقاش أهم بكثير لدي من النقاش نفسه.

نقطة الانتماء التي ذكرها الأخ برجوازي مهمة جداً، لدينا الكثير من المدونات لكن بعضها يضيق على نفسه بالطرح المحلي فقط، شخصياً أحاول ألا أحصر نفسي بالإمارات، صحيح أنني كتبت كثيراً عن مشاكلنا في الإمارات لكني مؤمن بأن هذه المشاكل هي نفسها مشاكل الآخرين مع اختلاف بسيط في التفاصيل، أما باقي المواضيع فهي موجهة للجميع، وحقيقة يسعدني أن أرى تعليقات لأناس من أوروبا وأمريكا، والكثير من زوار هذا الموقع يأتون من دول غير عربية، أعتقد أن المدونات يجب أن تكون تطرح نفسها كمدونات عالمية وليست محلية فقط، فهموم الإنسان في أبعد نقطة من الأرض هي همومي أيضاً، وبالطبع هناك استثناءات، فالبعض يريد فقط أن يتكلم عن بلده ومشاكلها، ولعلنا نرى مدونات جماعية متخصصة تكتب فقط عن بلد واحد، ولا أرى مشكلة في التحدث فقط عن بلد واحد ما دام أن هناك هدفاً لهذا التخصص.

بخصوص النقاش الجماعي، أردت أن يكون موضوع الجمعيات التطوعية بداية لهذه النقاشات، أرى أن النقاش بين المواقع يزيد من مساحة تأثير هذه النقاشات، ويعطي للمواضيع فرصة أكبر لبحثها ونقاشها، ثم قد تتحول هذه النقاشات إلى واقع بطريقة ما، لعل شخصاً يقرأ النقاش فيغير أفعاله وعاداته إلى الأفضل، لعل جماعة من الناس يجتمعون لتطبيق شيء جاء في هذه النقاشات، الاحتمالات كثيرة، لذلك لنتبادل الآراء بين المواقع، ولنفتح الباب على مصراعيه لحوارات مفيدة وصريحة ومثمرة.

هناك نقاط مهمة يجب ألا ننساها عند الحديث عن المدونات العربية، في البداية المدونة موقع شخصي في النهاية يعكس اهتمامات الإنسان، لذلك من الطبيعي أن يتحدث كل شخص عن بلده، النقطة الثانية هي انتشار الإنترنت في العالم العربي، لا زلنا متأخرين كثيراً في هذا المجال، والأسباب كثيرة، فهناك ملايين الأميين، وهناك الفقراء الذين لا يستطيعون التفكير بشراء الكمبيوتر لأنه من الكماليات بالنسبة لهم، فالغذاء والملبس والمسكن أهم من كل شيء آخر والحاسوب لمثل هؤلاء الناس ترف زائد عن الحاجة، قد يتمنى أحدهم لو يشتري حاسوباً له أو لأبناءه لكن قلة ذات اليد لا تسمح له بذلك.

ولا يجب أن ننسى الأوضاع السياسة في بلداننا، القمع يمارس من الأعلى إلى الأسفل وعلى مستويات عديدة والأمر نسبي، ففي بعض الدول هناك سقف حرية أكبر، وفي دول أخرى لا يستطيع المرء حتى انتقاد أداء وزارة أو مؤسسة حكومية أو التحدث عن بعض السلبيات التي لها علاقة بأي مؤسسة حكومية، مثل هذا القمع يكبت أنفاسنا ويقتل التفكير الخلاق، والقمع قد يأتي من الناس أنفسهم لا من الحكومات، ناقش قضية شائكة صعبة وستجد أن الناس يحاولون قتل أفكارك ووقف الحوار في هذا الموضوع لأنهم لا يوافقونك الرأي، هذا قمع أيضاً، لهذا أفهم لماذا البعض يخشى من إنشاء موقع شخصي له يدون فيه أفكاره.

إن أردنا أن نطور واقع المدونات العربية فعلينا أن نصبر، الصبر لوحده جزء من الحل، واقع اليوم هو ما كنت أحلم به يوماً ما عندما كنت أقرأ لأول مرة المدونات الأجنبية، فلا تستعجلوا النتائج، وبالتأكيد علينا أن ننتقد ونتبادل الآراء ونتحاور، والأهم من كل ذلك علينا أن نلتقي في أرض الواقع، لا أخفي عليكم رغبتي في لقاء الأخ برجوازي والأخ عذبي في الكويت والأخ ياسين في فنلندا وحرباز في السعودية وكل الإخوة الذين لم أذكر أسماءهم، أريد أن أسافر إليهم وألتقي بهم في جلسة حوار نتناقش فيها عن كل شيء، لا أدري متى سأفعل ذلك، لأنني الآن غير قادر على تحمل تكاليف السفر، لكن بإذن الله سنلتقي وسنكتب عن هذه اللقاءات في مواقعنا ونضع صوراً أيضاً لهذه اللقاءات :-).

يتبع: تعقيب على مقالة الأخ أسامة.

الأربعاء، 8 ديسمبر 2004

بين شركة الستائر وإيكيا

ذهبت مع أهلي إلى محل مشهور للستائر، وقد كنت فرحاً متفائلاً لأنني سأذهب إلى هذا المحل لأول مرة وسأرى ما يعرضونه من تشكيلة متنوعة للستائر، ولأن المحل فرع لشركة إماراتية معروفة، لكنني خرجت مستاء وازداد استيائي اليوم، ففي البداية هناك مكاتب موزعة في المحل وبالطبع ستائر بأشكال وأنواع مختلفة، وفي كل مكتب شخص أو شخصان يتحدثان أو يتحدث أحدهما بالهاتف، انتظرنا دقيقة أو دقيقتان حتى جائنا شخص ما، وبدأ يعرض علينا الستائر التي تتحرك بالجهاز التحكم عن بعد، أشعر بالإنزعاج فعلاً عندما يحاول أي بائع أن يعرض علي بضاعته أو خدماته بدون أن أطلب منه ذلك، ونحن جئنا للمحل لشراء نوع معين من الستائر وسنذهب، لا نريد الجلوس لمشاهدة كل التشكيلة.

وأتضايق أكثر عندما يقف البائع على رأسي (أعني بجانبي) وينتظر أي سؤال مني أو يحاول أن يشرح لي ما أراه من بضاعة، على أي حال طلبنا النوع الذي نريده من الستائر وذهب بنا إلى مكتبه وجلسنا وجلس هو يدون بعض المعلومات كنوع الستارة ولونها في دفتر مليئ بالكلام الذي لم أفهمه وكتب عنوان المكان الذي نريد أن نركب فيه الستائر وأعطيته رقم هاتفي النقال لكي يتصل بي ويأخذ مقاسات الستائر، سألته متى ستتصل؟ قال لي: لا أدري! غداً إن شاء الله، قلت: في الصباح أم المساء؟ قال: بعد الظهر أفضل! وهذا ما زاد من ضيقي، لو أنني أنا الذي سأشتري الستارة لخرجت من المحل وذهبت إلى محل آخر أكثر دقة واحتراماً للزبائن، بعد الظهر تعني بالنسبة لي من صلاة العصر إلى الساعة العاشرة ليلاً، فهل علي أن أنتظر بجانب الهاتف كل هذا الوقت لكي أنتظر اتصالهم؟ لماذا لا نكون أكثر دقة؟ لماذا لا نستطيع تحديد وقت معين للاتصال ونلتزم به؟

أحد أصدقائي يتضايق كثيراً عندما أطلب منه تحديد وقت معين لموعد ما أو لقاء، مع أنني أرى أن هذا هو التصرف الطبيعي، يجب أن أحدد وقتاً معيناً للمواعيد أو اللقاءات وألتزم بهذا الوعد بدقة مهما كانت الظروف، إلا أن تكون ظروفاً صعبة فعلاً فعندها سأتصل قبل الموعد بوقت كافي وأعتذر لصديقي، هذا يوفر الوقت والجهد لي ولصاحبي ويجعل الأمور واضحة جلية، أما موعيد بو عرب المتراخية هذه والتي لا تأخذ وقتاً محدداً فهي تستهلك الوقت وتستهلك الأعصاب ... أعصابي على الأقل!

في اليوم التالي انتظرت الهاتف ولم يتصل بي أحد، وبعد يومين اتصل بي أحد العمال طالباً مني أن أدله على الموقع الذي سيركب فيه الستائر، لماذا طلب مني البائع إذاً بيانات عنوان المكان؟ على أي حال جاء العامل وأخذ مقاسات الستائر ولم يخبرني بسعرها، بل قال: أنتظر هاتفاً من المحل، إلهي ألهمني صبر أيوب، أتصل بي البائع من المحل اليوم وأخبرني بالسعر، ولكنه نسي أي لون اخترنا! قلت له أنت قمت بتسجيل اللون أمامي، قال حدث خطأ ما، قلت: اخترنا اللون الأبيض!، وقلت لا بأس أرجوا أن تركبوا الستائر الآن، قال: يجب أن تأتي إلى المحل وتدفع أولاً، حسناً أين الثقة؟ ليأتي العامل ويركب الستائر وأنا سأدفع له، أو عليه أن يأخذ المال ويجعلني أوقع على الفاتورة ثم يركب الستائر، لماذا يجب أن أذهب أنا وأدفع ثم يأتي العامل؟

مع أن الذي ضايقني أشياء صغيرة، إلا أن قرائتي لكتب الإدارة والتسويق وفن التعامل مع الزبائن تجعلني أنظر إلى هذه الأشياء الصغيرة بضيق شديد، لماذا تأتي بعض الشركات الغربية لتؤسس فروعاً لها هنا وتبدع في خدمة الزبائن ونبقى نحن على ما نحن عليه؟

لماذا تعجبني شركة إيكيا؟

افتتح فرع لشركة الأثاث المشهورة إيكيا في أبوظبي قبل سنوات، ومحلهم كبير ولا أخفي إعجابي به، أشعر بالسعادة فقط لمجرد تجولي في المحل ورؤية الأثاث والبضائع المختلفة والجلوس في مطعم المحل وشرب القهوة هناك أو حتى تناول وجبة الغداء، لماذا كل هذا الإعجاب؟ لأسباب بسيطة ويستطيع أي شخص أن يطبقها في مؤسسته أو محله الصغير.

الموظفون مدربون، فهم يعرفون كيف يتعاملون مع الزبائن، لا يزعجك أحد الموظفين ولا يأتي إليك ما لم تطلبه، وهذا الأسلوب يعجبني حقاً، فهم يدعونك تفعل ما تريد وتجرب ما تريد، وإذا أردت مساعدة أطلبها من أي موظف وسيفعل كل ما يستطيع لمساعدتك، وعادة إذا ما مررت بأحد الموظفين تجده مبتسماً ويرحب بك، يتحدثون بتلقائية وبدون تكلف حتى لو كان الموضوع خارجاً عن إطار تخصص المحل، أشعر بأنهم يتعاملون مع الزبائن كأناس على عكس المحلات الأخرى التي أشعر أن موظفيها يريدون أخذ كل ما لدي من مال.

وهم يتصرفون بتلقائية ومرونة، فمثلاً تحتاج بعض المواقف إلى فعل شيء لم تقره الشركة، مع ذلك يفعلونه ما دام أنه في صالح الزبون، فمثلاً حدثني شخص ما عن قطعة أثاث رأها في المحل وقد كانت القطعة الأخيرة المتوفرة، وهي للعرض فقط، لكنه أصر على طلبها، فما كان من الموظف إلا أن قام بفك هذه القطعة وترتيبها وكتب ورقة للموظف المسؤول عن صندوق الدفع، وبالفعل قرأ الموظف عند صندوق الدفع الورقة وقام ببعض الخطوات على حاسوبه ثم طلب تكلفة القطعة من الزبون، وخرج الزبون سعيداً بهذا التعامل، مثل هذه المرونة من الصعب أن تجدها في محلات أخرى، فالموظفون فيها يلتزمون بقواعد محددة حتى لو لم تكن في صالح الزبون.

النقطة الثاني هي الوضوح، فكل شيء واضح تماماً في إيكيا، فعليك أنت كزبون أن تقوم بتوصيل الأثاث بنفسك وتركيبه بنفسك، إن أردت خدمة التوصيل والتركيب فعليك أن تدفع مقابل هذه الخدمات، كل قطعة أثاث هناك عليها بطاقة سعر توضح تفاصيل القطعة، بعض قطع الأثاث تحتاج إلى جمع منتجين أو أكثر لتشكيل القطعة، وكل قطعة لها سعر محدد وبالتالي لها بطاقة واضحة، أشعر بأن المحل يحترمني كزبون فكل شيء واضح ولا مجال للخداع أو التلاعب.

باختصار ما يميز إيكيا هو احترام الإنسان والنظر له كإنسان قبل أن يكون زبوناً لديه بعض المال ينفقه على منتجاتهم، لذلك يسعدني أن أذهب إلى محلهم وأن أتعامل معهم، بغض النظر عن رأيك فيهم أو في منتجاتهم، أجد محلهم أحد أفضل المحلات في الإمارات، فقط بسبب احترامهم للناس، وبالطبع هم يخطأون في بعض الأحيان وقد حدث ذلك مرة معي، لكني لم أتضايق لأنني أعلم أن هذا الخطأ يحدث قليلاً لديهم ولأنني تعاملت معهم كثيراً ولم أجد منهم إلا كل خير، فلماذا أفسد علاقتي معهم بسبب خطأ واحد؟

هذه مقارنة بسيطة بين محل الستائر وإيكيا، متى سنتعلم احترام الناس في مؤسساتنا ومحلاتنا؟

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2004

ويكيبيديا والبرامج الحرة

بدأ الأخ عمر العربي مشروع الموسوعة العربية وقد سبق أن وعدت بإبدأ رأيي حول ويكيبيديا ومشروع الموسوعة العربية.

مشاريع البرامج الحرة وموسوعة ويكيبيديا تشترك كلها في صفات معينة، فهي مشاريع عالمية لا تنتمي إلى دولة أو شخص وهي غالباً مشاريع محايدة يمكن لأي شخص ومن أي ثقافة كان أن يشارك فيها ويطورها ويستفيد منها، لذلك أرى أن علينا كعرب أن نشارك في هذه المشاريع ونساهم فيها لكي نستفيد ونفيد الآخرين، ولا أرى فائدة من تكرار الجهود، فمثلاً لدينا برنامج وورد بريس للمدونات، هذا البرنامج ممتاز فعلاً وهو من البرامج الحرة، لماذا لا نشارك فيه ونحاول أن نعربه ونجعله متوافقاً مع احتياجاتنا بدلاً من الدعوة إلى إنشاء برنامج بديل؟ لو كان هذا البرنامج منتج خاص بشركة غربية لوافقت على إنشاء بديل له لكنه برنامج حر مجاني، والبرامج الحرة المشهورة خصوصاً أسست مجتمعاً من المحترفين سواء في البرمجة أو التوثيق أو التسويق وإدارة المواقع، وأي مشروع جديد سنبدأه سيحتاج منا إلى وقت طويل وتكلفة مالية وجهود كبيرة لكي نصل إلى ما وصلت له البرامج الحرة، ومن الحكمة أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا أن نبدأ من الصفر.

بالطبع إن أراد البعض إنشاء موسوعة عربية منفصلة عن ويكيبيديا فهذا شأنهم وأتمنى لهم التوفيق، ومن واجبي هنا أن أقول ما أرى أنه صواب وفي صالح الجميع، بما أن ويكيبيديا موجودة فلماذا لا نشارك فيها؟ في البداية هي موجودة فعلاً يمكن لأي شخص أن يزورها الآن ويساهم فيها، النقطة الثانية أن الاستضافة وإدارة الموقع كلها مسؤوليات تقع على منظمة Wiki Media وهي منظمة تتلقى تبرعات كثيرة من أجل أن تطور الكثير من مشاريعها (بالمناسبة ويكيبيديا مشروع واحد فقط من ضمن ثمانية مشاريع تديرها هذه المنظمة).

فحتى نصل إلى مستوى هذه المنظمة نحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والمال، أعتقد شخصياً أنه من الأفضل أن نشارك في المشاريع الموجودة حالياً سواء البرامج الحرة أو ويكيبيديا لنكتسب خبرة في البرمجة وإدارة المشاريع والكتابة، بعد ذلك يمكننا أن نفكر في الخطوة التالية أما أن نقفز مباشرة لإنشاء مشاريع كبيرة فهذا ما يقلقني حقاً لأنني رأيت في السنوات الماضية مشاريع بدأت كبيرة وماتت سريعاً لافتقار أصحابها إلى الخبرة اللازمة واستعجالهم النتائج.

مرة أخرى، لست ضد إنشاء موسوعة عربية بأيدي عربية، لكن أرى أن الأولوية الآن هي المشاركة في المشاريع الحالية لاكتساب الخبرة.

الأحد، 5 ديسمبر 2004

تعريب وورد بريس

نظراً لكثرة طلبات تعريب برنامج وور بريس سأقوم بإنشاء قسم خاص في موقعي لهذا البرنامج وسأقدم نسخة معربة، لكن التعريب سيقتصر فقط على واجهة البرنامج وليس لوحة التحكم، وبعد ذلك سأقوم بتعريب بعض القوالب المشهورة للبرنامج، للأسف أنني طرحت هذه الفكرة على الآخرين في منتدى سوالف وانتظرت لعل شخصاً ما يقوم بهذه المهمة لكن لم أجد أحداً، وما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك، لذلك سأتولى تعريب البرنامج والبداية فقط بالواجهة.

وحتى الانتهاء من التعريب، أعتذر عن كتابة أي موضوع في الموقع أو الرد على الرسائل.

تحديث: قام الأخ Sewar بتعريب معظم البرنامج، شاركونا في التعليقات لمساعدته على ترجمة بعض المصطلحات، وأما ما كنت أنوي أن أفعله فقد ألغيته، فلا حاجة لتكرار جهد قام به شخص آخر.

السبت، 4 ديسمبر 2004

كيف تحارب التعليقات التافهة في وورد بريس؟

بدأ البريد التافه (spam) مع بدايات انتشار خدمات البريد بين المؤسسات التجارية، والآن في عصر المدونات هناك تعليقات تفاهة (blog spam) والكثير من المواقع تعاني منها، لا بل هناك مواقع لديها برامج لنشر مئات التعليقات في موقع واحد وخلال مدة قصيرة، وقد أصيب موقع الأخ أسامة بهجمة من أحد المواقع التي تروج لكازينو في أمريكا، فقمت بتعديل بعض الإعدادات في برنامج وورد بريس لكي لا تنشر مثل هذه التعليقات في المستقبل إلا بعد موافقة صاحب الموقع، وحذفت التعليقات الإعلانية التفاهة، ولم أعد أراها في موقع الأخ أسامة، وقد قمت بعمل نفس الشيء في موقعي والحمدلله أنني لم أصب مرة بهجمة من قبل ناشري التعليقات التافهة.

إذا كنت تستخدم وورد بريس وتريد تفعيل خاصية حماية موقعك من التعليقات التافهة فتوجه إلى قسم Options ثم إلى صفحة Discussion وستجد في أسفل الصفحة مربعاً بعنوان Comment Moderation، في هذا المربع هناك خيارين، الأول هو عدد الروابط التي يمكن لأي زائر أن يضعها في تعليقه، فإذا ما تجاوز هذا العدد لن يعرض الموقع تعليقه بل سينتظر موافقتك عليه، أما الخيار الثاني فهو مساحة لكتابة الكلمات التي يستخدمها أصحاب التعليقات التفاهة، فإذا ما وردت إحدى هذه الكلمات في أي تعليق لن يعرض التعليق، عليك أن تزور صفحة الكلمات الشائعة للتعليقات التفاهة وتنسخ هذه الكلمات وتضعها في الخيار الثاني، ثم اضغط على زر update options وهكذا ستوفر على نفسك الكثير من الجهد والوقت، وورد بريس سيتكفل بمنع ظهور أغلب التعليقات التافهة.

الأربعاء، 1 ديسمبر 2004

التخصص مرة ثانية وثالثة وألف

جاءني شخص ما ليخبرني عن قصة متكررة عنوانها: بحثت ولم أجد شيئاً، قال لي: بحثت عن مقالات تتحدث عن الشاعر عمر أبو ريشة فلم أجد شيئاً يكفي حاجتي، لماذا لا يقوم شخص ما بإنشاء موقع متخصص في الشعراء وسيرهم، عندما تكون هناك حاجة أو نقص فهذا يعني أن هناك فرصة لشخص ما، لا أدري لم لا تستغل هذه الفرص من قبل مطوري المواقع، لدينا نقص كبير في المواقع المتخصصة، نحن بحاجة إلى موسوعات متخصصة وقد تكلمت عن هذا الموضوع سابقاً.