الجمعة، 30 نوفمبر 2007

كتاب: The Computer - الجزء الثالث

في الجزء الأول من الكتاب بدأنا بالآلات الحاسبة، ثم تحدثنا عن آلات حاسبة أكثر ذكاء وقادرة على حفظ الأرقام، في بدايات القرن العشرين بدأت صورة الحاسب تتشكل ببطئ، وقد حدث ذلك عن طريق اكتشافات وابتكارات صغيرة ومجموعة مختلفة من العلماء والباحثين.

شرارة الفكرة

  • في نهاية القرن التاسع عشر بدأ عصر المعلومات خطواته الأولى، كانت بعض الشركات تخصص قاعات واسعة لعشرات من الموظفين والموظفات مع آلات كاتبة وحاسبة وآلات للتعداد ولترتيب والمعلومات، كانت أقسام المحاسبة والهندسة والبنوك وشركات التأمين بحاجة إلى كل هذه المعدات لمعالجة البيانات.
  • في السنوات الأولى من القرن العشرين اخترعت الصمامات المفرغة أو Vacuum Tube، وهي تشبه المصابيح الكهربائية، وقد كانت تستخدم بشكل واسع حتى أواخر الستينات من القرن الماضي، ولا زال البعض يستخدمها حتى اليوم لأغراض مختلفة.
  • في عام 1919م ظهر اختراع المغلاق على يد كل من وليام إسليز وفرانك جوردان، وقد كان المغلاق قادراً على حفظ 1 بت من المعلومات، أي أن قيمته إما 1 أو 0، وهذا يعني أنه يعمل كالذاكرة التي نجدها اليوم في حواسيبنا.
  • الفيزيائي الألماني والثر بوث ابتكر بوابة AND إلكترونية في عام 1924م، وهي جزء مهم لصنع الإلكترونيات الرقمية.
  • المهندس والعالم الأمريكي فانفار بوش ابتكر آلة ضخمة تسمى Differential Analyser وقد كانت مخصصة لإيجاد حلول لمعادلات معقدة، وفي عام 1945م نشر مقالته الشهيرة As We May Think والتي وضع فيها تصوراً لجهاز يجمع المعلومات ويربط بينها سماه ميمكس، هذه المقالة كانت بداية ظهور ما يسمى بالنص المترابط أو Hypertext.
  • آي بي أم قدمت في عام 1931م آلة 601 التي تستطيع قراءة عددين من بطاقتين مختلفتين وكل عدد يمكنه أن يكون بطول 8 أرقام، ثم تقوم بعملية ضرب وتضع النتيجة على بطاقة جديدة، وهذا يتطلب ستة ثواني فقط! استطاعت آي بي أم بيع 1500 نسخة من هذا الجهاز ثم طورته ليقوم بمهام أكثر وفي عام 1948م قامت بصنع الآلة 604 التي تستخدم الصممات المفرغة وقد كانت أسرع بكثير من 601 فهي تستطيع إنجاز 60 عملية حسابية وطباعة النتائج في جزء من الثانية.
  • ألان تورنغ عالم الرياضيات والمنطق البريطاني، وهو أحد أهم الشخصيات المؤسسة لعلم الحاسوب وله مقالات وأبحاث كثيرة لا زالت تدرس، ولد ألان في 1912م وتوفي منتحراً بالسم في 1954م، البعض يقول بأنه لم ينتحر بل قتل نتيجة خطأ.
  • الأمريكي رونالد جونسون ابتكر في 1955م القرص الصلب وبدأ صناعة أصبحت اليوم تدر ملايين الدولارات.
  • هاورد أيكن بروفسور الرياضيات في جامعة هارفرد جاء بفكرة حاسوب رقمي لحل المعادلات المعقدة، قامت آي بي أم بتطبيق الفكرة في عام 1944م وسمي الحاسوب هارفرد مارك 1.
  • كلود شانون ولد في عام 1916م وتوفي في 2001م، أحد أهم المساهمين في علوم الحاسوب، هذا لوحده يحتاج كتاباً، يكفي أنه جاء بنظرية المعلومات.
  • كونراد سوزه الألماني كان يعمل لوحده لابتكار آلات حاسبة وحواسيب، وقد استطاع صنع الحاسوب الأول Z1 في عام 1938م.

الخميس، 29 نوفمبر 2007

إنت حرامي … وأنا بوليس

انتهيت من عملي مبكراً على غير العادة، عودة إلى الموقع وإلى التدوين، الشهر أو الشهرين القادمين سيكونان مزدحمين في هذا الموقع.

تلبية لنداء أخي بو عيلان أكتب مرة أخرى عن فلسطين، وقد سبق أن كتبت عن بيت حانون وتصريحات بن غورين وما سأقوله هنا لن يخرج عما قلته سابقاً.

شخصياً، القضية لدي محسومة، الكيان الصهيوني دولة لا قانونية ولا شرعية ولا بد أن تزول، لا بد أن يعود الشعب الفلسطيني ليحكم الأرض، كل الأرض، وتعود الأسماء العربية للمدن والقرى، ودائماً سأذكركم بأن "تل أبيب" هي في الحقيقة "تل الربيع" وسأذكركم بأن القضية ليست نسب مساحات يحكمها العرب ليقيموا عليها دولتهم، المسئلة ليست دولتين، بل يجب أن نعود بالقضية إلى أساسها، دولة العدو يجب أن تزول ... نقطة، إنتهى.

ما يحدث في مؤتمر السلام من مصافحات وابتسامات وتصريحات كل هذا لا يهمني، ليصافحوا وليقبلوا وليقدم بعضهم البعض إلى الأبواب، ليفرض هؤلاء أمر الواقع بالقوة وليتنازل هؤلاء، لتكن النتيجة مأساة ومصيبة جديدة بعد مصائب أوسلو ومدريد، ليكن ما يكن وليحدث ما يحدث، كل هذا لا يهمني.

ما نراه اليوم مجرد لحظات في عمر التاريخ، مجرد ساعات في الليل المظلم، بعدها سيأتي جيل يستفيق، يدرك أن آباءه وأجداده ضيعوا الدين والأخلاق وضاعت هوياتهم، سيدرك أن جيل الآباء رضوا بالذل والهوان وتنازلوا عن حقوقهم وحقوق غيرهم، سيدرك هذا الجيل أن ما كان في الماضي إرهاباً سيصبح مرة أخرى جهاداً وسيعود ليحي في الناس حب الشهادة.

ليقل العالم كله أنني على خطأ، ليقل العالم كله أنني إرهابي وضيع همجي لا يعرف الإنسانية، ليقل بعض بني يعرب أنني متخلف وأعيش بقيم قديمة عفى عليها الدهر، ليقم بعض حكامنا بمحاربة الدين والتدين وأهله، لا يهمني كل هذا.

ستعود الأرض لأصحابها ... بالجهاد، بالقوة، بالحق والعدل ... رغم أنف كل من لا يعجبه هذا الكلام.

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2007

روابط وتوقف مؤقت

نظراً لانشغالي في الأيام القادمة لن أستطيع كتابة شيء في هذه المدونة، سأعود إن شاء الله في العاشر من ديسمبر، أي بعد عشرين يوماً، وفي هذا الوقت أعتذر عن الرد على الرسائل التي تصلني على بريدي، وإليكم هذه الروابط المنوعة:

بعد فترة الغياب سأكمل تلخيص كتاب The Computer إن شاء الله.

الأحد، 18 نوفمبر 2007

مهارات عصر المعلومات

ملاحظة: جزء من هذه المقالة يعتمد على ما كتبه جيكوب نيلسون في مقالة بعنوان Life-Long Computer Skills

أصبحت الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب مطلباً أساسياً في الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة، وبالغ البعض في تقييم هذه الشهادة فأعطاها أكثر مما تستحقه، مؤسسة ما فرضت على الموظفين أن يحصلوا على هذه الشهادة ويوقعوا تعهداً بأنهم سيبقون في العمل لعام ونصف بعد الدورة! لا أدري كيف فكر من اتخذ هذا القرار؟ هل يظن أن هذه الشهادة مفيدة إلى هذه الدرجة؟ لعله ظن أن هذه الشهادة تعني أن المتدرب أصبح خبيراً في الحاسوب لا يشق له غبار!

ماذا عن خبراء الحاسوب الذين لم يحصلوا على هذه الشهادة؟ هل سيطلب منهم أيضاً أن يدفعوا الشيء الفلاني مقابل الدورة وامتحاناتها؟ هذه سخافة! لا يعقل أن نجبر خبير الحاسوب على أن يدخل في دورة تعلمه كيف يفتح الملف، وكيف يقوم بإنشاء مجلد، وكيف يكتب مقالة أو جدولاً، لأن خبير الحاسوب يعرف هذه الأشياء وحتى لو لم يعرفها يمكنه خلال دقائق أن يتعلمها، فلماذا الإصرار على الشهادة؟

لأننا نحب المظاهر، لأن البعض سيربح من آلاف الناس الذين يسعون للحصول على الشهادة من أجل الوظيفة، لأن بعض المدراء لا يهتمون حقاً بالإنسان بقدر اهتمامهم بالقواعد والقوانين وكل شيء يمكنه أن يجعل حياتنا أكثر تعقيداً.

وليست المسئلة متعلقة بهذه الشهادة فقط بل بغيرها أيضاً، مهارات الحاسوب لدى البعض تعني ويندوز، أوفيس، إكسبلورر، أوت لوك وسوليتر! أو أي شهادة صادرة من شركات معروفة.

المشكلة في مثل هذه الشهادات والدورات أنها تركز على أدوات لا على مبادئ وأساسيات، والأدوات تتغير فما يدرسه المرء اليوم قد يصبح في المستقبل القريب غير مفيد بأي شكل.

مهارات عصر المعلومات

من المفترض أن يتعلم الناس مهارات مختلفة عند تعاملهم مع الحاسوب، فالأدوات نفسها ليست مهمة، لا فرق إن استخدام المرء هذا البرنامج أو ذاك، المهم أن ينجز عمله، ولكي يفعل ذلك لا بد من تعلم هذه المهارات:

  • البحث، كيف أبحث عن المعلومات التي أريد؟ هذه المهارة تزداد أهمية مع الأيام خصوصاً مع ازدياد كمية المعلومات والمعرفة المتوفرة اليوم.
  • مصداقية المعلومات، كيف يمكن أن نحكم على مصداقية المعلومات التي نجدها على الشبكة؟
  • إدارة المعرفة، مع ازدياد وسائل الاتصال والنشر سيحتاج الإنسان إلى تعلم كيفية إدارة هذه المصادر والاستفادة منها بدون أن يضيع وقته في جمعها.
  • الكتابة للمواقع ووسائل الاتصال الإلكترونية، هنا قواعد مختلفة، المهم هو الاختصار والوضوح.
  • مهارات الإلقاء واستخدام الحاسوب كوسيلة توضيح.
  • تصحيح الأخطاء الحسابية والبرمجية، ليس بالضرورة أن يكون كل شخص مبرمجاً، لكن هناك أساسيات يمكن للجميع تعلمها لتجنب الأخطاء في قواعد البيانات والجداول الإلكترونية، مثل هذه الأخطاء اليوم تكلف بعض الشركات كل شهر آلاف الدولارات.

من المفترض أن يتعلم الناس هذه المهارات بدلاً من تعلم الأدوات، لأن الأدوات لا تحتاج إلى دورات وشهادات ما لم تكن هذه الأدوات معقدة وتؤدي مهمات معقدة، ألا يمكن أن يتعلم الناس كيفية فعل هذا الشيء أو ذاك في برنامج ما من خلال دليل استخدام البرنامج؟ يمكن ذلك بالتأكيد لكن البعض سيصر على الغباء الرسمي: بدون شهادة أنت جاهل ولا تعرف شيئاً حتى لو كنت بيل غيتس نفسه!

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2007

كتاب: Makers

مؤلف الكتاب هو بوب باركس، كاتب مستقل وصحفي يشارك في عدة مجلات ويركز على التقنية في كتاباته، وكتابه يتحدث عن الأدوات والتقنية.

كان العلماء والفلاسفة في الماضي يظنون أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستخدم الأدوات، لكن تبين أن هناك مخلوقات أخرى تفعل ذلك أيضاً كالغربان والقردة، لكن الإنسان استطاع أن يطور أدواته باستمرار وينتج أدوات مهمتها فقط إنتاج أدوات أخرى، ونحن كبشر نقضي الكثير من وقتنا في استخدام الأدوات.

الكتاب يتحدث عن 91 صانعاً للأدوات، هؤلاء لا يكتفون بشراء المنتجات واستخدامها كما هي بل يسعون لتطويرها وتغييرها واستخدامها لأغراض مختلفة، وهم يستطيعون في بعض الأحيان إنتاج أدوات أفضل بكثير مما تنتجه الشركات وغالباً بسعر أرخص، وبعضهم يحول المهملات إلى أدوات مفيدة فلا يضطر لشراء شيء بل يبحث فقط عن الأجزاء التي يريدها بين كومة نفايات أو في مجمع لإعادة تدوير الإلكترونيات والمواد.

ما لم يعجبني في الكتاب أنه لم يذكر الكثير من التفاصيل، فهو خفيف من ناحية المحتوى، فكل صانع له صفحة أو صفحتان على الأكثر، لكن الكتاب يذكر أيضاً موقع الصانع إن وجد وفي مواقع هؤلاء الأشخاص وجدت تفاصيل أكثر عن كل مشروع.

من المشاريع المميزة التي وجدتها في الكتاب مشروع صناعة تيليسكوب، فكرة الجهاز نفسها ليست مميزة فالتيليسكوب اخترع قبل قرون وتطور مع الزمن، لكن المميز أن نتيجة المشروع كانت جهازاً يتفوق على الأجهزة التجارية المتوفرة في الأسواق وفي نفس الوقت يقدم صورة أوضح وبتكلفة أقل.

من صنع الجهاز؟ ثلاث فتيات يبلغن من العمر 16 عاماً! والمواد التي استخدامت كانت بدائية فهي تتكون من الورق المقوى والنايلون، أما العدسات فهم من قاموا بصناعتها! تذكر أن العدسات يجب أن تصنع بدقة متناهية، وشركات أجهزة مراقبة الفضاء لديها أجهزة عالية الدقة لنحت العدسات.

مشروع آخر يثبت أن الأدوات البسيطة الرخيصة تستطيع أن تحقق ما تفعله أدوات غالية السعر، فمثلاً قامت باحثة باستخدام طائرة ورقية وربطت بها كوباً من البلاستيك لكي تجمع عينات من الهواء وترى إن كانت تحوي أي شكل من أشكال الحياة، وقد وجدت أن الهواء في ولاية تكساس يحمل ذرات غبار من الصحراء الكبرى في إفريقيا، ووجدت أيضاً أن الحرائق لا تقتل البكتيريا وأشكالاً أخرى من الحياة، هذا يعني أن حرق بعض المناطق لتطهيرها قد لا يكون كافياً.

قارن ما قامت به هذه الباحثة باستخدام أدوات بسيطة بما فعلته إحدى المؤسسات الحكومية الأمريكية التي تنفق سنوياً 55 مليون دولار لجمع عينات الهواء وتحليلها.

آخر مثال أعرضه هنا هو مشروع لا يمكن تنفيذه بسهولة ويحتاج إلى تقنية متقدمة، المشروع هو إنتاج أشكال فنية معقدة تعتمد على الرياضيات، حقيقة من الصعب شرح هذا المشروع، لأنني لا أفهم مبادئ الرياضيات التي يعتمد عليها، كل ما أعرفه أن هذه القطع الفنية يمكن إنتاجها اليوم باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.

بالطبع ليست كل المشاريع تنتج أدوات مفيدة، فبعضها مجرد أعمال فنية جميلة أو مجنونة، المهم هنا أن هؤلاء الصانعين يذكروننا جميعاً بأن علينا ألا نكتفي بالاستهلاك فقط دون أن نتعلم صناعة شيء، لا يجب عليك أن تتعلم الإلكترونيات والبرمجة والرياضيات لكي تصنع شيئاً، فهناك مشاريع كثيرة تحتاج فقط إلى يد ماهرة وشيء من الإبداع.

الأحد، 11 نوفمبر 2007

إلى الأخ حسين شبلي من جدة

بحثت عن بريدك الإلكتروني أو مدونتك أو أي وسيلة للاتصال بك ولم أجد شيئاً لذلك أكتب كلماتي هنا، وصلتني الكتب الثلاثة فجزاك الله خيراً وأسعدك في الدنيا والآخرة، حقاً لا شيء يسعدني مثل حصولي على كتاب جديد، وأنا الآن أتصفح الكتب وسأقرأها إن شاء الله وأكتب ملخصاً مفيداً لكل كتاب، بارك الله فيك.

الكتب التي وصلتني من الأخ حسين هي:

  • In the Beginning...was the Command Line، هذا الكتاب متوفر مجاناً على الشبكة، وهو مقالة طويلة يقارن فيها الكاتب بين أنظمة التشغيل التجارية والحرة.
  • The Man Who Counted، هذا كتاب رياضيات لكنه مختلف عن كتب الرياضيات الأخرى، فهو عبارة عن قصص وألغاز، وقد كتبه بالبرتغالية كاتب برازيلي ثم ترجم إلى الإنجليزية ولغات أخرى، ويبدو أن الكتاب مشهور بين عامة الناس في البرازيل والبرتغال.
  • Accidental Empires، هذا كتاب عن شركات الحاسوب وتاريخها، وبالتحديد ما حدث في أمريكا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

هناك أيضاً ثلاث كتب اشتريتها، الأول هو Code، هذا الكتاب من أهم الكتب التي كنت أريد شراءها، وهو يشرح أساسيات عمل الحاسوب بدأ من نظام الأرقام الثنائي وجبر بوليين وحتى لغات البرمجة، كتاب أنصح كل شخص مهتم بالحاسوب كتخصص أن يشتريه ويقرأه، إن لم تستطع شراءه فحاول أن تبحث عن شخص يشتريه لك، وإن لم تستطع ذلك أو لم ترغب في ذلك فابحث عن نسخة إلكترونية وقم بقراءته بشرط أن تشتريه متى ما استطعت، لا أشجع على نسخ الكتب بشكل غير قانوني لكن أعلم أن البعض لا يستطيع تحمل تكاليف الكتب، لذلك لا بأس بالنسخ بشرط وجود النية الصادقة لشراء الكتاب متى ما استطاع المرء ذلك.

الكتاب الثاني مهم بقدر أهمية الأول، وهو The Elements of Computing System، هذا الكتاب يشرح كيفية إنشاء حاسوب من أبسط مكوناته وحتى برمجة لعبة، من المفترض أن يدرس هذا الكتاب وكتاب Code ضمن مناهج جامعاتنا.

الكتاب الثالث هو World Changing وهو ليس كتاباً تقرأه من أول صفحة إلى آخر صفحة بالترتيب، بل هو دليل ومرجع حول كل شيء تقريباً، ويركز الكتاب على الجانب الأخلاقي والبيئي، كيف يمكن أن نعيش بدون أن نتسبب في تدمير البيئة من حولنا؟ كيف نحسن ونطور العالم من حولنا؟ هذا ما يجيب عليه الكتاب بشكل عملي.

الخميس، 8 نوفمبر 2007

كتاب: The Computer - الجزء الثاني

في الجزء الأول من الكتاب تعرفنا على أشكال مختلفة من الآلات الحاسبة والتي مهدت الطريق إلى آلات حاسبة أكثر ذكاء وسرعة وإن كانت يدوية، فقد ظهرت آلات حاسبة تستطيع حفظ بعض الأرقام في ذاكرتها، والذاكرة جزء أساسي من حواسيب اليوم.

الآلات تتعلم تخزين الأرقام

  • الفرنسي جوزيف ماري ابتكر تقنية خياطة تسمح للآلات بعمل زخارف معقدة على قطع القماش، وقد كانت الزخارف تحفظ على شكل ثقوب في بطاقات ورقية، هكذا ظهرت تقنية البطاقات المثقوبة والتي استخدمت لحفظ برامج الحاسوب وبقيت حية حتى السبعينات من القرن الماضي.
  • تشارلز بايبج أخترع آلة حاسبة سميت Difference engine يمكن برمجتها.
  • جورج بول عالم رياضيات وفيلسوف تعلم بنفسه، ابتكر فرعاً جديداً لعلم الجبر نسب إليه فسمي Boolen algebra، ولم يهتم أحد بما ابتكره لقرن كامل، اليوم جميع الحواسيب والإلكترونيات تعتمد على هذا الجبر.
  • قام بابيج بتصميم نسخة ثانية من آلته، فقد كانت النسخة الأولى معقدة، أما الثانية فقد استخدم فيها أجزاء أقل، وفي نفس الوقت الآلة قادرة على أداء عمليات حسابية أكثر من الأولى.
  • البريطانية أدا التقت بتشارلز بابيج وأعجبت بالآلات التي صممها، ويعتبرها البعض المبرمجة الأولى على الإطلاق، وقد قامت بترجمة مقالة من الإيطالية إلى الإنجليزية عن آلة تسمى Analytical engine وكتبت العديد من الملاحظات حول المقالة، الآلة تعتبر أول حاسوب متعدد الأغراض ويمكنها تخزين البرامج بشكل آلي.
  • هيرمان هوليرث اشترك في مسابقة لمكتب الإحصاء الأمريكي وصمم آلة يمكنها جمع البيانات من البطاقات وقد كانت آلته أسرع بأربعين ساعة من أقرب منافس، هيرمان باع الملكية الفكرية لأفكاره لشركة أمريكية أصبحت في ما بعد تعرف بإسم IBM.

الأربعاء، 7 نوفمبر 2007

كتاب: The Computer

هذا الكتاب من نوع Coffee Table book أو بترجمة حرفية كتاب طاولة القهوة، هذا النوع من الكتب يكون غالباً كبير الحجم ثقيل الوزن ومطبوع على ورق ثقيل عالي الجودة، أما المحتويات فهي خفيفة وفي الغالب تكون صوراً كبيرة والقليل من النصوص، وكتابنا اليوم لا يخرج عن هذا الإطار، فهو بالفعل كبير الحجم وثقيل الوزن، يمكن استخدامه كسلاح قاتل!

مؤلف الكتاب هو Mark Frauenfelder وهو مؤسس وكاتب في مدونة Boing Boing، ومحرر لمجلة مايك ومؤلف للعديد من الكتب آخرها Rule The Web الذي يحوي العديد من الأفكار حول كيفية استغلال خدمات شبكة الويب.

كتاب The Computer يغطي تاريخ الحاسوب وحاضره والمستقبل، وهو يركز كثيراً على الأشخاص الذين ساهموا في تطوير الحاسوب على مر السنين، فالحاسوب لم يكن اختراع شخص واحد بل مجموعة تطورات صغيرة ساهم بها أشخاص ومؤسسات مختلفة

ملخص هذا الكتاب سيكون مختلفاً، لأنه سيكون على شكل نقاط سريعة، وسيكون موزعاً على عدة مقالات، في كل مقالة سأضع العديد من الروابط، إن قرأت شيئاً من هذه الروابط وحاولت أن تبحث عن صور لأسماء الناس والآلات ستجد مادة أغنى وأفضل مما وجدته شخصياً في الكتاب.

البداية: الأرقام والرياضيات والآلات الحاسبة

  • الحضارات السابقة لم تكن تعرف الحساب والأرقام إلى أن اجبروا على اختراعها.
  • أقدم دليل على وجود وسائل لتسجيل الأعداد هي عظام وجدت في تشيكوسلوفاكيا يبلغ عمرها ما بين 20 إلى 30 ألف سنة قبل الميلاد.
  • في العراق وبالتحديد في مدينة أور وجدت ألواح للأرقام يبلغ عمرها 3600 سنة قبل الميلاد.
  • الإغريق والرومان استخداموا ألواحاً تسمى Abacus أو أباكوس، ومنهم انتقلت هذه الأداة إلى الصين ولا زال الكثير من الناس في الصين وفي الأحياء الصينية حول العالم يستخدمون هذه الأداة.
  • في أمريكا الجونبية كان الهنود وسكان حضارة الإنكا يستخدمون أداة تسمى Quipu وهي عبارة عن حبال وعقد، وقد كانت تستخدم لأغراض كثيرة، فهي تعتبر وثائق رسمية للمعاملات المالية.
  • في أوروبا عصر النهضة بدأ بعض العلماء في محاولة صنع آلات حاسبة آلية، فقد صمم دافينشي آلة ولم يصنعها، وقامت شركة IBM في عام 1968م بنصع نسخة على أساس رسومات دافينشي، لكنها بعد ذلك سحبتها بسبب انتقاد البعض لها بأنها صنعت بشكل غير صحيح.
  • في سنين عمره الأخيرة قام John Napier بصنع آلة حاسبة سميت Napier's bones انتشرت في أوروبا وأصبحت مشهورة حتى جاءت آلات أخرى أكثر فعالية.
  • أخترع William Oughtred الآلة الحاسبة على شكل مسطرة، وقد كانت تستخدم بشكل واسع حتى أوائل السبعينات من القرن الماضي.
  • الألماني Wilhelm Schickard صمم آلة سماها Calculating Clock ولم يعرف شيء عن هذه الآلة إلا في عام 1935م حين وجد مؤرخ رسومات للآلة، وقد صنعت أول نسخة منها في الستينات.
  • عالم الرياضيات الفرنسي باسكال صمم آلة حاسبة سميت Pascaline وهي تحوي ست عجلات.
  • سامويل مورلاند أكاديمي ودبلوماسي وجاسوس ومخترع وعالم رياضيات! اخترع آلة حاسبة سميت Morland's Adder لعد المال.
  • غوتفريد لايبنتز اخترع نظام العد الثنائي الذي يستخدم في جميع الحواسيب.
  • في معرض باريس عام 1855 عرض Charles Xavier Thomas آلة حاسبة سميت Arithmometer قادرة على إنجاز العمليات الحسابية الأربع.
  • المهندس السويدي Wilgodt Theophil Odhner صمم آلة حاسبة استخدمت في أقسام المحاسبة في الشركات، وهي قادرة على إنجاز العمليات الحسابية الأربع، وتعتمد على إدخال الأرقام ثم تدوير ذراع لكي تنجز العملية الحسابية.
  • في أواخر القرن التاسع عشر اخترع رجل فرنسي آلة حاسبة رخيصة وصغيرة تسمى Arithmographe slide Adder والتي كانت تباع مع القصص المصورة بدولار واحد في أمريكا، هذه الآلة تشبه آلة أباكوس لكن مع فرق بسيط وهو عرض النتائج تلقائياً.

إقرأ أيضاً:

الأحد، 4 نوفمبر 2007

من البطين إلى بوغوتا

يقال إن لم تستطع التغلب عليهم فانضم إليهم، وهذا بالضبط ما فعلته مع أبناء إخوتي، كنت أحاول التركيز على شاشة الحاسوب ولم أنجح إلا في تضييع الوقت، أحد الجيران قرر إزعاج الحي بأكمله بإطلاق ألعاب نارية بين حين وآخر، صوتها عال وهي تأتي فجأة بدون سابق إنذار وللأسف لم تكن متواصلة، فبعد أن أسمع صوت انفجار إحدى هذه الألعاب تأتي فترة هدوء لخمس دقائق أظن فيها أن الجنون قد توقف عند هذا الحد ليعود مرة أخرى بصوت أقوى، وكل ما أستطيع فعله هو كيل الشتائم والدعاء على من يتسبب في هذا الإزعاج ... مسكينة هذه الشاشة التي تسمع مني كل شيء، لو أنها كانت كائناً حياً لصرخت في وجهي وهربت!

فوق إزعاج جارنا العزيز جاء أبناء إخوتي وهم يلعبون لعبتهم المفضلة في كل مرة يأتون فيها إلى المنزل: الركض بدون هدف والصراخ بدون هدف، وكل دقيقة ونصف يخترعون لعبة وقوانين جديدة، وفي هذه الفوضى العارمة وبين إزعاج الجيران والأطفال أبدأ في التفكير بخطط جهنمية لتعذيب وحرق كل من تسول له نفسه إزعاجي، بالطبع في خيالي أستطيع أن أفعل كل شيء، فأنا أقول لأحد الأطفال: "خفوا أصواتكم، ألعبوا شوي شوي" بينما في خيالي أتصور بأنني أقذفهم نحو الفضاء في رحلة لا عودة لها.

وصلت إلى حد من الجنون جعلني أقرر بأن علي الانضمام لهم، فأنا أشتكي منذ وقت طويل حول هذا الإزعاج لكن بلا فائدة فما أهمية أو وزن ما أقول؟! جمعتهم وسألتهم عن الألعاب الشعبية التي كنا نلعبها صغاراً فوجدت أن اللعبة الوحيدة التي يعرفونها هي ما يسمونه اليوم "شرطي حرامي" وهم بذلك يصورون الواقع بشكل جميل فالشرطي حرامي هو واقع نشاهده ونسمع به، ألا يقولون "حاميها حراميها؟" هؤلاء الأطفال يقولونها بشكل مختلف فهي لديهم "شرطي حرامي."

بدأت أعلمهم قوانين الألعاب وبدأوا في اللعب واستمتعوا، المشكلة أن أعمارهم تختلف فالكبار يفهمون ويلتزمون والصغار يحبون الفوضى وأصغرهم لا يدري ما الذي يحدث لكنه سعيد بالفوضى من حوله وهو يشارك بما يستطيع.

مشكلة أخرى ظهرت، إذ أنهم لا يريدون ممارسة لعبة واحدة لثلاثة أشواط أو أكثر، فكلما مرت خمس دقائق طلبوا لعبة أخرى! ما مشكلة هذا الجيل؟ كنا نلعب لعبة واحدة من صلاة العصر وحتى تغيب الشمس، لماذا لا يستطيعون التركيز على لعبة واحدة؟

على أي حال، بعد فترة قصيرة من اللعب انضم أخي إلينا وبدأنا في تعليمهم ما نتذكر من ألعاب حتى يلعبوها بأنفسهم في وقت لاحق بدلاً من ممارسة لعبتهم المفضلة "الصراخ والركض" وهكذا يمكن أن أنجح في تخفيف مستوى إزعاجهم إلى أقل حد ممكن لأن الكثير من الألعاب الشعبية تتطلب الركض والاختباء وشيئاً من الهدوء.

ما حدث بالأمس جعلني أفكر في حالنا مع الأطفال، في الماضي القريب كانت ألعابنا متنوعة، كان بعض شباب وأطفال الحي يبنون بيوت خشبية فوق الأشجار أو بينها، كان بعضهم يصنع نشاباً يستخدمها لضرب بعض الأطفال الآخرين ولضرب القطط - أعلم! كنا نقسوا على الحيوانات كثيراً - وهناك من يصنع قوارب شراعية صغيرة يذهب بها إلى البحر ليتسابق مع الآخرين، كنا نلعب ألعاباً تتطلب منا الركض لمسافات طويلة بين الأحياء.

أما الدراجات الهوائية فهذه تحتاج مقالة لوحدها، كان شباب الحي يجمعون قطع الدراجة الهوائية من أماكن مختلفة ويقومون بتركيبها لتصبح لديهم دراجة كاملة، بعضهم يضيف لها ما يجعلها تصدر صوتاً مزعجاً كالدراجات النارية.

كنا نخرج من المنزل ونلعب في الشارع ونذهب إلى أماكن بعيدة عن المنزل، شخصياً كنت أستمتع كثيراً باللعب لوحدي وقد جاءت فترة كنت أمتلك فيها دراجة هوائية جعلتني أصل إلى أماكن بعيدة، كنت أشعر بروح المغامرة في حينها، اليوم أصل لنفس الأماكن مشياً!

اليوم لا يمكن أن نسمح لأبناء أخي بالخروج قليلاً من الباب الرئيسي للمنزل، لماذا؟ لأن هناك شارعاً تمر فيه السيارات مسرعة ولا يمكن أن نأمن على أحدهم هناك، فقد يلعب بكرة وتذهب بعيداً في اللحظة نفسها التي تمر فيها سيارة ويركض الطفل خلف الكرة بدون انتباه وقد لا يملك السائق خياراً في مثل هذه الحالات فيصدم الطفل.

لا توجد حديقة قريبة أو ملعب، البحر أصبح وكراً لرؤوس الأموال وأصاحب رؤوس الأموال وشيئاً فشيئاً بدأت المساحات الفارغة التي يمكن فيها للمرء أن ينظر للبحر بالتقلص وقريباً لن يكون هناك مكان يسمح لنا فيه بأن نلمس البحر بأصابعنا إلا إذا دفعنا الشيء الفلاني أو قمنا باستئجار شقة أو مساحة نضع فيها قارباً.

تصور هذا البحر الذي أصبح وكراً كان قبل سنوات قليلة مفتوحاً ويمكن لأي شخص أن ينزل للسباحة أو يضع قاربه في أي مكان، كنا نتجول هناك كل صباح ونأكل من المطاعم الهندية، ونحاول صيد السمك أو نخرج إلى البحر، كل هذا لم يعد ممكناً اليوم لأطفالنا، هذه مجرد قصص نقصها عليهم وإذا أردنا الخروج للبحر فهناك المشاكل تلو المشاكل ... جزيرة فلان وبحر فلان! ممنوع الصيد هنا، ممنوع النزول إلى هذه الجزيرة، لماذا خرجت إلى البحر؟ أين ملكية القارب؟ إلى أين ستذهب؟ أصبح البحر ملكاً لمن لا يستحق أن يملك.

ﻻ أدري بماذا كان يفكر من خطط المدن في بلادنا، هل يعقل أن يحاط منزلنا بثلاث شوارع؟! واحد في الخلف وآخر في الأمام والثالث على الجانب الأيسر، ولسنا وحدنا هنا فكل المنازل محاطة بشوارع تمر فيه السيارات مسرعة.

المدن في دول أخرى تخطط على أساس أن من سيعيش فيها هم أناس لديهم اهتمامات ويريدون ممارسة أنشطة مختلفة، لديهم أطفال يخافون على سلامتهم، أناس يريدون أن يمارسوا الرياضة في طرق جميلة لا يجدون فيها إزعاج السيارات وتلوث الهواء.

أتذكر قبل سنوات أنني قرأت خبراً في جريدة الاتحاد يقول بأن بلدية أبوظبي ستقوم بإنشاء طرق طويلة خاصة للمشاة فقط، وأنها ستفتح الحدائق العامة لتصبح عامة بالفعل وتلغي الأسوار المحيطة بها، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.

من الضروري أن نغير تخطيط المدينة لتصبح ملائمة أكثر للناس بدلاً من أن نصممها للسيارات، لماذا نجعل المرء منا يحتاج إلى سيارة لكي يشتري أغراضه اليومية؟ أو ليذهب إلى حديقة أو إلى شارع يمكنه أن يمشي فيه؟ لماذا نجبر الأطفال على أن يبقوا في منازلهم بدلاً من أن نصمم المدينة لكي تشجعهم على الخروج واللعب مع بعضهم البعض في مكان آمن بعيد عن السيارات وقريب من بيوت الناس.

هل التغيير الآن مستحيل؟ لا، على الأقل هناك تجربة يمكن أن أشير لها تغيرت فيها المدينة إيجابياً وبشكل كبير، بوغوتا عاصمة كولومبيا كانت عاصمة للجريمة، كانت إحدى أخطر المدن في العالم وأصبحت اليوم آمنة أكثر من واشنطن دي سي عاصمة أمريكا، ما الذي تغير؟ جاء عمدة جديد للمدينة حولها من مدينة جرائم إلى مدينة يريد الناس أن يعيشوا فيها، المواصلات العامة أصبحت أولوية، أعتنوا بالحدائق والساحات العامة، هناك شبكة كبيرة لراكبي الدراجات الهوائية ولمن يريد أن يمشي ويمارس الرياضة أو ببساطة يذهب إلى عمله.

تغييرات كثيرة أجراها العمدة تشجع المشي وركوب الدراجات الهوائية وتشجع الناس على ممارسة التواصل والتمتع بالأماكن العامة الجميلة، هذا لوحده كان كفيلاً بتقليل الجرائم، الجمال والطبيعة لهما تأثير كبير على نفسية الإنسان.

أظن بأن علي التوقف هنا لأنني بدأت بأطفال أخوتي ووصلت إلى كولومبيا لكنني لا أستطيع أن أتوقف لأن الموضوع واسع ومتشعب ولدي اهتمام كبير به، علي أن ... أتوقف ... الآن ... وإلا ....!

السبت، 3 نوفمبر 2007

أقلية في بلادي

لا يمكن أن تسير في اتجاهين مختلفين في وقت واحد، لا يمكن أن تمشي للخلف وللأمام معاً، ونحن في مجتمع الإمارات علينا أن نعي أن المهزلة التي تدور حول مشكلة التركيبة السكانية لا يمكن علاجها بأن نزيد من تفاقم المشكلة كل يوم وفي نفس الوقت نسعى لإيجاد حل لها.

هذه المشاريع الكبيرة التي تظهر كل يوم سبب رئيسي في تفاقم المشكلة، فمن يبنيها هو عمال من الخارح وهم بالآلاف، وعندما ينتهي البناء سيحتاج المشروع إلى مئات أو آلاف الموظفين لإدارته وتسييره، الذي يثير غضبي وحنقي هنا أن هناك آلاف الفرص الوظيفية ولا زال هناك مواطنون عاطلون عن العمل.

سيتهم البعض المواطن بأنه كسول، يبحث عن وظيفة حكومية مريحة، لا يعمل بجد، ليس لديه مهارات ... إلى آخر هذه التهم التي نسمعها كل ما أثير موضوع الوظائف هذا، لكن الحقيقة البديهية أن هناك مواطنون لديهم الجدية التامة والنشاط والمهارات ويبحثون عن عمل في المؤسسات الخاصة والحكومية ولا يجدون فرصة، التهم ضد المواطنين أصبحت نكتة سخيفة بعد أن رأيت المواطنين والمواطنات يعملون كمحاسبين في كارفور، وبعضهم يعمل في مجال البيع والتسويق، وهناك أخبار عن سائقي سيارات أجرة، وعن باعة في محلات الحلوى والملابس والعطور، من يتهم المواطن بالكسل فهذه لا ينظر للواقع إلا بعين واحدة.

أعود للتركيبة السكانية، هذه المشاريع الكبيرة والتي تنوي حكومتنا أن تستمر في بناء المزيد منها في مختلف الإمارات ستزيد من تفاقم المشكلة، في نفس الوقت نقرأ التصريحات والأخبار التي تؤكد لنا أن هناك سعي جاد لإيجاد حل لهذه المشكلة، هكذا نحن نحاول السير في اتجاهين مختلفين في وقت واحد، أفعالنا تقول "للخلف سر" وأقوالنا تريد أن تقنعنا بأننا نسير للأمام.

المشكلة هنا هي هويتنا، ثقافتنا، لهجتنا المحلية ولغتنا، هذه الجوانب التي تحدد شخصية الإنسان، وهذه الآن مهددة بالضياع، لم تعد نكتة انقراض المواطن مسلية، بل أصبحت واقعاً نراه، نحن الآن أقلية في بلادنا، ومع ازدياد المشاريع الكبيرة سنصبح أقلة أصغر، فمن 18% إلى 10% ثم إلى 5% ثم إلى 2%، وإذا حدث هذا وضاعت هويتنا وثقافتنا فما فائدة أن نبقى في هذه البلاد؟ فنحن غرباء هنا وسنكون غرباء في أي بلد آخر.

للأسف بعض أبناء هذه البلاد لا يرون أي مشكلة في هذه المشكلة، فهم يعترضون بأقوال مختلفة:

  • ما تريد البلاد تتطور؟
  • خبرني من بيسوي هذي العماير والمشاريع الكبيرة؟
  • أنت ناكر للجميل، هذيلا العمال هم اللي بنوا البلاد!
  • منو بيغسل ثيابك؟ منو يطبخ لك؟

في الحقيقة أنا أغسل ثيابي وفي بعض الأحيان أطبخ طعامي وأدرب نفسي على أن أعتمد على نفسي 100% في هذه الجوانب.

المشكلة في هذه الاعتراضات أن أصحابها يظنون أننا نفكر مثلهم، أخبروني هل تريدون التطور على حساب هويتكم وثقافتكم؟ إن كنتم لا ترون مشكلة في ذلك فأنا لدي ألف مشكلة، في بعض الأحيان أتمنى لو أننا نستطيع العودة لأيام ما قبل النفط، نعم أيام تعب وشقاء لكنني أفضلها على ما يحدث اليوم من ضياع لهويتنا.

لا أريد التطور إن كان على حساب ثقافتي، لكن من يسمع؟ هذا الكلام الذي أقوله هنا قاله قبلي الكثير من الناس، هل تغير شيء؟ للأسف أنني متشائم بشدة حول هذا الموضوع على غير عادتي فأنا متفائل حول كل شيء إلا هذه المشكلة.

بالأمس مظاهرات وتخريب، وغداً قد تكبر هذه المظاهرات وتخرج عن السيطرة وتصبح فتنة كنا نظن في الماضي أن حدوثها مجرد فكرة خيالية مستحيلة، ومن يدري لعل المستقبل يخبأ لنا ما هو أسوأ، أخبروني ما الذي يمنع الأجانب من المطالبة بالجنسية وهم أكثرية؟ ألم نتعلم من تيمور الشرقية أو سنغافورة؟ تيمور كانت جزئاً من أندونيسيا واستقلت، سنغافورة كانت جزئاً من ماليزيا واستقلت، ما الذي يمنع حدوث هذا لدينا؟

أدرك تماماً أن مجرد طرح مثل هذا السؤال يعتبر لدى البعض خيانة أو جنون أو سمه ما شئت، البعض يظن أن ما يقال هنا مجرد شيء مستحيل، لكن تذكروا تصريحات أحد المسؤولين الهنود أو زلة لسان كما قالوا بعد ذلك حين عد دبي أرضاً هندية لكثرة الهنود الذين يعيشون فيها.

لم تعد للهوية أو الثقافة أو حتى الدين أي مكانة، لأننا نفعل الشيء وضده، فهناك مسابقات حفظ القرآن ومسابقات الغناء والعفن الفني، هناك مسجد ومرقص، أصبحنا عالميين وكل شيء يقيم بالمال والمال وحده هو الهدف وهو الغاية، جلبنا كل ثقافات العالم وجنسياته وتغنينا بالأمان والسلام.

لا زال لدي الكثير لأقوله لكنني أكتفي بما قلت، وهذا آخر مرة أكتب فيها موضوعاً عن التركيبة السكانية إلا إذا استجد شيء جديد، كأن تصبح الحكومة جادة فعلاً في حل المشكلة، أو نسمع بخبر انخفاض نسبة الأجانب إلى أقل من 50% من السكان، أو تتحقق شيء من هذه التوقعات السوداء المتشائمة.

إقرأ أيضاً:

الأخ مجرد إنسان كتب عدة مواضيع حول المشكلة تستحق أن تقرأ، مقالات تتناول الموضوع بعمق أكبر:

في الحقيقة كل مقالات مجرد إنسان تستحق القراءة.

الخميس، 1 نوفمبر 2007

من هنا وهناك


  • مدونة WiiPod، اسم معبر أعجبني، مدونة حول جهازين من أفضل الأجهزة الإلكترونية.
  • فضيحة العرب: يا ناقل يا منقول، كم "منقول" في غوغل؟ 10 ملايين حتى "منقوول" أو "منقووووووول" لها آلاف النتائج، إلى متى ستبقى المنتديات والقوائم البريدية تمارس إلغاء العقول؟ أتمنى أن يقوم شخص ما بإنشاء موقع من صفحة واحدة يعلن فيها حرباً مقدسة ضد "منقول" - شكراً فهد.
  • الإصلاح الجامعي في الإمارات.
  • غالبية ترى استحالة السلام مع إسرائيل، هذه البديهية لا يريد أن يسمعها حكام العرب وبعض مثقفيهم، هؤلاء ينقسمون إلى فئتين، الأولى تريد أن تفرض الاستسلام علينا وتسميه سلاماً وهم اعتادوا على أن يفرضوا علينا ما يريدون من قرارات ونحن اعتدنا الانحناء، الفئة الثانية هي لأناس يجلسون على الأرض متربعين وواضعين أصابعهم في آذانهم ويغنون بصوت عالي: السلام السلام!
  • غير المعضوب عليهم ... ولا الضالين
  • اكتشف اليابان، موقع ياباني للأطفال ويحوي قسماً معرباً، هذا أمر طيب، أتمنى لو أن الدول العربية نفسه تقوم بإنشاء موقع للأطفال تتحدث بمعلومات بسيطة عن نفسها بعيداً عن السياسة والمذاهب المتناطحة.
  • العرض الثاني للغة البرمجة Subtext، هذه اللغة مختلفة لأنها لا تكتب بل تصمم في جدول ويمكنك أن ترى النتيجة مباشرة فتصحح أي خطأ مباشرة، هذه اللغة هي مشروع بحث ولا زالت قيد التطوير وهي تحوي الكثير من الأفكار الرائعة.

ماذا أقصد بالموقع المفيد؟

كان علي أن أوضح أكثر عندما قلت أنني سأضع روابط لمواقع مفيدة، لأنني لن أضع أي موقع بل المواقع المميزة، نعم هناك مواقع عربية تضع الكثير من المحتويات والخدمات المفيدة، لكن هناك عشرات المواقع العربية المماثلة التي تحوي نفس المحتويات ونفس الخدمات، فلماذا أضع رابط لشيء غير مميز؟

ليعذرني من ساءه أنني لم أضع رابط لموقعه، تذكر أن التميز هو أن يكرهك بعض الناس، فحاول أن تميز موقعك بشيء مختلف، التميز ليس سهلاً لكن إن حققته فستجد نتائج أفضل بكثير مما ستجده مع موقع عادي بمحتويات عادية.

لكي أضع موقعاً هنا في هذه المدونة يجب أن يكون متميزاً، والتميز هو أن يحوي شيئاً لا يمكن إيجاده في أي موقع آخر، محتويات أفضل، خدمة أفضل، فكرة جديدة لم يطبقها أحد من قبل، قد تسأل: مثل ماذا؟ وهنا المشكلة، لأن التميز يجب أن يأتي فكرة تتحمس لها لا من مصدر خارجي، فلا يمكنني أن أقترح عليك شيئاً يناسبني لأنه قد لا يثير فيك أي حماس.

هل أنا ضد الإعلانات؟

لا ... لا، وأيضاً لا أخرى لكي أشدد على أنني لا أقف ضد الإعلان، شخصياً أفضل أن يبقى موقعي بدون إعلانات وأن تكون الإعلانات هي الوسيلة الأخيرة لإيجاد مصدر لدعم الموقع.

في الأيام الماضية سألني الكثير هذا السؤال، لا أدري لماذا يفترض البعض أنني ضد الإعلانات، وأنا في الحقيقة لا أرى مشكلة في الإعلانات، ولكي أكون أكثر دقة إليكم ما أراه حول كل نوع من الإعلانات:

  • الإعلانات المصورة: هذه ضوضاء بصرية تجعل أي موقع مهرجان ألوان صاخب، هناك استثناء صغير وهي الإعلانات المصورة البسيطة والتي لا تأخذ مساحة كبيرة.
  • الإعلانات المتحركة: تجعلني أتمنى لو أنني أملك مسدساً قادر على قتل الإعلانات، شكراً فايرفوكس شكراً Adblock، لم أعد أرى هذه الإعلانات المزعجة.
  • الإعلانات الفلاشية بالصوت والصورة: هذه ما هي إلا جرائم ضد الإنسانية، أكرهها بشدة.
  • الإعلانات النصية: هذه أقرأها وفي بعض الأحيان أنقر عليها لأنها تضع ما أهتم به، هذه الإعلانات لا بأس بها.

هل هذا يعني أنني سأضع إعلانات في موقعي؟ ربما! ستكون كما قلت الوسيلة الأخيرة التي أبحث فيها عن مصدر لدعم الموقع.