الأحد، 17 أبريل 2005

هناك جهاز يراقبك فلا تسرع

IBM تتفق مع حكومة الإمارات لتركيب أجهزة تراقب سرعة السيارات وتقوم بتنبيه الشرطة إلى مخالفة تجاوز السرعة وتنبه السائق كذلك، وستحوي الأجهزة تقنيات لاسلكية مثل GPS وبلوتوث، الخبر نشر في سلاش دوت وفي مواقع أخرى أيضاً.

كم أكره السياسة ... ولم أتحدث عنها أبداً منذ أن عاهدت نفسي على ألا أكتب عن السياسة، لكن هذا الموضوع يخصنا نحن فلا بد من الحديث عنه، في البداية، أشجع أي جهود للحد من الحوادث، جنون الطرق في بلادنا وصل إلى حد لا يطاق وأنا أرى كل يوم مجانين صغار ركبوا هذه السيارات وجعلوها طيارات نفاثة، في كل يوم وأنا في طريقي إلى المسجد أرى سيارة أو أكثر مسرعة في طريق تقع على جانبيه خمس مدارس وبضعة مؤسسات حكومية، لكن مجانين الطرق يطلقون العنان لسياراتهم ولا يردعهم شيء، لا القانون ولا المخالفات ولا التفكير السليم، وهؤلاء لو كانت عقولهم عقولاً لما رأيتهم يسرعون.

التوعية المرورية فقيرة وأسبوع المرور يقام في كل عام ولا يحدث أثراً، التوعية ليست بالمنشورات ولا الإعلانات في الصحف ولا برامج التلفاز، هذه كلها وسائل لا تستطيع أن تؤثر كما يؤثر الاتصال المباشر الصريح، لا يمكن أبداً أن نزيد من وعي الشباب دون أن ننزل إلى المقاهي والأسواق والمراكز التجارية والمجالس ونتحدث معهم بصراحة وننمي حس المسؤولية في الجميع، أسابيع المرور لن تجدي أبداً إن بقيت بعيدة عن الناس وتستخدم نفس الأساليب ونفس الطرق.

نأتي إلى ذلك الجهاز الذي سيركب في سياراتنا، لم يوضح الخبر هل حكومة دبي هي التي ستقوم بتطبيق الفكرة فقط أم جميع الإمارات، على أي حال أختصر كلامي وأقول: أنا ضد هذه الفكرة تماماً وإن حصلت على سيارة سأرفض أن يوضع فيها مثل هذا الجهاز ولو كان ذلك يعني ألا أجد ترخيصاً لسيارتي وأنا جاد كل الجدية في ما أقول.

كيف أضمن أن هذا الجهاز لن ينتهك خصوصيتي أو لن يستخدم في التجسس علي؟ أنا لا أتهم أحداً هنا، هذا مجرد تساؤل بسيط يجب أن نطرحه، ومن الخطأ أن يمر الموضوع هكذا دون طرح هذا السؤال، منطقياً لا علاقة لمخالفات السرعة بزيادة سلامة الطرق، لدينا كم كبير من الرادارات والشرطة تكتب مخالفات كثيرة وتتخذ إجراءات ضد "معظم" من يخالف القانون ولاحظوا كلمة معظم هنا لأنها مهمة جداً.

مع كل هذه المخالفات والإجراءات الحوادث لا زالت تقع وبكثرة ولا زال الناس يطيرون بسياراتهم لا بل أرى كل يوم استهتاراً من الشباب ولعباً بسياراتهم قريباً من منزلنا، الآن هل تركيب مثل هذا الجهاز سيضمن أن الناس لن يسرعوا؟ لا، لعل بعضهم سيتمكن من تعطيله وتشغيله وقت الحاجة، ولعل بعضهم يتخلص منه بطريقة ما، المشكلة أن الجهاز يحاول حل المشكلة من الخارج، بتنبيه السائق وربما مخالفته، لكن المفروض أن نحل المشكلة من الداخل، من أنفسنا، إن لم يكن هناك وعي وحس مسؤولية فلن يجدي أي حل إلا أن يمنع المرء من قيادة السيارة نهائياً.

ما رأيكم الآن؟ هل توافقون على تركيب هذا الجهاز في سياراتكم؟ وهل ترون أنه سيزيد من معدل السلامة في طرق الإمارات؟