الأربعاء، 18 يناير 2006

أخيراً … سيد الخواتم

لا أدري ما الذي يجعلني أبتعد عن إنجاز ما يجب علي إنجازه، أرد على رسائل البريد التي تراكمت، أنجز عملاً هنا لشخص ما، وهناك لشخص آخر، أقرأ بعض مقالات ومواضيع المدونات والمواقع، لكنني أبتعد عن كل هذا، وأغلقت حاسوبي وبدأت في قراءة رواية سيد الخواتم The Lord of The Rings، لا شيء يمكنه أن يبعدني عن الحاسوب سوى كتاب ممتع، أو أن أشعر بالملل من كل ما يتعلق بالحاسوب والتقنيات، وقليلة هي الكتب التي تبعدني عن الحاسوب، منها ذكرياتعلي الطنطاوي رحمه الله، ثمانية أجزاء قرأتها في ثلاثة أيام، لم أتوقف عن قراءتها إلا للصلاة أو للطعام والنوم، كانت ممتعة ومفيدة.

رواية سيد الخواتم تقع في 1100 صفحة! ومقسمة إلى ثلاثة أجزاء وستة فصول، الرواية كلها تدور في عالم خيالي، بلاد تسمى الأرض الوسطى، تسكنها مخلوقات مختلفة، أقزام وسحرة وأناس لا يموتون وأشجار تتكلم وتتحرك، ملوك أصبحوا مجرد أشباح يبحثون عن الخاتم الواحد، الخاتم الذي يضمن لهم السيطرة على كل الأرض، صراع بين الخير والشر، صراع على السلطة، رواية تحوي عشرات القصص والأساطير.

من الصعب تلخيصها في كلمات قليلة، على أي حال، الرواية جعلتني أبتعد عن الحاسوب إلا ساعة واحدة أكتب فيها بعض المواضيع السريعة للمدونة، أتصفح بعض المواقع، ثم أعود لإكمال قراءة الرواية.

كلما قرأت رواية من هذا النوع تمنيت أكثر لو أن لدينا روايات عربية تستحق القراءة، هناك بالفعل روايات تستحق القراءة وقد قرأت الكثير منها، لكن الآن من الصعب أن أجد رواية جيدة، أستاء كثيراً من شيئين في الروايات، سواء كانت عربية أو أجنبية، الأول هو الجنس الرخيص، لا أدري ما الذي يجعل الكتاب يصفون الجنس بتفصيل ممل، يمكنهم الاكتفاء بالتلميح ليفهم القارئ أو يمكنهم ألا يخوضوا في هذا الموضوع أصلاً، لكن مع ذلك يبدو أن البعض لا يعتبر الرواية عملاً أدبياً إلا إذا ضمنها شيئاً من ساقط الكلام والأوصاف.

النقطة الثانية هي الحديث عن الله، في سياق الكثير من الروايات تجد بعض شخصيات الرواية تتحدث عن الله بما لا يليق، يمكن للرواية أن تناقش الإيمان والإلحاد وما يتعلق بهما من قضايا لكن دون الانحطاط بمستوى الحوار، مع ذلك تجد الروايات طريقها إلى الناس، ولا يعترض عليها أحد، ولو أن رواية تعرضت لرئيس دولة أو شخصية مهمة لمنعت ولربما تعرض كاتبها للعقوبة.

عندما أذهب إلى المكتبات وأتصفح الروايات العربية لا أجد ما يجعلني أدفع شيئاً من مالي لشراءها، وقد اشتريت من قبل بعض الروايات المشهورة على أمل أنها ستعجبني لأنها انتشرت بين الناس، لكنني أتخلص منها سريعاً عندما أجد ما لا يعجبني فيها، الآن أصبحت أكثر حذراً، سواء كانت الرواية مشهورة أم لا علي أن أتصفحها قليلاً قبل شراءها.

إذا كان ما تأكله فاسداً فإن جسمك يصبح فاسداً، وإذا كان ما تقرأه فاسداً فإن عقلك يصبح فاسداً.

أحمد ديدات - مناظرة مع القس جيمي سواجارت