الجمعة، 3 فبراير 2006

رواية: 1984

تعجبني النهايات السعيدة، وأحب القصص التي تقول: الخير ينتصر في النهاية والأمل موجود دائماً، لكن رواية 1984 سوداء مظلمة متشائمة إلى أبعد حد وقد تمنيت أنني لم أقرأها أبداً، الرواية ليست سيئة، قد تعجب الكثير من الناس، لكنها ليست من النوع الذي أحب أن أقرأه، شخصياً أحب قراءة روايات خيالية مثل سيد الخواتم وروايات هاري بوتر هذا النوع من الروايات الذي يناسب كل الأعمار وتحوي الكثير من الخيال والأمل والتفاؤل.

1948 كتبها جورج أورويل واسمه الحقيقي هو إيرك آرثر بلير، صحفي وكاتب بريطاني، كتب العديد من الروايات المشهورة، منها مرزعة الحيوان ورواية 1984 وغيرها، في رواية 1984 يصور الكاتب العالم وقد انقسم إلى ثلاث دول كبرى، الشخصية الرئيسية في الرواية هو ونستون سميث الذي يعيش في لندن ويعمل في وزارة الحقيقة التابعة لدولة أوشيانيا.

الناس في هذه الدولة ينقسمون إلى قسمين، العمال وأعضاء الحزب الحاكم، الحزب الحاكم يرأسه الأخ الأكبر، دكتاتوري لا يعرف أحد إن كان حقيقة أم مجرد خيال، لكن الناس يرون صوره في ملصقات كبيرة وضعت على الجدران والشوارع وفي المنازل، هذه الملصقات كلها تقول: الأخ الأكبر يراقبك! مصطلح الأخ الأكبر (big brother) يستخدم الآن في وسائل الإعلام الغربية لدلالة على قضايا التجسس.

القصة تبدأ في شهر أبريل من عام 1984م، ونستون في شقته يملك جهازاً يسمى تيليسكرين، وهو شاشة تقوم بوظيفتين، الأولى هي عرض برامج وأغاني وأخبار الحزب الحاكم، والوظيفة الثاني هي مراقبة الناس، ولا يمكن إغلاقها أو حتى كتم صوتها فهي تعمل بشكل دائم، والحزب الحاكم يجند الأطفال ليعملوا جواسيس ضد آبائهم، لذلك يخشى الآباء من أطفالهم أكثر من أي شيء آخر! والحزب الحاكم يعتبر أي فكرة أو خاطرة تخرج من الإنسان بدون قصد هي جريمة يعاقب عليها قانون الحزب، فالإنسان يجب أن يفكر بأفكار الحزب ويؤمن بالحزب ويحب الأخ الأكبر، قد يتحدث الإنسان في نومه ويسمعه أحد أطفاله فيبلغ عنه شرطة التفكير! وهنا يذهب هذا الإنسان ولا يعود، تحرق كل الوثائق التي تتعلق به وكل خبر كتب عنه وكل شيء ولا يعود له أي وجود إلا في ذاكرة الآخرين الذين إن تحدثوا عنه بشيء سيلقون نفس المصير.

الحزب له شعارات تقول: الحرب سلام، الحرية عبودية، الجهل قوة! ويخصص كل يوم دقيقتين يسميهما "دقائق الكراهية!" تعرض في هذه الدقائق صورة عدو دولة أوشيانيا فيصيح الناس في وجه الشاشة ويرمونها بما لديهم، وهناك أسبوع للكراهية يخصص لقتل السجناء من الدول الأخرى.

في كل صباح يقوم ونستون على صوت صافرة يطلقها جهاز تيليسكريين، فيقف أمام الجهاز بعد ثلاث دقائق من الصافرة ويتابع التمارين الرياضية التي تعرضها الشاشة، لكنه رجل في التاسعة والثلاثين من عمره ولا يستطيع إنجاز التمارين بشكل صحيح فتصرخ الشاشة في وجهه تأمره أن يتقن التمارين بنشاط وجدية!

الحزب الحاكم يسيطر على كل شيء، الماضي والحاضر والمستقبل، وأعضاء الحزب الحاكم يحصلون على أفضل أنواع الأطعمة، وليس كلهم يحصلون على ذلك بل المقربين من الإدارة العليا، الكل مراقب وليس هناك أي فرصة للهروب، تعابير وجهك قد تخونك وتؤدي بك إلى سجون شرطة التفكير، التي تعذب المرء وتقتل كل روح فيه وتقتل كل فكرة فيه حتى يؤمن بأن 2 + 2 = 5 أو 3!

رواية مأساوية، لكنها مشهورة ومعروفة في الغرب، كتبها جورج أورويل في عام 1948م، الرواية لها ارتباط كبير بالواقع، هناك أنظمة حكم عربية تطبق بعض ما جاء في الرواية من تشديد الرقابة على كل شيء ولا يسمع سوى صوت الحزب الحاكم أو فقط الحاكم، والرواية تصور كذلك الأوضاع في حكومات أخرى مثل حكومة الاتحاد السوفيتي التي كانت تحكم بالحديد والنار وهي أقرب صورة واقعية لما ذكره الكاتب في الرواية.