الاثنين، 6 فبراير 2006

خمس وعشرون عاماً مضت

الأخ صالح يسأل ماذا يعني أن تكون في الخامسة والعشرين من عمرك؟ وقد اختارني من بين مجموعة مدونين لكي أقدم إجابة هنا.

دعوني أتحدث عن يوم ميلادي، فقد ولدت في السادس عشر من أكتوبر 1979م وحسب ما أخبرتني أمي كان هذا اليوم يوافق يوم العاشر من ذي الحجة عام 1399 هجرية، كانت ولادتي في صباح يوم عيد الأضحى، تأكدت من هذه المعلومة من حاسوب صديقي وقد كان جهاز صخر! أتذكرونه؟ كان البرنامج بسيطاً ضع التاريخ الميلادي وسيعطيك البرنامج الأحداث التي مرت في هذا اليوم، وقد أكد البرنامج أنني ولدت في يوم عيد الأضحى وقد كنت سعيداً بهذا التأكيد.

عندما يمر هذا اليوم ما الذي أشعر به؟ حقيقة أميل للكآبة هنا أكثر من أي شيء آخر، وأفكر في أموري الشخصية كثيراً، أنا الآن تجاوزت الخامسة والعشرين، أنظر خلفي فلا أرى شيئاً، لا أشعر بأنني أنجزت شيئاً سأتركه للناس لو جائني الموت، من الناحية الشخصية، لم أنجز شيئاً أيضاً، لا عمل ولا شهادة ولا حتى رخصة قيادة السيارة! وما يجعلني أغضب أكثر أنني لا أشعر بشيء بعد المحاسبة، كما يقول لي أحدهم: البرود التام ... هذا ملخص شخصيتك!

أحد أصدقائي يغضب كثيراً عندما أقول له: أعذرني ... لكنني لا أشعر بشيء، كل ما أشعر به هو الفراغ، فلا يصدقني! لو كان بإمكاني أن أشرح أكثر لفعل، لكن لا أعتقد أن هناك أبسط من هذه الكلمات.

عندما وصلت إلى الخامسة والعشرين من عمري شعرت أن هذه مرحلة فاصلة، فما سبق من عمري كان يغطي مرحلة الطفولة والمراهقة، أما الآن فهذه مرحلة الرجولة، مرحلة المسؤولية، أنا هنا المسؤول الوحيد عن نفسي، إن فشلت في تحقيق شيء فأنا المسؤول الوحيد هنا، وإن أردت تحقيق شيء ما فعلي أن أنجزه بنفسي، لا توجد أعذار هنا.

تعلمت أن الأمور لا تسير حسب ما يخطط لها المرء، من أراد تحقيق شيء ما فعليه أن يبدأ الآن، ليس غداً أو في بداية الشهر المقبل أو السنة المقبلة، الآن أو لن تحقق أي شيء، ولا تشتكي من قلة الوقت، الكل لديه 24 ساعة في اليوم، وقتك يضيع في أمور كثيرة لكنك لا تنتبه لها ومع ذلك تشتكي من ضيق الوقت.

تعلمت أنني إذا أنجزت شيئاً ما فعلي أن أنساه وأذهب للبحث عن إنجاز آخر، لا يمكنني القبول بأي شيء أنجزه لأن القبول هنا يعني التوقف والتحجر، ربما يعني للبعض الغرور والتعالي على الآخرين، هذه أمراض مميتة لأي شخص يطمح لتحقيق الكثير.