السبت، 4 فبراير 2006

ما الذي نقدمه في مدوناتنا؟

الأحداث الأخيرة تجعلني أعيد التفكير في الكثير من الأمور، الصحيفة الدانماركية، المقاطعة، تناقضات كثيرة تحدث وتكلم عنها الكثير من أصحاب المدونات، تناقضات لا مفر منها، فلا بد أن يقع أحدنا فيها مهما كان الموقف الذي ارتضاه لنفسه، الكثير من الأسئلة طرحت حول هذه التناقضات، لكنها مجرد أسئلة، ذهبت في أرشيف تلك المدونات، يأتي بعض الناس ليعلقوا بالتأييد أو عدمه على المواضيع، ثم ينتهي الأمر.

لم نعالج مشكلة، لم نتقدم خطوة للأمام، بعض المواضيع التي طرحت أراها تؤخرنا وتضرنا أكثر مما تنفعنا، لا أدري لماذا يرى البعض أن عليه أن يكون __قليل الأدب__ مع من يخالفونه الرأي؟ ما الذي سيستفيده المرء من وصف الآخرين بأنهم أغبياء حمقى همجيون لا يفهمون شيئاً من الحضارة؟ لا يوجد شيء أسهل من اختيار بعض هذه الألفاظ الساقطة ورميها على كل من يخالفني الرأي، لكن هل سيحقق هذا تقدما؟ هل سيحل مشكلة؟ هل سيجعلني ذلك أفضل من الآخرين؟ بالتأكيد لا، تبدو الإجابة بديهية، مع ذلك البعض يخالف أبسط البديهيات.

يمكن لصاحب أي مدونة أن ينتقد ويسخر ويشكو من اليوم وحتى آخر يوم في عمره، يمكنه أن يستخدم ساقط الألفاظ ويحارب كل من يخالفه الرأي، سيجتمع البعض ممن يوافقونه الرأي ويؤيدونه، سيأتي بعض من يخالفونه الرأي ويثيرون الشغب في مدونته، سيكتب البعض مؤيداً أو معارضاً له، ثم ماذا؟ ما الذي استفاده المواطن العربي البسيط من كل هذا؟ أسأل نفسي قبل أي شخص آخر، ما الذي تستفيد منه المرأة البسيطة الأمية من كل هذه النقاشات و "الخناقات" التي تدور حول قضية المرأة؟ هل تحسن مستواها المعيشي؟ هل تخلصت من ظلم المجتمع؟ هل حاربت أميتها وجهلها؟ هل استعادت بعض حقوقها؟

أسئلة كثيرة يجب أن تطرح وتنقاش لكي نعيد النظر في أولوياتنا، أعلم أن الكثير منا يريد الإصلاح والتطوير ويريد الخير لبلاده، علينا أن نعيد النظر في ما نقدمه الآن للناس عبر مدوناتنا، هل ما نقدمه يحل مشكلة؟ أو يطور فكراً؟ أو يعلم الآخرين؟ أعلم أن البعض لم يقم بإنشاء مدونته لهذه الأمور بل كل ما يريده هو مجرد مساحة شخصية يعبر فيها عن رأيه، ماذا عن الآخرين الذين يريدون فعلاً تقديم شيء مفيد؟

في بداية الشهر الميلادي القادم سأكتب عن بعض الأمور التي يجب أن تتغير في هذه المدونة، حتى ذلك الوقت سيستمر الوضع كما هو.