الأحد، 14 مايو 2006

قاعدة المعرفة الشخصية

هناك فرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة، كل كلمة لها معنى مختلف، لن أشرحها هنا لأنها شرحت في كتب كثيرة، ولست متأكداً من أنني فهمت الفرق بين الكلمات الثلاثة، ما أعرفه أن المعرفة هي خلاصة العلم التي تجعل الإنسان يفعل الأشياء الصحيحة ويطور نفسه والآخرين.

لكي تكّون هذه المعرفة عليك أن تجمع بين معلومات وبيانات مختلفة وتربط بينها، فمثلاً تصور أنك مهتم بمجال التربية، وتقرأ كثيراً في هذا المجال، من المفيد حقاً أن تلخص ما قرأته في أفكار وملاحظات مكتوبة تدونها في مذكراتك أو في برنامج ما، ومن هذه الملخصات تكون أفكارك وآراءك الخاصة حول التربية.

قاعدة المعرفة الشخصية أوسع من ذلك، فهي تجمع كل شيء تعرفه في مكان واحد، كل ما كتبته من مقالات ومواضيع وبحوث وتقارير ومذكرات، كل ملاحظاتك التي أخذتها في المحاضرات - هذا إن كتبت أي ملاحظات - وكل المعلومات المهمة التي مرت عليك في وسائل الإعلام المختلفة، كل شيء تحت سقف واحد.

هذه القاعدة تصبح مرجعاً لك ويمكن أن تكون مرجعاً للآخرين، ليس من العملي أن ترجع للكتب أو لوسائل الإعلام أو للمواقع كلما أردت أن تحصل على معلومة ما، ربما لن تستطيع في وقت ما أن ترجع لهذه الوسائل، فلم لا تجمع كل شيء في مكان واحد؟

بالطبع لا يحتاج كل إنسان إلى أن يضع مثل هذه القاعدة، لكن إن كنت ممن يمارسون الكتابة أو ترغب في أن تطور نفسك وتبدأ في تقديم مساهمات مفيدة للآخرين عليك أن تجمع المعلومات وما أنجزته من قبل، حتى توفر على نفسك الكثير من الوقت والجهد في المستقبل.

شخصياً لم أقم بإنشاء مثل هذه القاعدة لأنني كنت ولا زلت أبحث عن البرنامج المناسب، ولا أعتقد أنني سأجده، لذلك قررت أن أبدأ بأفضل برنامج متوفر الآن على أن أواصل البحث عن برنامج آخر أو أن أتعلم البرمجة وأقوم بإنشاء برنامج يناسبني.

للأسف أنني تخلصت من مقالاتي التي نشرتها في جريدة الاتحاد وكذلك مقالات أخرى نشرت في بعض المجلات وتخلصت أيضاً من أوراق وملاحظات كانت ستفيدني اليوم، ولم أمارس عادة كتابة الملاحظات عند قراءة الكتب أو حضور المحاضرات، لذلك أجد نفسي اليوم وقد نسيت أكثر ما تعلمته في الماضي، أو يصعب علي استرجاعه كلما أردت فعل ذلك.

هذه ملاحظات عامة حول قاعدة المعرفة الشخصية، أنا أكتب هذا الموضوع ورأسي يكاد يسقط على لوحة المفاتيح، أحتاج إلى قسط من النوم وقبل ذلك كوب شاي! ولتعذروني إن لم يكن الموضوع مفهوماً لأنني لا أستطيع حتى مراجعته.