إذا داومت على شراء الكتب وكدستها في غرفتك ستصل إلى مرحلة تدرك فيها أن عليك قراءة الكتب والتخلص من بعضها أو معظمها قبل أن تفكر مرة أخرى في شراء كتب جديدة، لأن الكتب تأخذ حيزاً من الغرفة وتحتاج إلى تنظيف وعناية، على عكس الكتب الإلكترونية التي تستطيع أن تكدس ما تشاء منها في حاسوبك والعائق الوحيد هو حجم القرص الصلب، لكن يمكنك أن تضع أقراصاً صلبة داخل الحاسوب وخارجه وتضع فيها مئات أو آلاف الكتب، أليس هذا ما يفعله البعض؟
تكديس الكتب الإلكترونية لا يختلف كثيراً عن تكديس الكتب الورقية، كلاهما بلا فائدة إن لم نقرأ الكتب، وهذا ما قررت فعله مع الكتب الإلكترونية التي وضعتها في جهازي، تصوروا أنني كنت أحتفظ بنسخة احتياطية من هذه الكتب وأنقلها من حاسوب إلى حاسوب وفي كل عام يزداد عددها دون أن أقرأها، فهي الآن تضيع وقتي وجهدي دون فائدة.
فمثلاً قرأت اليوم كتيباً صغيراً من ستة صفحات اسمه Writing for the Web أو الكتابة لشبكة الويب، هذا الكتاب قمت بحفظه لدي في عام 2004 واليوم فقط قرأته، وهو موجه لمن يريد إنشاء مدونة خاصة بمشروع تجاري ويمكن تلخيص الكتاب في ست نقاط وضعت في آخر صفحة:
- اختر أسلوبك في الكتابة وواضب على استخدامه، بمعنى آخر كن أنت ولا تحاول تقليد الآخرين أو تكتب بلغة رسمية جافة.
- حاول أن تفهم جمهور مدونتك قبل أن تبدأ، شخصياً أظن أن تجارب الناس مع مدونات المؤسسات تؤكد أن جمهور المدونة يتكون ويتغير مع الأيام ومن الصعب أن تفهم جمهورك قبل أن تبدأ لأنك ببساطة لا تعرفه، حتى لو قمت بتحديده فربما يأتيك الناس من حيث لا تتوقع.
- إما أن تكتب مواضيع طويلة ذات جودة عالية وعدداً أقل من المواضيع أو أن تكتب مواضيع قصيرة ذات جودة منخفضة لكن بعدد أكبر.
- إجعل المدونة سهلة القراءة.
- الفكاهة تعطي المدونة شخصية وتجعل المؤسسة تبدو أكثر إنسانية.
- الصراحة هي خير سياسة، لا يمكنك أن تخدع الناس.
الكتاب يتحدث عن أهمية دخول المؤسسات بشكل صحيح في عالم المدونات، لأن المدونة الشخصية يمكن أن تختفي أو يحذفها صاحبها أو يوقفها ولن تؤثر كثيراً عليه، بينما المؤسسة تتأثر صورتها كثيراً بما تفعله في المدونة.
فمثلاً شركة مازدا اليابانية قامت بإنشاء مدونة ووضعت فيها محتويات كتبت بلغة التسويق وإعلانات وأفلام فيديو احترافية قام بتصويرها قسم التسويق في الشركة، هذه المدونة سحبت خلال ساعات لأن تأثيرها كان سلبياً على الشركة، من المفترض أن تكون للمدونة شخصية عفوية تكتب من أجل الاتصال بالناس والتحاور معهم وليس من أجل التسويق للشركة بشكل مباشر.
كتاب إلكتروني حذف من القرص الصلب، بقي 49 كتاباً!