الخميس، 6 مارس 2008

ملخص 5 مارس

اليوم لدي الكثير من الروابط، وموضوع عن الإزعاج، أما ما أنجزته اليوم فقليل! كان من المفترض أن أذهب لإنجاز معاملة في جهة حكومية ولم أفعل، كان من المتفرض أن أنام ساعة واحدة في الظهيرة لكنها تمددت حتى أبغضت نفسي والنوم! وأضعت المزيد من الوقت في لا شيء.

قمت بترقية موقع ما، كتبت قسم "إنشاء الصفحة الأولى" ولم أفعل شيئاً غير هذا وقراءة المجلات.

من هنا وهناك

مدرسة الإزعاج الابتدائية للبنات

عندما انتقلت للصف الثالث الابتدائي ذهبت إلى مدرسة بجانب منزلنا، كانت مدرسة جديدة في ذلك الوقت وكان اسمها الغزالي، مدرستي السابقة كان اسمها الفارابي، وقد كان الطلاب في المدرستين يغنون أغنية مسلية فإن كنت في الغزالي مثلاً ستسمعهم يقولون: الغزالي تلعب تلعب والفارابي تكش الملعب، "تكش" أي تكنس.

ذكرياتي مع هذه المدرسة كئيبة فقد كانت سجناً كبيراً بالنسبة لي، لكنني خرجت منها بدون أي رسوب مع أنني كنت تقريباً غير مستوعب لأي شيء في الرياضيات أو حتى أي شيء آخر، هناك بعض الذكريات الجميلة كلها تتعلق بأنشطة لا صفية.

هذه المدرسة تغير اسمها وأسلوب عملها مع مرور السنين، أصبحت الغزالي النموذجية وبدأت بتطبيق نظام المدارس النموذجية، ثم تحولت لمدرسة بنات ابتدائية.

أشفق على الطالبات من الطابور الصباحي، فالمدرسة التي تدير الطابور لديها حماس عجيب مزعج، فهي تطلب من الطالبات المشاركة بصوت عالي والتحرك بخفة ورشاقة، فكل ما أسمعه هو: أقوى ... أسرع ... واحد .. إتنين ... تلاته ... أربعا.

تقول لهم "ذراعين أماماً رفع" فتسمع الطالبات يرددن "إمارات" ثم تأمرهم بشيء ثاني فتسمع "عربيات" ولا أدري هل عربيات تعني العربية أم السيارات! تأمرهم بشيء ما فأسمع الطالبات يرددن: "قوة ... نشاط ... حيوية".

يبدأ الطابور بتلاوة سورة الفاتحة بشكل جماعي، هذا أمر رائع، ثم السلام الوطني، لا بأس، يتبع السلام ترديد كلمات سئمت منها مع أن معانيها جميلة، تصرخ طالبة وطننا، فيرد الجميع "من المحيط إلى الخليج" أملنا "أمة عربية واحد" نموت لتحيا "دولة الإمارات العربية المتحدة".

عندما كنت صغيراً كانت هذه الكلمات رائعة لكن مع الأيام تبين لي أن "وطننا" قد لا يعني أي شيء، حتى هذه البقعة التي أعيش فيها بدأت أشعر بالغربة تجاهها، والأمل بأمة عربية واحدة يبدو شبه مستحيل الآن أما هذه التي نموت لها لتحيا فقد قلت أنني أشعر بالغربة تجاهها.

كيف سترى الطالبات هذه الكلمات بعد عشرين عاماً؟ إذا استمر الحال على ما هو عليه بأن نذهب للخلف ونحن نردد "للأمام كله تمام" سيجدن الطالبات وطناً أصبح مركز تسوق وفيه متاحف لما كان في الماضي يسمى وطناً.

ينتهي الطابور الصباحي بأغنية ترددها الطالبات عند ذهابهن إلى الصفوف: عاشت بلادي بلاد الخليج، عاشت حضارة ومجد عريق، عاشت أبية ... قوية، تصد العدو وتحمي الصديق، عاشت بلادي بلاد الخليج.

مكان النقاط هناك كلمة لم أسمعها جيداً، لذلك أستبدلها بكلمات مسلية!

أشعر بأن هذا الطابور الصباحي هو غسيل مخ، ردد نفس الكلمات ونفس الأفعل، لا تخرج عن النظام، لا تشاغب، إسمع وأطع، ومارس هذا كل عام ولمدة 12 عاماً، ما الذي يحدث لعقلك ونفسك إن فعلت ذلك؟

أحد جيراننا يقع بيته مقابل المدرسة مباشرة، تصور كم الإزعاج الذي يصله كل يوم من هذا الطابور الصباحي، أنا أشفق على كل من يسكن حول هذه المدرسة وأتمنى أن يأتي الصيف بأسرع وقت.