الأحد، 18 مايو 2008

أين قوائم كتبكم؟

متعة التعلم شيء يتحدث عنه البعض عندما يناقش قضايا التعليم، لكنه حديث بارد لا روح فيه، فالموضوع مجرد نظريات لا تطبق على أرض الواقع، ففي الفصل المتعة الوحيدة التي يشترك فيها الطلاب هي جرس نهاية اليوم الدراسي واليوم الأخير من المدرسة.

مدارسنا ما هي إلا مصانع تعلب جميع الطلبة في صناديق موحدة الشكل لا روح، وتعطي الطلبة شهادات عديمة المعنى تبين فقط أن الطالب قضى 12 عاماً في التعليم المعلب وتجاوز اختبارات حفظ إجاباتها ولفظها في يوم الامتحان وما أن يخرج من باب المدرسة حتى يترك ما تعلمه وراءه ويبحث عن المتعة التي يجدها في دراجة نارية، أو في مجلس بين أصدقاءه يقتلون فيه الوقت وأنفسهم، أو في لعبة فيديو تنسيه العالم أو في الشبكة حيث يكون على اتصال مستمر بالآخرين.

لا مكان للأشياء المملة التي تذكره بالدراسة، فالكتابة والقراءة والكتب كلها أشياء قديمة لا متعة فيها وبالتالي لا فائدة منها، والتعلم نفسه أصبح شيئاً معيباً لأن الأصدقاء سيبدأون في نعته "بالمثقف" أو المهووس وقد يشعرون بالغيرة لأنه يحاول أن يكون مختلفاً عنهم وفي مجتمعاتنا الظهور بشكل مختلف جريمة تستحق العقاب، فلا بد أن يسبح الإنسان مع التيار إذا أراد الراحة، لكنها راحة تعني أن تكون مجرد صندوق آخر في هذه الحياة، تأتي وترحل ولا تنتج إلا الفراغ.

متعة التعلم علاج للكثير من مشاكل أنظمتنا التعليمية، وأنا يائس من أي إصلاح حقيقي يأتي من الأعلى لكنني متفائل جداً بالإصلاح الذي يأتي من الناس أنفسهم.

عندما يفتح الإنسان عقله للتعلم ويجرب تذوق المعرفة يمكنه أن يرمي بؤس التعليم خلفه ويمضي للأمام بروح جديدة متفائلة، روح طفولية لا ترى مشكلة في أن تقول "لا أعرف" أو "كيف فعلت هذا" روح لا ترضى أن يمر يوم بدون معرفة شيء جديد، وحتى الأشياء التي اعتادت عليها تنظر لها مرة أخرى بنظرة فضول شديد ورغبة عارمة في معرفة كل شيء ... من جديد.

متعة التعلم تجعل بعض الناس يسهرون الليل على قراءة كتاب ما ولا ينتبهون لأنفسهم إلا عند أذان الفجر، يرفعون أعينهم عن الكتاب مستغربين عدم إحساسهم بمرور الوقت، أو تجعل البعض يقفزون كالمجانين لأنهم اكتشفوا حل مشكلة ما بعد عناء طويل.

محروم ذلك الشخص الذي يظن أن القراءة مملة، مسكين هو ذلك الإنسان الذي ظن العالم يدور حول البيت والعمل ومجموعة من الأصدقاء، هؤلاء حرموا أنفسهم من اكتشاف العالم، حرموا أنفسهم من التعرف على آلاف الناس أو القراءة عن الأبطال أو عن أناس لا يختلفون عنا كثيراً، حرموا أنفسهم من كنوز لا تقدر بثمن.

أرني قائمة كتبك

سبق أن وضعت قائمة الكتب التي أريد شراءها في هذا الموقع، ووضعتها في موضوع سابق، وقد من الله علي وأكرمني بوصول العديد من الكتب من أناس أدعوا لهم بالخير، فجزاهم الله خيراً، هذه الكتب تسعدني في كل مرة أنظر فيها لأنني أتذكر من أرسلها، ألا تجدون أن هذا أمر رائع جداً؟ أن يرسل لي هدية شخص لم ألتقي به في حياتي وربما لن ألتقي به أبداً، هذا أمر جميل.

لذلك هذه دعوة لجميع المدونين، ضعوا قوائم كتبكم في مدوناتكم وفي الصفحة الأولى، ليس هناك أي عيب في ذلك، أنت لا تطلب شيئاً مقابل شيء، بل توفر وسيلة للآخرين لكي يرسلوا لك هدية تفيدك وتفيدهم، لأنك إن قرأت ستكتب وسيقرأون هم أيضاً ويستفيديون، فهي دائرة ترتفع للأعلى، قدم الفائدة وسيقدمون لك الفائدة.

كل ما عليك فعله هو زيارة موقع أمازون وإنشاء حساب خاص بك، ثم إنشاء قائمة كتب تسمى wish list، بعد ذلك إبحث عن الكتب التي تريدها وأضفها لقائمة الكتب من خلال زر "Add to Wish List" تجده في يمين صفحة كل كتاب.

هناك تفاصيل كثيرة، لكن الأمر سهل وبسيط إن كنت تقرأ وتنتبه لما يعرض في كل صفحة ... ما الذي تنتظره؟!