السبت، 17 أبريل 2004

لديك وقت كافي

مخطأ من ظن أنه لا يملك وقتاً كافياً للقراءة، قناعتي أن كل شخص يستطيع أن يخصص من يومه ساعة على الأقل للقراءة، في البداية الكثير من الناس يضيعون أوقاتهم في أمور غير مفيدة، كم ساعة نقضيها أمام التلفاز؟ هل كل هذه الساعات مفيدة لنا؟ أجزم بأن مراجعة بسيطة لما يعرضه التلفاز ستجعلنا نستغني عن متابعة الكثير مما يعرض فيه، الكثير من الناس لا يستغلون الدقائق التي يقضونها في الطريق إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، نعم هي عشر دقائق فقط أو ربما خمس عشر دقيقة، لكن وبحساب بسيط تصبح هذه الدقائق إلى ساعات كل سنة.

لنقم بعملية حسابية بسيطة، لنتصور أن شخصاً ما ولنسمه سعيد يحتاج إلى عشر دقائق ليصل إلى مقر عمله، ومثلها ليعود إلى المنزل، المجموع في اليوم الواحد هو عشرون دقيقة، وأيام العمل في الأسبوع خمسة، 20 × 5 = 100 دقيقة في الأسبوع، أي ساعة وأربعون دقيقة كل أسبوع، وما يقارب من ست ساعات شهرياً، و72 ساعة سنوياً، فإذا كان سعيد لا يستغل العشر دقائق التي تفصل ما بين منزله ومقر عمله فإنه بذلك يضيع على نفسه عشرات الساعات سنوياً.

المسألة لا تحتاج إلى كل هذه الحسابات، بكل بساطة استمع لكتاب مسموع، وما أكثر الكتب التي تباع على شكل أشرطة، استمع للقرآن أو لدروس أو استغل وقتك في تواصل جميل مع أبناءك إن كنت تقوم بإيصالهم إلى مدارسهم، وهناك أوقات أخرى كثيرة يمكن استغلالها في القراءة، فمثلاً إن كنت تقضي في العمل أو المدرسة أوقاتاً غير مستغلة، فاحمل معك كتاباً واقرأه، لا أرى أي مشكلة في القراءة في وقت العمل، خصوصاً إن كنت في مؤسسة حكومية لا تهتم كثيراً بإنتاجية موظفيها، لا أعني بذلك أن تتساهل في أمانة العمل، على العكس تماماً أعطي عملك كل حقه، فإن بقي وقت غير مستغل فلم لا تقرأ؟

مهما كانت ظروفك، ابحث عن أي فسحة من الوقت واقرأ، نحن أمة إقرأ وللأسف أننا لا نقرأ، صحيح أن معارض الكتب تقام وأن الناس يشترون منها، لكننا لا نقرأ بشكل كافي، وإن قرأنا لا نقرأ المفيد، فما الفائدة من قراءة كتب الإثارة والفضائح أو كتب التنجيم والمنجمين أو كتب الأدب الساقط؟