الاثنين، 6 سبتمبر 2004

ألا ليت بايت تعود يوماً

في منتصف التسعينات من القرن الماضي بدأت أتابع مجلات الكمبيوتر العربية، وقد كنت أقرأ مجلة بايت الشرق الأوسط ثم جاءت مجلة PC Magazine العربية وكنت أشتري في بعض الأحيان مجلة
ويندوز، ثم توقفت مجلة بايت وقد حزنت على ذلك بشكل لا يتصوره أحدكم، كأن شخصاً عزيزاً على قلبي توفي ورحل عن الدنيا، نعم هكذا كنت أشعر عند قرائتي لغلاف آخر عدد من مجلة بايت الشرق الأوسط.

كانت المجلة تصدر من الأردن، وقد كانت نسخة معربة من مجلة Byte الأمريكية المشهورة في أمريكا، ثم بدأت النسخة العربية بطرح محتويات عربية دون الاستعانة بمحتويات النسخة الإنجليزية، وما كان يميزها هو أنها تغطي عالم الحاسوب بكل أنظمة تشغيله وبكل أجهزته، ليس كما تفعل مجلات اليوم التي تركز فقط على أجهزة x86 ومعالجات أنتل وAMD وعلى نظام ويندوز فقط، وقد كان ويندوز مشهوراً في ذلك الوقت وأخذ معظم السوق العربي، لكن مجلة بايت كانت تخصص قسماً خاصاً لنظام ماك وأجهزته، وكانت تشرح دقائق وتفاصيل المعالجات واللوحات الرئيسية وكيف يعمل الحاسوب من الداخل وتغطي تقنيات المستقبل وتقوم بعمل مقارنة بين البرامج والأجهزة بشكل ممتاز.

كنت أنتظر أعداد المجلة بلهفة، لأنها كانت مفيدة حقاً، صحيح أن مجلات اليوم تقوم بفعل ما فعلته مجلة بايت سابقاً، لكن ليس بنفس العمق، أشعر بأن مجلات اليوم سطحية في طرحها، ولا أعمم ذلك على الكل، على أي حال توقفت مجلة بايت والسبب ستعرفونه في موقع Tom Halfhill الذي كان يعمل محرراً في مجلة بايت الأمريكية وقد كتب صفحة تحوي أسألة مكررة وإجاباتها حول إيقاف مجلة بايت.

لا أخفي عليكم، فكرة إنشاء مجلة عربية تخطر في ذهني كثيراً، لكن الإقدام على هذه الخطوة يحتاج إلى الكثير من الشجاعة والحكمة.