الخميس، 9 سبتمبر 2004

إدمان من نوع آخر

أخذت عهداً على نفسي منذ وقت طويل ألا أشري أي كتب جديدة! لأنني أريد قراءة ما لدي من كتب شراء المزيد، وكان لدي ثلاث مكتبات مليئة بالكتب، والحمدلله أن لدي الآن مكتبة واحدة، وهذا يعني أنني قرأت ثلثي الكتب التي لدي تقريباً، لكن ذهبت اليوم إلى مكتبة جرير في أبوظبي وذهبت هناك لشراء شيء واحد فقط، لكن خرجت بخمسة عشر كتاباً وبضعة مجلات!

هذا هو الإدمان، أن تقوم بفعل شيء تشعر بأنه حاجة ملحة إلى درجة أنك مستعد لتحمل ضرر أو مخاطرة، الذي يدمن المخدر أو حتى السجائر يشعر بلذة عند تناولها مع أنه يعلم ضررها على نفسه وعقله وماله، هذا حالي مع الكتب، أعلم بأني أحتاج المال القليل الذي لدي لشراء أشياء ضرورية، لكني لم أستطع منع نفسي من شراء الكتب، فقد كنت في البداية أريد كتاباً واحداً، ثم تبعه ثان وثالث وأثقلت يدي بسلة الكتب، وفي النهاية أقنع نفسي بأنني لم أخسر مالي وأن الأشياء "الضرورية" الأخرى يمكن تأجيلها!

إدمان أتمنى لو أستطيع نقله للآخرين، أتمنى من كل قلبي لو أن هذا الإدمان يمكن أن يصاب به أي شخص بتناول حبة "القراءة"، لكنت أول المروجين لهذا المخدر ... في الحقيقة هذا ليس مخدراً بل دواء يعالج الكثير من مشاكلنا، بدون القراءة لن نرقى، بدون القراءة سنبقى على ما نحن عليه، بدون القراءة سنتأخر بينما الياباني والأوروبي والأمريكي يقرأ كل يوم ويتقدم في سباق الحضارة.