الثلاثاء، 30 نوفمبر 2004

لنكسر بعض القوانين

كلما ذهبت إلى مؤسسة حكومية لإنجاز معاملة أكتشف كما يكتشف غيري الكثير من القوانين غير المنطقية أو غير الضرورية، ولا أدري لم أشعر دائماً بأن علي أن أكسر هذه القوانين ولا أرضخ لها، ليس لأنني أحب فعل ذلك، وليس لأنني ممن يملكون واسطة تقفز بهم فوق هذه القوانين، بل أنا أحب الالتزام بالقوانين، لكن هناك قوانين أستطيع أن أصفها بالغبية! وليعذرني كل من وضع قانوناً من هذا النوع، وأرجو ألا يثور علي أحدهم، لأنه لو فعل سأطالبه باعتذار علني، لأن هذه القوانين الغبية عقدت حياتنا وزادت من استهلاك أوقاتنا وطاقاتنا وأموالنا.

فمثلاً لو أردت أن تستخرج رخصة تجارية إعلامية فأنت مطالب بتقديم بعض الأوراق مثل مؤهلك الدراسي، وصورة من خلاصة القيد، واعتماد توقيع موثق من المحكمة، ورسالة عدم ممانعة من جهة العمل أو تعهد بعدم العمل لدى أي جهة حكومية، لماذا كل هذه الأوراق؟ تصوروا أن أي مؤسسة إعلامية يطلب من مؤسسها هذه الأوراق، والمؤسسات الإعلامية تشمل دور النشر، المصورين، المجلات والجرائد وغيرها.

في البداية لماذا خلاصة القيد؟ ألا تكفي صورة جواز السفر؟ ولماذا اعتماد توقيع موثق من المحكمة؟ كل المعاملات الحكومية لا تتطلب ذلك، فلماذا علي أن أذهب إلى المحكمة لأخرج بهذه الورقة العجيبة؟ لم يسبق أن طلبت مؤسسة حكومية مني مثل هذه الورقة، ثم رسالة عدم ممانعة من جهة العمل، هذا الشرط منطقي في حالة واحدة فقط، إن كنت أرغب في إنشاء جريدة أو مجلة يكون هذا الشرط منطقياً، لكن لو أردت إنشاء دار نشر أو محل تصوير فهذا الشرط يصبح غير منطقي أبداً، ما الذي سيستفيده المصور أو دار النشر من عمله الحكومي؟ قد يقول قائل: سيستغل عمله الحكومي لكسبه الخاص، وهذا أمر محتمل بالتأكيد لكن هناك المئات من أصحاب المؤسسات التجارية يعملون في وظائف حكومية أيضاً فلماذا هذا الشرط لا يطبق على الجميع؟ لماذا يطبق فقط على المؤسسات الإعلامية؟

في كل مؤسسة حكومية هناك قوانين كثيرة تحتاج إلى مراجعة دورية، بعض القوانين والإجراءات تطبق لأن المؤسسة فرضتها منذ وقت طويل ولم يعد يفكر فيها أحد، ولو درسها شخصاً ما لرأى أن الكثير منها لا يصلح لوقتنا الحاضر، نحن في نهاية عام 2004م ولا زالت الكثير من مؤسساتنا تستخدم الأوراق والملفات، وبعضها لا زال يستخدم نظام الوقوف في الطابور، كأنهم لم يسمعوا بنظام الأرقام، ومعظم مواقع مؤسساتنا الحكومية وحتى الخاصة فقيرة وغير نافعة، أعتقد أن هذه النقطة الأخيرة تقودني إلى الخطوة التالية بعد الكلام.
blog = المدونات؟
يبدو أن كلمة المدونات مقنعة أكثر من أي ترجمة أخرى لكلمة blog، فما رأيكم فيها؟ نقول مثلاً: مدونات سردال ونقول: كتب في مدونته كذا وكذا، لا أدري ... تبدو كلمة مناسبة.