الأحد، 20 مارس 2005

لقاء مع البرمج الشاب أكرم

اليوم أنشر أول لقاء ضمن سلسلة لقاءات خططت لها منذ وقت طويل، اليوم نلتقي بالمبرمج الشاب أكرم علي محمد صاحب موقع المكتب العربي، وهذا اللقاء اعتبره جزء من التشجيع والتكريم الذي يستحقه شبابنا المبدع والمنتج، ويهدف اللقاء إلى التعريف بالأخ أكرم وبجهوده، أترككم مع اللقاء:

من هو أكرم؟

اسمي أكرم علي محمد ، من مدينة جدة - السعودية، أكملت دراستي الثانوية عام 2003م ولم يكن لي رغبة أبداً في إكمال الجامعة، وكنت أرفض بشدة دخولها وإلى اليوم أتلقى ضغط وإغراءات من الأهل لإكمال دراستي الجامعية ، ولكن أنا لدي قناعة في نفسي منذ صغري بأن الإنسان بخبرته وليس بشهاداته ، ولله الحمد فأنا حاليا أعمل في مجالات من يحمل أكبر الشهادات العليا.

أنا شاب عادي كأي شاب، عائلتي ولله الحمد حالتها المادية ممتازة وربما هذا الشيء ساعدني كثيراً فلقد صرفت الآلاف من أجل التعلم، وأيضاً إجادتي التامة للغة الإنجليزية لها دور كبير فمصادر المعلومات العربية ضعيفة جدا ولا تعدوا كونها غالبا مترجمة من مصادر اجنبية، وبالنسبة لعملي فبعد انتهاء الثانوية عملت في حوالي 3 شركات وآخرها شركة OZONE بوظيفة مبرمج، وهي شركة تعمل في مجال البرمجيات بصمت وتنتج أعمالها للخارج وتركز على برامج الحماية، وقد قمت بعمل برنامج جدار ناري Firewall لهذه الشركة أثناء عملي بها ورغم مرتبي العالي فيها إلا أنني قدمت استقالتي في أواخر شهر رمضان للتفرغ لأعمالي الأخرى، باختصار ولله الحمد اصبح لي دخل شهري ممتاز من خلال الانترنت ومن خارج الانترنت، وساعدني ذلك في الاعتماد على نفسي وشراء شقة منفردة عن أهلي حتى استطيع التركيز في عملي بدون إزعاج.

حدثنا عن هواياتك

هواياتي الأولى هي الحاسب الآلي فأنا أجيد التعامل مع العديد من برامج الحاسب الآلي المشهورة ففي مجال التصميم اتعامل مع الفتوتوشوب والسويش، وفي مجال البرمجة أتعامل مع عدة لغات برمجة مختلفة مثل الفيجول بيسك والدلفي والفيجول سي و PHP، كما اجيد تصميم وتطوير المواقع الشخصية والإلكترونية، والحاسب حاليا ليس فقط مجرد هواية بل أصبح تجارة كبيرة ودخلت عدة مشاريع سواء على الإنترنت أو في الحياة العادية.

وبالنسبة لهواياتي المفضلة بعد الحاسب الآلي مباشرة هي الرياضة فأنا أحب كرة القدم كثيرا والسباحة إسبوعيا وأحب أيضا رياضة كمال الأجسام رغم اني لا أمارسها إلا قليلاً جداً في منزلي.

كيف تقضي يومك؟

بالعكس تماما وليس كما يتوقع الكثيرين بأني كثير الجلوس إلى الحاسب، بل في الفترة الأخيرة أصبحت كثير الخروج، فأنا جلوسي على الحاسب يوميا حدود 4 إلى 6 ساعات يومياً فقط. فجدول يومي كما يلي:

من بعد صلاة الفجر نوم إلى أذان الظهر، ومن بعد صلاة الظهر الغداء والجلوس قليلا على الحاسب إلى أذان العصر، بعد العصر بقليل أذهب إلى العمل إلى بعد صلاة العشاء وبعد العشاء غالباً أمشي مع الأصحاب إلى قبل الفجر بقليل، أو السفر إلى أحد المدن القريبة من جدة مثل مدينة الطائف التي أزورها على الأقل مرة أسبوعيا، هذا تقريبا هو دوامي اليومي.

ما هي المجلات التي تتابعها والكتب التي تقرأها؟

بالنسبة للمجلات فأنا متابع لعدة مجلات الكمبيوتر مثل: PC MAGAZINE، ويندوز، لغة العصر وواحة الحاسب، وبالنسبة للكتب فحالياً للأسف لا أقرأ كتباً الا في النادر لعدم التفرغ ، ولكن بدايتي مع الحاسب كنت كثير الشراء للكتب في مختلف مجالات الحاسب الآلي.

أخبرنا بقصة أول تجربة لك مع الحاسوب

أول تجربة لي للحاسب كانت تقريبا قبل حوالي 7 سنين من الآن ، وكان في بيتنا حاسب آلي تمتلكه أختي التي تعمل مدرسة حاسب آلي في إحدى مدارس البنات الثانوية، ولكن بعد ذلك استطعت امتلاك هذا الجهاز ومنع أختي من استخدامه :) وطبعا ذلك الجهاز ليس هو الجهاز الذي امتلكه الآن فمواصفات جهازي الحالية جديدة جداً، أما الجهاز في ذلك الوقت فهو من نوع بانتيوم 2.

وبدايتي مع الحاسب في ذلك الوقت كجاهل لا أعرف شيئا فكل ما كنت أعرفه هو التعامل مع البرامج البسيطة مثل الرسام والوورد ..الخ، وبعد ذلك بسنتين تقريبا دخلت عالم الإنترنت وكنت دائما أزور مقهى إنترنت لأحد أصدقائي والجلوس يومياً في حدود الساعتين ولكن للأسف كان كل هذا مضيعة للوقت في التفاهات التي تسمى (دردشة)، وبعد ذلك وبحكم بدايات سن المراهقة وحب الشاب في ذلك الوقت على إثبات الذات فقد انتقلت لتعلم الاختراق والتدمير والمعروف بالهاكرز وساعدني في ذلك الوقت والمكان الذي كنت فيه فقد كنا مجموعة شباب من أخطر شباب جدة في مجال الاختراق وكنا نجتمع سويا وكل يظهر مهاراته وجديد أخبار الاختراق والثغرات ...الخ.

ما الذي يعجبك في البرمجة؟ وكيف بدأت في تعلم البرمجة؟

بعد ذلك وجدت فراغاً كبيراً في مجال الحاسب ووجدت أن العمل في مجال الاختراق والهاكرز لا يفيدني بشيء بل على العكس يضرني وربما أصابتني دعوة مظلوم، فقررت ترك هذا المجال وجعله خاصاً للاستخدام أثناء الضرورة فقط للدفاع عن النفس أو عن الدين، ثم بدأت بالتفكير جديا للانتقال إلى مجال البرمجة وهذا ما حدث بالفعل فقبل حوالي 4 سنوات من الآن كانت بداية دخولي للبرمجة وبدأت أتعلم هذه اللغة بشغف كبير وأحببتها جداً وأكثر ما يعجبني فيها هي الغازها والعصف الذهني والتحدي.

والحمد لله قررت أن أبدأ في تطبيق عملي لما تعلمته فقررت حينها أن أبدأ بمشروع كبير وتحدي شخصي على إكماله يعني بالعامية (يا أنا يا هو)، وقمت بتصميم افضل برنامج عربي حينها لتصميم المواقع ويسمى برنامج المصمم ونال وقتها شهرة كبيرة جداً وتناقلته العديد من المجلات والمنتديات الحوارية ، وهذه صفحة له ولكن البرنامج متوقف حالياً بسبب عقد بيني وبين أحد الشركات.

وقمت بافتتاح موقع المكتب العربي لوضع برامجي فيه ولم يكن لدي أي رغبة لجعل برامجي مدفوعة الثمن فأنا أبرمج هواية فقط، وحتى اليوم فإن برامجي للأفراد مجانية ، ولكني أصبحت أعمل في مجال التسويق الالكتروني ولدي 3 مواقع أجنبية على الشبكة وأعمل في مشاريع خارجية في مؤسستين لتصميم المواقع وإدارة الحلول الالكترونية والتسويق وأعمل دعم فني براتب شهري لعدة برامج خاصة قمت بتصميمها للشركات، لذلك لا أبحث عن الكسب المالي من خلال موقعي العربي.

ما هي لغات البرمجة التي تتقنها وأيها هي المفضلة لديك ولماذا؟

اتقن العمل على الفيجول بيسك والدلفي وهما أكثر لغتان استخدمهما واستخدم قليلا الفيجول سي.

ما هي الأدوات التي تستخدمها في تطوير البرامج ولماذا تفضلها على غيرها؟

طبعا كما قلت استخدم الفيجول بيسك في الغالب ولكن أحيانا أضطر للاستعانة بلغات برمجة أكبر لعمل بعض الأشياء ، وأفضل الفيجول بيسك لسهولة ومرونة التعامل معه.

هل فكرت في تطوير برنامج حر أو في المشاركة في أحد المشاريع الحرة؟

لكي تعمل مشروع حر Open Source يجب أن يكون لك داعم أو أكثر من داعم يمولون هذا المشروع ، هذا العمل ربما يجد نجاحا في الغرب ، أما في العالم العربي فلا أعتقد أن الفكرة تنجح غالبا، هذه الفكرة قد طرأت على بالي في برنامجي برنامج زاجل وهو برنامج متكامل لادارة البريد الالكتروني ، وهو متوقف حالياً للتفرغ لاطلاق الاصدار 3.0 منه وهي نسخه بمميزات كثيرة جدا عن الاصدار الحالي، وهذا البرنامج كنت اتمنى المشاركة الجماعية في تطويره ، ولكني تخليت وتراجعت عن هذه الفكرة في نهاية الأمر.

حدثنا عن برامجك ودوافعك لإنشاء هذه البرامج

منذ أن بدأت في البرمجة وانا مصمم على البدء بداية قوية ، لأن البداية القوية معناها الاستمرار، وهذا ما حدث بالفعل ، وفي البداية كنت ابرمج بطريقة عشوائية مثلا إذا رأيت أحد البرامج الأجنبية وأعجبتني فكرته وانها مرغوبة لدى المستخدم العربي ، وأرى بأن لدي الوقت والإمكانية لعمله فإنني أقوم بعمله، ولكن مؤخرا قررت التخصص في مجال وبعد الانتهاء منه الاتجاه لمجال آخر فأنا حاليا أعمل في مجال برامج الصوت والفيديو وقد اخترت هذا التخصص لأنه الأكثر طلبا وبرامجه هي الأكثر مبيعا في العالم.

أما عن دوافعي ففي البداية كنت أبرمج كهواية ، ومن ثم مؤخرا وبالتحديد في شهر اغسطس 2004 دخلت عالم التسويق الالكتروني وقمت بإنشاء موقعي الانجليزي موقع أكرم سوفت، ولله الحمد هذا الموقع حقق نجاحا كبيرا في مجال الصوت والفيديو، وبرامجه عرضت في عدة مجلات اجنبيه ولا اعلم عددها فالذين راسلوني يستأذنون وضع هذه البرامج في القرص المرفق للمجلات حتى الآن مجلتان، مجلة امريكية ومجلة هندية ولا أعلم ان كانت وضعت في مجلات اخرى غيرها، وفي بداية تصميمي لهذا الموقع كنت أتعامل مع شركة تسويق بولندية مقابل مبلغ شهري ادفعه ليقوموا بتسويق برامجي بعدة طرق منها ارسال البرنامج لأكثر من 100 الف اعلامي في مختلف انحاء العالم ، ونشره في مواقع البرامج، وبالفعل كان لهم الفضل الكبير بعد الله في الانتشار المتميز لموقع AkramSoft ، ولكني استغنيت عنهم مؤخرا لأني اصبحت اجيد التعامل مع التسويق الالكتروني، ويمكنك رؤية عدد نتائج احد برامجي الانجليزية في محرك بحث جوجل.

ما هي خططك المستقبلية؟

خططي وطموحاتي كثيرة وكبيرة وانا أعتبر حاليا ما حققت مقداره 10% فقط من طموحاتي ومن البرامج التي ارغب بعملها، وحالياً أخطط لفتح مؤسسة كاملة للتصميم والبرمجة والاتصالات ...الخ ، ولكن أنتظر الوقت المناسب لهذا الشيء ، مثل إيجاد الأيدي العاملة المبدعة في هذه المجالات ، وهي موجودة ولكنها مجهولة.

ماذا تنصح الراغبين في تعلم البرمجة؟

البرمجة ليست سهلة فهي ليس برنامج عادي بل هي لغة برمجة، وبالتالي أهم مقومات تعلمها ما يلي :


  1. الوقت : حيث أن تعلمها يحتاج لوقت ليس بالهين وايضا التفرغ لها ، والمداومة والاستمرار عليها وعدم التوقف.

  2. العزيمة : ستواجه الكثير من اليأس والصعوبات في البداية فلا تستسلم لها.

  3. مهما أنتجت ومهما وصلت من مستوى في البرمجة ومهما تحدث الناس عنك بأنك محترف في البرمجة ، ففي قناعة نفسك اعتبر نفسك مبتدئا ، فالبرمجة بحر لا نهاية له ، وكل ثانية هناك الجديد.

  4. إجادة اللغة الانجليزية ، لأن مصادر الملعومات العربية ضعيفة فتحتاج لقراءة الكتب الانجليزية بكثرة.



هكذا ينتهي اللقاء، أشكر الأخ أكرم على تعاونه وقبوله إجراء المقابلة وأتمنى له كل التوفيق والنجاح.