السبت، 9 أبريل 2005

خطوات بسيطة للتنظيم

ضع كل شيء في مكانه المحدد وخصص لكل شيء مكان، قاعدة بسيطة إن طبقها الكثير من الناس سيوفرون على أنفسهم الكثير من الوقت والجهد، إلا أن البعض يحاول ترتيب نفسه ثم لا يبقى على هذا الترتيب أكثر من يوم أو يومين ويعود إلى عاداته القديمة، الفوضى وبعثرة الأشياء هنا وهناك، أكتب هذا الموضوع بعد قرائتي لما كتبه الأخ أسامة والأخ عمر.

الفوضى الخارجية تولد في الإنسان فوضى داخلية نفسية، ولا يمكن لأحد أن ينكر تأثير ما يحيط بنا علينا، نحن نصنع هذه المنازل والبنايات والأسواق ثم تؤثر فينا كل هذه الأماكن بشكل إيجابي أو سلبي، لذلك لنحرص على أن تكون البيئة حولنا نظيفة مرتبة وجميلة بقدر الإمكان، ويجب ألا نسمح لأنفسنا بنشر الفوضى لأن ذلك سينعكس سلباً علينا.

كيف نحارب الفوضى؟

البعض قد تصيبه الحيرة، من أين يبدأ التنظيم؟ فكل شيء حوله فوضوي وغير مرتب، ولا أجد بداية أفضل من رمي كل ما لا يحتاجه الإنسان، البعض يحتفظ بأوراق مختلفة لأنه ربما سيحتاجها في المستقبل وتبقى لديه عاماً أو عامين ثم لا يتخلص منها، وفي نفس الوقت يضم أوراقاً جديدة إلى أرشيفه الملكي، وللأسف الكثير من هواة جمع الأوراق والأشياء لا يحسنون تنظيمها، الأوراق مجرد مثال هنا، البعض يحتفظ بأعداد كثيرة من مجلات قرأها أو لم يقرأها، ويحتفظ بكل قطعة أثاث سواء كان في حاجة لها أم لا، وباختصار يحتفظ بكل شيء على أساس قاعدة: قد أحتاج له في المستقبل.

وإذا أراد الإنسان أن ينظم نفسه فلا بد من كسر هذه القاعدة، هناك أشياء كثيرة يمكنك التخلص منها دون تفكير، وأشياء قليلة أنت متأكد بأنك تحتاجها، وتبقى أشياء قليلة لا تعرف هل ستحتاجها في المستقبل أم لا، هذه الأخيرة يجب أن نتعامل معها بهذا الأسلوب: احتفظ بها لمدة ثلاثة أشهر فإن لم تستخدمها فأنت في الغالب لا تحتاجها، فمثلاً لو كانت لديك أوراق، احتفظ بها في ملف ما، ثم عد إليها بعد ثلاثة أشهر وتخلص منها إن لم تستخدمها في هذه الفترة.

هناك أوراق ضرورية مثل الفواتير والأوراق الرسمية، هذه خصص لها ملفين منفصلين أو احفظهما بالأسلوب الذي يناسبك، وراجع هذه الأوراق كل أربعة أو ستة أشهر وتخلص من كل ما لا تحتاجه، تبرع بالمجلات التي قرأتها لمكتبات المدارس أو أي مكتبة عامة، أما التي لم تقرأها فعليك أن تقرر ما إذا كنت راغباً في قراءتها أما لا ثم تخلص منها، وهكذا انظر في كل شيء وتخلص من كل ما لا تحتاجه، الملابس، الأثاث، الحواسيب وقطعها، ويجب ألا تخدع نفسك أثناء قيامك بهذا الأمر، أعلم أن الكثير من الناس لديهم مشاعر قوية تجاه الأشياء التي يمتلكونها، وهذا ما يجعلهم يحتفظون بها مع أنهم قد لا يحتاجونها، وهذا يتسبب في ضياع الكثير من الوقت والجهد عليهم.

كلما زادت ممتلكات زاد الوقت التي تقضيه في ترتيبها والمحافظة عليها، وزاد قلقك عليهاً أيضاً، لذلك قد نجد الشخص الذي لا يملك الكثير يشعر براحة وسعادة أكبر من أشخاص يملكون كل شيء يريدونه.

النظافة قبل التنظيم

بعد أن تتخلص من كل شيء لا تحتاجه سيبقى لديك أشياء قليلة تحتاج إلى ترتيب، قبل الترتيب عليك أن تنظف المكان، سواء كانت غرفتك أو سيارتك، أقول هذا لأنني رأيت الكثير من سيارات الشباب وأغلبها غير مرتب وغير نظيف، وأعتقد أن غرفهم لن تكون في حال أفضل، البعض يرمي بعلب العصير في غرفته أو سيارته وتتراكم الأكواب في غرفته ولا يكلف نفسه شراء سلة قمامة فالأرض كلها سلة قمامة، عادات ليست فقط سيئة بل قبيحة وغير حضارية ولا هي من ديننا ولا أخلاقنا وتصور لن مستوى الأنانية الذي وصلنا إليه.

أشدد على النظافة هنا لأنني سأمت رؤية المناظر التعيسة كل يوم، شخص ما يرمي بورق المحارم من نافذة سيارته، مراهق غير مكترث بشيء يلعب كرة القدم بعلبة العصير الفارغة، عائلة تترك الحديقة بعد قضاء ساعات فيها ويتجاهلون كل اللافتات التي تحث على النظافة، سأمت هذه المناظر وغيرها، ولا يمكن أبداً أن نكون منظمين ما لم نحرص على النظافة.

التنظيم

لا توجد قواعد محددة للتنظيم، فقط قاعدة واحدة بسيطة: خصص مكاناً لكل شيء وضع كل شيء في مكانه، نظم الأشياء من حولك بالأسلوب المناسب لك، المهم أن تعرف كيف تصل إلى هذه الأشياء وتستخدمها وقت الحاجة، إذا استخدمتها فأعدها إلى مكانها واحرص على أن تبقي المكان نظيفاً مرتباً ولا تعد لعاداتك القديمة، هكذا سيبقى كل شيء منظماً، وهكذا ستوفر على نفسك الكثير من الوقت والجهد.

وأنصح بقراءة الكتب والمقالات التي تتحدث عن التنظيم والترتيب، ستجدون فيها أفكاراً قد تفيدكم.