الأربعاء، 13 أبريل 2005

جولة في معرض الكتاب

معرض أبوظبي للكتاب انتهى قبل أيام ولم أكتب عنه حتى الآن، سبب ذلك أنني قررت عدم شراء أي كتاب من المعرض، أريد قراءة ما لدي أولاً، وقد ذهبت للمعرض في اليوم الأخير فقط لشراء بضعة كتب لأهلي.

أردت أن أزور المعرض مبكراً قبل أن يأتي طلاب المدارس، لذلك ذهبت هناك في الساعة الثامنة صباحاً، كان المكان شبه فارغ من الناس، بضعة عمال هنا وهناك، دخلت إلى الخيمة الكبيرة وإذا هي خالية من العارضين ومن الناس، سمعت رجلاً يناديني من خلفي، عرفت أن موعد افتتاح المعرض سيكون في الساعة التاسعة، كان الرجل شرطياً مغاربياً، سألني: ألم ترانا نجلس هناك؟ قلت: نعم أنتم تجلسون دائماً هناك وفي كل عام، ثم أبواب المعرض مفتوحة ولا توجد لافتة تنبه الناس إلى موعد افتتاح المعرض، خرجت وجلست عند إحدى الطاولات المتناثرة في الساحة الخلفية للمجمع الثقافي، وبدأت في قراءة كتاب أحضرته معي.

قبل الساعة التاسعة أشار لي الشرطي بأن أدخل للمعرض واعتذر لي، قلت له بما معناه: لست بحاجة للاعتذار، هذا واجبكم، المعرض هذا العام لا يختلف كثيراً عن المعارض السابقة، حجمه كبير ومتعب لمن يريد مشاهدة كل العارضين، أما دور النشر فالمميز منها بالنسبة لي هي نفسها لا تتغير كثيراً، المجمع الثقافي لديه إصدارات رائعة كعادته كل عام، نادي تراث الإمارات طرح هذا العام أطلس بحري لدولة الإمارات وكتب تراثية مختلفة وكذلك مجلدات تضم أعداد مجلة تراث، كان الشاب المواطن الذي يعمل في قسم النادي يسجل أسماء الناس الراغبين في شراء الأطلس البحري، فقد انتهت نسخه العربية والآن يجب أن يطلبه المرء بحجزه ويأتي في مساء نفس اليوم لكي يأخذه.

مركز الإمارات للدراسات والبحوث لديه أيضاً إصدارات جديدة ورائعة، وللأسف لم أرى شيئاً يستحق الاهتمام في مكتبة جرير والدار العربية للعلوم وقد كنت أحرص على شراء كتب جديدة منهم كل عام، دار السويدي لديها كتب جديدة عن أدب الرحلات وهذه الدار تتميز بتخصصها في أدب الرحلات، نوع من الكتب يحبه الكثير من الناس.

كنت أتمنى أن يأتي معي شخص ما لنرى الكتب سوية، مستوى الكتاب العربي يحتاج إلى تطوير دائم، وللأسف لا زال بعض الناشرين واقفين على نفس المستوى من الكتب، كنت أقرأ عناوين الكتب وأتحدث مع بعض الناشرين، أحدهم كان يائساً، رجل شامي لديه دار نشر جادة، قال لي بالحرف الواحد: نحن في مرحلة الاستبدال، يشير بذلك إلى الآية: "وإن تتولوا يستبدل الله قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالك".

قال لي: أنظر، عندما أنشأت هذه الدار كنت أريدها أن تكون دار جادة تقدم المفيد، ولا يأتي إلي شخص هنا إلا إذا كان جاداً يريد قراءة كتب مفيدة، بدأت أحدثه عن التفاؤل وقلت له: أنا متفائل مع أنني أعرف أن الواقع سيء جداً، لكنني متفائل وختمت حواري معه قائلاً: تفاءلوا بالخير تجدوه.

لدينا مشكلة صعبة عندما نتحدث عن القراءة، مستوى الكتب يجب أن يرتفع وفي نفس الوقت يجب أن يزيد عدد القراء ويزداد وعيهم، وألاحظ شخصياً أن مستوى الإثنان في ارتفاع لكن ليس بالقدر الذي أتمناه، وهناك أسباب كثيرة تقف عائقاً أمام تطور مستوى القراءة والكتاب لدينا، من أهمها حرية النشر، وسقف الحرية في معرض أبوظبي أعلى من معارض كثيرة أخرى، رأيت كتباً ممنوعة في دول عربية كثيرة، وحدثني صديق عن شباب من دول عربية اشتروا كتباً من المعرض وهم يعلمون أنها ممنوعة في بلدانهم لكنهم سيأخذونها معهم بطريقة ما، وكان الناشر يحذرهم من أن هذه الكتب ممنوعة في بلدانكم، بعضهم قال بأنهم سيقرأونها هنا في الإمارات وبعضهم قال بأنه يستطيع إدخالها إلى بلده بسهولة.

الرقابة لم تعد تجدي في هذا الوقت، ما لا أستطيع أن أصل له في بلدي أستطيع أن أصل له باستخدام هذه الشبكة، أستطيع أن أسافر للسياحة في بلد ما وأصل إلى كل شيء أريده.

هذه نظرة سريعة على معرض الكتاب لهذا العام، أنا في انتظار معرض العام القادم.