السبت، 24 ديسمبر 2005

مجتمعات حول المنتجات

عندما تصنع شركة ما منتجاً مميزاً، عادة ما يقوم الناس بإنشاء مجتمع مصغر حول هذه المنتجات، يتبادلون فيه الخبرات والنصائح ويساعدون بعضهم البعض في حل المشاكل واستغلال المنتج بأفضل طريقة، بعض الشركات تكون ردة فعلها سلبية إزاء هذه الأنشطة، حتى أن بعضها قام بمقاضاة أناس اشتروا منتجاتها ثم قاموا بتعديلها بشكل ما، ردة الفعل السلبية من الشركة يجعلها تخسر سمعتها والكثير من الزبائن.

من جانب آخر هناك شركات تشجع الناس على تعديل منتجاتها واستخدامها لأغراض منوعة لم تفكر فيها الشركة من قبل، هذه الشركات تكسب ولاء الزبائن واحترامهم، وهذا الولاء يؤدي بهم إلى أن ينفقوا المزيد من المال والوقت على منتجات الشركة، هكذا تزداد الأرباح وتدوم العلاقة بين الزبون والشركة لمدة طويلة ويستفيد الطرفان.

شركة أبل قامت بإنشاء صفحة أسمتها الأفكار الكبيرة، وهي صفحة تعرض استخدامات متنوعة لجهاز ماك ميني، فهناك من استخدمه في السيارة، وبعضهم حول الحاسوب إلى روبوت، وهناك من جعل سيارة تسير بدون سائق، وما تعرضه الصفحة هي مشاريع قليلة، لو بحثتم في الشبكة لوجدتم عشرات المشاريع التي أنجزت باستخدام ماك ميني.

شركة لينكسيس المتخصصة في أجهزة الشبكات لديها جهازان موجهان بشكل خاص لمحبي تعديل الأجهزة (hacking)، الأول هو NSLU2، وهو جهاز صغير يحوي يحوي منفذي USB، يمكن من خلالهما توصيل أقراص صلبة خارجية، هكذا يمكنك الجهاز من التشارك بالملفات مع بقية المتصلين بالشبكة، كما يمكن للمستخدمين الوصول إلى ملفاتهم من خلال إنترنت.

قام بعض مستخدمي الجهاز بإنشاء موقع ويكي متخصص في هذا الجهاز، وهناك صفحة تذكر التطبيقات التي يمكن تثبيتها في الجهاز، فهناك مزود آي تونز، ومزود لكاميرة فيديو، وبرنامج للاتصال الهاتفي عبر الشبكة وتطبيقات أخرى كثيرة.

الجهاز الثاني من لينكسيس هو WRT54L، وحرف L في هذا الجهاز أضيف مؤخراً ليدل على أنه يعمل بنظام لينكس، بينما الأجهزة الأخرى ستعمل بنظام آخر، ولأنه يعمل بنظام لينكس تمكن العديد من المهندسين والمبرمجين من إضافة العديد من الخصائص للجهاز.

هذه مجرد أمثلة، هناك شركات كثيرة قامت بإنشاء مجتمعات حول منتجاتها، هذه المجتمعات ساعدت على تسويق منتجات الشركة وتحسينها، أسلوب مميز لتسويق الشركة، للأسف أن بعض الشركات تفضل أن تبقي المستخدمين بعيداً عن هذا المجال وتفضل أن تبقيهم مجرد مستهلكين لا أكثر، هكذا تخسر الكثير منهم لصالح المنافسين.