الاثنين، 2 يناير 2006

البلدية: لحظة شوي!

اتصلت لتوي بالبلدية، المقر الرئيسي، طلبت منهم فرع البطين (المنطقة التي أعيش فيها) فأعطوني الرقم، اتصلت بفرع البطين وسألتهم عن مكافحة الحشرات، فأخبرني الرجل أن هناك قسماً خاصاً بهذا الأمر، طلبت الرقم منه فأخبرني أنه لا يعرفه، اتصلت مرة أخرى بالمقر الرئيسي وطلبت الرقم، اتصلت بقسم مكافحة الحشرات.

رد علي رجل فسألته عن مكافحة الحشرات، لم يقل سوى: لحظة شوي ووضعني على وضعية الانتظار، الموسيقى تصدح هنا، موسيقى كلاسيكية كالتي تصدرها الألعاب البلاستيكية الرخيصة التي نستوردها من الصين، انتظرت لثلاث دقائق تقريباً ثم تحدث معي رجل آخر، سألته عن الدخان وما هي المادة التي تستخدم فيه فلم يعطني إجابة، لأنه لا يعرف، فشرحت له الأمر، فقال لي: لحظة شوي، ووضعني مرة أخرى على وضعية الانتظار ... الموسيقى الرخيصة!

رد علي مرة أخرى قائلا: الناس يشتكون من الباعوض فكيف نصنع؟ قلت له: أنا أعرف أنكم تقومون بدوركم، أنا أسأل: هل لديكم وسيلة أخرى أقل ضرراً؟ ثم أريد معرفة المادة التي يصنع منها هذا الدخان (أريد التأكد من أنه فعلاً دخان ديزل لأنني غير متيقن من هذا)، فطلب مني أن أتصل في الساعة الحادية عشر لأن الفني المسؤول غير موجود الآن.

حقيقة لم أكن أتوقع شيئاً أكثر من هذا، كلما اتصلت بأي دائرة حكومية أجدهم يضعونني على وضعية الانتظار مع الموسيقى الرخيصة أو مع شخص يتحدث طوال الوقت ولا يسكت ويعطيك معلومات حول المؤسسة التي تتصل بها وأنت لا تحتاج إلى سماع مثل هذه المعلومات، الصمت التام بالنسبة لي خير من الموسيقى ومن المتحدث الذي لا يتوقف.

ثم إذا تحدثت مع أحدهم يقوم بتحويلي إلى قسم آخر، ومن هذا القسم يرسلونني إلى قسم آخر، ومن موظف إلى آخر، يبدو أن ما يحدث للمراجعين في المؤسسة يحدث للمتصلين أيضاً، لكن بشكل مختلف قليلاً، المبدأ واحد: إذهب إلى هناك وأنا لا أعرف فلان يعرف ... إذهب إليه في القسم الفلاني، وتضيع الدقائق والساعات.

على أي حال، حتى الآن كل شيء طبيعي وعادي جداً، سأتصل مرة أخرى وإن خرجت بنتيجة إيجابية سأكتب عنها، أما غير ذلك فلن أكتب شيئاً.