الاثنين، 3 أبريل 2006

أريد أن أعرف المؤلف

من هو المؤلف؟ سؤال أكرره كثيراً ومع ذلك لا أجد إجابة، أشتري كتاباً ﻷنه أعجبني وأود أن أعرف مؤلفه أكثر لكن لا أجد أي صورة له ولا أجد صفحة تعرفني بالمؤلف وليس هناك عنوان أو موقع يوفر لي وسيلة اتصال مباشرة بالمؤلف، فهو مجرد اسم على غلاف الكتاب، القليل من الكتب العربية التي تضع في الكتاب صفحة تعرف بالمؤلف، بينما كل الكتب الأجنبية التي اشتريتها لا تخلو أبداً من هذه الصفحة، وفي الغالب الصفحة تحوي صورة للمؤلف وعنواناً لموقعه.

إن أردنا للكتاب العربي أن ينتشر فلا بد من أن نعرّف القارئ العربي بالمؤلف، ووسائل التعريف كثيرة، حفلات توقيع الكتب إحدى هذه الوسائل، وفي معرض الكتاب يأتي بعض المؤلفين ليوقعوا كتبهم، كما فعل في هذا العام الإعلامي تركي الدخيل حيث وقع كتابه الطريف "مذكرات سمين سابق"، وقبل عام أو عامين زار الإعلامي أحمد منصور المعرض ووقع أحد كتبه، وهذا أمر طيب، لكن لا بد من استمراره طوال العام وليس فقط في معارض الكتب.

مكتباتنا يجب أن تطرح الكتاب بأسلوب تسويقي ولا تكتفي بوضعه على الأرفف، لماذا لا تنظم المكتبة حفلاً صغيراً يأتي فيه المؤلف ليوقع نسخ كتابه؟ لماذا لا تنظم محاضرة أو ندوة أو لقاء مفتوحاً بين الجمهور والمؤلف؟ وجود المؤلف وتفاعله المباشر مع الناس يجعل للكتاب روحاً مختلفة، فلن يعود الكتاب مجرد أوراق مغلفة وله سعر محدد، بل سيكون له قيمة مختلفة لا أعرف كيف أعبر عنها هنا، لكن يمكنك أن تقارن بين كتاب اشتريته بدون أن ترى مؤلفه وكتاب آخر اشتريته بعد أن رأيت المؤلف وتناقشت معه حول الكتاب، الكتاب الثاني له قيمة أعلى وأفضل من الكتاب الأول.

أما وسائل الإعلام فيجب أن تجتهد أكثر لتعرّف الناس بالمؤلفين، فتعقد معهم لقاءات وحوارات، ووسائل الإعلام تفعل ذلك فعلاً، لكن ليس بالقدر الكافي، أحد نجوم "الوسط الفني" يجد من التغطية ما لا يجدها عشرات أو مئات المؤلفين، يكفي أن تتصفح الصحف وتتنقل بين الفضائيات لترى كم هي المساحة المخصصة لإحدى المغنيات، وهي مغنية واحدة فكيف لو جمعنا معها أسلحة الدمار الشامل الأخرى؟

ثم على المؤلفين أن يقوموا بإنشاء مواقعهم الخاصة، أعلم أن هذا صعب على بعضهم لعدم وجود الخبرة أو التفرغ أو الإمكانيات، لكن بالتعاون مع الشباب حول العالم العربي يمكن إنجاز الموقع، أنا متأكد من أن هناك شباب يريدون التطوع لإنشاء مواقع مفيدة ويتحملون بعض تكلفتها أو يقومون بإنشاءها في خدمات استضافة مجانية حتى يتيسر الأمر لنقل الموقع إلى خدمة استضافة تجارية.

هذه أفكار عامة لكيفية تعريف الناس بالمؤلفين والأفكار كثيرة، لا بد من تطبيق شيء منها، لا يعقل أن تمضي الأعوام ولا أجد إعلاناً واحداً لأي مكتبة تعلن فيها عن زيارة مؤلف للمكتبة لتوقيع الكتب أو لإلقاء محاضرة.