الثلاثاء، 11 أبريل 2006

لا يحق لنا أن نحتفل بالمولد

يوم المولد النبوي إجازة رسمية في الإمارات، وفي كل عام تنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية احتفالاً بهذه المناسبة، في الماضي كان الاحتفال ينظم في أحد المساجد في أبوظبي، كلمات من بعض المشايخ وقصائد وقراءة للقرآن، هذا ما أتذكره، اليوم تنظم الاحتفالات على المسارح، فرق تنشد وتغني وتطرب السامعين.

لن أتحدث عن حكم الاحتفال فهذه قضية قديمة جديدة تطرح في كل عام، ما سأتحدث عنه هو ما يحدث لدينا في الإمارات، الاحتفالات بثوبها الجديد لم تكن لتظهر إلى الوجود لولا وجود أناس يشجعون الحكومة على تنظيمها، حديثي موجه إلى هؤلاء الحريصين كل الحرص على إحياء ذكرى المولد النبوي.

أسألهم: ألم يحرم الله في كتابه الخمر؟ ألم يلعنها رسول الله عليه الصلاة والسلام ويلعن شاربها وساقيها وبائعها؟ لا جواب لديهم سوى: بلى، حرمها الله ولعنها رسوله، فأسألهم: ألم يحرم الله الربا؟ ألم يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه؟ مرة أخرى لا جواب لديهم سوى: بلى، وأسألهم مرة أخرى: ألم يحرم الله الفاحشة؟ ألم يحذرنا رسول الله من الفاحشة؟ والإجابة نفسها لا تتغير: بلى.

جميل، نحن إذاً متفقون على أن هذه المنكرات محرمة، ولا يجوز لأي مسلم أن يرتكبها، ولا يجوز لأي أحد أن يعين أحداً على ارتكابها.

أقول لمن يحرص على إحياء ذكرى المولد النبوي: إن كانت مجتمعاتنا تعاني من انتشار هذه المنكرات، وأنتم قادرون على الوصول إلى المسؤولين في حكومتنا، ألا ترون أن أول ما يجب عليكم فعله هو مناصحة أولي الأمر وحثهم على محاربة هذه المنكرات؟ إن لم تفعلوا ذلك فأنتم تخونون ما جاء به محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، إن كان لديكم متسع من الوقت لحضور وتنظيم احتفال للمولد النبوي فمن المفترض أن يكون لديكم وقت وجهد أكبر لمحاربة هذه المنكرات ومناصحة المسؤولين.

ما قيمة أن نحتفل بالمولد ومجتمعاتنا غارقة في كل ما يخالف ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام من تشريع وأحكام؟ إن زالت هذه المنكرات أو على الأقل أصبحت قليلة نادرة، فمن حقكم بعد ذلك أن تفعلوا ما تريدون، أما الآن أنا أنتظر من أحدكم أن يقول كلمة الحق أمام الجميع في مثل هذه الاحتفالات، وإن لم يقلها أحدكم فهذا ما أسميه: خيانة الله ورسوله والأمة.

وهناك أمور أخرى تستحق أن نتحدث عنها، كظلم الناس وتعذيبهم واغتصاب حقوقهم وأموالهم والاعتداء عليهم، كأكل المال العام وسرقته واستغلال المناصب، لو فتحنا هذا الباب فلن ننتهي من النقاش والحديث.

أترككم الآن مع احتفالكم على أمل أن يستيقظ أحدكم بعد الاحتفال.