السبت، 1 يوليو 2006

ويب 2.0

ألقيت بالأمس محاضرة حول ما يسمى ويب 2.0 في اللقاء المفتوح الذي نظمته مجموعة الإمارات للإنترنت، وأود أن أخبركم عن نقطة مهمة حول المجموعة، ألا وهي أن المجموعة تعمل بدون أي ميزانية، بدون أي دعم مالي، وكل من يعمل في المجموعة هم متطوعون ولديهم مسؤوليات ووظائف أخرى، فقط أردت أن أذكر ذلك حتى لا يظن أحد أننا متفرغون للمجموعة أو أن لدينا دعماً مالياً غير محدود.

نقطة ثانية، المحاضرة لم تكن كاملة، فقد ألقيتها سريعاً ولم يكن لدي وقت كافي للإعداد لها، لذلك قد ألقيها مرة أخرى وأعيد كتابة هذا الموضوع، إلى ذلك الحين إليكم ما قمت بالتحدث عنه.

ويب 2.0

اخترعت شبكة الويب في عام 1991م على يد تيم بيرنرز لي عالم الفيزياء البريطاني وذلك في المعهد الأوروبي لأبحاث الطاقة النووية، وقد كان المتصفح الأول لشبكة الويب مصمماً بحيث يستطيع عرض المواقع والكتابة فيها، كان بإمكان أي شخص تعديل صفحات المواقع إن كان يملك صلاحية فعل ذلك، وتحرير محتويات الموقع لم يكن يتطلب معرفة HTML، فقد كان المتصفح يعرض واجهة بسيطة لفعل ذلك.

لكن المتصفحات التجارية مثل نيتسكيب وإكسبلورر لم تهتم بهذه الخاصية كثيراً، لذلك فقد المستخدمون خاصية مهمة كانت ستحدث أثراً كبيراً على شبكة الويب.

منذ بداية الشبكة وحتى منتصف التسعينات ظهرت العديد من الشركات والمواقع المشهورة مثل أمازون، ياهو، شبكة MSN، موقع المزادات eBay، بعد ذلك بدأت شركات أخرى تظهر في عام 1997م وما بعده، سميت شركات دوت كوم.

ما يميز هذه الشركات أنها كانت تستثمر الملايين من الدولارات وتوظف عشرات أو مئات الموظفين، وتحاول احتكار جزء من شبكة الويب أو جزء من عالم الأعمل بمنتجات ومخترعات جديدة، وقد طرحت هذه الشركات أسهمها في البورصات الأمريكية وارتفعت قيمة أسهمها كثيراً وبشكل مبالغ فيه، لم تكن هذه الشركات تملك خطة لجني الأرباح، مع ذلك هناك شركات نجحت وظهر جيل من أصحاب الملايين الذين لا تزيد أعمارهم عن الثلاثين عاماً.

آلاف من شركات الدوت كوم خسرت وأفلست وخرجت من السوق، من أشهرها Pets.com والذي كان متخصصاً في في بيع المنتجات المتعلقة بالحيوانات الأليفة مثل طعام الطيور والكلاب، هناك شركة أخرى مضحكة بعض الشيء، اسمها iSmell أو أنا أشم! وقد كانت تنتج جهازاً صغيراً يجعلك تشم رائحة المواقع! أنا أفضل المواقع كما هي بلا رائحة!

في عام 2001م انفجرت فقاعة الدوت كوم وخسر المستثمرون ملايينهم والموظفين وظائفهم، كتب العديد من الصحفيين مقالات حول الويب التي لا تصلح للاستثمار ولإنجاز الأعمال، وفقد البعض ثقته في شبكة الويب.

لكن هناك موجة جديدة من الشركات التي استثمرت في شبكة الويب وأنتجت خدمات جديدة ومفيدة.

عصر ويب 2.0

الويب 2.0 هو باختصار الجيل الثاني من الخدمات المتوفرة على شبكة الويب، هذه الخدمات تقدمها شركات مختلفة عن شركات الدوت كوم.

ما يميز شركات ويب 2.0 أنها صغيرة الحجم، بدأت بشخص واحد أو شخصين وقد يعمل فيها ثمانية أشخاص أو أكثر، لكنها بشكل عام لا توظف عشرات الموظفين، وهذه الشركات بدأت باستثمارات صغيرة، بعضها بدأ بألف دولار أو ألفي دولار، وبعضها بعشرة آلاف دولار، وقد تبدأ بعضها بمئة ألف دولار، لكنها لا تستثمر الملايين، وهذه الشركات متخصصة في علاج مشكلة واحدة صغيرة، هذا ما يجعلها مختلفة عن شركات الدوت كوم، صغر الحجم يعطيها ميزة تنافسية، فيمكن للشركة أن تخطأ وتجرب وتتحرك بسرعة أكبر من الشركات الكبيرة.

هناك اختلاف في شبكة الويب في عصر شركات الدوت كوم وشركات ويب 2.0:


  • في عصر الدوت كوم، كانت المواقع تقرأ فقط، المستخدم يستهلك المحتويات فقط، في ويب 2.0 المستخدم يستهلك وينتج المحتويات.
  • في عصر الدوت كوم المواقع الشخصية كانت عشوائية وليس لها شكل محدد، في عصر ويب 2.0 المواقع الشخصية هي المدونات.
  • في عصر الدوت كوم الحقوق جميعها محفوظة، في ويب 2.0 بعض الحقوق محفوظة، يمكنك أن تستغل المحتويات وتنشرها وتعدلها وتفعل ما تشاء بحسب شروط الرخصة القانونية.
  • في عصر الدوت كوم كان تصنيف المحتويات هو مسؤولية مجموعة من الخبراء، فأدلة المواقع مثلاً كان يصنفها مجموعة من المتخصصين، في ويب 2.0 المستخدم هو الذي يصنف محتوياته بنفسه ويتعاون مع الآخرين.
  • أخيراً، في عصر الدوت كوم كان التسويق ينجز من خلال الوسائل التقليدية للإعلان، في ويب 2.0 التسويق يتم عن طريق الكلمة، أي أن يتحدث المستخدم مع الآخرين عن الخدمة ويسوقها بنفسه، وبالتالي لا تحتاج الشركة أن تنفق أي شيء على التسويق.

أمثلة لخدمات ويب 2.0

  • موقع del.icio.us يوفر خدمة حفظ وتنظيم الروابط، وهو أكثر فائدة من أي وسيلة تقدمها المتصفحات لحفظ الروابط.
  • موقع Tada Lists، يقدم وسيلة لإنشاء القوائم، مثل قائمة المشتريات، أو الكتاب التي أريد قراءتها أو أي قائمة أخرى، موقع مجاني.
  • موقع writely يقدم تطبيق ويب يشبه برنامج وورد في أوفيس، وهو معالج كلمات يحوي العديد من الخصائص، من أهمها في رأيي القدرة على مشاركة تحرير الوثائق مع الآخرين.
  • فليكر، الموقع المحجوب في الإمارات، مع أن هناك عشرات الخدمات الشبيهة به في شبكة الويب، لكنه الوحيد المحجوب، هل من تفسير؟ هذا الموقع يقدم خدمة حفظ وتخزين الصور وتنظيمها.