الأحد، 11 يونيو 2006

أنت مجرم حتى تثبت إدانتك!

إنهم لا يحترمون الحياة، سواء كانت حياتنا أو حياتهم، ولا أعتقد أن ذلك كان نابعا من اليأس، بل كان عملا قتاليا غير تقليدي موجها ضدنا.

قائد معسكر جوانتانامو هاري هاريس، تعليقاً على حادثة انتحار ثلاثة من المعتقلين

في الماضي كان البعض في الوطن العربي ينظر إلى أمريكا على أنها بلد الحرية والديموقراطية، واليوم من ينظر لها على أنها كذلك عليه أن يعيد النظر، لأنها الآن لا تختلف كثيراً عن حكوماتنا العربية، فهي تتجسس على مواطنيها، وتمارس شتى أنواع الإرهاب في العالم، وتدعم دولة العدو، وتفعل ما أنتم به أعلم.

قرأت خبر انتحار ثلاثة معتقلين في جونتانامو قبل قليل، والخبر محزن لكنه متوقع، لا ندري ماذا يحدث خلف جدران هذا المعتقل، فما يحدث أشد مما نسمعه، يكفي أنهم قضوا سنوات هناك بدون أن يعرفوا مصيرهم، الموت أرحم من انتظار المجهول.

ليضع أحدنا نفسه مكان أحد المعتقلين، أرجوكم حاولوا تصور ذلك، أربعة سنوات بدون معرفة مصيرك، تعذيب وإهانة وطعام سيء، الكثير من الناس حول العالم ينظرون لك على أنك إرهابي خطير وتستحق ما تفعله، وللأسف بعض إخوانك من مواطنيك ومن المسلمين يرون أنك تستحق الموت، ربما أنت لا علاقة لك بأي شيء، فقد كنت في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ، ولذلك اعتقلت لأنهم فقط اشتبهوا بك بأنك إرهابي، فأنت مسلم وهذا يكفي لإدانتك، وإن كان مظهرك يدل على أنك مسلم فهذه تهمة أكبر، وإن كنت تنتمي لإحدى الفرق أو حتى مررت بجانبهم فقط فهذه تهمة خطيرة، ولعلك مصور لقناة فضائية يعتبرها البعض قناة إرهابية، فأنت فقط تؤدي عملك، تحمل الكاميرا على كتفيك لتصور الحقيقة كما تراها.

أربع سنوات، والكثير من الناس لا يسألون عنك ولا يهتمون بك، حكومتك هي أول من تخلى عنك، والعالم كله لا يهتم بك، هناك بعض المؤسسات تحركت وحاولت أن تخرجك، لكن العم سام يرى أنك شخص خطير وقد تتسبب في مقتل مواطنيه أو تشارك في أعمال إرهابية حول العالم.

ما يحدث في هذا السجن وفي الكثير من السجون العربية هو أحد أسباب الإرهاب الرئيسية، وإن أضفنا إلى ذلك الفقر والجهل وإحساس البعض بالظلم والذل، ستكون لدينا خلطة كاملة الأوصاف لإنتاج الإرهاب.

لم أقرأ صحف اليوم حتى الآن، للأسف أنني سأقرأ فيها لأناس لديهم اسطوانات مشروخة يكررونها يوماً بعد يوم، عناوينها تمجيد العم سام وبعضهم يعبده، وفي فقراتها كل شيء له علاقة بالعرب والمسلمين يستحق النقد لأنه متخلف، وأي شيء يأتي من الغرب متطور ومتحضر، حتى القذارات! سأقرأ لأحدهم في الأيام القادمة مقالة يدافع فيها عن أمريكا وحكومتها وشعبها لأننا نحن الإرهابيين المتخلفين، وقد أقرأ لأحدهم وقد كتب مقالة يسخر فيها من المنتحرين ويقول بكل وقاحة: تستحقون ذلك وأكثر!