الأربعاء، 5 يوليو 2006

ما هو نظام جنو/لينكس؟

هذا الموضوع كان يدور في عقلي منذ أشهر طويلة، ولا أدري لماذا كنت أدفنه في كل مرة يظهر لي، كنت أقول لنفسي: هناك من كتب عنه، فلماذا أكرر نفس الكلام؟ لكن اليوم بحثت عن مواضيع عربية تتحدث عن لينكس ووجدت الكثير منها، بعضها منسوخ ومكرر من مصدر واحد، وبعضها يتحدث عن لينكس كأنه النظام الكامل الذي لا عيب فيه، والعجيب أنني وجدت مقالة كتبتها بنفسي في عام 2001م ولن أضع لها رابطاً هنا، يكفي أن أقول لكم بأنني لا أعرف عن ماذا كنت أتكلم!

حسناً، ما هو نظام جنو/لينكس؟

لعبة تركيب نظام تشغيل

لعبة التركيب ليغو مشهور ومحبوبة بين الأطفال حول العالم، وليس الأطفال فقط من يلعب بها بل الكبار أيضاً، وهناك عشرات المواقع والمقالات والكتب التي تشرح كيفية استخدام هذه القطع لتكوين رجال آليين أو هيكل لحاسوب أو سيارة صغيرة.

هناك شيء مشترك بين قطع ليغو وبين البرامج الحرة، فليغو هي مجرد قطع ملونة بأحجام مختلفة، لكي تصنع لعبة عليك أن وضع القطع فوق بعضها البعض بترتيب معين حتى تحصل على اللعبة التي تريد، والبرامج الحرة لا تختلف كثيراً عن ليغو، فكل مبرمج وكل مشروع ينتج برنامجاً معيناً، أداة صغيرة أو مكتبة برامج، ولا يمكن الاستفادة من هذه البرامج إن لم تقم بتركيبها بطريقة معينة لكي تحصل في النهاية على نظام تشغيل.

في عام 1984 بدأ مشروع جنو على يد ريتشارد ستالمن، والهدف هو إنشاء نظام تشغيل حر، وقام المشروع بعمل برامج مختلفة يحتاجها النظام لكن كان ينقصه فقط قطعة واحدة أساسية، هذه القطعة كان من المفترض أن تكون نظام تشغيل يسمى GNU Hurd، لكن هذا النظام لم ينجح لأسباب عديدة.

هنا تبدأ قصة لينكس التي يعرفها أكثركم، أعلن لينوس تروفالدس الشاب الفنلندي عن لينكس في عام 1991م، وهو نواة نظام تشغيل، النواة لوحدها لا فائدة منها، فهي لن تعمل من غير أدوات وبرامج أخرى، وهذا ما يوفره مشروع جنو، هكذا ركبت القطعة الأخيرة في نظام جنو/لينكس وبدأ العالم في استخدام نظام جديد يقوم على أساس فلسفة مختلفة.

النواة والنظام

عند الحديث عن لينكس كنواة سندخل في تفاصيل تقنية كثيرة، تفاصيل لا يهتم بها عامة الناس، لكن قد يهتم بها المبرمجون أو المتخصصون في علوم الحاسوب، ويمكن لهؤلاء أن يجدوا بعض الكتب التي تتحدث عن الجوانب التقنية لنواة لينكس، وهناك مقالة واحدة نشرت في موقع LXer تستعرض تفاصيل تقنية في النواة.

أما الحديث عن جنو/لينكس كنظام تشغيل سيقودنا للحديث عن توزيعات لينكس، التي يزيد عددها عن خمسمئة توزيعة، لماذا ظهرت كل هذه التوزيعات وما الفائدة؟

كما قلت سابقاً، البرامج الحرة تشبه لعبة التركيب، كل شخص لديه قطعة ويشارك الآخرين بها، القطع لوحدها لا تفعل شيئاً، لكن مع تركيبها يصبح لدينا نظام تشغيل مفيد، ولأن البرامج حرة، يمكن لأي شخص أن يركبها كما يشاء ويصنع نظام تشغيله الخاص، وفي الغالب سيكون هذا النظام معتمداً على نواة لينكس وأدوات مشروع جنو.

توزيعة لينكس ما هي إلا نواة لينكس مع مجموعة كبيرة من الأدوات والبرامج، وكل توزيعة تتميز عن غيرها بشيء ما، فبعضها مخصص للمستخدمين الجدد الراغبين في نظام سهل الاستخدام، وبعضها مخصص للمستخدمين المحترفين، بعضها يعمل من القرص المدمج مباشرة بدون حاجة إلى تثبيتها، وهكذا لكل توزيعة هدف.

وهناك الكثير من المواقع التي تستعرض نسخ لينكس المختلفة وتبين إيجابياتها وسلبياتها، يمكنك متابعة هذه المواقع كلها من خلال موقع واحد وهو دسترو واتش.

لينكس أم جنو/لينكس؟

هناك حور أو جدال قديم حول تسمية نظام التشغيل، فهل علينا أن نقول لينكس أم جنو/لينكس؟، مشكلة التسميات أنها تربك الناس، فعندما يقول أحدهم لينكس فقد يعني:

  • لينكس النواة.
  • نظام لينكس الذي يتكون من نواة مع برامج كثيرة.
  • إحدى توزيعات لينكس.

ريتشارد ستالمن مؤسس مشروع جنو ومنظمة البرامج الحرة طالب كثيراً بأن يسمى النظام جنو/لينكس لأنه نظام يعتمد على أدوات مشروع جنو ومن الظلم ألا يذكر اسم مشروع جنو، لأنه بدون أدوات هذا المشروع لن يكون هناك نظام تشغيل، تستطيع أن تستخدم نظام لينكس بدون متصفح فايرفوكس أو بدون البرنامج الفلاني، لكنك لا تستطيع استخدامه بدون أدوات جنو.

النقطة الثانية هي أن مشروع جنو لا يريد فقط أن يذكر اسمه لمجرد الشهرة، بل لكي ننشر فكرة البرامج الحرة والأهداف التي نريد تحقيقها باستخدام البرامج الحرة، هناك بعد فلسفي في الموضوع.

هناك بالطبع من يرى الأمر كله بشكل مختلف، فلماذا نستخدم المصطلح الأكثر تعقيداً بدلاً من أن نقول فقط لينكس؟ من ناحية عملية كلمة "لينكس" أكثر شهرة وهي كلمة صغيرة فلا داعي لتكرار جنو/لينكس في كل مرة أريد فيها التحدث عن النظام.

ما رأيك؟ شخصياً أفضل أن أكتب اسم النظام هكذا: جنو/لينكس، لكن عند الحديث عنه أكتفي بإسم النواة فقط.