الثلاثاء، 5 ديسمبر 2006

الحاسوب عند إعداد المحاضرات

سبق أن تحدثت عن كيفية الاستفادة من الجداول الممتدة وخدمات الويب، واليوم أتحدث عن الإعداد للمحاضرات والدورات وكيف يمكن للحاسوب أن يفيدني.

المحاضرات بالنسبة لي عمل ممتع، أنا أستمتع كثيراً بإلقاء الدروس لأنني أرى فيها فرصة كبيرة للتعليم، والأجمل هو تواصل الجمهور بعد كل محاضرة، في نفس الوقت المحاضرات مرهقة ومثيرة للقلق، في يوم المحاضرة لا أستطيع التفكير في أي شيء آخر، أشعر بالقلق لأنني مقبل على تجربة إن فشلت فيها سأعرض سمعتي للخطر، لا أحد يريد دعوة شخص فاشل لإلقاء الكلمات، ولا أريد أن أكون هذا الشخص، لكن ما إن أنتهي من المحاضرة حتى ينقلب حالي تماماً.

أشعر بأن القلق لم يكن له سبب، وأشعر بارتياح عميق ورغبة في تناول شيء من الطعام لأنني في الغالب لا أتناول أي شيء قبل المحاضرة!

الحاسوب أداة مساعدة لإلقاء المحاضرات ويمكن الاستغناء عنه، عليك في البداية أن تنسى الحاسوب إذا بدأت في إعداد أي محاضرة، فكر أولاً في القيمة التي تريد أن تعطيها للآخرين، فكر في الجمهور ومستواه الفكري، هل ستتحدث عن أمور تقنية لأناس غير متخصصين في هذا الجانب؟ إذاً عليك أن تبسط الأفكار لا تدخل في تفاصيل التقنيات بل إشرح فوائدها، فكر في أهم النقاط التي تريد طرحها وحاول أن تضع تصوراً أولياً لما ستقوله، كل هذا يمكنك أن تفعله بدون حاسوب، استخدم فقط عقلك وقلم وبضعة أوراق.

فائدة الحاسوب تبدأ عند البحث عن مصادر لمحاضرتك، البحث في الحاسوب أسرع بكثير من البحث في المكتبات والكتب، وهناك مصادر عديدة يمكن أن تستفيد منها، الشبكة الآن مكتبة ضخمة فيها كل شيء تقريباً، لكن إحذر من جمع المصادر وتضخمها بدون أن تستفيد منها، لا تضيع وقتك أكثر من اللازم في جمع المصادر بل لخص هذه المصادر وخذ منها ما تحتاجه فقط.

يجب أن تكون لديك الآن محاضرة جاهزة كاملة يمكنك أن تلقيها بدون الاستعانة بأي وسيلة، إن لم تكن قادراً على فعل ذلك فلا تتعب نفسك لأنك لا تملك شيئاً تقوله، بعض المتحدثين المحترفين يضعون مقاييس مختلفة لقياس مدى استطاعة المرء على تقديم كلمة أمام جمهور، إليك بعض الأمثلة:

  • هل تستطيع أن تلخص كل محاضرتك في دقيقتين؟ إن لم تستطع فأنت لا تعرف ما تتحدث عنه.
  • لخص محاضرتك في خمسة نقاط، إن لم تستطع فمحاضرتك أطول من اللازم.
  • تصور أنك تلقي محاضرة ما، وبعد عشرة دقائق اضطررت لقطع محاضرتك، لعل الكهرباء توقفت أو أن أسداً أفلت من حديقة الحيوان ليستمع لك! هل يمكن للجمهور أن يفهم مغزى كل محاضرتك فقط بمجرد أنه استمع للدقائق العشر الأولى منها؟

هذه مقاييس مختلفة، لكن كلها تؤكد على مبدأ واحد: إجعل محاضرتك بسيطة قصيرة مركزة.

في هذه الأيام المحاضرات لا تلقى إلا مع عرض تقديمي مصمم بأحد برامج الحاسوب مثل مايكروسوفت باور بوينت أو أوبن أوفيس أمبرس - وهو البرنامج الذي أستخدمه- أو كي نوت وهو البرنامج الذي أتمنى أن أستخدمه، وهناك بالتأكيد برامج أخرى كثيرة.

إن قمت باستخدام أحد هذه البرامج فعليك بالتالي:

  • لا تضع الكثير من النصوص في عرضك، أكتفي بجمل قصيرة مركزة.
  • لا تضع النصوص بخط صغير، استخدم أكبر حجم للخط يمكنك استخدامه.
  • اعتمد على الصور والرسومات التوضيحية.
  • ليكن العرض التقديمي مجرد وسيلة مساعدة لا وسيلة إلقاء المحاضرة.
  • لا تقرأ ما في عرضك، الجمهور سيشعر بالملل فوراً إن لم تتحدث لهم مباشرة بدون وسيط.

في النهاية، أعتقد يقيناً أن أهم نقطة يجب أن تتذكرها هي: ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، إن لم يكن كلامك فيه حرارة ومشاعر متقدة فعليك ألا تلقي أي محاضرة.

إقرأ المزيد