الثلاثاء، 5 ديسمبر 2006

بسيطة … مجرد كلام!

إذا أردت أن تبني منزلاً فعليك أن تتصل بشركة مقاولات متخصصة وتتحدث مع مهندس متخصص، إذا أردت أن تخيط ثوباً لك فعليك أن تذهب إلى الخياط، إذا أردت أن تصلح خلل ما في كهرباء المنزل فعليك أن تستعين بكهربائي لديه خبرة، وإذا أحسست بألم حاد في أسنانك ستذهب إلى طبيب الأسنان، لكن إن أردت إنشاء موقع فيمكن لأي شخص فعل ذلك مقابل مئتي درهم!

ما أسوأ أن تشعر بأن عملك لا يقدره أحد، مع أنني أحاول دائماً أن أذكر نفسي بأنه لا يهم أن يقدر عملي أي شخص المهم أن يستفيد أي إنسان في هذا العالم مما أفعل، لكنني إنسان كبقية الناس بحاجة إلى تشجيع مستمر بحاجة إلى أن أجد التقدير، انعدام التقدير يقول للإنسان: لا أحد يلاحظك، لا أحد يهتم لشأنك، وجودك غير مهم.

ما الذي يدفعني لقول كل هذا؟ لا شيء سوى أمرين بسيطين لكنهما جعلاني أشعر بضيق شديد حتى خرجت من المنزل لأتمشى لعلي أهدأ لكن لم يزدني ذلك إلا ضيقاً، عندما أعطي كلمة لشخص ما وألتزم بها ثم لا يتلزم بها هو فهذا يجعلني أشعر بغضب شديد، غضب مدمر إن لم أتحدث عنه سيدمرني من الداخل.

الكلمة بالنسبة لي لها وزن كبير، أحاول بقدر الإمكان أن ألتزم بما قلته، لا أدعي أنني المستقيم الذي لا يخطأ، لكنني أحاول وعندما لا أستطيع أن ألتزم بما قلته أعتذر وأعترف بخطأي لأنني أعرف أن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوات الإصلاح، المشكلة لدي هو عدم التزام الآخرين بما اتفقنا عليه، ما الذي يجعل الإنسان يتفق معي على كلمة في يوم ثم يغيرها في اليوم التالي؟ لماذا أصبحت الكلمة رخيصة لدينا حتى لم يعد أحد يهتم بما يقول فهو مجرد كلام!

المسألة بالنسبة لي ليست بسيطة، إن كنا كأمة نريد أن نعود مرة أخرى لسابق عهدنا ومجدنا فلا بد من احترام الكلمة، لا بد من نتذكر أخلاق البادية حيث كان العربي يقول كلمة فيموت دونها ولا يعود عنها لأن الكلمة بالنسبة لهم هي الشرف، وديننا يدعونا إلى أن نراقب ما نقول لأن الكلمة قد تدخل المرء الجنة وقد تقذف به إلى النار، نحن ندرك ذلك جيداً مع ذلك نتهاون في أحاديثنا.