في موضوع سابق بعنوان لتأتي كل المعلومات إلي! طرحت تصوراً بسيطاً عن الحاسوب وكيف أن المعلومات يمكنها أن تصل إليك مباشرة لتعرف كل شيء تقريباً عن معلوماتك وما عليك أن تفعله.
تصور معي أنك تفعل ذلك بطريقة مختلفة قليلاً، تصور أن لديك جهاز يسمى "الكتاب الإلكتروني"، هذا الكتاب خفيف الوزن ونحيف يمكن أن تضعه في شنطة صغيرة، شاشته بحجم مناسب يمكنها أن تعرض النصوص وتستخدم تقنية الورق الإلكتروني، أي شاشة واضحة عالية الدقة يمكنها أن تعرض النصوص والصور بشكل مريح للعينين.
تقوم في الصباح الباكر بوصل الكتاب بحاسوبك ثم تضغط على زر صغير وتذهب لتناول إفطارك، وبينما أنت تضيف المزيد من الوزن إلى جسمك وتأكل طعاماً غير صحي يقوم الكتاب بحفظ الكثير من المعلومات:
- آخر الأخبار من صحيفتك المفضلة بحسب اختياراتك، فأنت تتابع الأخبار الاقتصادية والاجتماعية ولا تهتم بالرياضية، لذلك سيحفظ الكتاب الأخبار التي تهمك فقط.
- آخر المقالات من مواقعك المفضلة.
- قصص فكاهية مصورة
- ملفات صوتية "بودكاست" من المواقع التي تتابعها.
- أوراق رسمية لمعاملات حكومية، يمكنك أن تنجزها في الطريق أو أثناء أوقات الانتظار!
- قائمة الأنشطة التي ستقام في مدينتك.
- برامج التلفاز والإذاعة اليوم.
- قائمة المهام التي تريد إنجازها.
- قائمة المواعيد.
- مجموعة من الكتب والمجلات التي لم تقرأها بعد.
- كتب جامعية أو مدرسية إن كنت طالباً.
تصور معي أن هذا يمكن أن يتحقق اليوم بتقنيات متوفرة اليوم لكن ما يؤخرنا عن فعل ذلك أمور مختلفة لا علاقة لها بالتقنيات، فمثلاً الشركات المصنعة لأجهزة الكتب الإلكترونية تبيع هذه الأجهزة بسعر مرتفع ولا تسمح بوضع كتب منسوخة إلا بوجود تقنية حماية، بمعنى آخر لا يمكنك أن تقرأ الكتب المتوفرة مجاناً على الشبكة! ثم هناك معايير مختلفة للكتب الإلكترونية ولتقنيات حمايتها ومعايير مختلفة لإضافة المحتويات الأخرى مثل ملفات MP3 وقوائم المهمات والمواعيد.
من المؤسف حقاً أن الكتاب الإلكتروني له فرصة كبيرة ويمكن أن يحل محل الكتاب الورقي في الكثير من الحالات، أعتقد شخصياً أنني أفضل قراءة الصحف والمجلات باستخدام الكتاب الإلكتروني لأن هذا سيساعد على تقليل استهلاك الورق وهذا يعني أن الأشجار في الغابات حول العالم لن تقطع لإنتاج المزيد من الورق، المجلات والصحف عادة تقرأ لمرة واحدة ثم ترمى وهذا استهلاك كبير للورق.
كذلك الكتاب الإلكتروني أخف وزناً بكل تأكيد وهذا أمر إيجابي وضروري لطلبة المدارس والجامعات، يمكن حفظ عشرات أو مئات الكتب في جهاز واحد، مكتبتك في حقيبتك!
مع ذلك كله الكتاب الورقي سيبقى معنا مدة طويلة، شخصياً أفضل أن أقرأ قصة مطبوعة على الورق عندما أقرأ قبل النوم.
إقرأ أيضاً:
- مشاريع وأفكار ومصادر لنشر الكتب
- الكتاب الإلكتروني والفرصة الضائعة
- الكتب الإلكترونية: ماذا نعرف عنها؟، هذا الموضوع هو الذي دفعني لكتابة موضوعي الصغير هذا.
- Mobile Read، موقع متخصص في الكتاب الإلكتروني.