عندما ظهرت فكرة الهاتف في منتصف القرن التاسع العشر تسائل البعض: من هذا السخيف الذي يريد التحدث إلى قطعة من حديد؟ لم يكن هؤلاء يدركون أن قطعة الحديد هذه ستغير العالم والناس، سيتمكن الناس من إنجاز أعمالهم في وقت أقل، فبدلاً من انتظار البرقيات والرسائل لأيام أو أسابيع طويلة يمكن إنجاز العمل في مكالمة واحدة وخلال دقائق معدودة، اليوم يمكن لأي شخص أن يسافر إلى الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، وعندما يصل إلى الفندق يرفع سماعة الهاتف ويتصل بمنزله ليقول: ألو! أنا بخير والحمدلله وصلت إلى الفندق قبل قليل، الجو جميل هنا، كم الساعة لديكم؟!
يمكن لفكرة بسيطة مثل الهاتف أن تغير حياة الناس إلى الأفضل إن استخدمت بشكل صحيح، وهذا ما حدث في بنغلادش، لمعرفة المزيد شاهد إقبال قدير وهو يشرح كيف تغيرت حياة الناس في بنغلادش بفضل الهواتف النقالة وكيف أصبحت الهواتف تغطي معظم أنحاء البلاد.
يقول إقبال بأن الاتصال هو الإنتاجية لأن الاتصال هو ما يختصر المسافات والوقت، فحتى تنجز عملاً ما يمكنك أن تذهب إلى الشخص في مدينة أخرى أو في دولة أخرى أو يمكنك أن ترفع سماعة الهاتف لكي تنجز العمل نفسه وتختصر الوقت من ساعات إلى دقائق.
تحدث عن الفقر وكيف أن الفقر لا زال موجوداً مع أن العالم اكتشف الكثير من الحلول والأفكار والدول الغنية تقدم المساعدات للدول الفقيرة مع ذلك لا يزال الفقر موجوداً، لماذا؟ إقبال يقول بأن المساعدات والثروة للدول الفقيرة تعني أن السلطات تزداد قوة بينما يضعف الشعب، والسلطات يمكنها أن تتمتع بالثروة بينما الشعب لا يحصل إلا على الفتات، تبدو قصة مألوفة لي!
فحتى نعالج مثل هذه المشكلة لا بد أن يقوم الناس أنفسهم بعلاج هذه المشكلة وذلك بأن يتواصلوا في ما بينهم وينجزوا الأعمال بعيداً عن أي إشراف أو اعتماد على الحكومة أو باستخدام أقل حد ممكن من الإمكانيات التي تقدمها الحكومة.