الثلاثاء، 6 مارس 2007

من نحن؟ … لن نخبرك!

بالأمس وصلت إلى موقع يسمى التعلم الإلكتروني باللغة العربية وكما هي عادتي قمت بتصفح قسم "من نحن" الذي أبدأ بتصفحه عند زيارة أي موقع، في الغالب المواقع تضع صفحات يسمونها حول الموقع أو حول الشركة وهي الصفحات التي أبدأ بقرائتها لأنني مهتم فعلاً بمن قام بإنشاء الموقع ومن يديره وما هي أهداف الموقع.

لكنني لم أجد شيئاً عن القائمين على الموقع، لا سيرة ذاتية ولا صور ولا أي شيء آخر، قمت بزيارة صفحة اتصل بنا والتي تحوي في البداية على عنوان المؤسسة وبريداً إلكترونياً وهذا أمر طيب، كان عليهم إضافة أرقام الهواتف لتكتمل الصورة.

في أسفل الصفحة نموذج للمراسلة يحوي ما يكفي من الأخطاء التي يجب تجنبها في أي نموذج مراسلة، في البداية هناك تنبيه باللون الأحمر على أن هناك حقول إجبارية يجب أن تكتب باللغة الإنجليزية؟ ماذا؟! أنا في موقع التعلم الإلكتروني باللغة العربية لماذا علي أن أكتب هذه البيانات بالإنجليزية؟ إن كانت هناك أي صعوبات تقنية لا تسمح بإضافة اللغة العربية في النموذج فعلى القائمين على الموقع أن يبحثوا جيداً عن مبرمج أكثر كفاءة بدلاً من أن يطلبوا من الزائر الالتزام بقواعد معينة في الكتابة.

ثم هناك معلومات كثيرة يجب أن أدخلها، لماذا يطلب أصحاب الموقع كل هذه البيانات؟ هل يقومون بجمع قاعدة بيانات عن كل من يراسلهم؟ أم أن الأمر أكثر بساطة فقد قاموا بتصميم نموذج المراسلة بهذا الشكل لمجرد أنهم قادرون على فعل ذلك؟

لا يكفي أن تتحدث عن أهداف الموقع والوسائل المستخدمة لتحقيق هذه الأهداف، لا يكفي أن تتحدث عن الرؤيا والرسالة، أريد أن أعرف من أنت أو أنتم؟ أريد أن أعرف أسماء الأشخاص الذين يعملون في الموقع وأرى صورهم إن أمكن ذلك وأقرأ سيرة ذاتية مختصرة، أريد أن أعرف تاريخ الموقع أو المؤسسة.

بدون هذه المعلومات كيف سأثق بالموقع أو بالمؤسسة؟ قلت من قبل أن المواقع هي وسائل إعلامية تفاعلية، عندما يزور الشخص أي موقع فيمكن أن نقول أنه طرف في حوار مع الموقع أو من يقف خلف الموقع، من غير اللائق أن تحاول إخفاء هويتك وأنت تحاور الناس، لكي تؤسس قاعدة من الثقة يجب أن تعرف بنفسك.

من المفترض أيضاً أن تقدم وسيلة واضحة للاتصال بالمؤسسة أو بأصحاب الموقع، يجب أن يكون هناك رابط واضح يقول "للمراسلة" أو "اتصل بنا" وفي هذه الصفحة ضع عنواناً بريدياً للمؤسسة وأرقام الهواتف، ضع نموذجاً للمراسلة لكن لا تقم بتعقيده، يجب ألا يطلب النموذج من الزائر سوى معلومات ضرورية مثل البريد الإلكتروني والرسالة، هذا كل شيء، ربما من المفيد أن تضع مربعاً لإضافة الاسم فبعض الناس ينسون كتابة أسمائهم في الرسالة.

سيقول البعض: لكن نحن سنضيف مربعاً يحوي خيارات لتوجيه الرسالة إلى شخص معين أو موضوع معين، وسؤالي لهؤلاء: هل تظن أن الزائر يهتم أين ستذهب الرسالة بقدر اهتمامه بأن يجد رداً عليها وبسرعة؟ مررت كثيراً بمثل هذه النماذج التي تضع خيارات لتحديد موضوع الرسالة، في الغالب لا أستطيع أن أعرف الاختيار المناسب، ولا يهمني أين تذهب الرسالة أو من سيرد عليها لأن هذا شأن داخلي للمؤسسة أو للموقع ويجب ألا يفكر فيه الزائر.

بالطبع سيقول البعض: لكن بعض أصحاب المدونات والمواقع الشخصية يرغبون في إبقاء هوياتهم مجهولة، أعلم ذلك ولا حاجة لتكراره، ما قلته في هذا الموضوع ينطبق على المواقع المتخصصة التي تقدم دروساً أو خدمات وتريد أن تقدم الفائدة وينطبق كذلك على مواقع المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات التطوعية، هذه المواقع يجب أن تعرف بنفسها جيداً.

ملاحظة أخيرة: نقدي للموقع المذكور أعلاه ليس موجهاً له وحده فهناك عشرات المواقع العربية التي لو تحدثنا عنها لوجدنا أنها أسوأ بكثير مما رأيته في موقع التعلم الإلكتروني، على الأقل هذا الموقع أضاف بيانات الاتصال وبريداً إلكترونياً، هناك مواقع لا تحوي حتى صفحة من نحن أو وسيلة للمراسلة، وبعضها بالمناسبة مواقع حكومية.