الأحد، 18 نوفمبر 2007

مهارات عصر المعلومات

ملاحظة: جزء من هذه المقالة يعتمد على ما كتبه جيكوب نيلسون في مقالة بعنوان Life-Long Computer Skills

أصبحت الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب مطلباً أساسياً في الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة، وبالغ البعض في تقييم هذه الشهادة فأعطاها أكثر مما تستحقه، مؤسسة ما فرضت على الموظفين أن يحصلوا على هذه الشهادة ويوقعوا تعهداً بأنهم سيبقون في العمل لعام ونصف بعد الدورة! لا أدري كيف فكر من اتخذ هذا القرار؟ هل يظن أن هذه الشهادة مفيدة إلى هذه الدرجة؟ لعله ظن أن هذه الشهادة تعني أن المتدرب أصبح خبيراً في الحاسوب لا يشق له غبار!

ماذا عن خبراء الحاسوب الذين لم يحصلوا على هذه الشهادة؟ هل سيطلب منهم أيضاً أن يدفعوا الشيء الفلاني مقابل الدورة وامتحاناتها؟ هذه سخافة! لا يعقل أن نجبر خبير الحاسوب على أن يدخل في دورة تعلمه كيف يفتح الملف، وكيف يقوم بإنشاء مجلد، وكيف يكتب مقالة أو جدولاً، لأن خبير الحاسوب يعرف هذه الأشياء وحتى لو لم يعرفها يمكنه خلال دقائق أن يتعلمها، فلماذا الإصرار على الشهادة؟

لأننا نحب المظاهر، لأن البعض سيربح من آلاف الناس الذين يسعون للحصول على الشهادة من أجل الوظيفة، لأن بعض المدراء لا يهتمون حقاً بالإنسان بقدر اهتمامهم بالقواعد والقوانين وكل شيء يمكنه أن يجعل حياتنا أكثر تعقيداً.

وليست المسئلة متعلقة بهذه الشهادة فقط بل بغيرها أيضاً، مهارات الحاسوب لدى البعض تعني ويندوز، أوفيس، إكسبلورر، أوت لوك وسوليتر! أو أي شهادة صادرة من شركات معروفة.

المشكلة في مثل هذه الشهادات والدورات أنها تركز على أدوات لا على مبادئ وأساسيات، والأدوات تتغير فما يدرسه المرء اليوم قد يصبح في المستقبل القريب غير مفيد بأي شكل.

مهارات عصر المعلومات

من المفترض أن يتعلم الناس مهارات مختلفة عند تعاملهم مع الحاسوب، فالأدوات نفسها ليست مهمة، لا فرق إن استخدام المرء هذا البرنامج أو ذاك، المهم أن ينجز عمله، ولكي يفعل ذلك لا بد من تعلم هذه المهارات:

  • البحث، كيف أبحث عن المعلومات التي أريد؟ هذه المهارة تزداد أهمية مع الأيام خصوصاً مع ازدياد كمية المعلومات والمعرفة المتوفرة اليوم.
  • مصداقية المعلومات، كيف يمكن أن نحكم على مصداقية المعلومات التي نجدها على الشبكة؟
  • إدارة المعرفة، مع ازدياد وسائل الاتصال والنشر سيحتاج الإنسان إلى تعلم كيفية إدارة هذه المصادر والاستفادة منها بدون أن يضيع وقته في جمعها.
  • الكتابة للمواقع ووسائل الاتصال الإلكترونية، هنا قواعد مختلفة، المهم هو الاختصار والوضوح.
  • مهارات الإلقاء واستخدام الحاسوب كوسيلة توضيح.
  • تصحيح الأخطاء الحسابية والبرمجية، ليس بالضرورة أن يكون كل شخص مبرمجاً، لكن هناك أساسيات يمكن للجميع تعلمها لتجنب الأخطاء في قواعد البيانات والجداول الإلكترونية، مثل هذه الأخطاء اليوم تكلف بعض الشركات كل شهر آلاف الدولارات.

من المفترض أن يتعلم الناس هذه المهارات بدلاً من تعلم الأدوات، لأن الأدوات لا تحتاج إلى دورات وشهادات ما لم تكن هذه الأدوات معقدة وتؤدي مهمات معقدة، ألا يمكن أن يتعلم الناس كيفية فعل هذا الشيء أو ذاك في برنامج ما من خلال دليل استخدام البرنامج؟ يمكن ذلك بالتأكيد لكن البعض سيصر على الغباء الرسمي: بدون شهادة أنت جاهل ولا تعرف شيئاً حتى لو كنت بيل غيتس نفسه!