الأربعاء، 5 أبريل 2006

رداً على مقالة لينكس في مجلة آفاق العلم

في العدد الماضي من مجلة آفاق العلم والتي بالمناسبة طرحت آخر عدد لها بالأمس، نشر مقال حول لينكس، وقمت بكتابة رد على المجلة، ورأيت أن أنشر ردي هنا بما أن المجلة لم تضعه في عددها الجديد.

الرد

وصف نظام لينكس بأنه نظام "أوروبي" غير دقيق أو بالأحرى غير صحيح، نظام لينكس حر وهو نظام عالمي، شارك في تطويره أناس من مختلف أنحاء العالم، ولا يتبع جنسية معينة ولا يمكن لأحد أن يحتكره، أما بخصوص انتشار ويندوز، حقيقة هذا ليس عذراً لعدم تأمين ويندوز، لا يمكن أبداً أن نتساهل في أمن المعلومات لعذر مثل هذا أو غيره، النقطة الثانية: هل انتشار ويندوز تسبب في مثل هذه الاختراقات الأمنية أم أن تصميم ويندوز غير الآمن نفسه هو الذي شجع المخربين على استغلال ثغراته؟ أفتح أبوب سيارتك وقم بتشغيلها ودع المفتاح في داخلها واتركها، إن سرقت فلا تلقي باللوم على "مدى انتشار" هذه السيارة، بل المشكلة هنا أنك جعلتها قابلة للسرقة وبسهولة ولذلك فرصة سرقتها أعلى بكثير من السيارات الأخرى، كذلك الحال مع أنظمة التشغيل.

أما الامتحان الحقيقي لنظام لينكس حول الحماية فأعتقد أن كاتب المقالة لم يطلع على آخر قوائم الثغرات التي تظهر في لينكس وكيف تصحح خلال ساعات قليلة، مبرمجو لينكس أنفسهم والكثير من المستخدمين يقومون بفحص النظام وكتابة تقارير عن الأخطاء والثغرات وتصحيح هذه الأخطاء، هذه عملية مستمرة، وهناك بحوث كثيرة كتبت عن أمان أنظمة لينكس ويونكس وبينت عيوبها ووضعت حلولاً.

فائدة البرامج الحرة غير محتكرة فقط للمحترفين والمتخصصين، عندما تطبق قوانين الملكية الفكرية على البرامج التجارية ويجبر كل مستخدم على دفع المئات من أجل نظام ويندوز وقتها سيضطر الناس إلى التفكير في البدائل، وحسب تجارب الكثير من الناس "العاديين" وغير المتخصصين في التقنيات، وجدوا أن لينكس يحقق لهم ما يريدون، وهم ينجزون أعمالهم بشكل جميل، بدون الحاجة إلى برامج حماية ودون القلق على بياناتهم.

أما تنزيل لينكس، فهناك من يقوم بتنزيل مئات "الجيجابايتات" من الأفلام والبرامج المقرصنة، مقاهي الإنترنت المنتشرة تستخدم لمثل هذه الأغراض، فلماذا يستطيع هؤلاء إنزال هذه الأفلام ولا يستطيعون إنزال قرص واحد بحجم 600 ميغابايت؟ هناك أناس ليس لديهم خطوط سريعة، وهؤلاء يمكنهم إنزال نسخ من لينكس صغيرة الحجم تتراوح أحجامها ما بين 50 إلى 250 ميغابايت، ربما لا زال الحجم كبيراً، يمكنه أن يشتري قرصاً بسعر يتراوح ما بين دولارين إلى 50 دولاراً حسب النسخة وحسب الموقع الذي يبيع هذه الأقراص، وصفة المجانية تختفي هنا لكن هذا منطقي، لا أعتقد أن الكاتب يتوقع أن يتبرع محبو لينكس لكل شخص بأقراص مجانية، لكن إن حصلت على القرص سيكون لديك نظام حر تستطيع أن تنسخه كما تشاء وتستخدمه كما تشاء بدون أي قيود قانونية.

هناك توزيعة أبونتو التي يمكنك أن تحصل على عدة نسخ منها مجاناً، فقط أرسل عنوانك.

بخصوص توزيعات لينكس، أوافق الكاتب على أن تعددها يصيب المرء بالحيرة، لكن إن اخترت توزيعة محددة ستتعامل مع شركة واحدة، فلا يعقل أن تستخدم ريد هات مثلاً لتحصل على دعم فني من سوزي! إن اشتريت ريد هات ستحصل على دعم فني من ريد هات، وإن أردت يمكنك شراء كتب من ريد هات، وبرامج تدريب وشهادات عالمية معترف بها.

أرى أن المقالة ينقصها الكثير من التدقيق وفيها تعميم لا يصح.